الطريق من دمشق إلى قرطبة

للمؤلف: محمد عبد الحميد الحمد
يحاول هذا الكتاب (الطريق من دمشق إلى قرطبة)إعادة تاريخ ضائع، The lost History، أعني تاريخ الحضارة العربية في الأندلس، حضارة دامت حوالي ثمانية قرون من الزمن (711 - 1492) والسؤال الأول:لماذا إعادة إنتاج ذلك التاريخ؟ أليس ذلك التاريخ شيء مضى وانقضى؟ وأصبح من أحلام العرب الماضية. نعم، ولكن محاولة استعادة تاريخ حضارة إنسانية فريدة، كالحضارة الأندلسية، شيء يستحق بذل الجهد والعناء، في إعادة قراءة الكتابات التي خلّفها العرب القدامى، إلى جانب ما قام به العرب والمستعربين الإسبان. ولكي تكون تلك القراءة تأسيساً، لإحياء التاريخ القديم الذي سميته التاريخ الضائع، لابد من التركيز على العلاقة التي قامت بين شعوب إسبانية المسلمة من عرب وبربر ويهود ومسيحيين من أهل البلد الذين عرفوا بالمستعربين، والتبصر بما خلّفوه من علم وفلسفة وشعر وتصوف وغناء وموسيقى ورقص، إلى جانب الآثار المعمارية من مساجد ومدارس وقصور وقناطر وقلاع حصينة ذات زخرف وزينة. والسؤال الثاني:لِمَ وكيف اختفت تلك الحضارة الفريدة؟ في اعتقادي أن العرب أقاموا دولة قوية ولكن في وسط حضاري مختلف العناصر اللغوية والدينية والثقافية والعرقيّة، وكان العرب أقلية بالنسبة للشعب الإسباني. الذي كان يعمل لاسترداد بلاده، وكان العرب قد استنفذوا طاقتهم بالنزاعات الداخلية بين عرب وبربر، وفي التهالك على الملذات والترف، مما أضعفهم أمام عدو متربص بهم، ويود استرداد مدنه المفقودة. والسؤال الثالث:هل مضت تلك السنوات وأهلها وغدت أحلاماً لا سبيل لاستعادتها؟ لا أعتقد ذلك، إن الحضارة الأندلسية بما خلقته من روائع الفن والفكر، وذكريات العيش المشترك لا يمكن أن تمحى من ضمير الشعب الإسباني، والأوابد التاريخية ماثلة أمامهم اليوم. والسؤال الرابع:ما العبرة من إعادة إنتاج ذلك التاريخ الضائع؟. أتوخى العبرة بتبصرنا في المستقبل، في صراعنا العربي الإسرائيلي، لقد غزت جيوش الفرنجة الساحل السوري، واستقروا في بلاد الشام حوالي قرنين من الزمن، ولأنهم كانوا أقلية في وسط معادي لهم، تفككت إماراتهم، وعادوا إلى بلادهم، ولم يتركوا أثراً محموداً كالعرب في إسبانية المسلمة، قال المستشرق اليهودي ماكسيم رودنسون: -إن دولة إسرائيل مصيرها التفكك والسقوط والزوال مثل الإمارات اللاتينية التي استمرت قرنين من الزمن ثم زالت-. سأدون تاريخ العرب واليهود وما أبدعوه في إسبانية المسلمة قبل أن يتعرضوا إلى عذاب محاكم التفتيش السيئة الذكر، وبيّنت الفرق بين الفتوحات العربية، وما تعرض له العرب واليهود على أيدي الإسبان المتعصبين مما دفع بالمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبونإلى قولته المشهورة: -ما عرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب-. اعتمدت في كتابة التاريخ على النصوص التي خلفها العرب وما دونه المؤرخون العرب والأجانب وما قاله الشعراء. كقول أميرهم أحمد شوقي: يا نائح الطلح أشباه عوادينا نأسى لواديك أم تأسى لوادينا ولم يكن ذلك التأسي ليمنعني أن أرى التاريخ بعين بصيرة واعية، كما رآها مؤرخون عرب أمثال أمير البيان شكيب أرسلان (1871 - 1946) الذي كتب الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية، وكما كتب العلامة محمد كرد علي (1876 - 1953) في كتابه الأندلس في حاضرها وغابرها وما دوّنه السادة الدكاترة أمثال عبد العزيز الأهواني وحسين مؤنس ولطفي عبد البديع وشوقي ضيف، وأحمد بدر، وما دونه المستشرقون الأوروبيون والإسبان وعلى هؤلاء المستشرقين عوّلت كثيراً لأنهم مؤرخون منصفون وسأذكر بعضهم: المستشرق الهولندي رينهارت دوزي Dozy. R(1820 - 1883): ولد دوزي في ليدن من أسرة فرنسية، وتعلم مبادئ العربية في المنزل، ثم واصل دراستها في جامعة ليدن وأحرز جائزة على بحثه عن (ملابس العرب). ثم نشر تاريخ بني زيان ملوك تلمسان نقلاً عن المصادر العربية، وكان لحواشيه وتعليقاته قيمة في البحث التاريخي. وفي عام 1845 تزوج رينهارت وذهب لبرلين لقضاء شهر العسل، وهناك عثر على الجزء الثالث من كتاب الذخيرة لابن بسام. وفي سنة 1846م قصد إنكلترا فنسخ الجزء الثاني من كتاب الذخيرة من مكتبة أكسفورد. ونتيجة لدراساته واهتماماته بالتاريخ الأندلسي عيّن أستاذاً للعربية في جامعة ليدن (1850 - 1878) وكتب خلالها كتباً كثيرة عن ابن رشد والرشدية ردّ فيه على تعصب أرنست رينان الذي قال: -أنه لا أصالة في الفلسفة العربية بالقياس إلى الفكر الإغريقي، وإن ابن خلدون لم يأت بجديد، منكراً الفكر العقلاني عند ابن رشد وابن خلدون-. كما كتب دوزي عن دولة بني عبّاد وقد استعان بكتاب الذخيرة لابن بسام، ونشر كتاب المعجب في تلخيص أخبار المغرب لعبد الرحمن المراكشي مع مقدمة ضافية باللغة الإنجليزية في لندن (1847 - 1881)، ونشر كتاب البيان المغرب في أخبار المغرب لابن عذاري المراكشي في ليدن (1847 - 1851) وصححه فيما بعد المستشرق الفرنسي ليفي بروفنسال ونشره في باريس عام 1932م. وصنّف دوزي كتاباً هاماً بعنوان تاريخ المسلمين في إسبانية إلى فتح المرابطينلها في أربعة أجزاء، تناول في الجزء الأول الحروب الأهلية بين العرب والبربر، والثاني عن النصارى والمرتدين. والثالث عن خلفاء بني أمية وعن تسامحهم مع رعاياهم من اليهود والنصارى، والرابع عن ملوك الطوائف ليدن (1849 1861م) وقد ترجم الكتاب إلى الإسبانية ونشر في مدريد 1920م. ونقل عنه الأستاذ كامل الكيلاني في كتابه ملوك الطوائف. وللعلامة رينهارت دوزي بحوث كثيرة في تاريخ إسبانية المسلمة وآدابها في العصر الوسيط في جزئين في أمستردام 1881م، وكتاباً عن مملكة غرناطة نشره في المجلة الشرقية باللغة الألمانية 1862م. وله كتاب عن تاريخ الإسلام منذ فجره حتى عام 1863م كتبه بالهولندية وطبعه في ليدن 1863م ونشر الجزء الخاص بإفريقيا والأندلس من كتاب نزهة المشتاق للشريف الإدريسي (1000 1165م) وطبعه في ليدن 1866م. وكتب بحثاً عن عريب بن سعيد وربيع بن زيد الأسقف القرطبي في المجلة المشرقية باللغة الألمانية 1866م وأعاد دوزي نشر تاريخ الموحدين للمراكشي ونشره في ليدن 1881م. لقد اعتمدت كثيراً على المعلومات التاريخية التي جاء بها دوزي لاعتقادي أنه مؤرخ وباحث ثقة. المستعربون الإسبان: لدى بعض المؤرخين العرب اتهام للمستشرقين بسوء النية، لاعتقادهم أنهم يكتبون لغايات استعمارية، ولديهم أحكام عنصرية ضد العرب، إلا المستعربين الإسبان ليس لديهم من غاية إلا معرفة الحقيقة لأن تاريخ الأندلس هو تاريخهم. المستعرب فرانشيسكو كوديرا اي ثيدين (1836 - 1917) Fr.Codeira ولد Fr.Codéra Y Zaidinفي بلدة خونز من أعمال أراجون وتعلم اللاتينية واليونانية والعبرية والعربية ورحل إلى شمال أفريقيا ليتضلع بالعربية، ذهب إلى تونس وفاس واشترى مخطوطات عربية وعبرية، وعاد إلى مدريد وأصبح أستاذاً لكرسي العربية في الجامعة، وكان له الفضل في إنشاء المكتبة العربية الإسبانية، وانطلقت بفضله مدرسة المستشرقين الإسبان، وانتخب عضواً في مجمع التاريخ سنة 1910، والجمعية الآسيوية الباريسية، وحقق ونشر عدة كتب ودراسات في تاريخ إسبانية المسلمة. وله كتاب في أفول واختفاء المرابطين في جزئين ردّ فيه على المستشرق الهولندي رينهارت دوزي الذي تعصب لملوك الطوائف العرب على المرابطيم البربر فشوه صورة عصرهم وأثبت خطأه. نشره في سرقسطة 1899م. وله دراسة عن ازدهار الاقتصاد العربي عام 1912م والنقود العربية في أراغون نشره في مدريد 1913م والدنانير العربية الذهبية في ايبيريا نشره في مدريد 1913م، وكتب عن الإرث على المذهب المالكي ونشره في مدريد 1914 وكان كوديرا معجباً بالعرب دون تعصب لهم. المستعرب ربيرا ي طراجو Ribera Y Trago(1858 - 1934) ولد في قرية قرب بلنسية، وتعلم العربية في جامعة مدريد على يد كوديرا، وعين أستاذاً للعربية والعبرية في عام 1887م في جامعة مدريد وأستاذاً لتاريخ اليهود والمسلمين في الجامعة (1905 1927) ثم اعتزل التدريس وانصرف إلى التأليف في بلنسية، وانتخب عضواً في المجمع اللغوي الإسباني، وكان له الفضل في الكشف عن أصول الشعر الغنائي (التروبادور) وردّه إلى أصول عربية، ونشر كتاباً عن تاريخ القضاء في قرطبة للخشني القيرواني متناً وترجمه للإسبانية في مدريد 1914 وديوان ابن قزمان أثبت فيه أن الشعر الغنائي الذي عرف في جنوب فرنسة باسم شعر الجوابين نشأ ونما في تربة إسبانية من الزجل العربي في الأندلس، ثم انتقل منها إلى ألمانية، وأبدع فيه الشاعر مينسانجر (1130 - 1150). تشر الديوان في مدريد 1922م. وكتب عن موسيقى زرياب وأثرها في الموسيقى الإسبانية نشره في مدريد 1927، رد فيع على دوزي، وترجم إلى الإسبانية فتوح الأندلس لابن القوطية ونشره في مدريد 1926. وقد حال الموت عن إكمال كتابه عن تاريخ الثقافية الإسلامية في الأندلس عام 1934م. المستعرب الكبير اسين بلثيوس Asin Palacios(1871 1944) ولد في سرقسطة وتخرج من معهدها الديني، في اللاهوت المسيحي، وتلقى العربية على ربيرا عام 1891م، ونال الدكتوراه من جامعة مدريد عام 1896م ونشر رسالته عن عقيدة الغزالي في الأخلاق والتصوف عام 1901 وخلف كوديرا على كرسي العربية في جامعة مدريد 1903م وألقى خطاب انضمامه إلى مجمع العلوم الأخلاقية والسياسية عن مدرسة ابن مسرة على جبل العروس في قرطبةوتأثيرها على الفكر الأندلسي عام 1912، وكتب عن مصادر الكوميديا الإلهيةوأثبت أنه أخذ عن أبي العلاء المعري، ونشر كتابه في مدريد عام 1919م. وكتب دراسة عن كتاب الفصل في الديانات والنحل لابن حزم عام 1923 نشره في مدريد في خمسة أجزاء. وانتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق 1933م. وقد اشتهر بكتابه عن حركة التفاعل الثقافي بين المسيحية والإسلام في مدريد عام 1934 وكتب عن مذهب ابن رشد ولاهوت توما الإكويني 1904م وله سلسلة دراسات في تصوف ابن عربي نشرها في مدريد (1925 - 1931) ترجمها في كتاب إلى العربية الدكتور عبد الرحمن بدوي في القاهرة. كما نشر رسالة القدس لابن عربي في مدريد عام 1929، ودراسة عن أصول الفلسفة الأندلسية وصدورها عن ابن مسرة في مدريد 1914م. كما نشر المدخل إلى صناعة المنطق لابن طلموس عام 1916. وصنّف كتاباً عن ابن حزم الفيلسوف والفقيه نشره في مدريد عام 1934م. وكتب عن أثر زيج البتاني على الفلك الأندلسي من خلال دراسته لأبي القاسم مسلمة المجريطي عام 1940م. ونشر مجموعة رسائل ابن باجة منها رسالته في اتصال العقل الفعّال بالإنسان متناً وترجمة في مدريد عام 1942م. كما نشر رسالة الوداع لابن باجة متناً وترجمة إسبانية في مدريد 1943م. ونشر كتاب قصة المعراج والكوميديا الإلهية نشر في مدريد بعد وفاته 1945م. ونشر له كتاب تدبير المتوحد لابن باجة في مدريد عام 1946م، وكتاب عن ابن مسرة ومدرسته في جزئين نشر في مدريد عام 1946 1947م. لقد اعتمدت كثيراً على دراسات آسين بلاثيوس خصوصاً في الفلسفة والتصوف. المستعرب انخل جونثالث بالنثية Gonzalez Palencia(1889 - 1945) ولد في سانتياجو، وتخرج من جامعة مدريد عام 1910 وصّنف كتاباً في تاريخ الأدب العربي ـ الإسباني 1928، وتقدّم ببحث الأستاذية كرسي تاريخ اليهود والمسلمين في جامعة مدريد عام 1930. وله كتاب النصارى تحت حكم المسلمين في أربع مجلدات نشر في مدريد (1926 - 1930). وتاريخ الأدب العربي الإسباني نقله إلى العربية الدكتور حسين مؤنس باسم تاريخ الفكرالأندلسيبالقاهرة عام 1955 وقد اعتمدت عليه كثيراً، كما ترجم كتاب حي بن يقظان لابن طفيل بالإسبانية في مدريد عام 1934م، وله غيرها كثير من الكتب. المستعرب منيديث بيدال Menndez Pidal(1868 - 1955) ولد في لاكرونة وعين أستاذاً لفقه اللغات الرومانية في جامعة مدريد (1899 - 1839) وانتخب عضواً في المجمع اللغوي الإسباني 1902م وأشرف على تاريخ إسبانية العام يقع في 30 جزءاً، وله كتاب عن الشعر العربي والشعر الأوروبي (1938 - 1944). وله كتاب عن تاريخ مكتب المترجمين في طيلطلة في جزئين نشره في برشلونة 1949، وله كتاب عن إسبانية بين النصرانية والإسلام 1953م. وآخر كتبه عن إدخال العلوم العربية إلى أوروبا عن طريق إسبانية 1955م. وقد اعتمدت عليه في تاريخ الترجمة عند اليهود ومدرسة ابن طبون. المستعرب ميّاس فاليكروسا Millias Vailicrosa.j(1897 1967) ولد في قرية من أعمال خيرون، وتخرج من جامعة برشلونة، وسمي أستاذاً للعبرية ثم مديراً لمعهد الدراسات العبرية في برشلونة، وأحرز على جائز الدولة عام 1963، وله دراسات على نصوص عبرية عن قضاة قطلونة متناً وترجمة إسبانية نشره في برشلونة 1927 وله ترجمة كتاب الضياء (الزوهر) لإبراهيم برخيا متناً عبرياً وترجمة قطلونية نشر في برشلونة 1929م، ونشر الكتابات المستعربة ليهود طليطلة في مدريد 1930م. والشعر العربي الإسباني في مدريد 1940، وكتاب عن الفيلسوف اليهودي سليمان بن جبيرول في مدريد 1946م، وترجمة ونشر كتاب المحاضرة والمذاكرة لموسى بن عزرا برشلونة 1948م. والشعر العبري (البيوطيم) من بعد التوراة حتى اليوم برشلونة 1952م، ودراسة عن إبراهيم بن عزرا مهداة إلى جورج سارطون 1947م. وكتاب عن مترجمي بلاط ألفونسو الحكيم مدريد 1933م. وترجم رسالة الإسطرلاب لإبراهيم بن عزرا عام 1940م وكتابات ابن وافد وابن بصال في الزراعة مدريد 1954م. وقد اعتمدت عليه في دراسة الفكر العبري. المستعرب إميليو جارثيا جوميث E. Carcia Gomez(1905 - 1995): ولد في مدريد ودرس في جامعتها عام 1926م وتخصص في اللغة العربية، ثم جاء إلى بغداد والقاهرة ليتعمق باللغة العربية عام 1927 وعاد إلى إسبانية وعين أستاذاً بجامعة غرناطة عام 1929 ثم انتقل إلى جامعة مدريد سنة 1940 وعين مديراً للمعهد الثقافي الإسباني العربي ومديراً لمدرسة الدراسات العليا بمدريد 1956، وحصل على مخطوط قديم لابن سعيد المغربي اتخذه أساساً لدراسة الشعر العربي الإسلامي، ونالت أبحاثه شهرة عالمية لما تميزت به من جودة ومصداقية وانتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق عام 1948م. وله دراسة عن رواية عربية جعلها مصدر مشترك لابن طفيل والقس جراثيان نشرها في مدريد 1926م. ونشر نص عربي من أسطورة الإسكندر نشرها في مدريد 1926م، وهما رسالتاه للدكتوراه. يقول غوميث: زرت مصر عام 1927، وكانت معي رسالة توصية إلى العلامة أحمد زكي باشا، وكانت داره تدعى (دار العروبة) ومن خلال تلك الدار تعرفت على معظم أدباء مصر أمثال الدكتور طه حسين الذي تابعت دروسه في كلية الآداب في الجامعة المصرية، وبمساعي الدكتور طه حسين فتح المعهد المصري في مدريد، ثم عملت تحت إشراف المستشرق الكبير أسين بلاثيوس ونشرت مرثية الإسلام في الأندلس للصفندي في مدريد 1934م. ومختارات من شعر ابن زيدون وابن عمار والمعتمد بن عباد وأبي الفرج الجبائي في مدريد عام 1940م. ثم عينت سفيراً لإسبانية في بغداد وبيروت وأنقرة، وقمت خلالها بنشاط في المجال الثقافي، وعندما عدت إلى بلادي قمت بدراساتي وأبحاثي التي حصلت بها على جائزة أمير أستورياس عام 1992م، وهي أعلى جائزة أدبية في إسبانية-. وله دراسات عن الخرجات والموشحات نشرها في مدريد (1951 - 1958) كان محور اهتمام غوميث هو الشعر الأندلس الذي أحبه وأخلص إليه وكان هدفه دائماً إعلاء شأن الثقافة العربية، واستعادت أثرها الذي كان مجهولاً في الثقافات العالمية الأخرى. ومن دراسات غوميث ترجمته إلى الإسبانية طوق الحمامة لابن حزم مدريد 1952م، كما نشر ديوان ابن قزمان عام 1933م. وترجم إخوان الصفا 1936 وانهيار الخلافة الأموية في قرطبة 1948، والحكم الثاني وصراعه مع البربر نص لابن حيان 1948، ووقعة الزلاقة لابن حيان 1954م. وقصيدة سياسية غير منشورة لابن طفيل مجلة معهد الدراسات المصرية 1953م. ومن دراساته المهمة تحقيقه لكتاب الحب المحمود، للكاتب الأندلسي كاهن هيثا (1295 1353م) من المدجنين الذين ظلوا في قرطبة وقد حافظوا على دينهم سراً، وكتبوا الإسبانية بحروف عربية، وقد ترجم الكتاب إلى العربية محمد بن شريفة وهو الذي نشر كتاب أمثال عوام الأندلس لأبي يحيى عبد الله الزجالي، ووضع غوميث دراسة عن الموشحات العربية وعن الزجال الأندلسي الكبير محمد بن قزمان الذي قال عنه إنه شاعر مبدع ومجيد لا مثيل له عند العرب، وقد أبدع شعر الزجل الشبيه بالعروض الإسباني (الرومانث) وقد كانت لابن قزمان تعليقات على أحداث عصره مثل معركة الزلاقة (1086م) التي انتصر بها الملثمون البربر على ألفونسو المحارب (نشر هذه الدراسات في مدريد بين أعوام (1949 - 1954)). لقد كان للشاعر العبقري غاريسيا لوركا(1898 - 1936) تأثير كبير على غوميث، وكان لوركا يرافق الباحث الإسباني رامون بيدال. في أزقة وقرى غرناطة بحثاً عن رجل عجوز عنده علم بالألحان والأغاني القديمة التي لم تدوّن من أجل فهم الشاعر الإسباني غونفورا (1561 - 1627) وكان من الشعراء الموريسكوس ذوي الأصول العربية والذين اتخذوا أسماء إسبانية وبدلوا ديانتهم خوفاً من محاكم التفتيش. وقد نظم لوركا عدة قصائد لتكريم ذلك الشاعر الثوري، في ديوانه (ديوان التماريث) الذي يتكون من 12 غزالة و9 قصائد، وكان الديوان كله مفعماً بحب العرب والعربية. يقول الدكتور محمود صبح: -وحسبك أن لوركا قد نهل من الشعر العربي الكثير بفضل صداقته للأستاذ غوميث حين كان أستاذاً للعربية في غرناطة تلك المدينة التي كل ما فيها زاخر بمعالم حضارة العرب الخالدة-. جمع الأستاذ غوميث الأشعار المكتوبة على جدران المساجد والقصور والنوافير في الساحات في مدينة الحمراء، وأكثرها من شعر الوزراء الثلاثة ابن الجباب وابن الخطيب وابن زمرك في كتاب ترجمه إلى الإسبانية ونشره في مدريد عام 1986م ويقال إن جمع تلك الأشعار والكتابات استغرقت حوالي خمسين سنة (1930 - 1981). واستاطع الأستاذ غوميث إنتاج كتابه المهم في رسالة الدكتوراه (مع شعراء الأندلس والمتنبي) الذي عربه الأستاذ طاهر مكي عام 1990م ومن دراسات غوميث عرفنا مدى تأثير الأمثال والشعر والغناء في وجدان الشعراء الإسبان المعاصرين. عرض وتحليل الكتاب: يتوزع الكتاب على ستة حقول معرفية سميتها فصول: الفصل الأول: تاريخ إسبانية قبل الإسلام بيّنت في هذه الفصل، تكوّن إسبانية قبل العصور التاريخية، منذ تشكل القرى الأولى فيها، يوم كان الإنسان الأول يعيش في المغاور والكهوف، نستدل على ذلك من صور الحيوانات، ثم بينت الدراسات الأثرية عن صلات جزيرة إيبيريا بسواحل المتوسط، وكيف أن الفينيقيين وصلوا جزيرة إيبسو (جزيرة إبتيز الحالية) وهي من جزر الباليار الإسبانية. أيد العالم الأثري موسكاتيالاستيطان الفينيقي (الكنعاني) بقوله: -إن مثل هذه الآثار التي اكتشفت داخل إيبيريا في ترشيشتدل على الذوق الجمالي، والمعارف التقنية، وعلى رقي الحياة الاقتصادية، والتنظيم الاجتماعي، وعلى المعتقدات الدينية والإيديولوجية، إلى حد اعتبار ترشيش مثالاُ على التحضر الفينيقي لكل حوض المتوسط-. وحسب مروياتاسترابونالذي اعتمد على مدونات بوزيدنيوس الأفامي(الحموي): إن الإغريق عمروا جزيرة إيبيز بعد أن أصبحت شبه خالية من الفينيقيين وفي سنة 509 ق.م وقعت معاهدة بين (قرطاجة وروما) وفيها أعطى الرومان لمستعمراتهم في (ملقة والقصر) حق التجارة، على الساحل الجنوبي، وعلى ساحل البرتقال وفي سنة 206 ق.م أصبحت إسبانية مستعمرة رومانية، بعد أن كانت مستعمرة فينيقية، وهكذا نرى أن شبه الجزيرة الإيبرية كانت ذات طابع شرقي. وعندما أعلن الإمبراطور قسطنطين عام 325م دين الدولة (المسيحية)، انتشر المذهب الأريوسي في شبه الجزيرة الإيبرية، وسادت الثقافة اليونانية والرومانية، وانتشرت الفلسفة الرواقية والإبيقورية، وتبلورت طبقات المجتمع، وظهر في قرطبة الفيلسوف سنيكا الرواقي، وفي طيلطلة ظهر الفيلسوف لوقليوس الإبيقوري. وانتشرت الأديرة والكنائس وبرز مفكرون كبار أمثال إيزيدور الإشبيلي المتوفى 536م. وكانت هناك جالية يهودية كبيرة، لها معابدها وتمارس التجارة والزراعة ولكنها كانت مضطهدة، وقد تحررت في المرحلة الإسلامية. الفصل الثاني: تاريخ إسبانية المسلمة تكلمت في هذا الفصل عن دخول العرب إلى إسبانية عام 711م بقيادة موسى بن نصير وطارق بن زياد، ثم توالت الولاة، حتى قيام الدولة الأموية: أنشأها الأمير عبد الرحمن الداخل(755 - 788) وجعل قرطبة عاصمة الدولة وشجع العرب الزراعة وقيام المدارس، وإعطاء الحرية للمواطنين، مما سهل امتزاج الطبقات والأعراق، وانتشار (الثقافة العربية ـ الإسلامية)، وطهرت طبقة المستعربين من أهل البلاد الأصليين مما دفع الأسقف ألفارو القرطبيفي كتابه الدليل المنير إلى القول: أقبل المسيحيون (المستعربون) على المصنفات الإسلامية وتركوا اللغة اللاتينية، واتخذوا عادات المسلمين من ختان ونظام الحريم. وفي زمن الأمير هشام بن عبد الرحمن(788 - 796) فرض الفقه المالكي مما أثار فتنة بين المسلمين والمسيحيين، فاندلعت ثورة في قرطبة (805) وثورة أخرى في طليطلة (814م). وكانت هذه أول بوادر للتعصب الديني. ولكن في زمن الأمير عبد الرحمن الثاني(822 852م) تغير الحال، عندما زاد الثراء، وعم الترف، وقيل إنه خضع لامرأة مغنية وخصي. ونفى يحيى بن الغزال الفقيه المالكي (845) لهجائه المغنية زريابا، وأمر بصلب شيخ من الباطنية إكراماً للفقيه يحيى بن يحيى، وقتل أسقف قرطبة برفكتوس (850م) والراهب إسحق والراهبة ماري (851). وفي زمن الأمير محمد بن عبد الرحمن (852 886م) استعاذ بالفقهاء المالكية لقمع شيوخ القبائل ومنهم أسقف قرطبة الأصبغ بن عبد الله بن نبيل(859). وفي زمن الأمير المنذر(886 - 888) ثارت قبائل بني قسي المرتولي ومعهم عمر بن حفصون، وأثناء الثورة انقلب عليه أخوه وسمّه وحل محله ولكن استلم الإمارة عبد الله بن المنذر(888 912م) ونازعته شيوخ البربر وارتد عمر بن حفصون إلى النصرانية (899م) دون أن يتهم بالردة. وفي زمن الخليفة عبد الرحمن الناصر(912 961م) أول من تلقّب بأمير المؤمنين وقد أخضع العرب والبربر لسلطانه وقرّب إليه المسيحيين واليهود واتخذ حسداي بن شبروططبيباً ومشرفاً على بيت المال وأرسله في السفارة إلى الدول المسيحية، وابتنى مدينة الزهراء، واعتنى بالزراعة والعلوم والفنون وأسس جامعة في المسجد، فبلغت قرطبة عصرها الذهبي. وفي زمن الخليفة الحكم الثاني(961 - 976) تولى حسداي بن شبروط الوزارة، والمنصور بن أبي عامر قيادة الجيش، وأسس مكتبة كبيرة، جلب لها الكتب من المشرق العربي، وأرسل إلى أبي الفرج الأصبهاني يطلب منه كتاب الأغاني لقاء ألفي دينار، وجاء إلى قرطبة الطلاب من المغرب والأندلس وأوروبا وبلغ عدد الطلاب الذين يدرسون حسب رأي ابن بشكوال حوالي ستة آلاف طالب. وفي زمن هشام بن الحكم(976 1009م) الملقب بهشام المؤيد بالله، بدأت الدولة تتزعزع لأنه خلف أباه وعمره 12 سنة وتولت الإشراف عليه أمه وحاجبه المنصور بن أبي عامر (977 - 1002) فأحل البربر محل الصقالبة (الحرس الخرس) وحجر على هشام المؤيد، وتقرب في البداية المنصور إلى العلماء ومنحهم الصلات، ثم تقرب إلى الفقهاء والعامة بإحراق مكتبة الحكم الثاني. وخلف عبد الملك المظفر(1002 1008) أباه المنصور ولكن أخاه تآمر عليه فمات مسموماً، وبايعوا ابن عمه محمد المهدي، فهدم مدينة الزاهرة ثم اغتيل عام (1010) واختفى هشام المؤيد وانتهت الخلافة الأموية وظهر ملوك الطوائف والثغور. ملوك الطوائف (1013 - 1086): قام بنو جهورفي قرطبة (1031 1070م) وظهر في بلاطهم ابن حزم الفقيه وبن زيدون الشاعر. وبنو عباد في إشبيلية (1023 - 1091) وظهر في بلاطهم الشاعر ابن عمار. وبنو زيري في غرناطة (1012 1090 م) وبنو حمود في مالقة (1016 1057م)، وبنو هود في سرقسطة (1019 - 1030)، وبنو الأفطس عمر المظفر (1019 - 1030) وبنو عامر في بلنسية (1021 1065م) وبنو ذي النون في طليطلة (1035 1091م) وبنو صمادح في المرية (1044 1091). عندما رأى الإسبان تفتت الخلافة الأموية إلى دول متصارعة ابتدأوا في حركة الاسترداد للبلاد. يقول ابن خلدون: -إن دولة بني أمية لما فسدت عصبيتها من العرب، استولى عليها ملوك الطوائف واقتسموها وتنافسوا فيها بينهم، واستظهروا على أمرهم بالموالي (البربر) والمصطنعين، والاستنجاد بما خلف الحدود بالمرابطين والموحدين، اقتداء في الدولة في آخر أمرها-. بدأ الإسبان يستردون مدنهم وهزم ألفونسو السادسملك قشتالة (1072 - 1109) ملوك الطوائف أخضع في البداية المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية (1083) ولكن المعتمد صانعهم ودخل في طاعتهم وزوج إحدى بناته لألفونسو السادس، ثم استولى ألفونسو على طليطلة من بني ذو النون عام 1085م. ولكن ألفونسو ترك تقاليد الحكم كما كانت وقرّب العلماء العرب واليهود إليه وكوّن مكتباً لترجمة العلوم العربية. دولة المرابطين (1087 - 1145) طلب بنو عباد نجدة سلاطين مراكش، واستجاب لهم يوسف بن تاشفينالمرابطي، وانتصر على ألفونسو السادس في موقعة عين الزلاقة1086 ولكنه بعد مدة خلع المعتمد بن عباد ونفاه إلى مراكش، وهدم كنيسة المستعربين في غرناطة (1099م) وخلفه ابنه علي (1106 1143) فأجلى النصارى العرب إلى مراكش وأعمل السيف في مستعربي غرناطة (المسيحيين واليهود) 1126م، كان المرابطون من البربر وكانوا يكرهون العنصر العربي، وأصابهم حب الترف، وعجزوا عن صد ألفونسو السابع ملك قشتالة (1135م). وانتزع ألفونسو الأول ملك البرتغال لشبونة من حكامها البربر عام 1147م. دولة الموحدين (1145 1225م) بعد أن قضى الموحدون على المرابطين في الجزائر وتونس وطرابلس، استنجد بهم بنو قسي المرتولي ضد الإسبان، فهزموا ألفونسو الثامنفي وقعة الأرك عام 1195م. ثم انتصروا عليه في موقعة العقاب. ولكن قام فريديناند الثالث(1217 1252) بتوحيد قشتالة عام 1217 وليون عام 1230م واستعاد قرطبة من الموحدين وحوّل مسجدها العظيم إلى كنيسة عام 1236م. ثم استولى على بلنسية عام 1238م ومرسية عام 1239م وإشبيلية عام 1248م فاتخذها عاصمة له وجعل قصر بن عباد مسكناً له ثم استولى على قادش عام 1250م. وفي زمن فرديناند الثالث انتشرت المدارس، وصنف ريموندو ماريتنيأول معجم عربي إسباني عام 1230م، وصنف غليوم الطرابلسيكتاباً عن الإسلام عام 1261م ثم أهداه فيما بعد إلى البابا غريغوريوس(1271 1276م) وانتشرت في مدارس الرهبان العربية في إشبيلية 1250م وبرشلونة 1259م وبلنسية 1281 أسس معهد الدراسات الشرقية في طليطلة عام 1208م. وازدهرت الثقافة الإسبانية ـ العربية. مملكة غرناطة (1232 1492م) صمد بنو الأحمر أمام جيوش الإسبان حوالي قرنين ونصف. أقام محمد الأول (1248 1272) في قصبة الحمراء. وبنى برج الطليعة، وخلفه ابنه محمد الثاني (1272 1302م) ووطدّ ملكه في وجه الإسبان مستنجداً ببني مرين، وبنى محمد الثالث (1302 1309) قصر الحمراء، والمسجد الجامع بالقصر وأوقف الحمام إلى جانبه، وأنشأ يوسف أبو الحجاج (1334 1354م) جامعة غرناطة، وابتنى ابنه محمد الخامس (1354 1391) القصور السلطانية الثلاث بالحمراء. ابتدأت الفتن بين بني الأحمر ودبّ بينهم الضعف، وفي المقابل بدأ الصراع الديني بين المسيحيين الإسبان والبرتغاليين، ونزل البرتغاليون بتطوان وأرباضها، وأغاروا على سبتة وطنجة وبدأ العرب ينزحون منها إلى تونس ومراكش وتلمسان وغيرها من المدن. وفي سنة 1492 سقطت غرناطة بيد الإسبان وخرج منها بنو الأحمر، وبدأت حركة التشريد والتعذيب، والتهجير والطرد. ثم أجبر الموريسكيون على الخروج من الأندلس عام 1514م، ونزلوا بتطوان وأرباضها، وصاروا يعلقون مفاتيح بيوتهم على الجدران أملاً بالعودة إلى غرناطة وقرطبة وإشبيلية وطليطلة ومرسية وسرقسطة وغيرها من المدن الأندلسية. الفصل الثالث: تاريخ اليهود في الأندلس اعتمدت على كتابات المستعربين الإسبان أمثال أسين بلاسيوس وأمريكو كاسترو وخصوصاً المستعرب مياس فاليكروسا أستاذ الدراسات العبرية في برشلونة الذي نشر الشعر العبري وكتب التصوف (القبالاة) كتاب الزوهر الضياء لإبراهيم برخيا، ونشر كتاب المحاضرة والمذاكرة لموسى بن عزرا كما ترجم كتاب ينبوع الحكمة للفيلسوف سليمان بن جبيرول، وكتاب دلالةالحائرين لموسى بن ميمون، ونشر دراساته الواسعة عن مترجمي بلاط ألفونسو الحكيم. وتطرقت للرحالة اليهود الكبار أمثال بنيامين التطيلي وفتاحية الراتسبوني وأرخت لأصحاب المقامات أمثال يهوذ الحريزي. وتكلمت عن المترجمين الذين جعل لهم رايموند الأول رئيس أساقفة طيلطلة(1126 - 1151) مكتباً فنقل فيه اليهود والنصارى والمسلمون إلى اللاتينية والإسبانية أمهات الكتب في العلوم والطب والفلسفة والفلك والرياضيات وكتب الفلاحة، وبرع في الترجمة يوحنا بن داود الإسباني ويوحنا الإشبيليوهم يهود نقلوا التوراة إلى الأسقف العربي عبد الملكوجاء في مطلع إهدائهم: -كتاب لعبد الملك الأسقف الندب جواد نبيل الرفد في الزمن الجدب-. وعندما أسس ألفونسو العاشر الملقب بالحكيم (1252 - 1284) معهداً للدراسات العليا في مرسية عام 1269م. تولى التدريس فيه علماء اليهود وعلى رأسهم أبو بكر الرقوطي ثم نقل المعهد إلى إشبيلية وترجموا الإنجيل والقرآن وبيّنت دور اليهود في الموسيقى والغناء العربي، وقد أثروا في الشعراء الجوالين. وقام اليهود بترجمة كتب الفلسفة لابن رشد وابن باجة وابن الطفيل، وترجم إبراهيم بن عزرا الملقب بابن الماجد(1090 - 1167) أحد شارحي التوراة ترجم رسالة لابن مشاء الله في التنجيم وشرح البيروني، على زيج الخوارزمي في أربونة، وهاجر موسى بن طبون من الأندلس إلى جنوب فرنسة وهناك ترجم أكثر من 30 كتاباً في الرياضيات والفلك أشهرها كتاب الأصول لإقليدس، وكتاب المجسطي وزيج البناني والقانون في الطب لابن سينا، وزاد المسافرين للجزار وشروح ابن رشد الصغرى والكبرى لأرسطو، وتزعم يعقوب بن طبونحركة الكفاح للدفاع عن ابن رشد وابن ميمون في مونبلييه جنوب فرنسة. وبينت في هذا الفصل مدى التوافق والتلاحم بين العرب واليهود وعندما احتل الإسبان قرطبة عام 1492م طردوا اليهود والعرب معاً من الأندلس. وهاجروا معاً إلى الأقطار العربية والإسلامية. الفصل الرابع: التراث الفلسفي عند الأندلس تحدثت في هذا الفصل عن بداية الفلسفة عند ابن مسرة، وانتشرت الفلسفة من المدرسة التي أسسها فوق جبل العروس في قرطبة عام 900م. في أيام الدولة الأموية. وقد كتب المستعرب أسين بلاثيوس (1871 1944) عن دور ابن مدرسة في التفاعل الثقافي بين المسيحية والإسلام. كما تحدث عن الفيلسوف ابن باجة(المتوفى 1138م) وحللت فلسفته من خلال رسالة الوداع وكتاب تدبير المتوحد وبينت أثره في التفكير الإسلامي. كما تحدثت عن الفيلسوف أبو بكر ابن الطفيل القيسي(1105 1185م). وعمله في بلاط أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن الموحدي (1163 - 1184) وحللت كتابه حي بن يقظان ثم ألقيت الضوء على مكانة هذا الكتاب في الفلسفة الأوروبية. وتعرضت لحياة ابن رشد(المتوفى 1198م) وأهم أحداث عصره وعن فلسفته وما تعرض إلى محنة، وقمت بتحليل كتاب الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة، وبينت أثره في الفلسفة الأوروبية، تحدثت عن دور اليهود في إعلاء اسمه في الفكر العالمي. الفصل الخامس: التراث الروحي والصوفي في الأندلس كتبت عن فلسفة ابن مسرة(883 - 931) وأثر مدرسته وكتبه (كتابي البصيرة والحروف) على الفلسفة الإسلامية العرفانية وعلى التصوف اليهودي (الفيالاة)، وكان من أتباعه صاعد بن فتحون السرقسطيالذي وضع كتاباً سماه شجرة الحكمة قال فيه بوحدة الوجود وعرض فيه الفلسفة الأفلاطونيةالمحدثة. ثم تحدثت عن الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي(1164 - 1240) وبينت مراحل دراسته وتكوينه الثقافي وانتقاله من الأندلس إلى المغرب ثم إلى مصر وسورية والعراق والحجاز ثم استقراره في دمشق ووفاته هناك. وما خلفه في التصوف الإسلامي من مذاهب استخلصت من كتابه الفتوحات المكيّة الذي يعتبر إنجيل التصوف، وتحدثت عن مذهبه في وحدة الوجود وفي وحدة الأديان وفي الحقيقة المحمدية. ثم تحدثت عن الشيخ قطب الدين بن سبعين(1217 - 1271) الرجل الذي ولد في الأندلس وعاش في المغرب، وفي مكة المكرمة، وترك عدة كتب ورسائل من أهمها كتاب بدّ العارف، وكتاب الدرج، وتحدثت بالتفصيل عن مضمون فلسفته في وحدة الوجود، وغموض مصطلحاته مما أثار الأقاويل ضده. الفصل السادس: تراث الأندلس في الموسيقى والغناء العربي تحدثت في هذا الفصل عن الموسيقى المتوارثة عند الإسبان، قبل مجيء زرياب إلى الأندلس عام 820م. وبينت أثر زرياب في الحياة الاجتماعية وفي الغناء والموسيقى، ثم استمرار هذا التأثير في الموسيقى العربية في المغرب وفي المشرق العربي، وأثر الموسيقى العربية في الطرب العثماني مع الموسيقيين اليهود الذين هاجروا إلى استانبول وأزمير وتأثيرهم في حلقات الذكر في القدس وصفد ودمشق، ثم انتقال هذا الأثر في الموسيقى الشعبية في القدود الحلبية والمقامات العراقية ثم تطور هذا التأثير في موسيقى الإخوة الرحابنة ومسرح الأخوين (عاصي ومنصور وفيروز) وفي مسرح زياد الرحباني، ومسرح إلياس الرحباني في الموسيقى العربية الحديثة. محمد عبد الحميد الحمد

تفاصيل كتاب الطريق من دمشق إلى قرطبة

للمؤلف: محمد عبد الحميد الحمد
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
الدار الناشرة: الهيئة العامة السورية للكتاب
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 11
مرات الزيارة: 1189

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: محمد عبد الحميد الحمد

تحميل كتاب الطريق من دمشق إلى قرطبة للمؤلف: محمد عبد الحميد الحمد

اخترنا لك أيضاً

تحميل كتاب أصوات نسائية في الأدب العالمي - عبد الباقي يوسف لـِ: عبد الباقي يوسف

أصوات نسائية في الأدب العالمي - عبد الباقي يوسف

(1)

لـِ: عبد الباقي يوسف
فيما يلي نقدم لزوار موقع ناشري دراسات حول أعمدة الأدب العالمي وقد كتبنا هذه الد

تحميل كتاب انتماء: مقالات مختارة في التربية و الأدب و الاجتماع - لطفي زغلول لـِ: لطفي زغلول

انتماء: مقالات مختارة في التربية و الأدب و الاجتماع - لطفي زغلول

(2)

لـِ: لطفي زغلول
انتماء كتاب الكتروني للكاتب لطفي زغلول يحوي مقالات في التربية و الأدب و الاجتماع

تحميل كتاب سميرة الصغيرة: حكايات للأطفال من عالم الخيال منقولة عن التراث الإنكليزي - علي ناصر لـِ: علي ناصر

سميرة الصغيرة: حكايات للأطفال من عالم الخيال منقولة عن التراث الإنكليزي - علي ناصر

(3)

لـِ: علي ناصر
قصص"سميرة الصغيرة"، قصص (حكايات، حواديت) من التراث الإنكليزي، نقلها إلى العربية

تحميل كتاب الشمس تشرق غداً... لـِ: د. إسماعيل إسماعيل مروة

الشمس تشرق غداً...

(0)

لـِ: د. إسماعيل إسماعيل مروة
تقـديم د. رياض عصمت نادراً ما أسعدني الحظ في الألفية الثالثة بقراءة كتابات نقد

تحميل كتاب مفهوم المجتمع العلمي عند تـوماس كُــوْن لـِ: منال محمــد خليــف إشــــــراف الدكتورة إنصــاف حـــمــــد

مفهوم المجتمع العلمي عند تـوماس كُــوْن

(1)

لـِ: منال محمــد خليــف إشــــــراف الدكتورة إنصــاف حـــمــــد
يتمحور موضوع هذه الرسالة حول (مفهوم المجتمع العلمي) عند -توماس صاموئيل كُوْن- (T

تحميل كتاب القدس مدينة الحرب و السلام - عدنان كنفاني لـِ: عدنان كنفاني

القدس مدينة الحرب و السلام - عدنان كنفاني

(1)

لـِ: عدنان كنفاني
تحت عنوان " القدس مدينة الحرب و السلام ، يصحبنا الكاتب عدنان كنفاني في رحلة في ت

تحميل كتاب تـاريخ الكتابـة لـِ: يوهـانـس فريـدريــش

تـاريخ الكتابـة

(4)

لـِ: يوهـانـس فريـدريــش
يعرض مؤلف الكتاب نظرية الكتابة. محللاً مشكلة نشأتها وتطورها التدريجي، معالجاً جم

تحميل كتاب المسألة الدينية بالمغرب - إدريس ولد القابلة لـِ: إدريس ولد القابلة

المسألة الدينية بالمغرب - إدريس ولد القابلة

(3)

لـِ: إدريس ولد القابلة
من المسائل التي أثارت جدالا واسعا بالمغرب المسألة الدينية، باعتبار الدين من العو

تحميل كتاب تكويناتٌ مائية في النص التراثي الجغرافي لـِ: الدكتورة بغداد عبد المنعم

تكويناتٌ مائية في النص التراثي الجغرافي

(2)

لـِ: الدكتورة بغداد عبد المنعم
من ضمن التوثيق المدني الذي قدمتْهُ النصوصُ الجغرافية العربية كان توثيق الأنهار ب

تحميل كتاب الحكم بالسر   جيم مارس

الحكم بالسر جيم مارس

(4)

تحميل كتاب الحكم بالسر جيم مارس كتب الثقافة العامة - تحميل مباشر pdf

تحميل كتاب أعلى من شجر القلب

أعلى من شجر القلب

(4)

ماذا يقول النهر ؟ سُحُبٌ تَمُورُ وتنْطفي وتدورُ أشْواقُ السّنا في البَيلسَانْ

تحميل كتاب العصف والسنديان

العصف والسنديان

(2)

ذنباً كنت، وأنا الذي اقترفتك. كذبة بحجم الزمان أصبحت، وأنا الذي كذبتك. كيف أنجزت

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً:

أضف كتاباً

سـاهم في إثراء المكتبة العربية

مكتبة ملتقى جامعة دمشق الإلكترونية التفاعلية
أحد مشاريع شركة Shabab SY البرمجية
معا نرتقي...

جميع الحقوق محفوظة لمؤلفي الكتب ولدور النشر
موقعنا لا ينتهك أى حقوق طبع أو تأليف وكل ما هو متاح عليه من رفع ونشر أعضاء الموقع الكرام، وفى حال وجود أى كتاب ينتهك حقوق الملكية برجى الإتصال بنا على [email protected]
الرؤية والأهداف | سياسة الخصوصية | إتفاقية الاستخدام | DMCA