كلمة الجون واستعمالاتها في الشعر الجاهلي

للمؤلف: د. علي قائد عبده سنان
هذا بحثٌ تأصيليٌّ اعتمدَ الباحِثُ في أغلبِهِ المنهجَ الوصفِيَّ التَّحليليّ القائمَ على الاستقراءِ وسَبْرِ أغوار الموضُوع، والتعرفِ على حقيقتهِ ودلالتهِ واستعمالاتهِ في أشعار العربِ في العصر الجاهلي.
وكانَ مِن أهمّ أهدافِ هذا البحثِ:
1- بيانُ آراءِ عُلَمَاءِ اللُّغةِ المُختلِفَةِ في دَلالةِ كلمة(الجَون) في الكلامِ العَربي، ومُحاولَةُ تَفْنَيدِ ودحْضِ ما ليسَ صَحِيحًا، بِالحُجّةِ والدّليل.
2- الكَشْفُ عَنْ دلالاتِ كلمةِ(الجَوْنِ) في الشِّعرِ العَربي عامّة، وفي شِعْرِ العصرِ الجَاهلي خاصّة.
3- الكَشْفُ عَنِ الأشيَاءِ التي وُصِفَتْ بـ(الجَونِ) في شِعْرِ العَصْرِ الجَاهلي.
4- مَعرِفَةُ أشهَرِ الأعْلامِ التي سُمِّيَتْ بـ(الجَون) مِمّا ورَدَ ذِكرُه في الشِّعْرِ العَربي.
وقد جاءَ هذا البحث في ثلاثةِ مَباحثَ يسبقها تمهيدٌ نَظرْتُ فيه لكلمة(الجَون) وفُروعِها نظرةً صرفيّة دلاليّة. وتناوَلَ المبحثُ الأولُ دلالة كلمة(الجَون) عند عُلَماءِ اللَّغَة المتقدِّمِينَ والمتأخِّرين، ودرسْتُ في المبحثِ الثاني دلالة كلمة (الجَون) في الشّعْرِ الجاهلي، بينما كان المبحث الثالث في الحديثِ عن الوصف والتّسمية بكلمة(الجَون) في شعر العَصر الجاهلي.
وتَلا المباحثَ الثلاثة خاتِمةٌ أوجزتُ فيها أهمَّ نتائج البحث، ومنها:
1- أبانَ البَحثُ أنّ العَربَ اسْتَعْمَلَتْ كلمةَ(الجَون) كثيرًا في أشعارها منذُ العصر الجاهلي، وأنّها كانتْ تَرِدُ عندَهُمْ بمعنى (الأسْوَد) غَالبًا، وبمَعْنَى (الأبْيَض) قَلِيلاً، وبمعنى (الأَخْضَر) نَادِرًا.
2- أثْبَتَ البَحثُ أنّ قولَ قُطرب بأنّ كلمة (الجَون) تُطلَق على الأسود في لُغة قُضاعة، وتُطلَق على الأبيضِ في لغة مَا يَلِيهَا، قَولٌ غيرُ سَدَيدٍ، وأنّه قولٌ مرْدُودٌ منقُوضٌ.
3- أبانَ البَحثُ أنّ القولَ المنْسُوبَ إلى الأصمعي بأنّ كلمة (الجَون) تُطلَق على الأحمر،قولٌ غيرُ سَديدٍ؛ لأنّه لَمْ يثبُتْ ذلكَ عَنْهُ، وأنّهُ قولٌ تَدَاولَهُ عُلَمَاءُ اللُّغَةِ بعدَ الأصمعي، ولا حُجّة لهم سِوى رجَزٍ مَجْهُولٍ قائِلُهُ وزَمَانُهُ.
4- أثْبَتَ البَحثُ أنّ العَرَبَ في شعر العصر الجاهلي لمْ تُطلِقْ كَلِمَةَ(الجَون) على كُلِّ لَوْنٍ، وإنّما أطلقُوهَا على ألوانٍ مُحدّدةٍ، هي: الأسْوَدُ، والأبْيَضُ، والأخْضَرُ.
5- أَوْضَحَ البَحثُ أنّ العَربَ في شِعرِ العَصْرِ الجَاهِلي قدْ وَصَفَتْ بكلمة(الجَون) أشْيَاءَ عَديدَةً، وسَمَّتْ بها العَاقِلَ وغيرَ العَاقِلِ، الإنسانَ وغَيْرَهُ.
وفي الأخيرِ مَسْرَدٌ لمصادر البحثِ ومراجعِهِ.