رد مشاركة : .:: مسابقة . . . لنتعرف أكثر على سلفنا الصالح ::.
جاء (سليمان بن عبد الملك), يلقي رحاله في أكناف البيت العتيق، ويدلُّ أشواقه إلى
الكعبة المعظَّمة، ثم التفت إلى حاجبه، وقال: (ابتغِ لنا عالما يفقِّهنا في الدين، ويذكِّرنا في
هذا اليوم الأغرِّ من أيام الله عز وجل، فمضى الحاجبُ إلى وجوه أهل الموسم، وطفق
يسألهم عن بُغية أمير المؤمنين، فقيل له: هذا ...................., سيد فقهاء عصره،
وأصدقهم لهجة في الدعوة إلى الله، فعليك به، فأقبل الحاجبُ إلى ..............، وقال: أجِب
دعوةَ أمير المؤمنين أيها الشيخ، فاستجاب ............... له من غير إبطاء، ذلك أنه كان يؤمن:
بأن على الداعية إلى الله تعالى, ألاّ تعرض لهم فرصةٌ إلا اغتنموها، وألاّ تسمح لهم بادرةٌ
إلا ابتدروها ، وكان يوقن أنّ أفضل كلمة تُقال, هي كلمة حقٍّ أُريد بها تقويم اعوجاج .
فلما دخل على أمير المؤمنين حيَّاه، فردَّ الخليفة التحيةَ بأحسنَ منها، وأكــرم استقبال
زائره، وأدنى مجلسه، ثم أخذ يسائله عما أشكل عليه من مناسك الحج، وينصت إليه في
توقير وإجلال، قال.................: فلما شعرتُ أن أمير المؤمنين قد بلـغ بغيتـــه، ولم يبق ما
يسأل عنه, قلتُ في نفسي: إنّ هذا المجلس, لمجلسٌ: يسألك اللهُ عنه يا ..............، ثم
توَّجهت إليه، وقلت:
يا أمير المؤمنين, إّن صخرة كانت على شفير بئر في قعر جهنم، وقد ظلتْ تهوي في هذه
البئر سبعين خريفا، حتى بلغت قرارها، أتدري يا أمير المؤمنين لمن أعدَّ اللهُ هذه البئر من
آبار جهنم؟ فقال من غير روِيَّة: لا، ثم عاد لنفسه، وقال: ويلك لمن أعدَّها؟
فقال ...................: يا أمير المؤمنين, أعدّها الله عزوجل لمن أشرك في حكمه فجار, لمن يظلم،
فأخذت سليمانَ رِعدةٌ، ظننتُ معها أن روحه تصعد إلى باريها، وجعل يبكي، ولبكائه نشيج, يقطِّع نياطَ
القلوب، فتركته وانصرفتُ، وهو يجزِّيني خيرا
فمن هو؟