زواج المسلم بمسيحية لا يختلف في العرف الاجتماعي في شيء عن زواج المسلمة بمسيحي، فكلاهما مرفوض من أهل الفتاة، ولكنها لا تأخذ في الظاهر فقط تلك الهالة والأحاديث،
لأسباب كثيرة لعل من أهمها: أن المرأة غير مجبرة على تغيير دينها في هذه الحالة، أولأن الذين يتم زواجهم بشكل طبيعي ينتمون إلى طبقات فكرية أو اجتماعية مختلفة، أو لأن المجتمع بعمومه في بلادنا يخضع للقوانين الإسلامية التي تبيح زواج المسلم بغير المسلمة، ولا تعدّ ذلك مشكلة، بينما تكون المشكلة في الجانب الآخر المسيحي. فقد يقبل الأهل ذلك بتفهم – إن كانوا ممن أشرنا إليهم – وقد يقبلونه على مضض إن كان أمراً واقعاً.
إن قضية زواج وارتباط المسلمة بمسيحي ليست جديدة، فهي موجودة وقديمة، طالما أن الجانبين يعيشان معاً، ويتبادلان الحياة المشتركة، وقد تحدث الفقهاء المسلمون حول هذه القضية منذ قرون بعيدة، فبعضهم من جوّز هذا الزواج، ولكن بشروط، وبعضهم من أنكره، ولكل جانب من الجوانب تسويغاته المقنعة، فالذين أجازوا بشروط انطلقوا من الواقع المشترك والضرورة التي تفرض نفسها أحياناً، والذين رفضوا الموضوع بتمامه رفضوه لأسباب قد تكون وجيهة كذلك، ومستخلصة من التجارب الاجتماعية، ومنذ أشهر أطلق الدكتور حسن الترابي فتاواه والتي منها جواز زواج المسيحي بمسلمة،
وقد تمت مناقشة آرائه في صفحات جهينة آنذاك، وأدلى سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتورأحمد بدر الدين حسون برأيه الفقهي، وكذلك الأستاذ الدكتورعبد الفتاح البزم، والدكتور محمد حبش، وأجمعت الآراء التي انطلقت من النصوص الفقهية على أن ما يمنع زواج المسلمة بمسيحي شيء واحد، وهو الاعتراف بالإسلام وكتابه ونبيه، وقد قال سماحة المفتي في أكثر من مناسبة: عندما يأتي المسيحي الذي يؤمن بالإسلام والقرآن ومحمد نزوجه بناتنا، لأن أهم شرط من شروط الزواج في العقيدة احترام عقيدة الآخر والإيمان بها، لأن هذا الاحترام لن يمنع المرأة من ممارسة عقيدتها وشعائرها باحترام.
هل تغيير دين الرجل شرط للتزوج من مسلمة؟
المسلم والمسيحي اليوم، يعيش في زمن مختلف، وقد لانجد ذاك الالتزام من كلا الطرفين، وليست هذه الحالة من الاقتران قائمة بين جهات دينية من الطرفين، ولكنها غالباً ما تكون بين جهات منفتحة واعية، وبما أن الإسلام -حسب وجهة المتدينين- دين دعوي، وجاء بعد الديانتين السماويتين اليهودية والمسيحية، فهو يسعى إلى الدعوة وكسب الأنصار منذ عهد الرسول وإلى اليوم، وليس لديه من مانع أن يتحول أحد إليه، ولكن الغريب أننا نجد هذا الأمر ليس مطروحاً من رجال الدين من الطرفين، وإنما يصدر عن أشخاص لا يملكون أدنى مسكة في الفقه والدين، فيسيؤون في الطرح والعرض، ويعطون فكرة خاطئة عن التسامح والمحبة في المسيحية والإسلام معاً.
فالجانب المسلم يقول : نحن نعترف بطهارة العذراء ونبوة عيسى عليه السلام، والرسول صلى الله عليه وسلم تزوج بمارية القبطية أم ابراهيم، ولم تغير عقيدتها، والمسلمون يجلونها ويحترمونها، ويعدونها أمهم، وليس لدينا من شرط سوى التعامل مع الإسلام بالطريقة ذاتها التي تعاملنا فيها مع المسيحية.
والجانب المسيحي يقول: كما توافقون على تزويج شبابكم من بناتنا، يجب أن توافقوا على زواج بناتكم من شبابنا، فبماذا تتميزون عنا؟ وبماذا تتميز الفتاة المسلمة؟
ولماذا يشترط على المسيحي أن يغير دينه؟ والجانبان يتناسيان أن المشكلة الوحيدة التي تمنع أو تسمح هي الاعتراف بالآخر وحريته وعقيدته، ولذلك يبقى الحوار غير مجد على الإطلاق.
بين الطوائف المتعددة في الدين الواحد
المشكلة في الحقيقة لا تختصربزواج الفتاة من رجل ينتمي إلى دين آخر، ولو كانت متوقفة عند هذا الحد لهان الأمر، ولو نظر رجال الدين نظرة دقيقة لعرفوا أن الزواج، هذه المؤسسة الدائمة، والتي ينشأ عنها أفراد سيدفعون الثمن، من المفترض أن تكون منسجمة مع الأنظمة والقوانين الاجتماعية، وألا تحمّل طرف دون آخر وزر هذه العلاقة، فزواج المسلم بمسلمة تنتمي إلى طائفة مختلفة قد يقع تحت محاذير كثيرة تصل إلى القتل أحياناً، وزواج المسيحي من مسيحية لاتنتمي إلى طائفته قد يصل إلى نتيجة مماثلة، وفي أثناء إعداد هذا الحديث كان صديقان يتحدثان أمامي، أحدهما بروتستانت كان يقول لصديقه، فلانة بعد أن تحاورنا طويلاً تركتها، فهي كاثوليكية متزمتة!
فالأمر برمته ليس خلافاً دينياً بين دينين، وإنما خلاف بين فكرين، وبين مجتمعين غير جاهزين لتقبل كل منهما للآخر،سواء أكان بين دينين أو طائفتين.
الزواج المدني هل هو الحل؟
الزواج المدني اليوم صار دعوة من عدد كبير من الناس الذين يتواصلون مع العالم الآخر، أو يدعون إلى مجتمعات مدنية متحررة من السلطة الدينية، ولكن السؤال الأهم الذي يجب أن يتم طرحه:
هل ينهي الزواج المدني مشكلات مجتمعاتنا؟
هل في مجتمعاتنا القدرة على تقبل الزواج المدني؟
نحن هنا نعرض الواقع والحلول المقترحة ولا نقترحها، فالمجتمع الغربي صار جاهزاً للزواج المدني وتوابعه بعد ثورة كبيرة في الفكر، تم فيها إقصاء الفكر الديني وتحييده كسلطة مؤثرة في الحياة الاجتماعية، ودفع المجتمع الغربي ضحايا لا يمكن عدهم في سبيل الوصول إلى مجتمعات مدنية.
أما في مجتمعاتنا، فالأمر الغريب والمختلف أن المجتمع المدني ينحصر في قضية الزواج إكراماً لعشق، أو في بعض الرؤى السياسية.. لكن الزواج المدني حتى يكتسب شرعيته المجتمعية يجب أن يكون مقونناً، ولا يمكن لمجتمع يعيش في قرون قديمة أن يختار من المدنية الزواج ويترك بقية القضايا، ولابد من تهيئة المجتمع لتقبل القوانين المدنية في كل الجوانب عند ذاك يصبح بإمكان الأسرة الناتجة عن المجتمع المدني والزواج المدني أن تحيا حياة طبيعية، أما غير ذلك فالأمر يكون أحلاماً فردية قد تتحقق وتنجح على نطاق ضيق، ولكنها على الغالب تخفق، ويدفع ثمن الإخفاق الأولاد، فهل نبحث في الضحايا!.
نماذج من الزواج المدني
قد يشكل هذا الكلام مفاجأة للكثيرين، لكنه أمر واقع لا يجهله إلا من عاشوا في أبراج عاجية، ابتعدوا عن الناس، ورأوا الدنيا تسير كما يشاؤون ولا مشكلات فيها، وفي مجتمع مثل المجتمع السوري المتعدد الطوائف والأديان، هناك عشرات، بل مئات من الأسر المختلطة والتي نعرف عدداً منها، تزوج مسلم بمسيحية وعاشا معاً بعيداً عن المجتمع الذي يمنع، وتزوج المسيحي بمسلمة في رحلة علمية، أو في مغترب، أو في حالة فكرية محددة، سافرا إلى الخارج، وعقدا زواجاً مدنياً، وعادا بعده إلى تشكيل أسرة، وانطلاقاً من الواقع، فإن كلا الزواجين ليسا بهذه السهولة، فما نجده مرفوضاً لدى المسلمين مرفوض كذلك لدى المسيحيين انطلاقاً من البنية المجتمعية، ولعلّ هذا من أهم الخلافات بين الفكر المسيحي الغربي والفكر المسيحي الشرقي، وبين فكر المسلمين الذين يعيشون في الغرب، والمسلمين الذين يعيشون في الشرق، وهذا يؤكد أن الخلاف في بنية المجتمع أكثر من أي شيء آخر.
وهذه الأسر التي تشكلت نتيجة الزواج المدني الخارجي تعيش بطريقتين:
1- منسجمة ومقبولة بسبب قناعات فكرية راسخة لدى الأهل والزوجين في الوقت نفسه، ولا يكفي أن يكون الزوجان متفاهمين، بل يجب أن يمتد هذا التفاهم ليشمل الأسرة ومن ثم المجتمع.
2- أسر تشكلت وبدأت تدفع نتائج هذا الزواج المدني أو غير المعروف لدى المجتمع، والذي يدفع الثمن الأولاد والأسرة برمتها،- هذا الكلام ليس دراسة وإنما أخذ من أفواه المجربين، لكنهم رفضوا مجرد ذكر قصصهم بالتفصيل- فكيف يتم دفع الثمن؟!.
أولاد مرفوضون اجتماعياً!
اشكرك اختى الغالية لوسي على الموضوع الجميل والمهم متلك وحقيقة لى معك ثلاث محاور ومحور مع الاخت هايدي :
المحور الاول ( اختى الغالية هايدي ) قراءة ردك الجميل واعجبنى كتير الا انه لدي معك ملاحظات ليس الان ذكرها اختى لان الموضوع يناقش مع لوسي ولكن ممكن سؤال بعد اذنك وهو من من العلماء اجاز جواز نكاح المسلمة من غير المسلم ممن تعطينى اسمائهم ومراجعك في ذلك لان اجماع العلماء انحصر في ذلك فكل العلماء الذين يعتد بقولهم ومعلومين لدى المسلمين قاطبه مجمعون على عدم جواز نكاح المسلمة من غير المسلم .
المحور الثاني ( من ناحية شرعية ) اقول لك اختى الغالية لوسي لعلنا جميعا نعرف الحكم الشرعي في نكاح المسلمة من غير المسلم فلا يحتاج الى نقاش ولكن اختى لابد نعرف انه في ابناء المسلمين خير وبركة والله تعالى يقول ( ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو اعجبكم ) يكفيكي فخرا ان زوجكي مسلم ويحترم دينك ويقدس نبيك وكلها غير موجودة في الكافر ( ومن ترك شيئا لله ابدله الله خير منه )
المحور الثالث ( من ناحية نفسية ) اعلمي اختى الغالية حتى لو كان الزوج محترم لك جدا يظل امر نفسي وهو الاضطرابات النفسية من عدم وجود الامان الدينى بين الزوجين فالزوجة لاتخاف منه الطلاق لان دينه يحرم عليه النكاح باخرى ولكن عايشه في جحيم العشيقات والخينات الزوجية الخوف المستمر من تاثر الابناء بابيهم من ناحية دينية الاختلاف في امور عدة من النادية الدينية فهو يرى جواز شرب الخمر والزنا وانت ترين تحريمة فتاتى هنا الاضطرابات لدى الابناء ايهم اصح فتنشى عند الابن عدم الاقتناع والثقة بالابوين هذه بعض الامور من ناحية نفسية
المحور الرابع ( من ناحية اجتماعية ) اختى سؤال بصدق ماهو وضعك امام صديقاتك عندما يرون زوجك وهو يحمل بيده قارورة خمر او بيمينه عشيقته او صديقته ولو تناقشتم معه اجابك انه يجوز في النصرانية او اليهودية عمل متل هيك ومادام انه جائز فلا يحق لك انكاري على ذلك ( هذا مثال ) فما بالك بامور اخرى وهي ذهابه امام الناس الى الكنيسة وهو مصطحب معه ابنائه لتعليمهم الدين النصراني او تسميت ابنائك باسماء نصرانية ويهودية ؟؟ ماهي نظرة الناس اليك ونظرة اقاربك .
اختى الفاضلة الكلام يطول ولو تطرقنا لحكمة التحريم وحدها لكتبنا فيها كتاب ولكن يكفى من القلادة ما احاطت العنق ولعلك اختى الغالية ترجعى الى الكتب الدينية وتقرائي عن الموضوع وكتب على النفس الاسلامية وعلم الاجتماع وتعرف خطر زواج المسلمة بغير المسلم واقول لك في الختام قال تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيئ قدرا ) ( ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا ) ولابد لكل انسان من ان يفكر في اي تصرف وموضع من نواحي عدة ولا يفكر فقط من ناحية ارضاء النفس ولكن من ناحية ارضاء جميع الاطراف ولابد ان يفكر في المجتمع الذي يعيش فيه وفي البيت الذي يعيش فيه فليس الموضوع موضوع اريد لابد ان احصل عليه رضي من رضي وابى من ابى وفي الختام اتاسف على الاطالة وهذه وجهة نظر .
تقبلي مروري مع كل الاحترام والتقدير
خالد111
ملتقى طلاب الجامعة... منتدى غير رسمي يهتم بطلاب جامعة دمشق وبهم يرتقي...
جميع الأفكار والآراء المطروحة في هذا الموقع تعبر عن كتّابها فقط مما يعفي الإدارة من أية مسؤولية WwW.Jamaa.Net