البيت والعالم

للمؤلف: رابندرانــات طــاغــور
نشرت رواية رابندرانات طاغور أولاً مسلسلة في الصحف ثم في كتاب عام 1916 . يظهر في هذه الرواية ثلاث شخصيات رئيسية هامة ستكون أقطاباً لمثلث غرامي يشمل: بيمالا زوجة المهراج نيكهيليش وهو أرستقراطي، ذو ثقافة إنكليزية مع رؤى وآراء ليبرالية وإنسانية وعالمية. أما سانديب، الرجل الثاني في حياة بيمالا هو صديق نيكهيليش، مناضل وطني ناشط لكن بشخصية وتوجهات مختلفة تماماً عن زوجها ذي الطبع الحميد والتوجه الاستبطاني، فهو بليغ ومحرِّض وعدواني، ومع ذلك فتنها بتجسيده للشخصية الوطنية الناشئة الطامحة إلى الوحدة والاستقلال التام. وهو بالمقابل يَعتبر بيمالا كاملة الصفات كرمز للأمة وكأم وكمعبودة، ولو اتخذ ذلك وضعاً وموقفاً ظاهرياً بعض الشيء. بُنيَ هذا التفاعل بين الشخصيات الثلاث وتشكَّل حول بوح ذاتاني متوجه إلى القراء وإلى شخصيات الرواية، وازداد وتوسَّع بشكل خطر ضمن وضع متفجر من القضايا. هذا الاتجاه الأليم المتوقع لحياة إنسانية خيالية يُضمُّ إلى مسار تاريخ الأمة المتقلب الذي تستعيده الرواية؛ ومثل شار آدهي وغورا، تسجل أحداث الحركة القومية في مطلع القرن، مشيرة إلى أحداث دارت رحاها عشية محاولة كورزون تقسيم البنغال عام 1905 عندما بدأ المتطرفون اللجوء إلى أساليب قهرية لاستهداف الجماهير من أجل نتائج سريعة. سياسياً، الرواية هي نقد لمحاولات حركة سواديشي التي اتخذت مظهراً وطنياً ولكنها كانت ذات أهداف اقتصادية قصيرة المدى برؤى لا تستشرف الأهداف البعيدة، وتدوس فوق المعيشة الهزيلة للإنسان دون رحمة ولا رادع أخلاقي مستخدمة الطقوس الشعبية لاستخدام واستغلال التزلف للأمة لكن مقاصدها النهائية هي تغطية أرباح القادة الذين يسحرون الشعب.