حمص
حِمْص مدينة سورية بلغ عدد سكانها 430,000نسمة في عام 1987م، وضمت مع محافظتها نحو 1,045,000 نسمة عام1995م، وتمتد مساحة محافظة حمص على رقعة تبلغ 42,223كم² أو 8,23% من مساحة البلاد. وارتفاع المدينة عن سطح البحر 533م. مناخها لطيف على مدار العام ولكنه شديد الرياح. وتقع حمص في قلب البلاد عند ملتقى طرق برية وحديدية من الطراز الأول، مثلما كانت تتصل مع بلاد ما بين النهرين مرورًا بتدمر ومع ميناء طرابلس في الماضي ومع ميناء طرطوس الحالي. ويقال: إن اسمها مشتق من إيمسيا اليونانية.
ويقال: إن أوائل من سكنها الروثان من أحفاد سام بن نوح، كما ورد ذلك في مقدمة ابن خلدون، وتلاهم العمالقة الذين عاصروا فراعنة مصر، وأعقبهم الأموريّون.وفي أوائل القرن العشرين قبل الميلاد انحدرت نحوها القبائل الحيثية من الشمال مندفعة نحو مصر مما جعل فرعون مصر تحُتْمُس يصدهم ويهزم الحمصيّين في معركة مجدّو عام 1479ق.م، وخلفهم الفينيقيون والكنعانيون والأراميّون والكلدانوالفرس الذين هزمهم الإسكندر الأكبر في معركة أربيل عام 331ق.م.
وتمتع أهل حمص في عهد الرومان الذي بدأ عام 79م، بجوّ المواطنة؛ لأن الإمبراطور كراكلا كان من مواليد حمص وهو ابن الإمبراطور سبتيم سيفير (193- 215م).
فتحها المسلمون عام 18هـ، 636م على يد خالد بن الوليد. وكان يقطن أريافها قبل الإسلام عرب من اليمن من طي وكندة وحَجَروكَلْب وحَمْدان. وكان أهلها أشد المقاتلين ضراوة ضد عليّ بن أبي طالب في معركة صفّين.
استسلمت للقرامطة عام 290هـ، وخضعت للإخشيديين وللحمدانيين، وخرّبها الإمبراطور البيزنطي نقفور فوكاس خلال غاراته على إمارة بني حمدان، وضمها السلطان سليم العثماني عام 922م، ومُدَّإليها الخط الحديدي عام 1310هـ
ومن آثارها القديمة الباقية: القلعة، والجامع الكبير الذي قام فوق هيكل الشمس الوثني، وجامع خالد بن الوليد الذي شيّده السلطان الظاهر بيبرس وجدده السلطان عبد الحميد الثاني.
ويتمثل دورها الاقتصادي في مرور أنابيب نفط كركوك بها حين أقامت الحكومة الوطنيةمصفاة نفط ضخمة إلى الغرب منها عام1957م، كما تحوي أول مصنع سوري للسكَّر ومصنعًا للإسمنت في موقع الرُّستن، ومعمل الأصبغة والنسيج، والصابون،كما بني فيها معمل الأسمدة الكيميائية عام 1956م.
أُنشئت فيها في مطلع الثمانينيات من القرنالعشرين جامعة البعث التي تَضُم كلية هندسةالبترول. وترتفع بين سكانها نسبة المثقفين وحملة الشهادات العليا في العلوم والطب من الذين يحتلون مراكز مرموقة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية.
شُيّدت أبنيتها حتى أواسط القرن الحالي من الحجارة السوداء البازلتية المتناغمة أحيانًا مع الحجارة البيضاء الكلسية.
(منقول)