السلام عليكم
من خلال هاته الزاوية سنخصّص جزءا للحديث بشكل مختصر عن كتاب*اللغة العربية و أسئلة العصر* لتكون للطالب فكرة حول الكتاب قبل قراءته و ربّما سنواصل عملنا هذا بأن ندرج كلّ مرة قراءة في كتاب ما
يرى الباحثان د وليد العناتي ود عيسى برهومة في كتابهما "اللغة العربية وأسئلة العصر" الصادر عن دار الشروق أن "العولمة تكون محور النشاط الانساني, اذ ليس للانسان نشاط فكري او مادي بمعزل عن تأثيراتها فقد تدخلت في انماط حيوات الشعوب وممارساتهم الفكرية والدينية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية واللغوية.
وقد انتظم كتاب "اللغة وأسئلة العصر" في ثماني قضايا, القضية الاولى : "اللغة العربية والاعلام" وهي تتناول جدل علاقة اللغة بالاعلام متخذة من "الاعلان" نموذجاً توضيحياً لتلك العلاقة, وانما كان انتقاء الاعلان لانه يمثل خطاباً لسانياً واعلامياً خاصاً يقوم على اساس نفعي وظيفي, ولانه ذو بنية لغوية خاصة.
وجاءت القضية الثانية: اللغة العربية والحاسوب وفيها بين الباحثان وجه العلاقة بين اللسانين والحاسوب فيما جاءت القضية الثالثة: "اللغة العربية والعولمة" لتبحث في العولمة وتأثيرها في القضايا المتناولة ذلك لانها احدثت تأثيرات لغوية كبيرة في لغات العالم, اكان ذلك في بنيتها الداخلية ام في استعمالاتها التداولية، وقد استفاد العرض من مقاومة الشعوب لهيمنة اللغة الانجليزية ومحاولة تحصين لغاتها من "شوائب الانجليزية".
أما القضية الرابعة فهي: "اللغة العربية والثنائية" وقد تناول فيها الباحثان وجوه مراوحة الناس في استعمالهم اليومي بين العربية والانجليزية او الفرنسية, قاصدين الى مبعث هذا التناوب أكان لسانياً (لغوياً) خالصاً ام نفسياً ام اجتماعياً ام اقتصادياً.
فيما انطلقت القضية الخامسة: "اللغة العربية وبناء مجتمع المعرفة"؛ ثم قدم الباحثان رؤى لسانية لتهيئة اللغة العربية وترقيتها لتكون لغة المعرفة في العالم العربي ومن ثم الاسلامي، أما القضية السادسة: اللغة العربية والتعريب فقد ناقشت اهمية تعريب التعليم في نشر العلم والمعرفة، فيما ناقشت - القضية السابعة: "اللغة العربية والترجمة" من ايمان عميق بمنزلتها العظيمة في نقل معارف الآخرين وتجاربهم ومنجزاتهم على مر الزمن.
أما القضية الثامنة: "اللغة العربية وسوق اللغات" فعرضت بإيجاز لوجوه علاقة اللغة بالمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, واختتم الباحثان القول: "واما ختام القول فإنه مستصفى رؤانا في القضايا التي تناولناها, وهي رؤى تتقارب مع كثير من اللغويين والمفكرين والعلماء, وان كان وجه الاعتناء والتقديم والاستخلاص على الوجه المعروض خالصاً لنا".
لكم خالص مودتي