حينما نعيش في عالم الجليد.

مشاعر تلاشت شيئاً فشيئاً حتى اجتاح البرود القلوب لتمسي كتلة من الفراغ....الفراغ الذي اخترناه كمصير أزلي..
نفقد حينها الدفء الآمن الذي يربطنا بالبشر ...تغدو روابطنا مع تلك الأرواح مجرد واجب نؤديه ولانعرف السبب..
نفقد لغة التفاهم...فننسى كيفية التعبير...نخسر المعاني التي كانت قبلاً تخلق الحميمية معهم والألفة تجاههم..
الوحدة تلازمنا كصديق تعلقنا بصحبته...العزلة تصبح ملجأً آمناً لأفكارنا التي تتراود في ثنايا العقل والروح...
ننسى ماهية الألوان...وتتشح أرواحنا بأثواب السواد البارد...إنها النفوس التي تهاب أشباح التواصل مع الحياة...
لا إنه ليس الموت...لم تمت أجسادنا فعلياً...لكنها أصبحت كتلاً وأكوام من جليد...
نخلق لأنفسنا عالماً بارداً نحتمي بدفء وحشته من أحزان الحياة..
نشعر بينهم وكأننا دخلاء إلى عالمهم...تلك الأرواح التي اعتدنا ملازمتها دون أن نجد جدوى لمشاركتنا عالمهم...
أن تكون وحيداً ينسج حولك هالة من الغموض المأساوي...
نسمعهم يتكلمون ويتكلمون دون أن ندري معاني حروفهم....فلغة عالم الجليد بلاحروف...لغتنا تكتفي بالصمت...
إننا من عالم الجليد الذي تربع على عرش أفئدتتنا وكينونتنا...أن تكون من عالم الجليد ...يعني أنك بلا هوية روحية..
ترتوي أرواحنا من البؤس المزين بتجاهل الآخرين لملامح معاناتنا و أحزاننا التي تعترينا...إننا ضحايا الحياة....التي رمت بنا إلى أحضان الحقد على عوالمنا وواقعنا...واقعنا الذي شننا معارك تمرد وثورات من الرفض ضده...فتكللت محاولاتنا بالهزيمة والفشل...فعجزنا عن ترك تلك البصمة الخاصة التي ننشدها على صفحة الحياة..
كي نبقى في النهاية كما نحن...سلاطين داخل زنزانات عالم الجليد....حيث لامفر من المصير البارد...فالغدر والزيف والكره قد اكتسى عالمنا الذي يفترض أن يكون دافئاً...و أجبرنا على الهجر والرحيل بلاعودة نحو عالم الجليد....
**********************
   

شكرا لك على هذا الموضوع الجميل

مشكورة ريمو

موضع مفيد جدا

شكراً للأصدقاء لمروركم الغالي بموضوعي  
********************
*************
صديقتكم ريـــــــــــــــــــــم    

مشكور على الموضوع الرائع