كبراءة الذئب من دم يوسف...تفجيرات دمشق

.كبراءة الذئب من دم يوسف...تفجيرات دمشق

الرسم_بالكلمات

عضــو فضـي

وما طوافنا حول كعبة الشك إلا لنلمس حجر الحقيقة..

مسجل منذ: 02-09-2008
عدد المشاركات: 1912
تقييمات العضو: 410
المتابعون: 22

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

كبراءة الذئب من دم يوسف...تفجيرات دمشق

26-12-2011 04:37 PM

منذ بدء الانتفاضة الشعبية في سوريا ضد نظام الحكم القائم وحتى الشهر التاسع من عمر هذه الثورة لم تتغير رواية النظام ولم يقل اصراره وعناده باتهام جهات خارجية وقوى أصولية " بتزاوج غريب بينهما ! " أنها وراء الأحداث وانها تهاجم جيشاً مسكيناً وأجهزة أمن ملائكية فترد بغريزة الدفاع عن النفس لتنذود عن حماها وتتفادى الموت وقد يصاب بعض المدنيين " بأخطاء فردية "...

وبحسب تقرير هيومان رايتس ووتش فإن اصابات المدنيين لم تكن مصادفة أو بالخطأ بل هي بعنف ممنهج تتبعه السلطات في سوريا لقمع الانتفاضة الشعبية التي وصفت بأنها أشد الأأزمات التي واجهها نظام الرئيس بشار الأسد منذ استلامه الحكم في 2001 .

صبيحة الجمعة التي سماها ثوار سوريا " جمعة بروتوكول الموت " استيقظ أهالي دمشق على صوت انفجارين كانا قد ضربا في " فرع أمن الدولة " و ما يسمى " بفرع المنطقة " الكائنان في قلب العاصمة دمشق وقد كان عدد ضحايا هذه العمليات حوالي الـ 44 شخص بين مدني وعسكري حسب رواية النظام السوري.

النظام في دمشق سرعان ما وجه أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة حيث ردت مختلف أطياف المعارضة سريعاً لتنقض هذه الرواية بعدة مآخذ :

أولها كان بأن النظام وبعد أقل من ساعة " وبسرعة تحقيق تاريخية " حدد من هو الطرف المعتدي وفق ما سماه تحقيقات أولية في حين أن هذه الفترة الزمنية لم تكن كافية لاطفاء النيران وتجهيز الموقع لبدء التحقيقات ! فكيف استطاع النظام معرفة أن القاعدة هي وراء الفعل وما الادلة التي استند إليها وما التحقيقات التي أجريت....لا أحد يدري !
في حين أن التحيقيقات في حادثة أطفال درعا ومقتل المتظاهرين فيها " منذ تسعة أشهر " ما زالت معلقة ولم تعرف نتائجها بعد !
زيادة على ذلك فإن تنظيم القاعدة " الذي يفتخر بعملياته ولا يخجل " لم يصدر أي بيان لتبني العمليات وهو الذي عودنا عقب كل عملية يقوم بها أن يظهر ممثلاً عنه ليقول أن التنظيم هو وراء العملية....فغياب الاعتراف من التنظيم هو من أكبر الأدلة على براءته منها...كبراءة الذئب من دم يوسف !

ثانياً : سوريا..البلد المعروف بانه مملكة من الفروع الأمنية فلا تستطيع الذبابة أن تعبر الحدود بلا ترخيص أمني حتى ذهب بعض المعارضين كنوع من الدعابة للقول بأن مرض انفلونزا الخنازير لم يدخل سوريا لان دورية أمنية استطاعت اعتقال الفايروس على الحدود...فكيف لهذا البلد الذي تطبق الأفرع الأمنية بفروعها الخمسة عشر على كل شارع فيه أن تتجول بشوارعه سيارتان محملتان بالقنابل في منطقة تعج بالحواجز الأمنية وخصوصاً في هذه الفترة الحساسة أمنياً دون أن تمر على حاجز واحد ويتم تفتيشها ودون أن ترصدها كاميرات المراقبة التي من المؤكد أن تصل إلى أهم الفروع الأمنية في العاصمة بعد أن وصلت إلى مراحيض كلياتنا ومدارسنا !
فهل كانت الفروع الأمنية بلا كاميرات ؟ هذه المناطق التي يعتبرها السوريين أرضاً محرمة تحمل من المهابة ما يكفي لجعلهم يرتعدون لمجرد سماع اسمها أن تكون بلا حواجز ولا كاميرات مراقبة ولا حتى حرم !

ثالثاً : موقع حركة الاخوان المسلمين الذي ظهر للعلن فجأة وتبنى العمليات ثم علقت الجماعة بأن الموقع لا يتبع لها وأنه "ملفق " ثم تبين أن مؤسسه هو " اميل قس نصر الله ابن مستشار مفتي الجمهورية باسل قس نصرالله" وقد نشر هذا الموقع بياناً يفيد بأن حركة الاخوان المسلمين تبنت الحادثة...النقطة التي تثار هنا..إن كان هذا الموقع قد تم تأسيسه قبل العمليات بأسابيع..أليس هذا دليل على " النية المبيتة " للتفجيرات يعلم بها كبار رؤوس النظام ؟ ألا يلتقي بنفس الخط مع اعطاء الاجازات للضباط الكبار وبعض العاملين في الفروع اجازة قبل الحادث بأيام ؟ كما أن هذا الموقع عندما كان مفبركاً فلماذا ما يزال هذا الذي نشر معلومات تضلل سير العدالة مستقراً في بيته ولم تتم محاكمته أو التحقيق معه بخصوص نشره لهذه المعلومات ؟

رابعاً: عدد الشهداء...
هم 44 أو أكثر حسب رواية النظام السوري...وهو رقم كبير جداً بالنسبة لعملية قامت في يوم عطلة وفي منطقة " امنية " من النادر أن يتواجد فيها السوريين صبيحة الجمعة وفي هذا الوقت العصيب أمنياً الذي تعيشه سوريا ثم سنسأل كيف اخترق الانفجار الجداران الاسمنتية المسلحة والبوابة المصفحة للفروع وكيف وصلت للبناء الذي يبعد أكثر من مئة متر عن البوابة وكيف قتلت مدنيين ( في الشارع ) وعسكريين ( داخل الفرع ) في آن واحد وهما يبعدان عن بعضهما أكثر من مئة متر اضافة للجدران السميكة والبوابة المصفحة المحمية ...وسط غياب غير مبرر لكاميرات المرقبة !

لو تركنا " الشق الجنائي " قليلاً لنسأل أنفسنا..من المستفيد من هذه التفجيرات ؟ وهو السؤال الأول الذي يطرح عقب كل جريمة...فلنبحث عن المستفيد الأكبر :
الطرف الأول وهو من اتهمه بالوقوف وراء الأحدث هو تنظيم القاعدة..
ما هي علاقة تنظيم القاعدة بسوريا ؟
لم نستمع في تاريخ القاعدة انها قامت بتفجير داخل الاراضي السورية فسوريا ليست المكان الملائم ولا تملك حاضنة اجتماعية لأفكار القاعدة وليس للقاعدة أية مصالح في سوريا وهي بمنأى عن تفجير مركز امني تعلم أن الضباط فيه لن يأثروا في بنية النظام السوري بشكل كبير ولا يوجد ولا مبرر واحد أو مصلحة للقاعدة في الاراضي السورية..عدا عن ذلك فإن القاعدة تعيش مرحلة من التشتت والصراع بعد مقتل بن لادن وهي غير جاهزة للقيام بأي عملية..هذا أولاً..وثانياً فإن موقف القاعدة من الربيع العربي كان موقف المراقب المتأمل ر موقف العامل المشارك..كيف لا وهم ينظرون الى استراتيجية جديدة للتغيير تتمثل في الحشد الشعبي والاحتجاج السلمي وهذا ينافي عقيدتهم لكنه كان فعالاً وعملياً أكثر من استراتيجية "القتل والتفجير".. ولهذا لم نر في اليمن " مرتع القاعدة " ولا عملية واحدة طوال فترة الثورة فلماذا سوريا ؟ لا أحد يدري..
علماً أن تنظيم القاعدة هو تنظيم صديق لسوريا فبحسب ويكيليكس فإن علي مملوك في احدى رسائله للخارجية الأميركية هدد بأن التنظيم " مخترق " من قبل عملاء الامن السوري وأنهم يستطيعون تجنيد القاعدة ضد مصالح أميركية...فلماذا لم يقم عملاء النظام في داخل التنظيم بتبليغ النظام عن العملية ؟ ولماذا أصلاً تفسد القاعدة علاقتها مع سوريا في حين أن أحد أهم المطلوبين منها وهو " محمد السوري " مختبئ في ايران ولو أفسدت القاعدة علاقتها مع سوريا لقامت ايران حليف النظام السوري بتسليمه للجهات المختصة والتلاعب فيه كورقة ضغط على الغرب لتخفيف الضغوطات عن ايران

أما الطرف الثاني فهو المعارضة السورية....المعارضة منذ تسعة أشهر تنادي باللاعنف وتسوّق ثورتها في العالم كلها على أنها ثورة شعبية سلمية ولو أن الجيش الحر قام بهذه العملية لتبناها كما تبنى من قبل عملية فرع المخابرات الجوية...كما أنها أي المعارضة لن تقوم بتفجير مبنى يحتوي على عدد كبير من نشطاء الثورة مع عدد قليل من الضباط بسبب انشغالهم صبيحة الجمعة " باعمال معروفة " فالفرع لن يكون مكتظاً بالضباط ليكون هدفاً للمعارضة التي لا يملك نشطاءها المقدرة على الذهاب إلى " فرن الخبز " بسبب الحصار الشديد عليها فكيف تخترق أحد أعتى فروع المخابرات في سوريا ؟

الطرف الأخير هو النظام...هل استفاد من العمليات ؟
الخسائر كانت بعض المدنيين والعساكر صغار الرتبة ومن المؤكد أن من قتل أكثر من عشرة آلاف سوري منذ بداية الأحداث بين عسكري ومدني فلن يخجل من التضحية ببعض الافراد مقابل شغل المراقبين العرب صبيحة وصولهم وخلط أوراقهم ونقل صورة إليهم على أساس أنه نظام يعاني كما يعاني الشعب من القتل وأن المجرم في سوريا هو طرف ثالث يستهدف الجميع دون تمييز.

وذهبت بعض الأصوات إلى أن الشجثث المتفحمة التي شوهدت على التلفاز السوري لم تكن سوى جثث " بعض " من قضوا بمجزرة كفرعويد في اليومين السابقين للتفجير...رغم ان هذه الأصوات لم تلقى لها صداً واسعاً لغياب البرهان لكن النظام السوري لماذا قام بدفن الجثث بسرعة دون القيام بفحص الـ DNA وهو أمر ضروري ومطلوب في هذا النوع من الحوادث ؟ ! ...

بقي أن نسأل النظام ومن يتبنى رواية النظام : لماذا لم يوجد ولا بيت عزاء واحد في كفرسوسة حيث من المفترض ان يكون المدنيون في تلك المنطقة هم من أهالي المنطقة خصوصاً صبيحة يوم الجمعة حيث لا يخرج أحد في ذلك الوقت من المنازل فعلى أقل تقدير أن يكون نصف المدنيين المتواجدين هم من أهل المنطقة..التي لم تشهد ولا بيت عزاء واحد عقب التفجيرات ! فمن هم المدنيين ؟ ومن أين احضرتموهم ؟

اضافة سريعة :
قال أحد مراقبي جامعة الدول العربية التي تزور العاصمة السورية دمشق والتي بدأت عملها صباح أمس الجمعة بزيارة مبنى أمن الدولة الذي تم تفجيره : إن تكدس أشلاء القتلى في مكان ذي مساحة محدودة وفي محيط دائري لبؤرة الانفجار يدل على أن الجثث كانت قد وضعت مسبقاً قبل التفجير ، وبعضها قد تم وضعه على عجالة بعدها ، وأن الدماء القانية اللون تفيد بما لا يدع مجالاً للشك أنها لم تتعرض لضغط أو حرارة أي تفجير (المصدر : عرب 24)

الكلام هو فوضى أفكار تم ترتيبها بشكل سريع " بسبب قرب موعد انقطاع الكهرباء " وهو قابل للزيادة عليه...

تحياتي....

« عرض آخر مواضيع العضو »

ملتقى طلاب جامعة دمشق

أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.