فن رسم الحبكة السينمائية

ما هي كتابة السيناريو؟ أ)عمل ب)شكل من الفن ت)مرض إذا اخترت أياً من هذه الإجابات فأنت على صواب، وإذا اخترتها جميعها فستحصل على درجة إضافية. بالنسبة للكثيرين، كتابة السيناريو هي بهجة ولعنة في الوقت نفسه. وهي منفذ إبداعي يؤمن للكتّاب فرصة أن يتيحوا لأحلامهم أن تأخذ شكلاً محدداً. لكن في مرات كثيرة أكثر مما ينبغي، تسحق حقائق السوق ومتطلباته متعة العملية. بالطبع لا توجد أية قاعدة تقول إن كل سيناريو جيد يجب أن يجد من يشتريه. لكن في حالات متكررة، يواجه كاتب يعتقد أن السيناريو الذي كتبه يتضمن جميع مكونات الفيلم العظيم إحباطاً عميقاً حين يفشل عمله في جلب أي اهتمام، لأن الكاتب في الحقيقة لم يكن لديه سوى مقدار محدود من فهم المتطلبات الفريدة لقصة فيلم. معظمنا يتعرف على الكتابة السردية حين يكتب مقالات وقصصاً قصيرة في المدارس. ولكن مهما كان ثراء مخيلاتنا وبلاغة نثرنا، فإن عملنا يقيَّم على أساس أنه قصص تُقرَأ، وليس على أساس أنها مخطط لقصة ستُشَاهَد. وهناك اختلاف كبير بين نوعي الكتابة. فكتابة السيناريو تعتمد على لغة الدراما لإيصال الأفكار بشكل فعال إلى الجمهور. وتستخدم كتابة السيناريو صوتاً نشطاً بمعنى أنه ليس سلبياً، كما أنها تتطلب الحركة والصراع لتطوير المعنى. سيساعدك كتاب فن رسم الحبكة السينمائية على فهم لغة الدراما هذه بحيث تستطيع أن تجعل قصصك أكثر إرضاء لجمهورك الأول الذي سيبقى من القراء، لكنه أيضاً محترف يبحث عن قصص تصلح لصنع أفلام عظيمة. والهدف هو إثارة القارئ من خلال رسم الحبكة، الذي يشتمل على رسم قوي للشخصيات وزخم في القصة ووجود للتوتر. كما يشمل فن رسم الحبكة السينمائية كيفية توجيهك لجمهورك عبر معلومات القصة، والحفاظ على فضولهم واهتمامهم وحماسهم بحيث يشعرون كما تريدهم أن يشعروا خلال التجربة بأكملها. وأنت بصفتك كاتب سيناريو لا تجبرهم على أن يسألوا -ماذا سيحدث بعد ذلك؟- فحسب، بل أنت تدير عواطفهم في كل مرحلة من القصة. إن فن رسم الحبكة هو فن تحويل السرد الجاف للأحداث إلى تجربة عاطفية. هذا الكتاب ليس دليلاً للمبتدئين. ولكي تستفيد منه أكبر فائدة ممكنة، يجب أن تتوفر لك معرفة أساسية بكتابة السيناريو. وليست هناك وصفة أضعها تَعِد أن تحولك إلى كاتب سيناريو يحقق أفضل المبيعات. ما يقدمه كتاب فن رسم الحبكة السينمائية هو نظرة ثاقبة إلى المواضيع الأساسية في تصميم الحبكة وبنائها: كيف تجمع معلوماتك معاً لإكساب قصتك قوة وأهمية أكبر بالنسبة لمشاهديك. أبدأُ بتعريف الحبكة بوضوح ثم أبيّن أن الحبكة لا تتعلق فقط بإبداع سلسلة من المَشاهد التي توضح أحداث القصة بل أيضاً بإدارة العاطفة المتولدة. والهدف هو تزويدك بالأدوات التي تدمج الحبكة ورسم الشخصيات وتفسير الوضع الأولي والعاطفة لتكوين قصة مؤثرة وذات معنى.