من بين الحروف..
و ميضا أذهل العينين..
أبكاهما..
أتراها تلك العاطفة التي تعودت على الدفئ بنارها الوقادة..
أم تلكم المشاعر...التي أستقي من فيضها دوما...كي أمسها تذكرة العبور..لميادين الماورائية...في جنات المثالية...
بعيدا عن غياهب المادية المظلمة...
التي أوقدت في جنات أفكارك و تفكراتك...سعيرا أخذ بإلتهام تلك العاطفة....و تلكم المشاعر...
صديقتي..
إغبضي من تلك الدموع قطرةً..,, علّها تكون خير ترياقٍ يشفي أحتراق ذاكرتك..
تلك الذاكرة التي أثقلها وقع الهول في ابتعاد الحبيب..
فأمست عوالم وجهك الناصع و كأنها تحفةً أثريةً أكل علها الزمان بشهيته القاسية...و شرب عليها نخب القسوة و الإنقطاع..
تاركا على جفونك أجاج ملحه..,,
التي امتزجت مع دموعك المنهدة مع كل زفرة قاسية..لم يكتب لها الإنقطاع إلى بنهايةٍ..ممزوجةِ..مع تنفس الصعداء...الصاعد من بين عينيك..و دموعهما..قبل أن تلفظه أشفاه ثغرك المنهك بالبكاء...
و لشدة انغماره بالبكاء..
أمسى ذاك البكاء...قهقهةً...لا تشير إلّا على خيبة من بعد تشاؤم أثقل آلام الرجعة و الوصال بأثقالٍ شتى....و أوهامٍ شيطانية...تندد دوما..بهذا الفراق..
كي يتسنى لها أن تحطم جمان وجهك..بمطرقتها...فتيقيه على صورته البائسة ة التي اعتادت تلك الأوهام على رؤيتها...لكني أثق تمام الثقة بأنك لن تتركي اللجام أمام فرس تلك الأوهام..
و ستمسحي غمامة الشحب عن وجعك..و ترجعيه ..سيرته الأولى...
سيرته الناصعه...فمن يكتب من الحروف سحرها..لا يعقل أن بثق مكتوف الأيدي..أمام تلك الأوهام..,,
ـصديقتيـ
هل تتوقعين إمتلاكك لجواب من فم ذاك الزمان..زمن الخيبة و الفجيعه..,,
لا يلتقي الجرحان يا صديقتي..
ألا لشيئ واحد..و حقيقة واحدة...,
هي أن كلاهما..قد تمرد على بشرة الزمان...فامسى كلاهما ..محظ جرح في زاوية الزمان..يُقَطِّران كلامها الممزوج تارة بنيران الدماء..و أطوارا بأقباس الدفئ..
كي تركان هذا الزمان..و هذا العالم..
إلى عالم الحرية الّا محدودة..عندما لا نعرف للكلمة نهاية...و لا تتقن آذاننا أن تفهم معنىً لسمى الصمت..في مجالٍ مفعم بالبوح و الطمأنينة..
بعيدا عن أصفاد ذاك الزمان البائس و تعقيداته..,,..الذي قد قيدناه إياها بكلتا يدينا...
صديقتي....,,
جرعتين قاسيتين..
لم أتحمل الصمت في محرابهما..
أعذري كلماتي إن لم تفي مشاعرك حقها ..,,
لأن آلامنا...و أحاسيسنا..تغدو هباءا عند تحويلها..لكلمات..
فالموت يرخي بستائره على حروف أفكارنا عند اتخاذنا إجراء البوح عليها...