الناس والماس
ليس شرطاً أن تكون وسيماً لتكون جميلاً، ولا ضخماً لتكون قوياً، ولا عجوزاً لتكون حكيماً، ولا مشهوراً لتكون عظيماً، ولا غنياً لتكون سعيداً ولا متعلماً لتكون ناجحاً.
كيف يمكن لأي شخص في الوجود أن يكون: طبيعياً ومتفرداً، حاداً وشفافاً، واضحاً وبليغاً في نفس الوقت.
هل رأيت ماسة في حياتك؟؟؟!!
هل تفحصتها ودققت بها؟؟؟!!
هل لاحظت أن الناس مثل الماس تماماً؟؟؟!!
هناك ثمانية عناصر تحدد قيمة الماس، مع أن كل ماسة تختلف عن غيرها في واحدة أو أكثر من هذه العناصر، فمن النادر أن تجد جوهرة واحدة تجمع كل هذه العناصر في نفس الوقت.
المواصفات التي تحدد قيمة الماسة الطبيعية هي: الشكل والحجم والوزن واللون والوضوح والنقاء وتناسق الأبعاد والصفاء.
مع أن الشكل والحجم والوزن واللون من مظاهر الشخصية الخارجية، إلا أنها لا تدل على قيمة الجوهرة أو على قيمة الإنسان.
أما الوضوح والنقاء فهي تمثل المصداقية والنزاهة، وهذه من سمات الإنسانية الأساسية.
درجة النقاء من أهم العيوب التي تحدد قيمة الماس، وتقاس بعدد الشوائب الظاهرة والخفية، التي قد لا ترى بالعين المجردة، لكنها موجودة دائماً وفي كل ماسة.
مع أنها لا تشوب الجوهرة بشيء من النقص، إلا أنها لا تفقدها قيمتها تماماً، بل تبقى للماسة قيمتها وبريقها وجمالها في اليد التي تحملها والعين التي تنظر إليها.
وهكذا هم البشر، رغم ما يعانون من شوائب في السلوك، وعيوب في القلوب، وضعف في التفكير والتدبير، تبقى لكل منهم قيمته وقيمه، ومساهماته وإضافاته، ومحبوه ومؤيدوه.
وكما يصعب الحكم على الماس من بعيد، ولا يصح تقييمه من لونه وحجمه وبريقه فقط، لا بد من وضع الناس على المحك وربما تحت المجهر، لفرز الطبيعي من الصناعي، والأصيل من الدخيل مع تأكيد قيمة جوهرية لكل منهم.