إن أفضل عمل على الإطلاق يمكن لإنسان أن يقوم به هو تلاوة القرآن والعمل بما فيه وتطبيق ما أمر به الله والابتعاد عما نهى عنه الله. ومن خلال تجربتي الشخصية مع القرآن لمدة تزيد عن عشرين عاماً أصبح لدي قناعة راسخة وهي أن القرآن يؤثر بشكل كبير على شخصية الإنسان.
عندما تقرأ بعض كتاباً في البرمجة اللغوية العصبية أو في فن إدارة الوقت أو في فن التعامل مع الآخرين، يقول لك المؤلف: إن قراءتك لهذا الكتاب قد تغير حياتك، ومعنى هذا أن أي كتاب يقرأه الإنسان يؤثر على سلوكه وعلى شخصيته لأن الشخصية هي نتاج ثقافة الإنسان وتجاربه وما يقرأ ويسمع ويرى.
طبعاً هذه كتب بشرية يبقى تأثيرها محدوداً جداً، ولكن عندما يكون الحديث عن كتاب الله تعالى الذي خلق الإنسان وهو أعلم بما في نفسه وأعلم بما يصلحه، فإنه من الطبيعي أن نجد في هذا الكتاب العظيم كل المعلومات التي يحتاجها الإنسان في حياته وآخرته. فهو النور وهو الشفاء وهو الهدى ... وفيه نجد الماضي والمستقبل، وهو الكتاب الذي قال الله عنه: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 42].
ويمكنني أن أؤكد لك أخي الحبيب بأن كل آية تقرأها وتتدبرها وتحفظها يمكن أن تحدث تغييراً في حياتك! فكيف بمن يقرأ القرآن ويحفظه في صدره؟! بلا شك أن تلاوة الآيات وتدبرها والاستماع إليها بخشوع، يعيد بناء شخصية الإنسان من جديد، حيث إن القرآن يحوي القواعد والأسس الثابتة لبناء الشخصية.
وسوف أذكر لكم تجربة بسيطة عن مدى تأثير القرآن على شخصية الإنسان، بل تأثير آية واحدة منه! فقد قرأتُ ذات مرة قوله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 216]. وقلتُ لابد أن هذه الآية تحوي قانوناً محكماً يجلب السعادة لمن يطبقه في حياته.
فقد كنتُ قبل قراءتي لهذه الآية أحزن بسبب حدوث خسارة أو مصيبة ما أو أجد شيئاً من الخوف من المستقبل، لأنني أتوقع أمراً سيئاً قد يحدث، أو أمر بلحظات من القلق نتيجة انتظاري لشيء ما أرغب في تحقيقه... وهكذا مجموعة من المظاهر التي تجعل شخصيتي قلقة أحياناً.
وبعد أن تأملت هذه الآية وتدبرتها جيداً بل طويلاً، وجدتُ بأن الله تعالى قد قدَّر كل شيء، ولن يحدث شيء إلا بأمره، ولن يختار لي إلا الخير لأنه يعلم المستقبل، أما أنا فلا أعلم. وهكذا أصبحتُ أنظر لكل شيء نظرة متفائلة بدلاً من التشاؤم... أصبحتُ أفرح بكل ما يحدث معي حتى ولو كان محزناً في الظاهر، وأصبحتُ أتوقع حدوث الخير دائماً ولو أن الحسابات تخالف ذلك.
فالله تعالى كتب عليَّ كل ما سيحدث معي منذ أن كان عمري 42 يوماً، فلماذا أحزن؟ ومادام الله موجوداً وقريباً ويرى ويسمع ويتحكم في هذا الكون فلم الخوف أو القلق أو الاكتئاب؟؟! وبما أن الله قد قدَّر عليَّ هذا الأمر واختاره لي فلا بدّ أن يكون فيه الخير والنفع والسعادة...
وهكذا تغيرت شخصيتي تغيراً جذرياً، وانقلبت إلى شخصية متفائلة وسعيدة وتخلصت من مشاكل كثيرة كان من المحتمل أن تحدث لولا أن منَّ الله عليَّ بتدبر هذه الآية وفهمها وتطبيقها في حياتي العملية.
! تصوروا معي حجم التغيير الذي سيحدث فيما لو قرأ الإنسان القرآن كاملاً وتدبره وحفظه وعمل بما فيه!! إن تغيرات كبيرة جداً ستحدث، بل إن شخصيتك سوف تنقلب 180 درجة نحو الأفضل.
وخلاصة القول: إن التمسك بالقرآن والمحافظة على تلاوته يؤثر إيجابياً على شخصية الإنسان، ويرفع النظام المناعي لديه، ويقيه من الأمراض النفسية، ويساعده على النجاح واتخاذ القرارات الصائبة، إن القرآن هو طريقك للإبداع والقيادة والسعادة والنجاح!
شموخ شاب
إي والله أنا لا أجد أعظم من كلام الله هذا الكلام الذي لا يستطيع بشر أن يكتبه
والموضوع حلو كتير يسلمو إيديك
( (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 216]. )
شكراااااااااااااا
اللهم من اعتز بك فلن يذل،
ومن اهتدى بك فلن يضل،
ومن استكثر بك فلن يقل،
ومن استقوى بك فلن يضعف،
ومن استغنى بك فلن يفتقر،
ومن استنصر بك فلن يخذل،
ومن استعان بك فلن يغلب،
ومن توكل عليك فلن يخيب،
ومن جعلك ملاذه فلن يضيع،
ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،
اللهم فكن لنا وليا ونصيرا، وكن لنا معينا ومجيرا، إنك كنت بنا بصيرا
هذا الكتاب العظيم الذي كلما قراته زاد حبي له وتعلقي فيه كلام ربي الذي اشعر بالطمانينة عند قرائته او سماعه وكما قلت اخي الكريم هو النور وهو الشفاء وهو الهدى ... وفيه نجد الماضي والمستقبل... ...شكرا على طرحك الموضوع
ثم قال سبحانه وتعالى بعد هذه البشارة والبيان لما جاء به النبي صلي الله عليه و سلم, قال الله جل وعلا:﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾([2])
أنا بشكرك كتير على مرورك , وكلامك هذا ما زاد الا موضوعي جمالا
اقتباس
وتستريح اللهم من اعتز بك فلن يذل، ومن اهتدى بك فلن يضل، ومن استكثر بك فلن يقل، ومن استقوى بك فلن يضعف، ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل، ومن استعان بك فلن يغلب، ومن توكل عليك فلن يخيب، ومن جعلك ملاذه فلن يضيع، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم، اللهم فكن لنا وليا ونصيرا، وكن لنا معينا ومجيرا، إنك كنت بنا بصيرا
ملتقى طلاب الجامعة... منتدى غير رسمي يهتم بطلاب جامعة دمشق وبهم يرتقي...
جميع الأفكار والآراء المطروحة في هذا الموقع تعبر عن كتّابها فقط مما يعفي الإدارة من أية مسؤولية WwW.Jamaa.Net