ليـلُ البَتـُول
ما أغناكِ بهذا الفقر ! لأن الغيرةَ مبْغَضةٌ في عرفِ الشعراء، سأقول: أغبطك. بقدر ما تمنّيتُ أن أكون أنا من قال هذه اللؤلؤة: لن أطلب وآمل ، مهما اشتدّ بيَ الضعف، ألاّ أُجاب... أغبطك. .. .. .. .. .. .. وها أنتِ الآن، مسفوحةً على وريقاتِ هذا الدفترِ - دفترِ حياتكِ المشكوكِ في جدواه وجدواها - لا تطلبين ولا تأملين أن تُجابي. فإذنْ : ما الذي؟ . . . وما الذي؟ . . . . . نكتبُ، أو نعيش؟ : ذلك ما يسأله الشعراءُ عادةً. وأعرف أنكِ، بالشجاعةِ اللائقةِ بمن ابتُلوا بنعمةِ السؤال، اخترتِ الكتابة. نعم، لهذا أحبُّ ما أنتِ عليهِ، تماماً كما أحبُّ جميع المرضى والمعاقين وفاقدي الأمل: أحبّ عنادَ المهزومين. أعرفُ ما أنتِ ومن أنت . لهذا أعرف كم أنتِ موشكةٌ على بلوغِ الحافّةِ ومهدّدةٌ بالخسران .. الخسرانِ الذي - في عقيدةِ الشعراء - أثمنُ من كلّ فوز وأنبلُ من كلّ مشتهى. اطمئني إذنْ إلى ما أنتِ فيهِ وما أنتِ ماضيةٌ إليه. اطمئني إلى خيبةِ السؤالِ وبؤس المسعى. مثلُكِ لا يكسبُ إلاّ عزلتَه وشقاءَ نفسه. مثلكِ لا يربح. مثلكِ لا يليق به الربح. مثلكِ يكابدُ . . ويرضى . : ذلكَ هو امتيازُ الشعر، وتلك غايته . الشعر إقامةٌ في الليل. .. .. .. .. ..
تفاصيل كتاب ليـلُ البَتـُول
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
الدار الناشرة: الهيئة العامة السورية للكتاب
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 0
مرات الزيارة: 324
عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
