و كبُرنَا .. فَجأةً

حقيبةٌ ورديةٌ ..
وشَرائطٌ مثلَ سَنَا البدرِ بَياضاً
أمنياتٌ صغيرةٌ مخبأةٌ فِي دواخِلنَا النقِية
مستقبلٌ مجهولٌ متربعٌ أمامَ ناظرَينا
غيرَ أنْ الفَألَ أحالهُ دوحةً فِيها كلُّ مَا نشتَهي !

هَكذَا كُنّا فِي طُفُولتِنَا

نرسمُ فِي كراسَاتِنا شجرَ تفاحٍ وحقلاً أخْضرَا

كانتْ الدنيَا بأعيُننَا ربيعٌ ساحرُ
كنّا نلمحُ الجمَالَ فِي كلِّ شَيء
حَتى الحِجارة فِي قَارِعة الطرِيق
تستَوقِفُنا لِنقَرأ فِي خُشونَتِها الجَمَال

المستقبلُ فِي أعيُننَا مِثل الحَلوى
زاهِي اللونِ ، بطعمِ السّكرْ
لم يُخلقِ المُستحِيل فِي أذهانِنَا بعدْ

كنّا حِين يسأَلنَا الكِبارُ
مَاذا سنصبحُ حينَ نكبُر
نجيبُ وكلنَا ثِقة:
دكتُورة ، مُدرِّسة ، رسامَة
كانَ كلُّ شيءٍ حينَها عَلى مَا يُرام ..

ثمّ

كبُرنَا قلِيلاً ..
وكَبرتِ الأَمانِي

وازدادَ الطّريقُ إلَى تحقِيقهَا طُولاً ووعُورَة ..
كَبرنَا و امتهنّا رَسمَ الغُروبِ ورسمَ الخرِيف
وعيناً بمَاءِ الدّمُوعِ سَكوب

كَبُرنَا

واستحالَ المُستقبلُ فِي أعْيننَا لُغزاً صَعبَا
نَسألُ أنفُسنَا أحيَاناً مَاذا نُصبحُ بَعدَ سِنين

نتلعثَمُ ، نتنَهدُ ، نُطرِقُ نبحَثُ عنْ أحدٍ ليجِيب
فيتسللُ صُوتُ طُفولتِنا الرّاحلةِ فَخوراً ويجِيب
ننهرُهُ نمحُو أحْلاماً رَسمتَها أيدِينَا يوماً
نهدمُ آثارَ طفُولتِنا كَيلَا تسْبقنَا فَتجِيب .

أممم مَاذا أُصبِح ؟ مَاذا أُصبِح ؟

ويطولُ الصمتُ بِنَا زَمناً
فيذوبُ تَساؤلُنَا كَمداً ،
ويغيبُ زماناً ويغِيب .

أصْبحنَا نلمسُ الكَآبة والألَم فِي كُلّ شَيء
في المُستقبلِ المَجهُول ، فِي مَلامِح الحَاضر ، وفِي أروقَةِ المَاضي

أصبحنَا نُجيدُ قِراءة الأحزانِ
فِي وجُوهِ منْ حَولنَا أكثرَ مِن ذِي قَبل

يُحاصِرنَا البُكاء فِي زوايَا الليلِ المُظلِمة
فتمْتلِئ وسائِدنَا دمْعاً
لا لشِيء ، فَقط لأننَا كبُرنَا وأصبحنَا نشعرْ

و نَتسَاءل مَا هو الفصلُ القادِم ؟؟؟؟

كلمات من حياكة الواقع ، بأبلغ التعابير .....


"
كنّا نلمحُ الجمَالَ فِي كلِّ شَيء
حَتى الحِجارة فِي قَارِعة الطرِيق
تستَوقِفُنا لِنقَرأ فِي خُشونَتِها الجَمَال
"


جداً الموضوع رائع ، سلمت الأيادي ،،

تحيتي ،،

,,,, سوى أنه كلام عظيم .......... تحياتي .

لذلك مو عبث في كتير بشر بعدهن بيتعاملو بأحاسيس الطفولة
بيحنو للطفولة لذكريات الطفولة
لبراءة الطفولة
وما بدهن شي من انجازات الكبار
ولا بيحبو أحاديث الكبار

كامات رائعة وتعابير أروع
ميرسي الك

شكرا لمروركم ........


و فعلا كتير أحيان بتنمنى عيش بأحاسيس الطفولة  .... بس مستحيييييييل ...لأنو الواقع بيجبرنا نتخلى عن براءة الطفولة و  عن الأحلام الوردية  كمان.....


):    ):

........................... لا نزال اطفال
ظننا ان السلاح لعبة نلعبها ........ في ساحات القتال !
..........................................................................................
شكراً عميقة ..................... صاحبة الموضوع
جل تقديري !

"عطر الكستناء " أسعدني مرورك  (:

أما قصتنا مع السلاح قصة ....... نتمى أنا تنتهي بسرعة

لأنها تحصد أغلى ما نملك  ):  ):

........................ أغلى ما نملك سعادتنا
هل نحن سعداء ؟؟
اذا كانت السعادة تلفنا نحن بخير !
ربطة الخبز : عند افران ابن العميد تباع ب/ 100/ ليرة
في الحالة التي لانقف فيها بالطابور
واذا وقفنا في الطابور نحتاج الى / 4/ ساعات انتظار
...............................................................................والامان !
اللهم الفرج 

كم أمنى العوده الى دمشق لكي أعيش طفولتي