الأزمة السورية وثقافة التكفير الإرهابي

عاش السوريون كغيرهم من أبناء البشرية الأسوياء حياة امتزج فيها الحلو بالمرّ، وشغفهم الوطن الذي احتضن آمالهم وآلامهم... زغردوا للفرح؛ وهلّلوا للمطر الذي يأتي بالخير؛ واستقبلوا الوافدين إليهم بقلوب مفتوحة؛ وعقول مدركة لقيمة الإنسان... وحين داهمتهم الصعاب عشقوا الصبر، وتمسكوا بإرادة الانتصار على كلّ النكسات والمصائب والآلام... كانوا يزرعون الأمل في الدروب وسط الجراحات النازفة في نفوسهم؛ ممّا يسمى - أحياناً - انتفاضة لطلب الحرية؛ على الرغم من أنهم لم يفقدوا الحرية يوماً ما. ومازالوا يتوخون حياة مُثلى لهم ولمن يشاركونهم التطلع إلى المستقبل الأفضل الذي ينتفي فيه الاستغلال والقهر والاحتلال... لم يكن هناك أحد يتخيل أن يؤول الواقع العربي إلى مثل هذا السوء من انتفاء كلّ أشكال الحياة الطبيعية التي ترتقي بالإنسان هدفاً وأسلوباً... فالفوضى التي قيل عنها خلاَّقة إنما هي فوضى سوداء اجتذبت المرضى والجهلة والمرتزقة والمتخلفين العطشى إلى الدم، والقتل وانتهاك الأعراض والكرامات وفق تفسيرهم الوهمي الخرافي للوجود... فوضى خططت لها الدوائر الصهيو/أمريكية بمنتهى الدقة مستغلة ضعاف النفوس المغرر بها؛ ومشتهي السلطة والجاه والمال... كتاب الأزمة السورية وثقافة التكفير الإرهابي صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب