نووي .. رياح .. شمس .. نفط و طاقة ..
السلام عليكم
هنا .. حيث لضباب الكثيف يجعلني لا أرى إلا شجرتّي زيتون .. إضافة للنار التي أوقدتها طبعًا .. و على أنغام فرقعة السيقان اليابسة التي تأن من حر الجمر .. استذكر قول ذلك الــ ... * عندما قال : "شيئان لا حدود لهما : الكون و غباء الإنسان , رغم أنني لست تأكدًا بالنسبة للأول" ألبرت اينشتاين .. لعل خوفي أن تصير لذة السمر قرب النار و تناول الطعام الذي أحرقته شظايا الجمر جزءًا من حياتنا اليومية بسبب هذا الغباء ..
نعيش في كرة صغيرة تعج بالمشاكل .. تهرب الشمس كل يوم من المشرق إلى المغرب .. و من أرض لبحر بحثًا عن مستقبل مشرق , لكنها لا تشرق على أرض إلا هاربة من ضيم أرض أخرى و لا تتركها إلا كمدًا من ظلم أولئك البشر الذين لا يرهقهم مص دم تلك الكرة المسكينة .. تعتلج الثروات على سطح تلك الكرة, في حين يظن كل العلوج أن ما بباطنها سوف لن ينفد, و لكن تأبى تلك الحقيقة إلا أن تهدد بحقيقتها .. رغم أن عطاء الأرض لا ينتهي إلا أن نفطها غازها و فحمها فانٍ لا محالة, و لا بد أن يأتي يوم لن تجد فيه الكازولين لتملأ سيارتك بالوقود .. و لربما ستتجقق تلك النبوءة التي تقول : "رغم أنني لا اقدر أن أتخيل ماهية الأسلحة التي ستستخدم في الحرب العالمية الثالثة إلا أن سلاح الحرب العالمية الرابعة سوف لن يكون إلا الحجر"
لا بد في غمرة هذا التذبذب الاقتصادي العنيف الذي يعيشه العالم اليوم من بطالة و ركود و تضخم و انخفاض في القيمة السوقية و النقدية و حجم التداول و الاستثمار, إضافة إلى السائر الهائلة لكبريات الشركات و الدول و المجموعات الاقتصادية و ارتفاع أسعار البضائع و انخفاض أرباح المشاريع عمومًا .. و إل غير ذلك. لعل المطلع على وقائع فترة ما قبل الأزمة يدرك تمامًا أن حقيقة بدء الولايات المتحدة في استخراج النصف الثاني من كمية النفط و الغاز الطبيعي الذي قدر الله له أن يحتبل تحت سيادتها؛ قد ألقى بظلال ساطعة بكل ما لهذا التعبير المتناقض من معاني ...
ارتفعت أسعار النفط و المواد التموينية الأساسية حدث ركود فظيع في الصناعات القائمة على المشتقات البترولية جراء هذا الارتفاع .. على عكس ما كان يتوقع المحللون الاقتصاديون فازدياد الكلب هذه المرة لم يسرع من زيادة الإنتاج بل على العكس من ذلك .. لا أدري لمَ لمّ يكونوا قادرين على مشاهدة انخفض الإنتاج و خصوصًا في العالم الجديد : إمبراطورية الاستهلاك الفاحش, لست بصدد الحديث عن تحليلا اقتصادية معمقة لطبيعة و أسباب الأزمة .. كل ما أريد قوله هو : "علينا أن نترك النفط قبل أن يتركنا"
ما زال بإمكاننا استغلال الوقت المتبقي لنتحول جذريًا إلى المصادر البديلة سواءً كانت الناضبة طويلة الأمد (كالطاقة النووي مثلاً) أو الطاقات المتجددة (كالطاقة الريحية و الشمسية)

"إن استهلاك أمتنا للطاقة يدمر كوكبنا" باراك حسين أوباما في طاب تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة .. لقد أحسست بخوف كبير حين سمعت قوله هذا .. لا بد أنه أدرك أن "أمته" تبتلع الكرة الأرضية رويدًا رويدًا .. لا أدري كيف سيصير العالم إن لفظت تلك "الأمة" النفط .. أكاد لا أقدر أن أتخيل هذا, لعل رغبته في الخروج م العراق تنبثق من خطة للاستغناء عن النفط في مدى قريب جدًا جدًا .. و لعله كان يعني حقًا قوله أن القوة وحدها لا تكفي لمواجهة "التحديات", أكثر المتفائلين لا يدعي أن النفط و مشتقاته سيكون سلعة للعوام في 2070, أعلم أن وقتًا طويلاً يقبع بيننا و بين تلك اللحظة ما سيدفع الجميع للتراخي "و إلى حينا يحلها الحلاًل!" لكني أجزم أن ابني و ابنك سيعانون الأمرين ربما ليس في 2070 بل في 2035 !! و لربما كنا معهم !! بل ليس علينا أن نستشرف المستقبل البعيد جدًا .. فقد عشنا حالة مشابهة عند ارتفاع أسعار وقود الديزل (المازوت) و الغاز المسال (غاز الطهي), علينا جميعًا أن نرفض التعايش معه على المدى القريب .. ليس بالسعي إلى تخفيض أسعاره فهذا لن يدفع إلا باتجاه تسريع نضوبه .. و إنما بالاستغناء عنه بالمطلق و إلى غير رجعة "باي باي عمو بترول !!" .. حتى في مجال تصنيع الأسلحة و المعدات الدفاعي و الحربية .. فالدبابة ستتحول لمدفع ثقيل ثابت في مكانه دون وقود يسيرها أما الأباتشي و ال F-16 فستتحولان إلى أكثر من 30 مليون دولار (حسب التعسيرة القديمة) على هيئة خردوات تعرض في المتاحف الحربية !!! (و عندها لن يستطيع أحد أن يحرق أخوتنا في غزة بالفوسفوروس إلا إذا استطاعوا تطيير الأباتشي و تسيير الميركافا بوقود بديل !!)
الطريف في الأمر أن البدائل موجودة ..
محطة توليد حرارية مصغرة في كل منزل تعتمد تقنية خلايا الوقود (حرق الهيدروجين بالأوكسجين في وسط محفز) ستحل كليًا و بفاعلية ليس بدلاً من المدافئ و المكيفات المستهلكة للديزل و الكهرباء بل و ستكون قادرة على توفير الطاقة الكهربائية لعل ما في المنزل من مصابيح و قطع الكترونية منفض و متوسطة الاستهلاك ..
مجمعات شمسية عملاقة لتوفير الماء الساخن لمدينة مليونية في شتاء لن يهم إن بلغت درجة حرارته بضع درجات تحت الصفر و لن يؤثر غياب الشمس لمدة 70% من الوقت على الكفاءة اللازمة لانجاز هذا..
ألواح كهرضوئية ستكون زينة للجدران الخارجية للجامعات و المدارس و المباني الوزارية و الأبراج الضخمة كما ستوفر لتلك المنشآت الطاقة الكهربائية اللازمة لتوفير احتياجاتها المكتبية و الداخلية بشكل كامل بل و لربما سيفيض شيء قليل (للبقشيش !)

الحالة الأكثر تعقيدًا : السيارات .. الطائرات .. القطارات و المواصلات العامة عمومًا .. ليست المشكلة في البدائل .. فهي كثيرة ! لكن و دون تنظير أو إستمثالية فلذة الركوب الخيل و الهجن لا تعني الرغبة في الاستغناء عن استخدام السيارة و الحافلة .. و متعة ذلك السائح الفرنسي في ركوب سيارة Hummer H2 تجرها أربعة أحصنة ربما ستصير كابوسًا إن صارت أسلوب حياة و روتينًا يوميًا .. هنا بالذات كثر الحالمون .. و أنا منهم , و الواقعيون بينهم يقولون أننا سنستخلص الإيثانول أو مركبات هيدروكربونية من بعض المحاصيل (الصويا – الجاتروفا – القطن .. إلخ) و سنعدل محركات الديزل و الكازولين و المحركات المختلطة لتعمل بهذه المستخلصات .. أي أننا سنزرع الطماطم, الباذنجان, القمح, التفاح و وقود المحركات ... آخرون يقولون بأن وقودًا هيدروجينيًا و محركات خلايا وقود داخلية في مركباتنا سوف لن تحافظ على البيئة فحسب (مخرجاتها الوحيدة هي بخار الماء النقي تمامًا) بل و ستحافظ على أرواحنا و تساعد في تخفيض معدل حوادث السرعة لأنها ستمنع وصول سيارات المتهورين إلى جنون السرعات العالية .. ربما لن تتعدى سرعات سياراتهم 130 كم/ساعة ... آخرون و أكثرهم يابانيون وصلوا فعليًا لسيارات تعمل بالكهرباء و تسير في المدن بسرعات مناسبة و لمسافات مناسبة و بكفاءة رائعة .. لا ضجيج .. لا دخان .. لا ازدحام على محطات التزود بالوقود .. سيقوم كل شخص بشحن سيارته من قابس الكهرباء في منزله أو في مصف سيارته حتى .. كل ما في الأمر أن استهلاك الكهرباء سيتضاعف مرتين في أحسن الأحوال .. و سوف تكون مضطرًا لاتخاذ وسيلة مواصلات أخرى لزيارة ابن عمك في حلب إذا كنت في حمص مثلاً , بدلاً من الانتظار الطويل على الطريق و المخاطرة بنفاد شحن بطارية سيارتك, في اليابان لن تضطر لهذا فمسافات الطرق الخارجية في اليابان تبدو مهملة .. حالمون أقرب إلى رواد الفضاء يرون سياراتهم هيكلاً شبه مسطح من الخلايا الكهروضوئية, ستكون هذه الأخيرة في حالة شوق لضوء الشمس لا يفتر .. لأنها ستترك هامدة في مرآب مظلم إن ل تسطع الشمس !
محركات المصانع الكبرى سيكون هناك عنفات تسيرها ربما ستعمل بجهد الماء الساقط من مساقطه و لربما من طاقة المد و الجزر .. و يبدو أن الوسيلة الأكثر عملية لأداء هذه المهمة هي المفاعلات النووية الإنشطارية السلمية .. و ربما إن وصلنا لمفاعلات اندماجية سواءً كانت تعمل بتقنية التوكوماك أو حصر البلازما الساخنة بمصائد الليزر ... ستحل عندها كل أزمات الطاقة - لن أقول في العالم لأنه صار أشبه بعاهرة أنانية – بل في الدول التي ستنجح في الوصول لهذه التقنية ربما أحدى هذه: فرنسا, الولايات المتحدة, بريطانيا, الصين, اليابان ربما الهند و كندا و ألمانيا .. لم أجد روسيا في القائمة و لم أجد أي دولة إسلامية بما في ذلك الباكستان تحث السعي في هذا المجال النووي السلمي الصديق جدًا للبيئة و لتوضيح فكرة عمل المفاعل الإندماجي بشكل بسيط يمكننا أن نقول أن اندماج الأنوية الصغيرة ينتج طاقة عالية جدًا و بفاعلية تفوق فاعلية التفاعل الانشطاري الضار بعدة مراحل دون وجود آثار إشعاعية ضارة بالمطلق و لكن تحقق هذا الحلم يتوقف على إيجاد تقنية تنجح في حصر البلازما إما بالتوكوماك "الطريقة المغناطيسية" أو بمصائد
الليزر ...

كل هذه البدائل و أكثر قادرة و بكل كفاءة على دق المسمار الأخير في نعش النفط .. ذلك البعبع الذي يبتلع العالم و الذي بدوره هو الآخر لا يشبع من ابتلاع أي كمية منه .. اليوم أجد كبار الاقتصاديين يعتمرون طربوش الغباء حين يعتقدون أن ارتفاع الطلب على النفط و مشتقاته ستدفع إلى إيجاد المزيد منه .. لا أدري إن كانوا يستطيعون فهم المعادلة البسيطة التي تقول أن واحدًا إن نقص منه واحدًا فسيساوي صفرًا و لن يساوي أبدًا واحدًا جديدًا تحت أي ظرف من الظروف, حتى و إن بلغت حدة الطلب على النفط أضعاف ما هي عليه اليوم فإن هذا لن يخلق نفطًا جديدًا أبدًا .. اليوم أجد شعوب العالم مثل عذراء تعيش قصة عشق أسطورية مع غول مخيف رغم كل الكوارث التي أنزلها و ما يزال ينزلها بتلك المسكينة تظل تعشقه و تعشق و تهيم في غرامه .. و رغم علمها أن يومًا سيأتي ليتركها إلى غير رجعة تاركًا إياها تلطم و تمزق بقاياها و تبكي جمالها إلا أنها تظل تعانقه عناقًا خانقًا أملاً أن لا يتركها !!!
أخوتي و أحبابي .. جيلنا بالذات ستقع عليه مسؤولية عظيمة في التعامل مع عالم دون نفط أو بالأحرى تحضير العالم ليعيش بدون نفط, أو في أفضل الأحوال نفط باهظ الثمن سيدخر للأغراض العسكرية ..
في حين أن البرتغال وصلت إلى أكثر من 70% من احتياجات مؤسساتها من الكهرباء من الطاقة البديلة و خصصت الولايات المتحدة 450 مليون دولار قبل عدة سنوات لإنشاء مركز لبحوث الطاقات البديلة كانت فرنسا تقود سباقًا عالميًا جبارًا باتجاه الوصول لمفاعلات نووية اندماجية و كانت ألمانيا قد خطت خطوات فعلية ملحوظة في استغلال الطاقة الريحية و الشمسية رغم ما تظهره الخرائط الشمسي و الريحية من فقر مدقع تعاني منه ألمانيا في هذين المصدرين, و لم يبق سوانا نراوح في مكاننا .. و عندما يتحدث أحدهم إلينا نقول .. لقد وصلت سخانات الطاقة الشمسية إلينا قبل غيرنا .. هنيئًا لنا رغم أنني أعتقد أن العالم سيكون قد شطب النفط من حساباته قبيل نفاده إلا أن خوفًا ا يزعزعني و يجعلني أعتقد أننا سنتأخر عنه قليلاً !!
20 / 1 / 2009

حب الرسول صلى الله عليه و سلم باتباع سنته .. فكر فيها مليًا قبل ان تقول : "حبيبي يا رسول الله"
كم يستغيـث بنـا المستضعفـون وهـم قتلـى وأســرى فـمـا يهـتـز إنـسـان ؟
يــــا ربَّ أمّ وطــفــلٍ حــيــلَ بـيـنـهـمـا كــــمــــا تــــفــــرقَ أرواحٌ وأبـــــــــدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت كـأنــمــا هـــــي يــاقـــوتٌ ومـــرجـــانُ
يـقـودُهـا الـعـلـجُ لـلـمـكـروه مـكـرهــةً والـعـيــنُ بـاكـيــةُ والـقـلــبُ حــيـــرانُ
لمثـل هـذا يبـكـي القـلـبُ مــن كـمـدٍ إن كـان فــي القـلـبِ إســلامٌ وإيـمـانُ
أسأل الله ان يغفر ذنوبنا و يرفع عنا سخطه ..
و الله زنادقة .. لا يخافون الله .. و لا يستحون من خلق الله .. و لا يرحمونهم