صدق الله العظيم

كلنا نعلم أن لكل شي من حكمة سواء عرفناها أم جهلناها  فسبحان الملك القدوس سبحان الحي الذي لا يموت
ولعل ما يحدث من حولنا في بلادنا مهما كانت مسمياته هو بالنهاية حقيقة لابد من تقبلها و العمل سوية على الخروج بالحل  ولكن أظن_ والله أعلم _ أن أهم من الحل هو أن نعرف الحكمة مما حدث أو نلخص ماذا تعلمنا مما يعصف بسوريا منذ 15أذار وحتى هذه اللحظة .....
بالبداية أتمنى من  يحب أن يعلق ألا يحول الموضوع إلى سياسية بل نبقى في الشق الإنساني فقط  إن صح التعبير لأن السياسية تساوي الحديث العقيم الغير مجد لأنها لو كانت مجدية لغدونا لوناً واحداً منذ فجر ذلك اليوم ... ولما أصبحت هنالك أزمة احتلت الصدارة في معظم فضائيات و صحف العالم  .

وكوني صاحبة الفكرة أبدء بنفسي :

فتعلمت أن الأمان هي نعمة من عند الله أداماها الله علينا "و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها" وأدرك ماذا يعاني أهلنا في فلسطين و لكن هذه المرة مع مشاعر و لعل اليوم الذي سنتضامن معهم فعلا و عملا بات قريب فلطالما كنت أظن نفسي أنني أتضامن مع شعبنا العربي في أرض فلسطين المحتلة بكل مشاعري ولكن بعد أن هدد شبح الحرب بلادنا أيقنت أنني كنت أتضامن معهم قولاً دون أدنى أي شعور صحيح أن المنطقة التي أعيش فيها لم تشهد أي تظاهرة بالرغم من مرور ما يزيد من أربعة أشهر و يقترب من الخمسة ولكن مجرد الإنصات للتلفاز وسماع ما يحدث في سوريا وردت فعل العالم الدولي من اجتماع مجلس الأمن أكثر من مرة حول سوريا أو تصريحات مسؤولين كفيل بفقدان الإحساس بنعمة الأمان
تعلمت أن سوريا هي مزيج من الألوان و الاتجاهات و الأفكار  و بأن اللون الرمادي زال

تعلمت أننا استخدمنا يوم الجمعة في النزهات و اللقاءات و الإسترخاء ونسينا أنه يوم العبادة فأصبح يوم الجمعة للبعض و ليس الكل كابوساً مزعجاً و لعلها عقوبة الله لنا لعلنا نعود "يمهل و لا يهمل أحدا"
 
تعلمت أني أجهل أبجدية الحوار و الاعتذار و لا أتقن إلا لغة الاستفزاز التي استخدمناها كلنا من أي طرف كان  "مندسين ، سلفيين , رعاع ، شبيح ،معارضة ،مولاة..... " و تمنيت لو استخدمنا مثلا "رموز وطنية ذات اتجاه معين ولكل من ساهم بقتل سوري أطلقنا عليه (مجرم)"

تعلمت أني أجهل أبجدية فهم الأخر و لا أتحدث إلا بلغة أن الكل مثلي صحيح أنني ممن يؤيدون النظام ولكن هنالك من يخالفني رأي هذا .......

تعلمت أنني أجهل أبجدية التوضيح ولا أتقن إلا لغة "أن اللبيب من الإشارة يفهم" و أستغرب من نفسي كيف لم أتقن مثل تلك اللغة لأن الحبيب المصطفى هو أول من باشر بها حيث كانت القصة بأن إحدى أمهات المؤمنين أخذت للحبيب المصطفى بعض الطعام لأنه كان معتكف بالمسجد يصلي و لما همت أن تعود إلى بيتها كره صلى الله عليه وسلم أن تعود لوحدها فقرر أن يوصلها و هما في الطريق مرا بجوار اثنين من الصحابة فنادهما و قالا لهما "توقفا هذه زوجتي..." وذكر اسمها و حسب ما أذكر كانت صفية رضي الله عنها فبحق من رفع السماء بلا عمد من يشك برسول الله أو آل بيته الطاهر . فلو كل منا وضح لماذا و على ماذا كون رأيه لما جاء هذا الرأي مستفزاً و بشكل  أخر لما جاء الفعل و تبعه رد الفعل

تعلمت أن الدم السوري غال  تعلمت أن شهداء تحرير الأرض من الاحتلال هم من كان الفضل لهم في أن أحيا و أخرج و أذهب و أتعلم لغات وعلوم فهم أصحاب الفضل في أن أجلس أمام هذا الحاسوب و أكتب كل تلك الكلمات فقدرت و لأول مرة ما معنى تضحياتهم أما شهداء الحرية فدمائهم لم تسقط من أجل أن أغير قناعاتي " من طرف لأخر.... " بل سقطت دفاعاً عن رأي أنا مهما كان وحتى ولو كنت ضدهم أنفسهم فما أعظمها من دماء أجل فهم من أسقط عن عقلي ورقة التوت لأكتشف فيه عورة جهل و أدركت أن ما يزال أمامي الكثير من الأبجديات التي يتوجب علي أتعلمها

فماذا تعلمت أنت مما حدث في سوريا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لعل أغلب الأراء ستأتي تعلمت أن حاجز الخوف قد انكسر  و أن الحرية بحاجة لثمن غال ........ فمهما كان رأيك الإحترام واجب  علي  وإن عارض رأي
لأنه بالنهاية رأيك أنت ..........

مع فائق الإحترام ميت في جسد حي