ليالٍ من زجاج .......... 1
رياحٌ هوجاء تقتلعها من جديد ووجوه سوداء تقذفها بوابل الصرخات ............تركض وآلاف الأيدي تمتد إليها . ظهر من بعيد طيفاً مزهواً بالقامة السوداء ..... نادته كثيراً ودموعها تتملك عينيها فيبتسم . تزهو بابتسامته تلك تدنو إليه فيفتح يديه , تتلمس دفئه فيتلاشى وتهوي من جديد .
بصرخة مجنونة أنهت نومها المشؤوم بذات العادة التي مافارقتها من إحدى وعشرين يوماً . كابوس ثقيل ينغص عليها لحظات سكونها الوحيدة .
نهضت بأرق لترتشف من كأسها بعض الماء . مازالت الساعة الثانية صباحاً .
فكرت في العودة إلى سريرها لكنها خشيت عودته مرة أخرى .
اذاً هي ليلة أخرى دون نوم ........ ابتسمت بأسى ونهضت إلى شرفتها . كان القمر كئيباً شاحباً و كأنه مازال يصغي إلى نهداتها .
هبت ريح قوية داعبت ثوبها الخفيف فاستشعرت فجأة بحاجة ملحة للدفء .
ها هو تشرين يطل من جديد بصفرة أنفاسه , بل بألوان أكثر غربة مما اعتادت عليها .
تسمرت لساعة كاملة على شرفتها تتأمل نجماً وحيداً يغوص في كآبة تلك الليلة ’ حاولت كثيراً استرجاع تفاصيل النجوم الزاهية التي رافقت طفولتها .....لكنها عجزت .
دخلت غرفتها بعد بدء تكبيرات أذان الفجر التي كانت تملك وقعاً خاصاً في نفسها , ركنت إلى زاوية الغرفة الصغيرة بانتظار الصباح ........ فباغتها النوم يريد استرجاعها .
يتبع