لقد أصبحت التكنولوجيا و التقنيات المتقدمة دعامة أساسية للتعامل مع متطلبات الحياة الحديثة، حيث أضحت كل أركان الحياة تكاد لا تخلو من استخدام الأجهزة الإلكترونية كالفاكس والحاسب وملحقاته وغيرها، إضافة إلى ذلك أصبح من الضروري التعامل مع التقنيات المتطورة كالشبكات اللاسلكية (السكية و اللاسلكية , الحاسوبية منها و غير الحاسوبية)وغيرها الكثير الكثير ,,, وفي هذه الأيام أصبح من غير الممكن الاستغناء عن استخدام الهاتف الجوال (الموبايل)، أو الاستغناء عن التعامل مع الحاسب ومع شبكة الإنترنت للتواصل مع الآخرين من أشخاص أو شركات أو خدمات وغيرها، حتى التسوق قد أصبح أحد أشكاله إلكترونياً عبر الانترنت.
ولتحقيق كل ذلك كان لابد من تطوير الإلكترونيات وشبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية وغيرها من العلوم التقنية التي تندرج جميعها تحت ما يسمى اختصاص هندسة الإلكترونيات والاتصالات Electronics & Telecommunication Engineering.
هندسة الالكترونيات والاتصالات هو اختصاص يجد فيه كل من لديه فضول علمي ملاذاً للتعرف على كيفية عمل الأجهزة والتقنيات الحديثة من الداخل بعين المصمم وليس المستخدم ، وكيف يتحرك كل إلكترون في فضاء الذرة الواحدة من كل وحدة من أجزاء أي دارة الكترونية تقع بين يديه خطأً أو عمداً من باب الشغف والفضول العلمي، وكل من لديه شغف ليعرف كيفية تحقيق عمليات الاتصالات بمختلف أنواعها وفهمها من جذورها .......حيث يعتمد هذا الاختصاص على الفهم والتحليل الإلكتروني العملي تارةً، والتحليل المنطقي المجرد والرياضي تارةً أخرى، وذلك يكون بتوظيف المعرفة النظرية و الخبرة العملية .
يشمل هذا الاختصاص دراسة العلوم الأساسية في السنة الأولى منه التي تضعنا - كطلاب - على أرضية خصبة لفهم كل ما سيأتي فيما بعد من مواد تخصصية، فنتناول بعض مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء بعد ذلك نبدأ رويداً رويداً بدراسة المواد التخصصية فندرس الدارات الكهربائية عموماً؛ لتوسع مدراكنا لفهم الدارات الإلكترونية خصوصاً وتعلم تصميمها وتحليلها إلى عناصرها الأساسية، وفهم ما يحدث ضمنها وضمن كل عنصر من عناصرها، كما نتعامل مع الحاسب انطلاقاً منه كيان إلكتروني؛ فلذلك لابد من تناول بعض اللغات البرمجية وأهمها لغة ++C لتمكننا من فهم عمل الحاسب من جهة، ومن برمجة الدارات الإلكترونية الحديثة وتصميمها وسهولة التعامل معها, كما نتناول أيضأً الدارات المنطقية بأنواعها، وتعني دراسة الدارات الالكترونية بشكل تجريدي من المفهوم الإلكتروني ودراسة الغاية من استخدام هذه الدارات على أرض الواقع في التجهيزات والنظم الرقمية.
في السنتين الأخيرتين سننتقل إلى تناول مواد أكثر عمقاً في الاختصاص لكنها بالتأكيد أكثر إمتاعاً، فكلما تعمق طالب الالكترون المحب لاختصاصه في تخصصه أكثر كلما زاد استمتاعه بها، ومن هذه المواد سندرس معالجة الإشارة ونظم الاتصالات المختلفة والتلفزة كما سنتعلم لغة الـ VHDL، وسنتناول مفهوم الالكترونيات الدقيقة والدارات المتكاملة IC، ولابد لنا أيضاً كطلاب هندسة الالكترون والاتصالات من معرفة وفهم ودراسة المعالجات والمتحكمات الصغرية ومعرفة الفرق بينهما والتعامل معهما، وفي السنة الأخيرة بالإضافة إلى ما تبقى من مواد تخصصية كهندسة الرادار ونظم الاتصالات الحديثة والشبكات الحاسوبية، فعلينا حتماً أن ندرس الاقتصاد الهندسي لنتعلم كيفية التعامل مع هذا المجال من حيث التصميم والتصنيع ودراسة جدواها من وجهة نظر اقتصادية
وخلال سنوات الدراسة سيكون قد تكوّن لدى كل طالب ميوله الشخصي ورغبته الخاصة في التركيز بشكل أكثر عمقاً في مجال معين أكثر تخصصاً، فيتجه إما باتجاه شبكات الاتصالات ودراستها، أو باتجاه البرمجة والتصميم ليتجه بعد التخرج إلى العمل في إحدى المجالات التالية:
مهندس مصمم - مهندس تنفيذ وتركيب - مهندس تشغيل - مهندس صيانة - ومهندس المبيعات
وهكذا نجد أن هذا الاختصاص يشمل دراسة مختلف التقنيات الالكترونية وشبكات الاتصالات بمختلف أنواعها بدءاً من أصغر دارة، والتي قد تتألف من بطارية ومصباح، وانتهاء إلى ما قد يتوصل إليه العقل البشري الذي لا حدود لإبداعه من الاختراعات والتقنيات المتقدمة
لذلك سيفتح المستقبل أبوابه لكل طالب في هندسة الاتصالات والالكترونيات، فمتطلبات الحياة العصرية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالتكنولوجيا في كل مجال (في مجال الطب – والاقتصاد – وعلم الحياة ............) ومختلف الجوانب الحياتية الأخرى.