في تلك الجزيرة
في تلك الجزيرة
نأكل متى شئنا الفطيرة
في تلك الجزيرة
تعيش أحلامنا الخطيرة
****
في تلك الجزيرة
لا مكان للدكتورية
نعيش باشتراكية
فالشيوع لنا
و العبودية عقدةٌ باتت منسية
في تلك الجزيرة
لا يوجد أقبية
لا يوجد لأفواهنا جنزيرَ
نصطاد السمك متى شئنا
و نأكل ثمار النخيلَ
فللجميع الفاكهة الاستوائية
وفي الليل نُشعل القنديلَ
لا نُحرم من حقنا
ولا يدوسنا الفيلَ
لم يُنفخ بها دواليب ثقيلة
كي يعلّق بها أحدهم
ثم يردّ بالخارج بلا عقل
أو يحملوه شهيداً ساقطاً قتيلا!!
ولم نسمح لخفافيشها
أن تشرب دماء الصغيرَ
حتى بطون الأمهات
لا يبكي بها الهموم
قبل ولادته الجنينَ
في تلك الجزيرة
يتزوج الشاب من حبيبته
ولا تقف بوجه مسيرته
آلام المسيح و
هموم السكن المستحيلة
البيوت للجميع
ولا يوجد أحداً يتيمَ
***
لا نحتاج كهرباء تصقعنا
بفاتورة كبرق تشرينَ
لا نريد ماءً مقطوعاً
يسد في رمقنا كالصوم الشرايينَ
لا نريد شرطة مرورٍ
تدفع ثمن مركبتها كي نتهينا
فندفع أضعافاً لهم شئنا أم أبينا
يا للعار قد خلفنا و قد نسينا !!
فالدخل الشهري لا يُسرق
فأمان انتهائه منذ اليوم الأول يحمينا
لا نريد جيشاً نتعلم به الكفرَ
حتى لا نكفر يوماً كما كفرت سينا!!
لا نريد مسجداً نرتادهُ
فيقصدنا ملائكة البلاد و كأننا
لهم شياطين َ
لا نريد مدعٍ قاضٍ وجلاد
يستخدم سلطته كي ينفينا
***
في الشتاء نشوي الكستناء
والكل يتبادل الغذاء
فلا يوجد لدينا أحياء فقيرة
بالصيف نسبح أينما شئنا
فلا نستأجر بحرنا
ولا ندفع لدين أحدٍ الجزية
يلعب أطفالنا
ننكح حلالنا
فلا يأخذهنّ أحدٌ منا
في الليلة الأولى
في تلك الجزيرة
لا نأكل الجرجيرَ !!
فرجولتنا جامحة
لم يخصِها أصحاب السفينة
***
في تلك الجزيرة
لا يوجد قانون
ولا حتى قارون
نتشارك حتى بالحيرة
لم أشاهد هنالك عاهرة....
فلا أبٌ فقيرٌ
ولا زوجٌ منفي للحيتهِ
كي تراه زوجته
يتوجب على صدرها الحنون
أن يمرّ على أكثر من رجل مجنون
أو أن تتعثر بين المسؤولين ,, نزيلة
***
في تلك الجزيرة
لا نحتاج لمراكب ثمينة
ندهس بها الفقيرَ
ثم نشتمه فيبكي
يشتكي كل يوم ظلماً جديدَ
وفي ثورة غضبه ينتقم
.
.
.
.
فيعزم عن بلدهِ الرحيلا
***
في تلك الجزيرة
لم أشاهد قلماً كقلمي
يبكي مدينته الحزينة..
الحقوقي الجامح
محبتي