كتبوا كثيرا عن الشوق فماذا أكتب بعد

لا تنسوا يوما أن حروفكم كانت

الطفلة الصغيرة في قلبي ..

والوطن الكبير

والليل البارد ..والصباح الممطر

والدموع العذراء..

والابتسامات الصادقة

وأنتم كنتم كل شيء

فكيف تتخيلون شوقي إلى كل شيء!!

وحدها التي ستأتي بعدي ستنصفني

و هي تفرغ جيوب قلبك

ستكتشف.. كم كنت ثريًّا بي

يتردد على مسامعي

صوت بكاء امرأة ..يدنو مني كلّ يوم أكثر فأكثر ..

ذات يوم ..بلغ الصوت درجات من الألم والبؤس ..لم أشهدها من قبل ..

فقررتُ أن أفتش عن مصدره من حولي لعلي أضمّها وأخفِّفُ عنها ..فلم أجدها !!

وعندما عدت إلى نفسي ..بدا الصوت قريباً و واضحاً

فأدركت أنني في حضرة المستحيل .....

 إذ كيف لي أن أضمّ نفسي و أواسيها ؟!!

 * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

سعيدة بعودتي ..للحرف هنا معنى..

جميل أن تكون بقربي
وأن أهمس لك  أ ح ب ك
جميل أن نجري معا
فأسبقك
ولكن حين أختبئ فيك... تسبقني
جميل أن ت ح ت ض ن  قلبي الذي
يهواك ويهذي ..
بك .. يا قمري
زهرة ..

وتمضي بنا الأيام حائرين
من صوب لآخر متقلبين
مع الحب خجولين
تارة أخرى متمردين
مع الأوفياء صادقين
على الخبثاء ناقمين

ساعدني يا صديقي ..
هبني رشفة من هذا النسيان الذي تتجرعونه

أعدك ..لن أدمنه
..فقط امنحني يوما واحدا أعيش فيه منتشية بطعم النسيان

امنحني صباحا لا
أرى فيه طيف أحد على فنجان قهوتي

لا أسافر فيه إلى
عوالم أخرى لمجرد سماعي أغنية صباحية

امنحني يوما لا
أرسم فيه خيباتي في عينيَّ بالكحل الغجري الأسود

يوما أرتدي فيه ما
أشاء ..دون ان أشم رائحة عطره في كل ثوب

أخمد نيران قلبي يا
صديقي بيوم لا أقرأ خلاله رسائله ألف مرة و

أقع في دوامات
الحيرة وأنا أفكر كيف تحولت كلمة "أحبك " إلى "الوداع"

امنحني يوما لا
أقلب فيه صورنا وأجول في ذاكرتي بين حادث كل صورة

 والحوارات التي دارت قبل التقاطها وبعده

امنحني يوما لا
أشعر فيه أن سبب وجودي هو مراقبته من بعيد فحسب والاختناق

لي الحق يا صديقي
.. فبحق السماء ..امنحني ليلة واحدة

تكون فيها وسادتي جافة

للشتاء في دمشق أبجدياتٌ لا تنضب

المطر في دمشق ..

يحمل رائحة بنّ الصباح المعتّق

و رغيف الخبز الساخن

و بياض الياسمين

و أعواد البخّور

المطر في دمشق ..ينافس كلّ الفنانين

ليخلق من الجمال جمالاً

ومن دمشق ..جنة

فقط في دمشق ..الشتاء البارد ..

يمنح دفئاً يحتضن القلب ..

و يراقص فيه ..كل ما تبقى من آلامٍ و
ذكريات و حب

سيذكر ضوء النهار ...

جميع الظلال  التي ما تزال ...

بين ظلي والمساء ..

تقصقص فستانها الأزرق ...

وتجلس فوق الرصيف فرادى ...

تصلي صلاة الفجر فرادى ...

  ومن ثم تأوي لعيني مثل الظلام ..!!!

لا شيئ يذكر سامحيني ...

سألقي بكل المحابر في ظلمة الاغتراب ...

وأمضي باسم مستعار ...

                                  يليق بغربتي الأشهى ... قليلا ...!!!