تمهيد البداية في أصول التفسير الجزء الأول
للمؤلف: د. عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ، ونعوذُ باللهِ منْ شرورِ أنفسنَا ومنْ سيّئاتَ أعمالنَا، منْ يهدهِ اللهُ فلَا مضلَّ لهُ ومنْ يضللْ فلَا هاديَ لهُ، وأشهدُ أنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدهُ لَا شريكَ لهُ وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدهُ ورسولهُ ﷺ.
{يَا أَيُّهَا الذّينَ ءَامَنُوا اتَّقوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[آل عمرن: 102].
{يَا أَيَّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَذِي خَلَقكُمْ مَنْ نَّفسٍ وَّاحدةٍ وَّخلقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كثيرًا وَّنِسَاءً وَّاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَائَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النّساء: 1].
{يَا أَيَّهَا الذَينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَولاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرُ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوزًا عَظِيمًا}[الاحزاب: 71].
أمَّا بعدُ:
فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ عزَّ وجلَّ، وخيرُ الهديِ هديُ محمَّدٍ ﷺ، وشرُّ الأمورِ محدثاتهَا، وكلَّ محدثةٍ بدعةٍ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٍ، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ.
وبعد:
فإنَّ علم تفسير القرآن من أجلِّ العلوم قدرا لتعلُّقه بخير الكتب، وبما أنَّ لكل علم أصول كالفقه والحديث وغيرها، فكذلك علم التفسير له أصول يبني عليها سائر جزئيَّاته، وهو ما يُسمَّى بعلم أصول التفسير، وهو من أجل العلوم؛ لأنَّه آلة لأصل من أصول العلوم الثلاثة وهي: التفسير، والفقه، والحديث، وقد كتب في علم أصول التفسير جمع كبير من أهل العلم سيأتي تفصيلهم في بابه، وكان للإمام ابن تيميَّة رحمه الله تعالى السبق في تأسيس هذا العلم، حيث بيَّن كثيرا من مجمله، وأسس بعض أسسه وقواعده، وبه كذلك كتب فيه تلميذه ابن القيم رحمه الله تعالى كتابات متفرِّقة ذات قيمة جمَّة، وكذلك كتب إمامنا السعدي رسالة المعروفة باسم: أصول وكليَّات من أصول التفسير وكلِّياته لا يستغني عنها مفسِّر القرآن، فكانت رسالة سهلة تساعد المبتدئ على فهم هذا العلم، فرأيت أن أشرحها شرحا مطوَّلا، بحيث يكون هذا الشرح تمهيد للمبتدئ في هذا العلم الجليل، وقد اقتصرت على شرح الجزء الأوَّل من الرِّسالة، وهو ما يهمنا؛ لأنَّ الجزء الثاني كلُّه شروحات لأسماء الله الحسنى، وهذا الجزء تحديدًا نلت بشرحه درجة العالمية (الدكتوراة) في أصول التَّفسير، برسالة تحت اسم: "تمهيد البداية في أصول التَّفسير"، كما هو اسم الكتاب، هذا وإني أنصح طلاب العلم المبتدئين أن يستفتحوا في طلب هذا العلم الجليل بهذا الشرح المفصَّل، هذا لأنَّ غالب المبتدئين في طلب العلم لم يسمعوا عن رسالة السعدي "أصول وكلِّيات..."، كما أنَّ كل من أراد الاشتغال بأصول التفسير استفتح برسالة الإمام ابن تيميَّة المسمَّاة بـ: "مقدَّمة في أصول التفسير"، نعم، لا يخفى على أحد أنَّ رسالة شيخ الإسلام هي مرجع من مراجع علم أصول التفسير، لكنَّها ليست للمبتدئين، فإنَّ المبتدئ يستفتح بدراسة علم مشتركات القرآن، وشيء من علوم القرآن؛ كمعرفة أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، وغيره، وهو على خلاف علم أصول التَّفسير؛ فعلم أصول التفسير هو: الأسس والقواعد التي يعرف بها تفسير كلام الله تعالى، ويرجع إليها عند الاختلاف فيه( ).
طبعًا منهم من جعل علم أصول التفسير من جملة علوم القرآن؛ كالزركشي والسيوطي، ولكن استقرَّ الأمر على استقلال علم أصول التَّفسير كعلم برأسه، ثمَّ بعد ذلك يستفتح الطالب بدراسة قواعد التفسير وأصوله، وأحسن ما يستفتح به الطالب هو رسالة إمامنا السعدي رحمه الله تعالى وجزاه عنَّا كل خير؛ هذا لسهولتها وبساطتها، طبعًا يلزمها شرح على يدي شيخ مختص، كما شرحناها في هذا الكتاب؛ لكن شرحها لن يكون بتلك الصعوبة، على خلاف رسالة ابن تيميَّة للمبتدئ؛ فإنَّ شرحها له مع قلَّة درايته بهذا الفنِّ يأخذ وقتًا، وعلى هذا لزمَ على الطالب أن يأخذ رسالة السعدي أخذًا جيدًا، ثمَّ ينتقل إلى رسالة الإمام ابن تيميَّة.
وأمَّا الشروحات على رسالة السعدي:
فلم أتوقَّف على شروحات كتابيَّة لها، إلَّا الشروحات الصوتيَّة.
هذا وأسأل الله تعالى أن يجعل لي السبق في شرحها، وأن يجعل هذا الشرح خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفعي به وقارئه والمسلمين آمين.
وكتب
الدكتور: عصام الدين إبراهيم النقيلي
تفاصيل كتاب تمهيد البداية في أصول التفسير الجزء الأول
للمؤلف: د. عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
التصنيف: المكتبة الاسلامية -> علوم القرآن الكريم
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: [email protected]
بتاريخ: 05-09-2022
عدد مرات التحميل: 0
مرات الزيارة: 181
عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: [email protected]
عرض جميع الكتب للمؤلف: د. عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
