اقترب
بعيدا عن حماقة الأجساد دع روحك تجلس بجانبي هنا
حول المدفأة...ربما بدأ الشتاء يلملم حقائبه مغادراً
لكن هل يأخذ مع برد الروح

بعيدا عن اعتيداية أيامك
وعن غبائات تصرفاتي وتصرفاتك

بعيداً عن كل شيء
وقريباً من كل شيء

بعثر جمر المدفأة معي ومعه ومعها
دع ابتسامة كلما عبرت كلمة خاطرة صورة اغنية
اصمت تأوه ضحكة ...أي شيء..لكن منك وإلك

هي دعوة ...
قد لا يقبلها أحد
لكني سأنتظر ...سأحاول جاهداً أنا الغريب هنا أن لا تموت هذي المدفأة

..

أبدأ فاسمحولي



ويمشي بالطريق
أوقفته  ما تسمى "بصارى" وشدت كفه بكل قوتها

قالت له يدك كبيرة فستدفع عن اثنين..

لم تستطع تلك التي كانت معه ان تمسك نفسها من ضحكة
ولم يستطع صاحبنا إلا أن يدع لبسمة تعبر شفته
ويسحب كفه

ويكمل طريقه
حالماً
ببيتٍ من قصب

قالت له:
دعني في ساعتك عقربا أدور أدور
علي أنسى دورة الموت في جسدي

أرهقت سنين العمر اختلافات المواجع فيَ
فما عدت أعرف الفرق بين الطعن والعطس

حروف متراصدة شكلت كلمات متآلفة

جمعتها فإذا بها جملا معبرة

استمر و لك الشكر على ما نثرت ها هنا

سيدرك

قبل أن أنثر ما لدي ...سيدي
وددت لو أن تكون لك بصمتك وليس ردك


فأنا أيضا سأصبح زائراً هنا
فهي مدفأة





ربما تترك لك تلك الصورة
أن تعود إلى طفولتك المنفية
وتذكر صوت تلك الطفلة
تغني
"أنت الأمان...من عطائك تخجلين أبداً لا تتململين.."

فتطفو فوق شفتك  اتسامة
وتعود لغابشة عمرك

احيانا...
احتاج أن أمشي لوجهي قليلا

و أحيانا أخرى ..
أحتاج أن أنثر روحي بين حبات المطر ...
لتنساب بتأوه خريفي .. بين تظللات بيت من القصب ..
حيث .... تلملم أرواحنا مدفأة الربيع و تحملها بعيدا رياح الرماد العتيق ....

و أحيانا كثيرة ...
أحتاج أن أمشي على شاطئ الذكريات ...
لأجمع قواقع الحنين المترامية بين حبيبات الرمل ...
و ارسم دفئ الربيع بين زبد الأساطير بعد كل مد ...
أحتاج أن أنتظر على مرافئ الذاكرة عودة قاربٍ محمل بمدفأة الربيع ...

حاول أن يكمل طريقه "طريق المطر"
لكن الغباشة التي أورثها لنفسه من معيشته
جعلته عاجزاً
وعاجزا حتى حتى
الشعور بالألم المحبب وبرغبة البكاء...
عند سماعه
"وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع
كأن طفاً بات يهذي قبل أن ينام..."

لكنه استطاع أن يفعل شيئاً جميلاً
أن يضحك بأعلى صوته
ليخفي أنين بحته
أن يضحك رغبة بالبكاء


أن يضحك هكذا
لأنه مل البرود

على الهامش

تصبحون على وطن