[x]

"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"


..لمحة عن كليات جامعة دمشق و فروعها... شاركنا تجربتك وكلمنا عن اختصاصك



المحـاضـرات
برنـامج الـدوام
برنـامج الامتحــان
النتـائج الامتحـانيـة
أسـئلة دورات
أفكـار ومشــاريع
حلقــات بحـث
مشــاريع تخـرّج
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"

مشاريع وأعمال حالية.. وإعلانات
برنـامج امتحان الفصل الأول نهائي/قسم المكتبات - 2013/2014
غاز السارين Sarin gas ( الأعراض, العلاج والارشادات )
أحكام فقه الجهاد
تـعـلـيـمـات فـي حـال اسـتـخـدام الآسـلـحـة الـكـيـمـاويـة
الى طلاب كلية التربية ... بجامعة دمشق
ان كانت لديك اية مشكلة تقنية نحن بالخدمة ان شالله (( العدد الثالث 2012- 2013))
منح دراسية من الاتحاد الأوروبي للسوريين
شروط القيد في درجة الماجستير بكلية التربية
عريضة لعميد كلية الاقتصاد ليتم اعادة مواد يومي 27-28
سوريا بخير..
مواضيع مميزة..
فوائد عزل الفوم
حماية مجاري المطبخ من الانسداد
شركة المنزل المثالي لعزل الأسطح والخزانات
افضل شركة خدمات منزلية بالبكيرية
طرق عزل المواسير
الحماية من الحشرات الضارة
العزل المائي والحراري بالفوم
أنواع تسربات المياه
معالجة رائحة الحمام الكريهة
المجموعة الدولية: الريادة في صيانة وتنظيف الأفران في السعودية" 🔧🔥
دور العزل في حماية المبنى
عزل الخزانات الفايبر
شركة المجموعة المثالية لصيانة أفران الغاز بجدة
اكتشف التميز مع خدمات المجموعة المثالية في مدينة جدة
شركة المثالي : الاختيار الأمثل لخدمات التنظيف في المملكة



  ملتقى طلاب جامعة دمشق --> الـمـنـتــديـــات --> المنتديــــات الأدبيـــــــة --> أدبـاء وأشــعار
    لمحات عن شاعر معاصر
عنوان البريد :  
كلمة المرور :  
                    تسجيل جـديد


صفحة 2 من 2 <- 1 2

مشاركة : 11


حمزة الدبس

عضــو فضـي

doumany




مسجل منذ: 13-05-2008
عدد المشاركات: 1585
تقييمات العضو: 0
المتابعون: 16

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : لمحات عن شاعر معاصر

02-01-2010 06:10 AM




لقد وصلـــــــوا


أضاعوا الدرب أم وصلوا
مضى عامان مذ رحلوا

وقالوا بعض يوم بعدهُ
تأتي بنا الإبل

وقد وعدوا و ماعادوا
وقد قالوا وما فعلوا

وما كذبوا وإن كذبوا
وماختلوا وإن ختلوا

فأين مضت بهم سبلُ
فهم في القلب قد نزلوا

***
وجيد همو إذا التفتوا
وخدّهمو إذا خجلوا

ومعنى بسمة بسموا
به ماللّغى قِبل

وثغرهمو إذا نادى
فتسمع صمته القبل

ويدعوها فتأتيه
ويشغلها فتنشغل

ونظرتهم كأن الدهر
ينظر ليست المقل

تخفّى وهو احقابُ
مدى التاريخ تتصل

بلحظة نظرة نظروا
بما اتسعت له جهلوا


يقصّ علوم من غبروا
وكتمّ سرّهم طلل

ومن سيجيء بعدهمو
ومن جاؤوا ومن رحلوا

كصمت بحيرة فيها
هلال القلب يغتسل

ويرضع من ترجرجها
ويُفطم حين يكتمل

سأتبعهم ولو أخفت
رسوم جمالهم زحل

***
وقلبي معبد قاصي
عصيّ عمره أزل

له سور وأبواب
عليها عسكر بطل

تحيط به قفار كلّ
قفر خلفه جبل

فمن سلكوا إليه درب
أحداقي ليبتهلوا

قضوا في الدرب من ظمأ
وبعض منهمو قتلوا

فمن أيّ الدروب همو
أتوا من أيّها وصلوا

وكيف بنظرة عجلى
إلى محرابه دخلوا

***
أضاعوا الدرب أم وصلوا
لقد وصلوا... لقد وصلوا




د.وليد الصراف





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 12


حمزة الدبس

عضــو فضـي

doumany




مسجل منذ: 13-05-2008
عدد المشاركات: 1585
تقييمات العضو: 0
المتابعون: 16

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : لمحات عن شاعر معاصر

02-01-2010 06:18 AM




ظمــــــآن

ظمآن، كالشوك في قفر وبئرهمو
لوجئتُها من كؤوس الذلّ تسقيني

عارٍ وأحداقهم شزراً تحدّق بي
وليس غير جراحاتي تغطيني

كيف السبيل إلى نفسي وقد وقفت
بيني وبينيَ أنياب الثعابين

وكيف أستر عوراتي وقد قلعت
رياحهم من جناني دوحة التين

من الطفولة مطروداً خرجت إلى
قفر بكل وحوش الأرض مسكون

تكتظّ بالأسد الغضبى أباطحه
وبالنسور سماه والشواهين

أفرّ نحو ديار الشعر منه ولا
بيت من الشعر مفتوح فيأويني

وأرتقي جبل الذكرى ليعصمني
من وحشه ورياحي منه تلقيني

كلّ البحار التي جفّت وغادرها
عهد السفائن تجري في شراييني

أشلاء غرقى وأصداف تؤنبني
ومركب ضاع من عهد الفراعينِ

كلّ النوائب من كل الفجاج أتت
تسعى لقلبي ومن كلّ الأحايينِ

جريئة الدهر قلبي وجه مقبرة
توعّد الله موتاها بغسلين

أرض عجوز جفاها الغيم فانشغلت
بحرقة الدفن عن نسج البساتين


ينام أموات هذي الأرض أجمعهم
بصحبة الدود فيها والثعابين

ما إن يبدّد مدفون بظلمتها
حتى توافى أفاعيها بمدفون

بانت تجاعيد هذا الدهر أجمعه
في لحظتي وأنا لم أعد عشريني

أنا البعيد يغار الدهر من عمري
والنهر والروض من مائي ومن طيني

هل يدلّهم الدجى إلا ليحجبني
وهل يلوح الضحى إلا ليبديني

وهل تهبّ الصبا إلا لتذبحني
وهل يسحّ الحيا إلا ليبكيني

أنا عدوّي فمن منّي إذا صرخت
قبائلي يالثاراتي سيحميني


أنا قتيلٌ ونسر شمّ جثته
فمن ببطن الثرى منّي يواريني

درستُ مثل طلول البدو وانقرضتْ
طفولتي وعفا كالرسم تكويني

قف بي وسائل عيوني إنّها ظُلَمٌ
ينامُ ماضاع فيها من عناويني

تخبرك أنّ الصحارى بعض أخيلتي
وصيحة البحر من نظمي وتلحيني

والليل من أرقي والرّيح من قلقي
والبرق ومضة ظنّ من أظانيني

والرعد شعري الذي راحت تردّده
هذي السماوات بين الحين والحين

***
ياليل ياساقيَ العشّاق من قدم
أترع بخمرك كأس السهد واسقيني

ولا تصرّد فاني جئتُ من شعب
لمّا تزل شمسها للآن تكويني

غادرتُها نائياً عنها وما برحت
تمتدّ نحو الذي أسعى له دوني

لوانّ للأرض أقداماً تسير بها
لقلتُ تتبع آثاري وتأتيني

ياليل إنّ عيون الناس لم ترني
وأنت خلف السدول السود تخفيني

فما لشَتّامهم بالهجر يقذفني
وما لشاعرهم بالشعر يهجوني

جزيتُ شتّامهم صمتاً وشاعرهم
كأنّ ماقيل عنّي ليس يعنيني

مالي وللناس في دنيا مفارقة
همو لهم دينهم فيها ولي ديني


قالوا الشياطين ما انفكت تراوده
بلى ولما تزل بالإفك تغريني

ياليل وحدك تدري أنني رجل
فاقت ملائكتي طهراً شياطيني

***
ما للجزيرة هذا اليوم تكشف لي
عن نفطها وجواريها لتغويني

قدّت قميصي وقالت ذاك راودني
فصارت الناس بالفحشاء ترميني

وبتّ في السجن لا ذنباً فعلتُ سوى
أنّي امتنعتُ عليها وهي تدعوني

وصار في السجن همّي أن أرى حلماً
أو أن أفسّر أحلام المساجين

وقلتُ يأتي زمان لاحصاد به
إلا حصاد النواصي والعثانين






د.وليد الصراف





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 13


حمزة الدبس

عضــو فضـي

doumany




مسجل منذ: 13-05-2008
عدد المشاركات: 1585
تقييمات العضو: 0
المتابعون: 16

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : لمحات عن شاعر معاصر

02-01-2010 06:19 AM





مـــــرآة للمتنبــــي

حتام تذرع أرض الله ملتحفاً
سماءها وغيوماً تنثر البردا

تطوي البلادَ وتطويكَ البلادُ فما
تطوي معالمها فيما طوت بلدا

حملته لستَ تدري كيف تحمله
أنت الذي لم يسرْ إلا إذا سُندا

وكنتَ تسطيع لو قبّلتَ بين يدي
أميره الأرض أن تحيا به رغدا

لكنك اخترتَ من أمريك ماغفلت
عنه العيون فلم تبصر به رشدا

ورحت تهبط عالي الأنف أودية
لم يهبط القلب منها بل مضى صعدا

حتى إذا بلغت رجلاك أسفلها
جاز السماء وعن أفلاكها ابتعدا



د.وليد الصراف





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 14


حمزة الدبس

عضــو فضـي

doumany




مسجل منذ: 13-05-2008
عدد المشاركات: 1585
تقييمات العضو: 0
المتابعون: 16

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : لمحات عن شاعر معاصر

02-01-2010 06:23 AM





تــرجــــــــل


ترجّل أيّها الرجل العنيدُ
فقد لاحَ الضحى ودنا البعيدُ

ترجّل قد بلغت حدود أرض
بها بلغت أواخرها الحدود

يكاد يزلّ مهر الريح فيها
وتخرس خيفة منها الرعود

ويلقي الليث نظرة مستريب
إليها ثمّ من فرق يحيد

***
ترجّل وانتبذْ ظلاًّ ظليلاً
فقد أضنتك كثبان وبيد

تلظّت شمسها والأفق ألقى
شباك سرابه ومضى يصيد

تشابه رملها والعمر حتى
كأنّ سنينه فيها صعيد

وشوك قتادها غصص وأفقا
كحلم يُستعاد ويستعيد

***
ترجّل لم يعد في الغيد سرّ
عليه ينطوي صدر وجيد

غفوتَ على ركابكَ وهو سار
فأقبل نحوك الرأس البعيد

تنكّر في ثياب الطين يحدو
به للنوم شيطان مريد

أراك بجنّة حوّاءَ ترنو
إليكَ وقلبها صبّ عميد

تكاد تقول أقبل واحتضنني
ففي أحضاني العيش الرّغيد

أنا أمّ النساء شذاي شهد
وصدري كوثر ويداي عيد

فإن أحببت واحدة فوهمٌ
هواك لها فإني من تريد

وأنت وليس آدم أنت إلفي
ومنك سيبدأ الزمن الجديد

وإذ همّ  الفؤاد بها وهمّت
وغاضت مقلتان ولان جيد

أفقتَ فناء ليلكَ عن دجاها
قروناً عبرها انقطع البريد

وعدتَ إلى الديار تجوب فيها
تجوب ولستَ تعرف ماتريدُ

***
ترجّل أيّها الرجل العنيدُ
فقد شمخت على الليث القرود

وزلزل بالجبال الأرض وادٍ
يهيم النكس فيه والقعيد

وأنت على ركابك لستَ تدري
أوادٍ ما أمامك أم نجود

ومن بذروا البذور ومن سقوها
به ولأيّهم ذهب الحصيد

وكيف حقولهم أضحت قبوراً
ثوى تلو الشهيد بها الشهيد

ومن زاروا القبور ومن تباكوا
على الشهداء إذ سكت الشهود

ومن باعوا الهديل لقاء حبّ
ومن جاعوا ليكتمل النشيد


ومن صنعوا بنوداً من رداءٍ
لعاهرة ورفرفت البنود

وصارت أمّة تأتمّ فيها
وتسقط تحتها صرعى الجنود

ومن حملوا السيوف ومن رموها
وساروا حيث تحتشد الحشود

ومن قصدوا البلاد ومن جفوها
ومن ساداتها ومن العبيد

***
أفق يا أيّها الرجل الشرود
قد اشتدّ الدجى ونأى البعيد

وأسفر عن هلاكك وجه أفق
غبار الخيل في فمه وعيد

وشبّت في فؤادك نار ثأر
وصرتَ الآن تعرف ماتريد


د.وليد الصراف





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 15


حمزة الدبس

عضــو فضـي

doumany




مسجل منذ: 13-05-2008
عدد المشاركات: 1585
تقييمات العضو: 0
المتابعون: 16

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : لمحات عن شاعر معاصر

02-01-2010 06:28 AM





دع كــــلّ مــن قــال


دع كلّ من قال أو ماقال أو فعلا
من شاد قصراً جديداً أو بكى طللا

وقل كلاماً لو أنّ الدهر يسمعه
لسار ما ظلّ من أحقابه ثملا

وراحت الأرض تنأى عن محاورها
عمياء باحثة عن شمسها بدلا

***
قل لحظتي تضبط الأحقاب ساعتها
على خطاها التي لا تعرف الزللا

وقل لقد بلغت والدهر يتبعها
ربعاً من الخلد أضنى بابه السبلا

وقل سماء على أرض العصور سمت
من تحتها الدهر يشكو الفقر مبتهلا

قل إذ رأت تحتها أحقابه كفرت
راحت إلى كلّ عصر ترسل الرسلا

***
قل للّتي همست قبّل فهمّ بها
ثغري فصدّت فصادتني بلا وبلى

كأنّ ثغرك في صحراء أخيلتي
دار لمن قصدوه ينحر الإبلا

قد أوقدت حمرة حوليهِ نار قرى
لضيف ثغري فلمّا جاءَهُ بخلا

بل قل أيا من يد مجهولة كتبت
بحمرة فوق طرسي ثغرها الأجلا

جسمي ضريح ثوت روحي بعتمته
أقام شاهدة سهدي له المقلا

أفعى ارتيابيَ فحّت في سكينته
ودود ذاكرتي من يومه أكلا

وجاء همسكِ صوراً كاد يبعثه
إلى جنان جرت أنهارها عسلا

في ثغركِ اختبأت عن كلّ مقبرة
وأوقفت حاجباً في بابها القبلا

***
لا لا تقل واهبط الوديان مبتعداً
ودع سماء عليها الفاسق اتّكلا

رعد الغرائز يعوي في غياهبها
حيث الغمائم غاضت والسنا أفلا

وحيث أعلى ذراها قعر هاويةٍ
لا يرتقي متنه إلا الذي سفلا

***
قل إنّ عينين من ليل ومن مدنٍ
بدا لعيني فؤادي صرحها طللا

ومن هلال عليها لا تقصّ على
عيني فؤادي بها عيناه ما حصلا

عريانة تحته نامت وما التحفت
سوى ظلام تخطّى عمره الأزلا

كلّ الأهلة في بطن الدجى اكتملت
وأمحقت وهو لم يمحق ولا اكتملا

وقل أسيتُ على دارٍ بها انهدمت
وقل أسيتُ على روض بها محلا

وقل تذكرّتُ ذي داري التي انهدمت
وقل تذكرتُ ذا وردي الذي ذبلا

وقل تفكّرتُ فيما فات من زمن
وما سيأتي ويمضي بعده عجلا

وقل سجى العمر ليلاً لا تنام به
عينا فؤادي وغام الدمع وانهملا


وفجأة لاح لي مافات أودية
تفضي إليها وشعري راح لي جملا

وقل مشيتُ إليها تاركاً زمني
يحدو إلى سهل وهم معشب هملا

وقل وصلتُ إليها سالكاً سبلاً
ماعاد سالكها منها ولا وصلا

***
وقل بصدريَ غيظ من تأججّه
بألف ماء لهيب النار قد غسلا

وقل جهنّم وهي النار خالصة
تغار وديانها منه إذا اشتعلا

وقل لسانيَ باب إن دعا أحداً
من شانئيّ إليه خالداً دخلا



د.وليد الصراف





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 16


حمزة الدبس

عضــو فضـي

doumany




مسجل منذ: 13-05-2008
عدد المشاركات: 1585
تقييمات العضو: 0
المتابعون: 16

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : لمحات عن شاعر معاصر

02-01-2010 06:30 AM





أعلنتــــهـا

أعلنتُها فلتبتدئ حربي
وليستتر في وكره عتبي

شدّوا عليّ وصاح صائحهم
غلّوه ثم القوة في الجبّ

لكنّهم من فرط غفلتهم
غلّوا يديّ وأطلقوا قلبي

بدأ النزال فيازلازل يا
هوج العواصف خيمّي قربي

سأدقّ طبل الرعد ممتطيا
مهر البروق لمن مشوا صوبي

بغبار راياتي سأطعنهم
قبل الطعان بطعنة الرعبِ

سأدكّ ماشادوا وما عمروا
برياحيَ الملغومة السحب

سأدوس رايات مرفرفة
حكمت وهاد الشرق والغرب

سأدوس آفاقاً لهم بعدت
بجبالها وفضائها الرحب

سأدوس حتى الشمس لو وقفت
في فجرها حجراً على دربي



د.وليد الصراف





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 17


حمزة الدبس

عضــو فضـي

doumany




مسجل منذ: 13-05-2008
عدد المشاركات: 1585
تقييمات العضو: 0
المتابعون: 16

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : لمحات عن شاعر معاصر

02-01-2010 06:40 AM





حلّـــــــق

حلّق، جناحاك عيناها إلى قمم
لم تبدُ حتى لعين الصقر في حلم

حلّق ودعْ تحتك الأيّام سارية
بالناس في ظُلم أخفى من الظلم

مضيّع الوكر موتوراً على قلقِ
لا يستقرّ به حتى على النجم

يسبي إذا جاع ماكفّ الرياح سبت
ويترك الرمم الشوهاء للرخم

ويستفزّ جناحاه البروق وإن
تمثّلا في الدجى للريح لم تنم

طرْ بالعراق بعيداً في العصور وقع
على غد خارج الأيام مرتسم

***
حلّق بعيداً عن الأعراب ترمقهم
فلا تراهم سوى بعض من العجم

ماذا تبقى لهم من كلّ ماورثوا
من النفائس إلا حلية الحكم

من الأسنّة والأفراس صاهلة
غير الأكنّة والأغماد واللجم

وغير آثار أقدام الرماة إلى الـــ
غنائم ارتسمت في السفح من قدم

لم يمحها عبر أحقاب قد اطردت
ماهبّ من عاصف أو سحّ من دِيَمِ

وشعرة ورثوها من معاوية
تحلّ في الخطب ضيفاً غير محتشم

شدّوا وأرخوا بها دهراً وما انقطعت
ولم تشب رغم عوث الشيب في اللمم


ماذا تبقّى سوى أرض قد اغتصبت
وغير ثاكلة لاذت بمعتصم

قال املؤوا الكأس إنّي لستُ أشربها
حتى يرفّ بعمورية علمي

ماذا سوى مقسم يغزو على ظمأ
لو مات من ظمأ مابرّ بالقسم

تأسّن الماء والكأس التي امتلأت
بذلك الماء قد آلت إلى حطم

تأسّن الدمع في عيني من اعتصمت
به وأبدله طول الأسى بدم

ماذا تبقى من الأديان أجمعها
سوى الذبائح إذ تستاق للصنم

سوى الكبائر لا تفضي طرائقها
إلى متاب ولا تفضي إلى ندم


سوى البيارق من خوف قد ارتجفت
وهم يقولون قد رفّت من الشمم

سوى تجاعيد أحقاب قد ارتسمت
على دقائق قد شُلّت من الهرم

سوى النسور عليهم حام جائعها
أمّا على جيف الموتى فلم يَحُمِ

***
أنا العراقيّ قد أجرى بكلّ ثرى
أنهاره أملي من صخرة الألم

كلّ المفازات من خطوي بها أثر
وكل صمصامة مصبوغة بدمي

وكلّ رسم عفا بيتي وإن وقفوا
به وإن شرقوا بالأدمع السجم

كلّ القبور بها عظمي وإن درست
بها العظام وإن آلت إلى رمم

كأّنّما لوعتي لا الريح معولة
وأدمعي لا الحيا تهمي من الديم

واكبتُ رعشة هابيل وشهقته
وهُلك من أهلكوا بالريح في إرم

وقتل من قتلوا في كلّ معترك
وموت كلّ الألى ماتوا من السقم

كأنّما استوطنت منذ الصبا جسدي
أرواح من دُفنوا في الأرض كلّهم

كأنّما ألف عصر حلّ في عمري
وانقاد منه الصدى طوعاً إلى نغمي

على خلاف مع الماضي أتى ومضى
وخطوه لم يُنبّهني من العدم

على خلاف مع الآتي ستطمرني
كفّاه في جدث بالدود مزدحم


على خلاف مع الأيام أجمعها
تجري على رغم فوضى القلب في نظم

عاري  المسافات شمسي سوآني عبثاً
خصفتُ إذ لمعت من مئزر الظلم

موارياً قممي بالقاع في ز من
لا يعرف الفرق بين القاع والقممم

أوّاه لو يسلم القلبُ العصا ليدي
لسقتُ ذي الأرض سوق الشّاء والنّعم

أوّاه لو يقحم السور المنيع دمي
أغرقتُ ذي الأرض في طوفانه العرم

واجتحتُ حتى البحار الهوج وانصرمت
أمواجهنّ بموج منه ملتطم

أواه لو تهتك الأسداف حنجرتي
لصحتُ حتى أصبتُ الرعد بالصمم

***

حلّق وحلّق وحلّق إنّها قممٌ
في الصمتِ ليس تراها أعين الكلم

من أجلها يقتل الأحياء بعضهمو
ويعبرون الردى جسراً إلى العدم

كلّ إذا أغبرّت الساحات ينشدها
مطاعناً دونها بالصارم الخذم

ويلمّها وحدّت حتى من احتربوا
فخضّبوا بدم أو خُضبّوا بدم

وصار يبسم مقتول وقاتله
لها وترتاب فيها حكمة الحكم

ويلمها فرّقت حتى من اتحدوا
فأصبح البعض يرمي البعض بالتهم

قد أصبح الناس من جرّائها شيعاً
حتى كأنّ بهم ضرباً من اللمم

وأصبحوا يقرعون الطبل لو غضبوا
من أجلها وهمو في الأشهر الحرم

أو يهمسون لبعض كي تلوح لهم
ويلتقون على عشق فماً بفم

وما تراءت لهم يوماً ولا خطرت
حتى لشاعرهم من شرفة الحلم

ولا جرت في لسان أو على قلم
لا والذي علّم الإنسان بالقلم

كأنّما الدهر يجري كي يلاحقها
مستعجل الخطو من قبر إلى رحم

حافي السنين إليها قاد حافية
من آدم أرجل الأسياد والخدم

لكنها انتظرت فرداً لتنبئه
بكلّ ما كتمت عن سالف الأمم

تخيّرتك وإن لم تسعَ أنت لها
يوماً على الرأس أو حتى على القدم





د.وليد الصراف





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 18


louna

جامعـي اســتثنائي





مسجل منذ: 21-09-2009
عدد المشاركات: 888
تقييمات العضو: 5
المتابعون: 21

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : لمحات عن شاعر معاصر

02-01-2010 10:19 AM




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أعتذر إن كنت قد قاطعت سلسلة القصائد الجميلة التي أتحفتنا بها, ولكن بعد عدة مرات فتحت بها صفحة موضوعك وقرأت ما فيها كان لا بد لي من كتابة هذه المشاركة لأشكرك على تعريفي بهذا الشاعر الذي ((والحق يقال)) لم أسمع به من قبل فقد قصرت في السنوات الأخيرة في حق الشعر الذي كان يحتل شطراً كبيراً من حياتي..


اقتباس

كصمت بحيرة فيها
هلال القلب يغتسل

ويرضع من ترجرجها
ويُفطم حين يكتمل



ما أجملها من كلمات.... شكراً لك

   





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 19


حمزة الدبس

عضــو فضـي

doumany




مسجل منذ: 13-05-2008
عدد المشاركات: 1585
تقييمات العضو: 0
المتابعون: 16

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : لمحات عن شاعر معاصر

03-01-2010 03:57 AM




وداع

ودعتُني والدجى ساج يدي بيدي
مشبوكة ويدي الأخرى على كبدي

عيناي تنظر في عينيّ منكسراً
مقايضاً ماترى عيناي بالرمد

مشيتُ ملتفتاً نحوي، كلاي بكى
وراح يوغل في عذلي وفي فندي

وقفتُ منفرداً في التيه منتظراً
إيّاي وسط عويل الريح والبرد

حدّقتُ في ألف ركب عائدٍ وجلاً
مفتشاً بينهم عني فلم أجد

مسائلاً هل رآني منكمو أحد
شبهي ولكن على العشرين لم يزد

وقلتُ إذ لم يجيبوني أؤملني
غداً أعود وإن أبطئ فبعد غد

شاب انتظاري وجاءت أعصر ومضت
وعاد من حُسبوا موتى ولم أعد

سافرتُ، لم أتّبع نجماً ولا أثراً
أوغلتُ في الغيّ حتى بان لي رشدي

يومي مفازة أوهام سريتُ بها
عشرين عاماً فلم أدرك ديار غدي

عشرين عاماً إلى مالستُ أعرفه
أمشي ويعدوورائي لاهثاً جسدي 

ظمآن والماء ناداني فقاطعه
ماء العيون التي جفّت فلم أرد

واشتدّ بي ظمأي والنار إن ظمئت
لا تشرب الماء لو ماتت من الصرد


وجهي من الثلج قد صيغت ملامحه
وبين جنبيّ يغلي مرجل الحرد

تبدو ليَ الأرض سكرى وهي دائرة
تكاد تهوي بأهليها من الميد

من فرط ماشربت عبر العصور دماً
معتّقاً في الثرى من سالف الأمد

أرنو إلى شمسها شزراً فأبصرها
تشعّ أحلك ليل وهي في الرأد

وأرقب البحر في أمدائها فأرى
حتى لآلئه ضرباً من الزبد

شرّقتُ حتى جعلتُ الشمس تتبعني
إلى ديار إليها الشمس لم تفد

وانساب صوتي بصمت الكون وامتزجت
بسجعه الطير فيه زأرة الأسد


وقلتُ ياناقتي الظمأى إذا امتزجت
بغير ماء الصبا الوديان لا تردي

ويا رياحاً تدعّ الغيم في أفقي
خذيه إن سحّ غير الدمّ وابتعدي

ويا بطوناً بما لم يأتِ قد وعدت
إذا حملت سوى مافات لا تلدي

سافرتُ من غير زاد حاملاً وطني
من طنجة لذرى نجد على كتدي

بكل من ولدوا فيه ومن دفنوا
في كلّ مافات عبر الدهر من مدد

من يوم أن خلع ابن العاص خاتمه
لكي يثبّت حكاماً بلا عدد

صفّين تحشد في ليلي عساكرها
وتقطع الدرب بين النوم والسهد


والنهروان وأنهار الدماء بها
للآن إن غاض منها البحر يرتفد

وكربلاء التي رأس الحسين بها
مازال يبحث عن عنق فلم يجد

تقضُّ رؤياه ظمآناً بساحتها
نوم الفرات فلا يغفو إلى الأبد

يطوف في الليل مقطوعاً على طبق
كالطيف في مدن نامت على النكد

محلّ زمزم بئر النفط حلّ بها
والطائرات محل الطائر الغرد

فرّت غداة رأت بلقيس لجّتها
وهاجرت هاجر منها ولم تعد

مدائن خاتم بن العاص طوّقها
فلم تُبدْ طوقه يوماً ولم تبد


وأورشليم وما أخفى اليهود بها
كأنّها عورة في ذلك الجسد

لم يخفها ورق التوراة إذ خصفت
ولا الذي خاطت الأعراب من بُرد

محاصر من فجاج الأرض أجمعها
سارت لحربيَ أقوام بلا عدد

من يوم هابيل حتى اليوم قد قدموا
ليثأروا وأنا وحدي بلا مدد

من الكهوف من الأغوار قد خرجوا
من التخوم من الوديان والنجد

من القبور التي من أعصر درست
ومن بطون نساء بعد لم تلد

كل الرجال بكل الأرض قد خرجوا
من كلّ عصر وهم يغلون بالحرد


كأنّهم نسل هابيل وقد نُذروا
من قبل أن يُخلقوا للثأر والقود

جاؤوا لقتلي زعماً أنّ قاتله
قابيل قد حلّ هذا اليوم في جسدي

رماح كلّ حروب الدهر مطلقة
إلى فؤادي وصدري وحده زردي

كأنّما الأفق قوس وترّت أبداً
والموت سهم سترميه إلى كبدي

كيف الهروب وأقدامي تحالفهم
فإن عزمتُ على الإسراع تتئد

ماعاد لي جسد كفاي قد كفرت
بمعصميّ وزندي خانه عضدي

كل الرماة الذين اخترتهم رصداً
رصد الغنائم يلهيهم عن الرصد


وأيّما جبل عال ألوذ به
أراه يسفر يوم الروع عن أحد

لي مهجة حرّة كالشمس ما ركعت
على التراب لغير الواحد الأحد

رأيتُ جسمي وحوش الأرض تنهشه
وهو ابن عشرين لم يجهل على أحد

فما التفتُّ لأبكيه ولا وقفت
بي ذكريات الصبا في موضع الكمد

ولوبكيتُ إذن أحييتُ ثانية
ماجفّ من أنهر في سالف الأمد

ورحتُ من زمن تمضي إلى زمن
روحي ومن بلد تسعى إلى بلد

البرق نظرتها والرعد صرختها
إن أطلقتها على الأجبال ترتعد


والريح خطوتها تهتزّ لو مرقت
حتى السماء التي قامت بلا عمد

طال البقاء بها، حتى لِمَنْ هَرَمٍ
لو نادت الدهر تدعوه أيا ولدي

ترنو بلا حدق تصغي بلا أذن
تخطو بلا قدم تسعى بغير يد

ماهمّها أنّها تحيا بلا جسد
مادام مات لكي تحيا إلى الأبد



د.وليد الصراف




تحيتي لك أختي لونا......

ربّما لم تسمعي به ... واعلم أنهم كثر من لم يسمعوا به .. لأن الدكتور وليد الصراف ...لم يطرق أبواب الشهرة العالمية من اول مطالعه ..
بل أجاد القصيدة وخدمها لحبه لها ومن ثم إنبعث لينشر روائعه.. خليفة المتنبي في العصر الحديث ومدرسته مستقلة....وسيكون له القادم والمستقبل وهذه رؤيتي له ورؤية من أشرت من أساتذتنا الفضلاء ...

شكراً لما أشرت إليه من أبيات بإقتباسك فلما قرأتها بعيدة عن القصيدة تذوقت فيها جمالاً ماعهدته في كل القصيدة...وعزف منفرد جذبتِ نظري إليه منفرداً كما هو ...


وشكراً لنور مرورك بين الصفحات....





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 20


حمزة الدبس

عضــو فضـي

doumany




مسجل منذ: 13-05-2008
عدد المشاركات: 1585
تقييمات العضو: 0
المتابعون: 16

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : لمحات عن شاعر معاصر

06-01-2010 04:56 AM






أدرهــــــا

أدرها فعين القلب لونمتُ تسهدُ
وتُشهدني في النوم ماليس يُشهدُ

تُريني الذي "يُهوى على مثله العمى"
وتسمعني ماعنده الوقر يُحمد

أدرها وخلّ الليل أبيض مثلها
ولا تنتظر صبحاً فصبحيَ أسود

فقد أسدلت  روحي الستائر كلّها
فكلّ رسول ترسل الشمس يُطرد

أناخ بروحي قبل أن تُخلف الدنا
ظلام تحامته النهارات أربد

تحاربه الأنهار في جريانها
وترتبك الريح السموم وتشرد

ويستبهم المسرى فيرتاب راكب
أيهبط في مسراه أم هو يصعد

كأفعى يلفّ الكون من كلّ جانب
خشاش النوايا رأسه المتوقد

ومن شيم الأفعى تجدّدجلدها
ولكنه كالصخر لا يتجدد

له تُرسل الأقمار بعد محاقها
وتُنفى شموس في المغارب هُمّد

ويُمسخ بوماً ناعباً في خرابها
به كلّ ديك كان للفجر ينشد

بعيد عن الدنيا قريب إلى الردى
له وجه عبد في المدى وهو سيّد

سرائر كلّ الميّتين بصمته
أبحّ الصدى من أنجم الليل أدرد

تحدّق بي عبر العصور عيونه
أدرها فعين القلب في الليل تسهد

أدرها فعين القلب مادام طرفها
يحدّق فيما فات هيهات تهجد

يحدّق في عينين أعلى من السما
ومن أبعدَ الأفلاك في الكون أبعد

وأقرب من حدّ الحسام إلى الردى
على أعزلٍ وسط الفلاة يجرّد

سراجان من ليلٍ بصبحي توهّجا
بزيت دمائي فيهما النار توقد

كأنّهما بئران ضيّعت خاتمي
بغوريهما والركبُ عنّي أبعدوا

وخلّفت في قفر من الصمت موحش
به الشك يعوي والظنون تعربد

أيا ظلمتيْ رحمٍ وقبر أحاطتا
بروحي وآفاق الرؤى تتلبّدُ

وأولجتا في فجرها وأقامتا
فليليَ مقتولُ النهارات سرمد

تمازجتا حتى جهلتُ أميّت
أنا في ضريح أم جنين سيولد

كأنّهما مابين كلّ دقيقة
وبين الذي ولّى من الدهر موعد

ودرب إزاء القلب من يوم مولدي
قريب ولكن بالمنايا معبّد

أدرها فمهر العمر يعدو لحفرة
وإن حجبتها عنه بيد وأنجد

كأنّ يداً مابين عيني وبينها
إذا نمتُ أمراس الكوابيس تعقد

فتبدي ليَ الأيّام من كوّة الكرى
عواهر عن أثوابها تتجرّد

هو العمر قفر ضاع رسم طفولتي
بكثبانه والظاعنون تشرّدوا


هلال عصيّ البدر يدنو محاقه
وبركة أوهام بها الدمع يرعد

وزنزانة قضبانها من أضالعي
بعتمتها روحي سجين مصفّد

ويوم طويل الليل صاحت ديوكه
وبُحّ لهاصوت وما أقبل الغد

وطفل حبا مابين رحم وحفرة
على رمل دهر فيه يوماً سيوأد

ووعد من الأقصى يطول انتظاره
به تؤمن الأحلام والصحو يجحد

تمهّل حتى أيأس الحلم في الكرى
وأسرع حتى ارتابت العين واليد

عليّ وإن طالت عليّ سنينه
مضى مثلما يمضي الحسام المهنّد



أدرها فكأسي اليوم تُتْرع من دمي
وأنت على سكري بها اليوم تحسدُ

تنكّر في زيّ الدماء ولونها
دمي وهو بحر صاخبُ الريح مزبد

قبيل عصور جفّ في الأرض ماؤه
فصبّ بقلبي حيث لاعين ترصد

مراكب قد ضاعت تؤنّبني به
وأشلاء غرقى من عصور تبدّدوا

ولؤلؤة جاؤوا بها من قراره
ليزدان عقد للبغايا ينضّد

أدرها فإني لستُ أعرف من أنا
فإنّ حروباً في دمي تتوقد

سجالاً جرت بيني وبيني سيوفها
على أنّها طرّاً بلحمي تُغمد



تألّب كلّ الناس في الأرض كلّها
بكلّ عصور الدهر ضدي وأوعدوا

كأَنّيَ قابيل قتلتُ  أبا همو
وهم رهط هابيل عليّ تحشّدوا

أفرّ إلى أمسي إذا طوّقوا غدي
فتدركني أرماحهم حين أبعد

فأعدوا إلى أفق الطفولة لاهثاً
فتبرق آفاق الخطايا وترعد

فأهرب نحو الموت، أطرق بابه
ولكنني حتى من الموت أُطرد

أدرها فقومي قد أداروا رحى الوغى
وإنّهمو كثرٌ وإنّي مفرد

صرختُ بهم والغيظ يصرخ في دمي
إلامَ وأنتم تجهلون وأرشد



سلكتُ بكم درباً إلى الخلد مفضياً
وها أنا منكم بالفناء أُهدّد

ومثل لواء كنتُ أجمعُ شملكم
ومثل بعير أجرب كنتُ أُفرد

أذنبيَ أنّ الشعر من كوّة الأسى
بروحيَ يرنو للعصور ويرصد

أذنبيَ أنّ القلب مني منارة
إذا أذّنت كلّ الخلائق تسجد

وقمة طودِ في وهاد خنوعكم
عليها صقور المنتهى تتردد

وتأوي إليها عندما يطبق الدجى
عواصف في تيه الفضاءات شُرّد

دخلتُ بلاط الشعر أحمل معولي
وحطّمتُ أصناماً لها الناس تعبد



ومرّغ في النسيان شعري قصائداً
يقوم لها هذا الزمان ويقعد

مداديَ واح للقوافي وحبرهم
سراب وقلبي في مدى الدهر معبد

تحجّ ليال لم تَحِنْ بعد نحوه
وأخرى مضى أصحابها وتبددوا

فكلّ حصاة في مداه وكوكب
دليل إلى قلبي يشير ويرشد

هو الشعر آباد تلوذ بلحظتي
وروح بعمر الدهر بي تتجسّدُ

أنا الشعر ماللناظمين تزاحموا
على بابه من ألف جيل ليشحدوا

ومابالهم من آدم يقرعونه
وفي يديَ المفتاح والباب موصد



تنبّأ بي الأعراب من ألف حجّة
وبشرّ بي مجنون ليلى وأحمد


إذا هبّ إعصاري تُراع شواهق
وتبكي غمامات ويشحب فرقد

تلمّ الرياح الهوج في الأفق ثوبها
ويرتعد الرعد الذي كاد يرعد

ألا قل لهذي الأرض تلجم حتوفها
فمنذ قرون تحتها الناس تُلحد

تنادمها نار الوغى حين تسهد
ويوقظها طبل الوغى حين ترقد

فتستلّ من غمد الغيوب أنامها
سيوفاً بأغماد المقابر تُغمد

هي الأرض تنسى ما أكنّت من الورى
كأنّهمو فيها تراب وجلمد



تدور بمبغى الكون من فرط ما احتست
من الدم سكرى بالرياح تعربد

إلامَ سيغري بالحصاد ترابها
ليحصد زرّاعاً أتوه ليحصدوا

وتلقي طعوماً من لآلٍ بحارها
لتصطاد من جاؤوا لكي يتصيّدوا

أمط برقع الظلماء عنها فقد زنت
ولابدّ بالإعصار والرعد تُجلد

ولا تنخدع إن كذّبتك ففي المدى
عليها جهات أربع سوف تشهد

وكذّب سماء شاهدتها وأنكرت
بحجّة أنّ الأفق منها ملبّد

وبدراً بها يغدو محاقاً إذا زنت
وأعين شمس بالغمائم ترمد



بلى فهي حرباء تلوّن وجهها
ففي الصبح مبيّض وفي الليل أسود

سماؤك سفّت فاثقب الأفق وانطلق
إلى حيث تعلو في العصور وتبعد

إلى حيث يصغي من سيحيا سنينها
إليكَ وأنتَ الآن حرّا تغرّد

مسخت طيور الأرض ببغاء لاتني
تعيد طوال الدهر ما أنت تنشد

وجمّعتَ أشتات العصور بصرخة
ستبقى إلى يوم النشور تُردّد

فكلّ كثيب رُصّ كي يُرجع الصدى
وكلّ جدار شيد أو سيشيّد


د.وليد الصراف





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.
التعليق باستخدام الفيسبوك
صفحة 2 من 2 <- 1 2
 








ملتقى طلاب الجامعة... منتدى غير رسمي يهتم بطلاب جامعة دمشق وبهم يرتقي...
جميع الأفكار والآراء المطروحة في هذا الموقع تعبر عن كتّابها فقط مما يعفي الإدارة من أية مسؤولية
WwW.Jamaa.Net
MADE IN SYRIA - Developed By: ShababSy.com
أحد مشاريع Shabab Sy
الإتصال بنا - الصفحة الرئيسية - بداية الصفحة