تشاء الأقدار  ....

أن يحتضر البنفسج .........

ويشاء الخوف ....

أن يحتضر البنفسج ....

ويشاء الحب ....

أن يحتضر البنفسج ....

ويشاء البنفسج ...... ألا يشاء الآخرون ...

يا صاحبي ....

امنحني من عينيك شعلة ... لأنير لك الدرب إلى قلبي ....

لأنير لك الدرب إلى حيث لا مكان للاحتضار ....

قلبي ...

شجرة بلوط  على الضفة الأخرى من النهر ....

تلقي التحية على النعمان والاقحوان في الصباح ....

وتشارك الصفصاف والحور .... في احتفالات الربيع ...

وتشارك النهر .... صمته الطويل في الشتاء .....

يا صاحبي ...

لافرق بين الضحك والبكاء ...

بين الصمت والكبرياء ....

عندما تشارك البط رحتله القصيرة ....

عندما تشارك الشمس .... كأس نبيذ شرقي  .... قبل رحيلها بقليل  ....

على ضفة النهر ....

يمتزج المطر والزيزفون في زجاجة عطر واحدة ...

في نسمة واحدة .... تمضي متسللة لجوفك ...

تنشر شذاها في الداخل ... ثم تمضي ....

على ضفة النهر ...

صندوق موسيقا قديم .... خبأته السناجب في شجرة ما ....

تفتحه الريح كل يوم ....

لترقص على أنغامه شجيرات الأرز المصطفة على الجانبين وكأنها ترحب بك

قبل أن تصل .....

يا صاحبي ....

بيني وبين النهر .... علاقة حب .... وعلاقة خوف ....

فالنهر أبي .... عندما كنت طفلة ....

والنهر صديقي .... في الأمس ....

والنهر حبيبي .... اليوم ..... وغدا ........

كان النهر ....

خليل طفولتي .....

ومنبع فرحي ........ وأملي ..... ويأسي .... ودمعي .....

منحت النهر ... علبة ألواني .... وضفيرة شعري ... وحقيبتي المدرسية .....

ومنحت الحور محبرتي ... ولون عيني ....

منحت الضفة الكسلى جنوني .....

فمنحني النهر سبع دموع ربيعية ....

أسقي بها زهوري ....

فيتبعثر اللون على فمي ووجنتي ....

كبرت أنا .... وما زال النهر طفلا ... ومازلت بعينيه طفلة ....

آه يا صديقي ....

كيف للحور  ... أن ينكر لون عينيه ...

وكيف للنهر .... أن ينكر صوتي ... وصدى ضحكي ....

كلما اقتربت منه ....

وكلما غرقت صورتي ....

ازداد النهر عمقا .... وحبا ... وحزنا ....

مضى على غرقي الكثير ... وما زلت أذكر .... كيف أبحرت ملامحي ذاك الربيع

على ورقة الجوز .... إلى ما وراء صمته المخيف ....

لماذا .... كان علينا أن نعود باكرا للبيت ذاك اليوم .....

لماذا ....

نحن اليوم .... في فصل الربيع ....

فصل الذكريات الندية .....

فصل الأمطار الدافئة ..

والقلوب الدافئة ..

والعيون التي تمتلئ بالأمل ....

فصل الحكايات التي بعد لم تكتمل .....

اليوم ....

تتقد داخلي شمعة ما ... تسير على ورقة جوز ....

تبحر في عيني .... دون أن تنطفئ ....

تنير لي في الليل حلما آخرا ....

لست أتساءل ... كالآخرين ..... عن سبب رحيل من أحببت ...

لأنهم لم يرحلوا ...

لكنني أحتاج فقط .... لشمعة ... وورقة خضراء ... تبحران داخلي ... لتنيرا لي

تلك الحجرة الصغيرة خلف عيني ....

يا سيدي ...

لست كالآخرين ....

فأنا أوقد النور في عيني لأرى فيهما الزهور ... لا وحوش الغابة ....

دعني أسألك ...

ما طعم اللون إذا لم تشربه الأرض ... ؟

ما طعم الليل إذا لم يغسله الفجر ....؟

ما طعم النهر ....إذا لم نمنحه  الحب ... ؟

ما طعم الحب ... إذا لم يسكنه الخوف .... ؟!!!!

عندما نكبر ...


نغلق الباب على ضحكاتنا و ألعابنا .... وأنفسنا ... !!!

نغلق الباب على ذاكرة .... بعمر ابتسامة ... !!!

عندما نكبر ....

يختلف طعم الماء ... والخبز ....

يختلف طعم السكر في فمنا ...

في داخلي نهران منفصلان يتحدان في قلبي ....

في داخلي ...

ملح وسكر .....

في داخلي طفل وسيم ليس يكبر ...

لا تحاول يا دخان الليل أن تطفي عيوني ....

فالنور قبل مجيئك الوحشي في قلبي تفجر ........


         

30 42011

في داخلي ...

ملح وسكر ..
                                                                 
                                                                   
                                                               
                                                                       

ماشالله عليكي يا دموعة

كتيييييييييييييير حلوة

الله يسلم ايديكي

في داخلي ...



ملح وسكر ..


                  أجل وماذا بعد ؟؟؟