قتلوني البارحة
ليس البارحة فقط
و إنما من شهرين و أنا أقتل
استيقظ صباحا على أمل بالعودة إلى الحياة
حياتي هي و أنا ميت بدونها
أعيش أيامي على أنفاس التقطها من حمرة شفتيها
كأني ملاقي موتي محتم هو دون النظر إلى عينيها
مددت يدي إليها كثيرا و لكنها ردتها بقوة إنسية
ما العمل
أتركها لتفكر جيدا بمن كان وحشاً خلال شهرين
لم أكن كذلك
لكن كثرة الألم صهر القوة و العنفوان في صدري
حتى أنا خفت من نفسي عليها
لماذا تفعلين كل هذا
ما الغاية من كل هذا
أهو تعذيبي أنا أم الذي ينظر في المرآة هذا
قطعت وعدا
و من شمي الوفاء
صحيح أني كذبت مرتين
لكنهما الوحيدتين
لا تقولي كذبت مئات المرات
فأنت كنت معي لآلاف اللحظات
فكيف بي أكذب عليك الآن أنت بالذات
كيف و قد كشفت لك أسراري و عواطفي و كل مآساتي
كيف
نحتاج لمحاكمة عقلية
تكونين أنت القاضية فيها
وأنا من بعد إذنك محامي الدفاع
أقول ما عندي و أمشي
ثم أنت في اليوم التالي تقررين ما الحكم
و على كلام من سجنوا
فالحكم أحد اثنان
أما أن يفرج عني و أذهب إلى الحياة وحيدا
و إما أن أسجن معك في جنتك
و أريد الثاني بشدة
...............................................
لقد جرحتني كثيرا
و للأسف كنت في هذا كريما
و أشبعتك الكلام القاسي المريرا
و لكن اعذريني فأنت بدأت
و المصطفى قال والبادئ أظلم
فما كان مني إلا الرد لا غير
لم أنوي أن أجعل الأمور تجري هكذا
لكنك أجبرتني على فعل أمور هكذا
فلا تعترضي عليا
و لكن انظري ماذا فعلت قبلا حتى أنا فعلت هذا
إن أردت تركي
فما عليك إلا قتلي و الذهاب
و أن أردتني زوجا لك
فهذا صدري و تلك يدي ممدودة إليك
عليك بمسكها و التقاط قلبي من بحيرة الضياع
يسبح دون الوصول إلى الشط
تركته هائما دون سبب
قلتي أعلمك السباحة و هو لا يعرف
فآمن و نزل برفقتك
و لكنك غمرته بالماء و ذهبت
و طاف ماء عينيه على جفنيه
حتى أصبح الجزر مدا على بحر الدموع
من كثرتها أصبحت و جنتاه حمراوين محروقتين
إلى أن بدأ بالنزيف
و تلونت أطراف البحيرة بالدماء
و هو في الوسط
فأصبح و البحيرة كعينيك
ما أجملها و هما يحدقان بي
ما أجملها و هو ترنوان إلي
كان لديك الوقت لتفكري جيدا
و انتهى الوقت و بدأت أيامي معك كذلك
فافعلي ما شئت بي و امضي
ولا تفكري لحظة بالعودة عما قررت
لأني أموت من كثرة التراجع عما تقولين و تفعلين
كفى موتا كفى
أصبحنا مجرمين بحق أنفسن
ا
يقتل أحدنا الآخر دون النظر إلى الشريان الواصل بينهما
فلا يعلم أن قتل الواحد يقتل الاثنان
يا للإنسان مجرم بكافة الألوان
من بدأ البشرية و هو يقتل الخلان
و أمن أجل الجشع قتل أخوه من الزوجان
و ظل يموت مرارا من صحوة المختبأن
قلبه و ضميره ذلك النعسان
كفى
فنحن الآن مجرمان.
................................................19/5/2009