أبو عدنان :
أبو عدنان رجل في السبعينات , يعمل حارسا ليليا" في نفس الشركة التي أعمل فيها
فجر اليوم الأربعاء السابع من رمضان تسحر أبو عدنان و اتصل بالحجي ( المدير العام ) ليوقظه على السحور و قام إلى الماء فتوضأ و أخذ يصلي الفجر مع أحد العاملين الذين ينامون في الشركة , أنهى صلاته و أخذ يسبح الله و يذكره حتى طلعت الشمس ثم أخذ كرسيه و جلس بجانب غرفته القريبة من باب الشركة منتظرا" قدوم العمال و الموظفين و أخذ يسجل أسماء بعضهم على و رقة موجودة الآن على مكتبي بخط يده .
أبو عمار أول موظف يصل إلى الشركة عادة .و كعادته وصل اليوم حوالي السادسة و الربع و نادى على أبو عدنان كي يفتح له الباب و لكن أحدا" لم يجب !! كرر ندائه و لكن أحدا" لم يجب .
نادى على أحد العاملين الذين يبيتون ليلا" في الشركة و أخبره أن يقول لأبي عدنان كي يفتح الباب , ذهب العامل تجاهه و تحدث إليه ثم عاد للخلف مذهولا" لا يدري ماذا يفعل .
لقد كان أبو عدنان جالسا" على كرسيه مسلما روحه إلى بارئها , و لا زالت الورقة المكتوبة بخط يده صباح اليوم أمامي بينما أكتب هذه الحادثة و لازالت دراجته النارية الصغيرة قرب الباب الرئيسي .روى لي هذه الحادثة من شهدها .
أبو عدنان كان في العمرة منذ حوالي عشرين يوما و قد حدثني أحدهم اليوم أنه أخبره مساء البارحة أنه ينوي أن يعتمر مرة أخرى بعد رمضان .
و تتم الآن عملية دفنه بينما أكتب لكي هذا الإيميل.
فهنيئا له و أحسن الله مثواه , و أعاننا و ختم لنا على الإيمان .
أحببت أن أروي لك الحادثة للعبرة و لك كل الشكر على حسن القراءة و السلام ختام