لا شيء في بال كل سوري الليلة..
سوى محاولات بائسة للتنبؤ بموعد الرحيل الجماعي الأبدي ...
متى سيكون دور حينا و مدينتنا..؟؟
متى سأموت أنا و أبي و أمي و إخوتي و أبنائي و جيراني معا خنقا حتى تفارق الروح الجسد؟؟
يخطر ببالي أنه سيكون من الرائع أن تنام العائلة كلها سويا على سرير واحد ليأتيهم الموت جميعا فيأخذ كبيرهم و صغيرهم و يستل الغاز أنفاس قويهم و ضعيفهم و يرحل الجميع معا إلى جنان عرضها السموات و الأرض
..
سيكون ذلك أفضل من أن يسرق هذا الموت عائلة بأكملها و يترك شخصا واحدا يتنفس ليلاقيه الصباح بمئات الأكفان.. يبحث فيها عن وجوه أحبته و يعانق العناق الأخير و يطبع آخر قبلة ..
كم أنت رائع أيها الموت الجماعي. .
لا تخلف أي يتيم أو أرملة أو ثكلى أو فاقد معذب..
تخلف بيوتا خالية بأكملها..
رحلات لا رجعة بعدها لكل من في الحي...
متى سيكون دور زيارتك لمدينتنا؟؟
ندرك أنك قادم لا محالة..
اخنقني أولا..
فلا أتحمل لحظات الوداع ..