كثيرا ما أفضل الجلوس وحدي ....

وكلما جلست ... تغتالني القصيدة ذاتها ...

والكلمات ذاتها ....

فأشعر بنوع من القشعريرة اللذيذة يتسلق جسدي ...

يعبث بأناملي راغما إياي على الكتابة ...

عنيدة أنا جدا ...

لكني غير قادرة على الوقوف بجبروت حرف لم أعهده في محبرتي من قبل ..

   


لا شيئَ يستدعي البكاء

فوالدي قد هاجرَ المدينة

وشتلةُ الزيتون  ماتت يوم أمس

والريحُ تنتظر السفينة

آياتنا تقول سوف يُغرَقون

والبحرُ يسألُ موجهُ هم أينَ ذاهبون ؟

كم قلتُ لا لا تلرحلو ...

فالضفةُ الأخرى مليئةٌ بالشوق

كم قلت لا لا ترحلو ..

هيَ شتلةُ الزيتونِ ماتت يومَ أمس

فالأرضُ مهما أينعت أمامكم

والأرض إن وسعت مدى أقدامكم

حريةٌ في حبس ...

   

ردً الأثيرُ دعاءنا

فسماؤنا مزروعة بالموت

والكل يصرخ ها هنا

حريتي حريتي .... لكن دون صوت

   

آياتنا تقولُ سوف يُغرَقون

هي الأنباء _ بعد ربع ساعة _

سوف تأتي بالخبر

و أنا وظلي في الديار نجلس وحدنا

ننتظر أخبار السفر

وتعود لحظة لعبة شعبية إلى عيني

تمر ربع ساعة في صمت ...

يهدأ المذياع ...

ويبدأ المطر ....

لقد غرق الجميع ...

   

رحلو نداء للحياة ....

وهاجرو كما تهاجر الطيور بحثا عن مفر ...

وهاجرو كما يهاجر الظلام  بحثا عن مقر ..

نادو بأعلى الصوت ... لكن دون جدوى

فالموت يُسمَع  في بلادي  دائما قبل القدر .

   

وبقيت وحدي في الديار ...

كما قد كنت  منذ عام

سأظل أنشد لوعتي

وإن قتل الحمام

فقضيتي مرهونة بدمي

ودماء قلبي يا أبي ...

خمرية قد عتقت بالشام

ودمشق لم تعهد بحلم

على التاريخ حققه الكلام

     



لم أكتب قصيدتي هذي ... لأبيع وطنية نمت في داخلي ذات يوم ...

وإنما كتبت عن النصف الفارغ الذي لا يعرفه كثر ...

عن النصف الذي امتصه من كأسنا الرحيل ...

وبتنا نتقيأ الفراغ ....

عن النصف الذي لابد وأن نلقي عليه قبضة نور ... لكي نملأه بحبنا لا بكلماتنا الجوفاء

قصيدتي للطيور المهاجرة ... التي لم تعد إلى بلادها بعد ...

قصيدتي إلى الكثير ...

إلى أناس مضو غير آبهين بنظرة الخوف في عيني ...



دموع القمر

صديقتي الغالية
حروفك تلامس كل ما فيّ أقرأ لك بشغف دائم وكثيرا لا أجيب لأني أرى حروفي باهتة أمام ما تكتبين وأعجز عن كتابة رد يقارب روعة ما أحس به عندما أقرأ حلو كلامك
شكرا لك ولأناملك وإحساسك
دمت بود  

فالموت يُسمَع  في بلادي  دائما قبل القدر


تعجز كلماتي عن وصف سحر ابداعك 00000000مشكوووووورة 00 تقبلي مروري

دموع القمر

لا أعلم عندما رشفت كلماتك

لم يخطر ببالي شيء إلا تلك الكلمات

التي مرت علي ذات يوم تقبليها مني

إلى حين عودتي إلى كلماتك

دمت بحب

تلك الكلمات الجميلة التي خططتها بأناملك الذهبية

فعلا تستوقفني كثيرا دمت ودام مداد قلمك



كم عشتُ أسألُ: أين وجــــــــهُ بــــلادي

أين النخيلُ وأيـن دفءُ الــوادي

لاشيء يبدو في السَّمـَــاءِ أمـامنــــــــــا

غيرُ الظـلام ِوصــورةِ الجــلاد

هو لا يغيبُ عن العيــــــــون ِكأنــــــــه

قدرٌٌ .. كيوم ِ البعــثِ والميــــلادِ

قـَدْ عِشْتُ أصْــــرُخُ بَينـَكـُمْ وأنـَـــــادي

أبْنِي قـُصُورًا مِنْ تِـلال ِ رَمَـــادِ

أهْفـُـو لأرْض ٍلا تـُسـَـــاومُ فـَرْحَتـِــــي

لا تـَسْتِبيحُ كـَرَامَتِي .. وَعِنَــادِي

أشْتـَـاقُ أطـْفـَـــــالا ً كـَحَبــَّاتِ النـَّــــدَي

يتـَرَاقصُونَ مَـعَ الصَّبَاح ِالنـَّادِي

أهْـــفـُــــو لأيـَّـام ٍتـَـوَارَي سِحْــرُهَـــــا

صَخَبِ الجـِيادِ.. وَفرْحَةِ الأعْيادِ

اشْتـَقـْــــتُ يوْمـًا أنْ تـَعـُــودَ بــِــــلادِي

غابَتْ وَغِبْنـَا .. وَانـْتهَتْ ببعَادِي

فِي كـُلِّ نَجْــم ٍ ضَــلَّ حُلـْـــٌم ضَائـِـــــع ٌ

وَسَحَابَــة ٌ لـَبسـَـتْ ثيــَـابَ حِدَادِ

وَعَلـَي الـْمَدَي أسْـرَابُ طـَيــر ٍرَاحِــــل ٍ

نـَسِي الغِنَاءَ فصَارَ سِـْربَ جَرَادِ

هَذِي بِلادٌ تـَاجَـــرَتْ فــِـي عِرْضِهـــَــا

وَتـَفـَـرَّقـَتْ شِيعًا بـِكـُـــلِّ مَـــزَادِ

لـَمْ يبْقَ مِنْ صَخَبِ الـِجيادِ سِوَي الأسَي

تـَاريخُ هَذِي الأرْضِ بَعْضُ جِيادِ

فِي كـُلِّ رُكـْن ٍمِنْ رُبــُــوع بـِـــــلادِي

تـَبْدُو أمَامِي صـُورَة ُالجــَــــلادِ

لـَمَحُوهُ مِنْ زَمَن ٍ يضَاجـِــعُ أرْضَهَـــا

حَمَلـَتْ سِفـَاحًا فـَاسْتبَاحَ الـوَادِي
لـَمْ يبْقَ غَيرُ صـُـرَاخ ِ أمـْــس ٍ رَاحـِـل ٍ

وَمَقـَابـِر ٍ سَئِمَتْ مـِــنَ الأجْـــدَادِ

وَعِصَابَةٍ سَرَقـَتْ نـَزيــفَ عُيـُـونِنـَــــا

بـِالقـَهْر ِ والتـَّدْليـِس ِ.. والأحْقـَادِ

مَا عَادَ فِيهَا ضَوْءُ نـَجْــــم ٍ شـَــــــاردٍ

مَا عَادَ فِيها صَوْتُ طـَير ٍشـَـــادِ

تـَمْضِي بـِنـَا الأحْزَانُ سَاخِــــرَة ًبـِنـَــا

وَتـَزُورُنـَا دَوْمــًا بـِـلا مِيعــَـــادِ

شَيءُ تـَكـَسَّرَ فِي عُيونـِــــي بَعْدَمَـــــا

ضَاقَ الزَّمَانُ بـِثـَوْرَتِي وَعِنَادِي

أحْبَبْتـُهَا حَتـَّي الثـُّمَالـَـــــة َ بَينـَمـَــــــا

بَاعَتْ صِبَاهَا الغـَضَّ للأوْغـَــادِ

لـَمْ يبْقَ فِيها غَيـرُ صُبْــح ٍكـَـــــــاذِبٍ

وَصُرَاخ ِأرْض ٍفي لـَظي اسْتِعْبَادِ

يتبع

لا تـَسْألوُنـِي عَنْ دُمُـوع بــِــــــلادِي

عَنْ حُزْنِهَا فِي لحْظةِ اسْتِشْهَادِي

فِي كـُلِّ شِبْر ٍ مِنْ ثـَرَاهـَا صَــرْخَـــة ٌ

كـَانـَتْ تـُهَرْولُ خـَلـْفـَنـَا وتـُنَادِي

الأفـْقُ يصْغُرُ .. والسَّمَــاءُ كـَئِيبـَـة ٌ

خـَلـْفَ الغُيوم ِأرَي جـِبَالَ سَـوَادِ

تـَتـَلاطـَمُ الأمْوَاجُ فـَــوْقَ رُؤُوسِنـَــــــا

والرَّيحُ تـُلـْقِي للصُّخُور ِعَتـَادِي

نَامَتْ عَلـَي الأفـُق البَعِيـــدِ مَلامــــــحٌ

وَتـَجَمَّدَتْ بَينَ الصَّقِيـِع أيـــَـــادِ

وَرَفـَعْتُ كـَفـِّي قـَدْ يرَانـِي عَاِبـــــــــرٌ

فرَأيتُ أمِّي فِي ثِيـَــابِ حـِـــــدَادِ

أجْسَادُنـَا كـَانـَتْ تـُعَانـِـــقُ بَعْضَهـَــــا

كـَوَدَاع ِ أحْبَــابٍ بــِــلا مِيعـَــادِ

البَحْرُ لـَمْ يرْحَمْ بَـرَاءَة َعُمْرنـَـــــــــا

تـَتـَزاحَمُ الأجْسَادُ .. فِي الأجْسَادِ

حَتـَّي الشَّهَادَة ُرَاوَغـَتـْنــِي لـَحْظـَــة ً

وَاستيقـَظـَتْ فجْرًا أضَاءَ فـُؤَادي

هَذا قـَمِيـصـِـــي فِيهِ وَجْــــهُ بُنـَيتــِي

وَدُعَاءُ أمي .."كِيسُ"مِلـْح ٍزَادِي

رُدُّوا إلي أمِّي القـَمِيـــصَ فـَقـَـدْ رَأتْ

مَالا أرَي منْ غـُرْبَتِي وَمُـرَادِي

وَطـَنٌ بَخِيلٌ بَاعَنــي فـــــي غفلـــــةٍ

حِينَ اشْترتـْهُ عِصَابَة ُالإفـْسَـــادِ

شَاهَدْتُ مِنْ خـَلـْفِ الحُدُودِ مَوَاكِبــًـا

للجُوع ِتصْرُخُ فِي حِمَي الأسْيادِ

كـَانـَتْ حُشُودُ المَوْتِ تـَمْرَحُ حَوْلـَنـَا

وَالـْعُمْرُ يبْكِي .. وَالـْحَنِينُ ينَادِي

مَا بَينَ عُمْـــــر ٍ فـَرَّ مِنـِّي هَاربـــــًـا

وَحِكايةٍ يزْهـُــو بـِهـَـــا أوْلادِي

عَنْ عَاشِق ٍهَجَرَ البـِلادَ وأهْلـَهـــــــَـــا

وَمَضي وَرَاءَ المَال ِوالأمْجـَـــادِ

كـُلُّ الحِكـَايةِ أنَّهـــَـــا ضَاقـَتْ بـِنـَـــــا

وَاسْتـَسْلـَمَتَ لِلــِّـصِّ والقـَـــوَّادِ!

في لـَحْظـَةٍ سَكـَنَ الوُجُودُ تـَنـَاثـَـــرَتْ

حَوْلِي مَرَايا المَوْتِ والمِيـَـــلادِ

قـَدْ كـَانَ آخِرَ مَا لـَمَحْتُ عـَلـَي الـْمَـدَي

وَالنبْضُ يخْبوُ .. صُورَة ُالجـَلادِ

قـَدْ كـَانَ يضْحَـكُ وَالعِصَابَة ُحَوْلـَــــــهُ

وَعَلي امْتِدَادِ النَّهْر يبْكِي الوَادِي

وَصَرَخْتُ ..وَالـْكـَلِمَاتُ تهْرَبُ مِنْ فـَمِي:

هَذِي بـِلادٌ .. لمْ تـَعُـــدْ كـَبـِلادِي

تقبلي مروري الطويل

والله أنا برأيي معك حق انت لازم تتقبلي مرورو ههه

عن جد شئ جميل أن نرى التنافس والكلمات المألوفة القريبة من ذهن القارئ .

وجدت لك بداية موفقة دموع القمر لأن الصلب و النهاية غالبا ما يكونا حجر الاساس في الدخول الى ما تنوين .






والبحرُ يسألُ موجهُ هم أينَ ذاهبون ؟

كم قلتُ لا لا ترحلوا .

فالضفةُ الأخرى مليئةٌ بالشوق

كم قلت لا لا ترحلو ..

هيَ شتلةُ الزيتونِ ماتت يومَ أمس

فالأرضُ مهما أينعت أمامكم

والأرض إن وسعت مدى أقدامكم

حريةٌ في حبس ...



وصححنالك  الخطا المطبعي تبع ترحلوا ا الاولى

يعي أعتقد الخاطرة بمجملها رائعة

أتمنى لك التوفيق..........