قالوا : "تفاحة في اليوم تغنيك عن زيارة الطبيب "
و قالوا أيضاً : " البيت التي تدخله شمس لا يدخله طبيب"
وأقول صعود باص النقل الداخلي يغنيك من زيارة عيادة الطبيب , لا و بل من أجراء الفحوص الدورية و المخبرية أيضا .
فكيف لا نشعر بما يقدمه لنا النقل الداخلي من فوائد وفضائل قيمة
لا و بل نلقي علية باللوم و نكران الجمين ناسين محاسن هذه المؤسسة المعطاء
فالنضرب بعض الأمثلة البسيطة عن فوائد صعود باص النقل الداخلي على صحة جسدنا الفيزيولوجية :
بادىء ذي بدء فالنعرج على انتظارنا على قارعة الطريق لساعات في انتظار قدوم باص الفضائل و الخيرات , عزيزي لا تنظر للجزء الفارغ من الكأس , فالأنتظار يهذب النفس و يعودها و يجملها بخصلة الصبر :
" صبرت صبراً في انتظار باص المحبة
فانقضى العمر و أملي في قدومه لم يقضى"
ثم و بعد ساعات , و من كثرة دعاء الأمهات يجيء الفرج و يقبل الباص بطلته البهية و مشيته المستحية , يقف على بعد ثلاث أو أربع أمتار بعيداً عنك , لا عزيزي القارئ ,لا تقطب جبهتك غضباً فالفائدة لك ,اذ ينصح الخبراء بالمشي لما له من فوائد عدة على جسمنا , ففراسخ من الخطوات دواء لك لا عبء عليك .
" نصيحتي لمن طلب الصحة سقيما
بأمتار مشي دون حاجة لزيارة الحكيمَ"
تمهل عزيزي القارئ فلم تنهي الخيرات بعد , و بعد جهدٍ جهيد في صعود هذا العتيد تفاجئ بعدم وجود كرسياً للجلوس , و تندب حظك المنحوس, لكن أعلم أنك المخطئ فالفرصة سانحةلأختبار قدرتك على التوازن , و سلامتك من التهاب الأذن الوسطى .
و بعد انتهاء هذا الاختبار, يحين موعد فحص ضغط الدم و ذلك بتحمل نزاقة السائق و فرامله الرائعة التي تشعرك بأنك في لعبة "الديسكو" في مدينة الملاهي .
و من ثم يأتي دور فحص سلامة الأعصاب و قدرتها على الاستجابة الفورية من خلال محاولتك النزول أثناء سير الباص , بعد عزوف السائق عن الوقوف قائلاً " يلا عيني مابقدر وقف هون أنزال على السريع و أنا ماشي"
و بعد و صولك الى الأرض بأمان , طبعاً أن لم تدب على وجهك , أحمد الله على سلامة جسدك و اجتيازك للاختبارات بنتائج ايجابية .
و أحمد الله على مدى التطور الذي وصلنا إليه من خلال الجمع بين المواصلات العامة و مخابر الفحوصات الطبية .