الغالية أشد الغلاء .....نسيم؛؛
يا لذلك الجسد المنهك..المتعب.. ..
الذي بنى سفينته من أخشاب احلامه
و لكني أجدها متكسرة ,,في أول محاولة ؛ يتحدى بها ..آلام هذا الكون..التي تجسدت بالبحر و حماقاته.. ..
فلم تسأم أقدار البحر من الزوبعه و العاصفة و الدوامة...
التي أخذت تنال من ذلك الجسد الضعيف,, ,,
الذي ضرب بكل ما سبق..عرض البحر,, و سار مجازفا,,خائفا,,متفائلا..
و قلبه يفيض بشتى انواع التحدي و المجازفة...
فهو لا يخاف من البحر...و آلامه..و أقداره
فترك أحلامه المبعثرة,,على ضفاف البحر,,
و لم تكن أطياف أخيلته أوفر حظا..
فضحى بأكثرها زهاءا
فقط ....كي يحافظ على مياه عينيه
فقط كي يحفظ كرامته و دموع عينيه
فقط..كي لا تدنس -تلك الدموع-بآلام البحر .. و أُجاجِ مِلحه
كي لاتفقد دموعه..عذريتها المتجسدة..بهيئة الزنبقة...
المتجسدة بهيئة العذاب و الحزن....
حتى انها كادت,,-لولا رباطة جأش ذاك الجسد المنهك- أن تفقد لونها الأبيض
في جحيم البحر الأسود ..ذاك البحر المليئ ..بالعواصف و الزوابع..
.. .. ..
لم أعرف في حياتي كلها..
وعلى مدار تسعة عشر عاما...
تعريفا أدق و أجمل من تعريفك,,لكينونة المساء,,
فأرى أنك تمسكين خيوط المساء..
بين حبال النجوم المتواترة مع تراتيل الرياح .. ..
تلك الرياح التي اسكنت بقدسية بوحها..ذاك البحر الهائج..
فأمست أمواجه كلوحٍ من الزجاج المصقول...
أرى أيضا أن خيوط المساء نسجت بنفسها ثغرا باسما و ضل بابتسامته,,مرتبة القهقهة ,,الممزوجة بجبلة من ألم و عذاب..
فخاطب أحدهم ثغر المساء...
تباً لذاك... "أحدهم"
كيف يسأل المساء,,,.. ..
و يترك ضياء القمر ساكنا هادئا ..؟؟!! !!
ايها الـ "أحدهم"
أخبرك يا صديقي,,
بأن ذاك المساء..المتقهقه,, المتعذب بتلك القهقهة..
لن يستطيع و لو بمقدار عنصري أن يشعل شمعة من نور..داخل كينونتك و كيانك
و سطر الموت يا صديقي..
لن يمحى ,,إلا بعزيمتنا ..و بأيدينا,,
إن من يطلب من المساء ان يزيل آلام هواجس الموت من أقداره,, ,,
لن يستحق ان يعيش ثانية و لو لثانية!
لأنه أخطأ السائل و السؤال
بإيدينا ,أيها الـ "أحدهم" نغير أقدارنا
بل ان الحقيقة يا صديقي أننا لسنا إلا نهرب من قدر لآخر
و ما نحن إلا نصنع أحداثنا و تاريخنا و مستقبلنا
و نلقي لوم الفشل على القدر...
..صديقي..لن يستطيع المساء أبدا,,إطفاء وميض النجوم.. ..
صديقي..
أيها الـ "أحدهم"
لا تسل غير القمر,,,...
فأظنه سيكفيك طمأنينتا و سَكونا ....
و لن يفعم أفكارك قلقاً وإضطراباً
.. ..
صديقتي..
ست بزورق ممزق الأشرعه,,!!
و لست تلك السنبلة الساجدة..أمام أقدار الدنيا,,
بل إنك "إنسانة"
تملكين قلبا مفعما بالإحساس...
قلبا ستصلين به الى قلب الحبيب
قلبا سيمسي دمائه ,,جسرا الى صدر الحبيب,,,
كما أخبرتك في محاولتك السابقة....
صديقي.. ..
انها هناك ...
ان ذاك الجسد المتعب..وجد أخيرا,,ضالته المنشودة
وجدها بعد صراعه مع ذاك البحر الهائج المضطرب..
و جدها تقطر عذربة فوق رمال البحر,,,,
وجدخها تزيل دناسة البحر ,,بقدسيتها و طهارتها,,..
وجد محبوبته..
تقبل جبين الشروق..بجفن عينها.. ..
رآها تجلس عرش الشمس ,,مما أصابه برعشة شبه جنونية.. أمسكت صدره و عصرت من بين ثناياه,,خلجات قلبه,,
فدبت فيه هاجس القلق,,
و تسائل عن سر هذا كله
فتيقن انه خرج من بحر الآلام
الى بحر لا نستطيع النزوح عنه,,إن مستنا قطرة من مياهه
و هو الحب..
صديقتي,,,
أعجبني هذا المقطع كثيرا
فعدم التعبير رافقني بحياتي مرارا و تكرارا
كنت دائما أجد أن الصمت خير جواب لحالي...
الفرق بين حالي و حال هذا الـ"الجسد المنهك"
هو قصة التجاهل.....
هنيئا لهذا "الجسد" بهذا الحلم..!!
..
صديقتي,,
يا لتلك الأماني.. ..
فأراكِ قد اخترتِ كينونة البحر..كي تغرقي حبيبك بين ثنايا مياهك
هل تستطيع يا صديقتي ان تبلغ أمواج البحر,,جسدأ أعتى من الجبال...
ما أروع ذاك الحب..الذي أراه قد حولك الى بحر فاض بعشقه كي يبلع عنان الجبال
و يكسو قممها بمياهه
و تلك القمم لم تكن إلا أكتاف ذاك الجسد الوضائة كخيوط الغزالة عند تربعها عرش كوننا بكل زهاء و بهاء
بإمكانك صديقتي ان تمزجي روح حبيبك مع كيان روحك...
ولكن ليس في هذا العالم....
بل في عالم السمو و النقاء
أطلقي العنان يا صديقتي ,,لروحك و اكسري بمطرقو الحب ,,أصفاد المادة التي تقيد عواطفنا بقيودها
أكسري بمطرقة الحب قوانين العقل و الوعي المادي
التي كبلت أحاسيسنا و امستها أحلاما و أُمّنيات!
صديقتي...
في تلك الدنيا,,التي أخبرتك عنها...ستجلسين مع حبيبك تحت ضوء القمر,,,
و ستغدوان كقطعتين من الثلج الأبيض
أخذت فلذاته بالذوبان مع بعضها
لتتوحد و تغدو جسدا واحد أو جسدين إثنين,,,بروح واحدة ,, ,,,
صديقتي.. .. ..
لم تسعني ثقافتي اللفظية
كي أصف "التمرد"
فأظنني سأدخل مجددا بشأنها
و قبل الرحيل.. ..
أحببت صوت الناي دوما..
هنيئا لكي بذاك الناي...
الذي-والله العظيم- أنساني للحظة كينونتي المادية..
و ضيعني في سماء المثال التي أخيرتك عنها دائما
تنهدات ذلك الناي,,سحبت أرواحنا دون ان ندري,,و حررتها من قيود العقل,,,
و أحْسَسَتها ,,بنشوة السمو و الارتقاء.. ..
ان السحر الذي منحته الطبيعه لذاك الناي...
هو ثغرك الذي عرف ماهية العزف عليه
صديقتي...
أعذريني...
فلربما أخطأت في تفسير أحد المعاني...
او إنني أنقصت من بهاء إحدى كلماتك بإطرائي عليها.. ..
يتيع ............-إن شاء الله-...
محمد