حماة و نواعير الحياة :
سَبَقَتْ دُمُوعِي مَنطِقِي وَ بَيَانِي ...... فَمُصَابُ أهْلِي فِي حَمَاةَ رَمَانِي
حَتَّى الحَمَامُ بنَوْحِهِ أشْجَانِي ................ وَ نَحِيـبُهُ فَوقَ الدِّيَارِ كَوَانِي
...فَمِيَاهُ عَاصٍ خُضِّبَت لِيُعَانِي ............... بلَبُوسِ ثَوبِ شَقَائِقِ النُّعمَانِ
وَ بهِ نَوَاعِيرُ الحَيَاةِ تَحَشرَجَتْ .................. تَرثِي حَمَاةَ لِفُرقَةِ الخِلانِ
مَاذَا أقُولُ وَ قَد عَلَتنِي غُصَّةٌ ..................حَرَّى تَهزُّ مِنَ الفُؤادِ كَيَانِي
فَعَجزتُ عَن نَظمٍ يُنَاسِبُ قَدرَها ............. أمَّ الفِدَاءِ ، فَخَطبُهَا أدمَانِي
بهِلالِ شَهرِ الصَّومِ رُوِّعَ أهلُهَا ................ بدَوِيِّ قَرْعِ الحَربِ لِلْمَيدَانِ
زَعَمَ المُمَانِعُ أنَّ أهلِيهَا أتَوا ..................... يَرْجُونَهُ بمُغَلّظِ الأيماَنِ
حَشَدَ المُقَاوِمُ جُندَهُ و ذِئَابَهُ .................. لتُزِيلَ مِن بَلَدِ الأمَانِ أمَانِي
أهْدَى إليهِم فَوقَ مَتنِ صَفِيحِهِ .......... حِمَمَاً تَكُونُ لِمَن يَصُومُ تَهَانِي
و يُهَنِئُ الجَّيشَ - العَظَيمَ - بعِيدِهِ : ... " أنتُم لِقَتلِ الشَّعبِ كَالشُجعَانِ "
أَنَعَامَةٌ في الحَربِ ؟! - قُبِّحَ جُبْنُكُم - .... وَ عَلَى الدِّيَارِ تَأسُّدٌ وَ تَفَانِي ؟!
أطفَالُهَا ذُبحُوا بحِقدِ ضَغِينَةٍ ....................... كَضَحِيَّةٍ بمَذَابحِ القُربَانِ
وَ حَرَائِرٌ تَروِي عَن الجَرحَى بمَا .......... يُمسِي الرَّضِيعُ بهِ مَعَ الشِّيبَانِ
أََوَ لَا تَرَونَ مِنَ الثَّكَالَى غُصَّةً ................ تَذَرُ الجبَالَ تَخِرُّ لِلقِيعَانِ ؟؟!!
وَ لَدَى الأرَامِلِ لَوعَةٌ حَرَّاقَةٌ ................. تَكفِي لِسَجْرِ البَحْرِ بالنِّيرَانِ
وَ نَحِيبُ شَهْقَاتِ اليَتَامَى إنَّها .............. تَدَعُ الحَلِيمَ يَطِيشُ كَالحَيرَانِ
ِ
مثلُ الزُّهُورِ - شَبَابُهَا - شَاهَدتُهُمْ ............ يُرمَوا بغَدرِ عِصَابَةِ الأعوَانِ
حَسِبَ البُغَاةُ رُؤوسَهُم بشُمُوخِهَا ........... إرَمَاً عَلَت كَشَوَامِخِ البُنيَانِ
فَرَمَوْهُمُ حقداً بألفِ قَذِيفَةٍ ........... تَغشَى الرُّؤوسَ ، تَقَرُ فِي الأبدَانِ
وَ تَدُكُ كُلَّ كَنِيسَةٍ أو مَسجدٍ ، .............. وَ مَنَازِلاً سُحِقَت مِن الأركَانِ
قَد هَزَّهُم صَوتُ الأذَانِ ، تُرِيـعُهُم .............. اللهُ أكْبَر ُ مَقتَلُ الشَّيطَانِ
فَمَضَوا عَلَى هَدمِ المَآذِنِ نِقْمَةً ............. لِيُزَالَ مِن أرضِ الشَّآمِ أذَانِي
كُلُّ البلَادِ إذَا تألَّمَ أهلُهَا .................. هَبَّت شُعُوبُ الأرضِ دُونَ تَوَانِي
إلَّا عَلى الشَّامِ الشَّرِيفِ فَإنَّهُم ........... شَحَذُوا سِهَامَ الخَذلِ والبُهتَانِ
حَتَّى عَدِمنَا فِي القَرِيبَ مُؤازِراً ............... وَ بإِخوَةِ الإسلامِ أيُّ تَفَانِي
لا لَن أصِيـحَ بأُمَّتِي وَا مُعتَصِمْ ........... فَشِكَايَتِي عَرَجَت إلى الرَّحمَنِ
يَا شَامُ حَسبُكِ مَا رَوَاهُ نَبِيُّنَا ...................... أنتِ المَلاذُ بآخِرِ الأزمَانِ
وَ عَلَيكِ عَامُودُ الهِدَايةِ يُنصَبُ ................ وَ تَقُومُ فِيكِ جَماعَةُ الإيمَانِ
فَلَنَا دَعَا دُونَ البلادِ حَبيـبُنا ...................... وَ يُظِلُّنَا جُندٌ مِن الرَّحمَنِ
سَيُدَكُ كُلُّ البغيِّ، يُهزَمُ جمعهم ......... و نكونُ في منأىً عن الخُذلانِ
وَ يَجئُ وَعدُ اللهِ ، حَقٌّ نَصرُهُ .................. وَ يُضِئُ نُورُ الفَجرِ كُلَّ مَكَانِ
ما أروعك يا بلادي ففي كل مكان قصة ورواية
يعجز أن ينطقها اللسان ففي القلب انتِ
وبروحي ودمي أفديكِ
يعطيك العافية أخي عاشق الوطن عالصور
فما زادتنا الا حباً بتراب حماة وأهلها حماهم الله