[x]

"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"


..لمحة عن كليات جامعة دمشق و فروعها... شاركنا تجربتك وكلمنا عن اختصاصك



المحـاضـرات
برنـامج الـدوام
برنـامج الامتحــان
النتـائج الامتحـانيـة
أسـئلة دورات
أفكـار ومشــاريع
حلقــات بحـث
مشــاريع تخـرّج
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"

مشاريع وأعمال حالية.. وإعلانات
برنـامج امتحان الفصل الأول نهائي/قسم المكتبات - 2013/2014
غاز السارين Sarin gas ( الأعراض, العلاج والارشادات )
أحكام فقه الجهاد
تـعـلـيـمـات فـي حـال اسـتـخـدام الآسـلـحـة الـكـيـمـاويـة
الى طلاب كلية التربية ... بجامعة دمشق
ان كانت لديك اية مشكلة تقنية نحن بالخدمة ان شالله (( العدد الثالث 2012- 2013))
منح دراسية من الاتحاد الأوروبي للسوريين
شروط القيد في درجة الماجستير بكلية التربية
عريضة لعميد كلية الاقتصاد ليتم اعادة مواد يومي 27-28
سوريا بخير..



  ملتقى طلاب جامعة دمشق --> الـمـنـتــديـــات --> ثقــافــة وفــــن --> منوعات واخبار
    حكم العدالة
عنوان البريد :  
كلمة المرور :  
                    تسجيل جـديد


صفحة 2 من 3 <- 1 2 3->

مشاركة : 11


star lover

عضو ذهبي


المغامرون




مسجل منذ: 14-07-2009
عدد المشاركات: 2593
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 65

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

قام من قبره ليبصم على صك التنازل؟!

17-10-2010 08:30 PM




قام من قبره ليبصم على صك التنازل؟!

يلجأ طلاب كلية الطب غالباً إلى شراء الهياكل العظمية أو أجزاء منها من حفاري القبور لتعينهم على متابعة دروسهم التطبيقية، وفي أحيان كثيرة يبالغ حفارو القبور بالأسعار متذرعين أن ما يفعلونه من سرقة جثث الموتى أمر يعاقب عليه القانون، والقاعدة التجارية تقول الربح على قدر المغامرة.
لهذا كان كثير من الطلاب يقومون بهذه المغامرة بأنفسهم في غفلة عن نواطير المقابر.


بسام وزياد يعقدان العزم

زياد وبسام زميلا دراسة أرادا الحصول على بعضِ قطع هيكلٍ عظمي لرجل بالغ، فعقدا العزم على المخاطرة والتسلل إلى المقبرة ليلاً للبحث عن مطلبهما. وكي يستطيعا تنفيذ ما عقدا العزم عليه يجب عليهما أولاً اختيار المقبرة، ومن ثم استطلاع المكان نهاراً، والبحث عن قبر قديم ومهجور، تمهيداً للعودة ليلاً وتحقيق غايتهما.

تحديد المقبرة والاتفاق مع الناطور

كانت المقبرة التي وقع عليها الاختيار مقبرة (( الدحداح )) في شارع بغداد، فهي الأقرب والأكثر أمناً، وأثناء دخولهما المقبرة وتجوالهما في أرجاءها لَحظ حفار القبور بحكم تجربته وخبرته أنهما يبحثان عن قبر قديم ولما سألهما عما يريدان لم يطُل الحوار بينهم كثيراً فسرعان ما اعترفا له عما يبحثان عنه ودسا بيده بعض المال ليرشدهما فقط إلى ضالّتهما، وأنهما يتكفلان بتنفيذ ما بقي من المهمة، شريطة أن يكون القبر ترابياً متهدماً لا يعانيان من حفره كثيراً. فأرشدهما إلى قبر حديث دفن صاحبه منذ ثلاثة أيام فقط. ولما حاولا إفهامه أنهما لا يريدان جثة إنما هيكلاً عظمياً قديماً، ابتسم (( حفار القبور)) وأجابهما: ستجدان تحت الجثة هيكلاً عظمياً قديماً سبق وشاهدته بنفسي.
ونصحهما أن يعيدا الجثة إلى مكانها بعد أخذ العظام و إعادة حالة القبر إلى حاله السابقة لأن ذوي الميت لا زالوا يترددون لزيارة ضريحه ويجب ألا يلحظوا شيئاً ووعدهما (( الناطور )) أن يغيب عن المقبرة في تلك الليلة من مبدأ (( لا عين رأت ولا أذن سمعت))

في تلك الليلة

في تلك الليلة لم يغمض لزياد وبسام جفن وهما في حالة من التوتر العصبي الشديد خوفاً من كل الاحتمالات في انتظار انتصاف الليل لإنجاز ما عزما عليه وقد استحضروا معولاً ومجرفة لتنفيذ المهمة وزيادة في الحيطة والحذر اعتمر كل منهما كوفية غطى بها رأسه ووجهه.


مفاجأة غير منتظرة


قال زياد لرفيقه بسام ممازحاً، وهما في طريقهما إلى القبر المنشود بعد أن تسللا للمقبرة حسب الاتفاق (( انظر إلى مكان الشقق في هذه الأبنية فالواحد منهم إذا مات لن يبتعد كثيراً، وأهله وذووه لن يتحملوا مشقة زيارة ضريحه، فبإمكانهم أن يقرؤوا له الفاتحة وهم يقفون في البلكون))... كان من الممكن أن يضحك بسام لهذه المفارقة لولا أن وقعت عيناه على ما أذهله، لقد رأى شيئاً لم يخطر في البال، فتبسمر في مكانه هلعاً وسأل زياد همساً إن كان يرى ما يراه فتطلع الاثنان وجحظت عينا كل منهما للمشهد.. يا إلهي .. هل هذا هو القبر المتجهين إليه!!؟..
اقتربا قليلاً وتلفت كل منهما حوله للتأكد من صحة الموقع وأمعنا النظر وتأكَّد لهما أنّهما غير مخطئين.. لقد وجدا جثة ملفوفة بالكفن الأبيض وممددة على جانب القبر ولا تزال رائحة الكافور تفوح منها..

أول ما فكرا به


أول ما تبادر إلى ذهن زياد وبسام أن يكون (( حفار القبور)) نفسه سبقهما إلى استخراج عظام الهيكل العظمي الذي حدثهما عنه والمدفون تحت هذه الجثة ليبيعه لهما بالسعر الذي يريده.. ولكن هذا الظن تلاشى حين اقتربا من حافة القبر ووجدا على ضوء المصباح اليدوي أن الهيكل العظمي لا يزال في مكانه ولو أنه مبعثر قليلاً..
ولكن من أخرج الجثة ولا تزال في الكفن، ولماذا تركها ملقاة في العراء؟... لابد أنهم لصوص جاءوا يبحثون عما بقي من أسنان ملبسة بالذهب.
وقرر زياد وبسام أن يتركا الجثة في مكانها وينزل أحدهما إلى قاع القبر ويلملم قطع الهيكل العظمي على ضوء المصباح اليدوي.. ويغادران المقبرة بأسرع ما يمكن.

في قبضة الشرطة

على الطرف الآخر، وفي الطابق الرابع في بناء يطل على المقبرة من الجهة الشمالية، نهضت صاحبة الدار الحاجة فوزية بعد أن استبد بها الأرق وتوضّأت وأرادت أن تؤدي صلاة (( التهجد )) ولكنها لمحت من وراء زجاج النافذة ضوءاً ينبعث من أحد القبور، فأمعنت النظر لترى جثة ميتٍ لا تزال في الكفن وقد قام من قبره واستند على شاهدة قريبة، فأطلقت صرخت رعب أيقظت كل من في الدار الذين ما أن رأوا المشهد حتى بادر أحدهم للاتصال بالشرطة.
تلقَّت الشرطة الخبر بكثير من التحفظ واللامبالاة ومع ذلك استجابت للنداء، وأمرت بعض الدوريات بالتوجه فوراً إلى مقبرة الدحداح واستطلاع الأمر.

في المقبرة

في المقبرة سمع زياد وبسام صوت (( زمور )) سيارة الشرطة يلعلع من بعيد ولم يخطر ببالهما أنها متجهة إلى المقبرة، وعندما شعرا باقتراب رجال الشرطة حاولا الاختباء في حفرة القبر، ولم يكن من الصعب اعتقال الشرطة لهما وسوقهما مكبلين بالأصفاد بتهمة عدة جرائم أولها هتك حرمة الموتى وآخرها سرقة الأكفان.
في قسم الشرطة لم يكن بمقدور زياد وبسام أن ينفيا عن نفسيهما التهمة فسرقة الأكفان أهون بكثير من سرقة الموتى نفسها.


دليل سياحي

سرت بين الناس حكاية جثة الرجل التي قامت من القبر وجلست إلى جانبه وانتشرت كالنار في الهشيم ..وبدءوا يتناقلوها كلٌ حسب تصوره ومخيلته..حتى أن البعض قال إن الميت مزق الكفن وخرج من المقبرة مهرولاًعلى مرأى الشرطة التي جاءت لإعادته إلى قبره.
آخرون قالوا إن الميت لم يكن قد مات بعد وأن أهله استعجلوا دفنه ثم رُدّت إليه الروح وهو في القبر.
حَكايا من كل حدب وصوب وعلى كل شفةٍ ولسان ، وبدأت الناس تتقاطر إلى مقبرة الدحداح لتشاهد القبر الذي نهض منه الميت.
والملفت للنظر أن ((حفار القبور )) نفسه الذي غاب عن المقبرة تلك الليلة كان يصحب الزائرين كأي دليل سياحي ويشرح لهم تفاصيل المعجزة ولكن بمخيَّلة لا حدود لها..

محامي الدفاع

كان لابد لزياد وبسام من محامي يدافع عنهما ، والمحامي نفسه وقع في حيرة من أمره فإن نصحهما بالاعتراف فالجريمة هي الشروع التام في سرقة جثث الموتى وإن نصحهما بالإنكار فلن يصدقهما أحد ، لقد ضبطا في حالة التلبس والجرم المشهود ، فكان لابد له من أن يتوصل إلى سر وجود الجثة على حافة القبر ومن الذي أخرجها من مكانها، ومن ثم من هو الذي له مصلحة في فعل ذلك .
كان عليه أن يبدأ من عند حفار القبور ويسأله وبطريقته الخاصة عن تفاصيل ما جرى في تلك الليلة. وأخبره أنه إن لم يقل الحقيقة سيعتبره شريكاً وسيتقدم بالإدعاء ضده والعاقبة ستكون وخيمة.
بدأ (( حفار القبور )) يغير ويبدل من أقواله زيادة ونقصاناً وبدت حكايته متناقضة ومثيرة للشك، تارة يقول أنه غادر المقبرة وقت أذان المغرب وتارة أخرى بعد العشاء وإثبات براءته كان همه الأول والأخير وأنه كان بعيداً عما جرى، وبدأ يسترسل بالكلام إلى أن جاء على ذكر أهل المتوفى حين قال أنهم حضروا لزيارة القبر في ذاك النهار ولا يعرف أكثر من ذلك..

عائلتان لا عائلة

فكر المحامي بزيارة منزل أهل المتوفي ليسألهم إذا كانت لديهم أية تفاصيل تلقي الضوء على هذه الحادثة الغريبة، وحين سأل المحامي عن منزل المتوفي فوجئ أن له بيتين وزوجتين وأولاد من كل منهما، واحتار أي المنزلين يزور أولاً، وقرر زيارة منزل الزوجة الأولى وهناك وجد أولاد المتوفي رجالاً كباراً ولم يحسنوا استقباله واعتبروا زيارته لهم استفزاز لمشاعرهم.
وخرج المحامي من منزلهم بخفي حنين، وفي منزل الزوجة الثانية وجد الأمر يختلف فاستقبلوه وقبلوا منه تعازيه، وقدّموا له واجب الضيافة وراحوا يمطرونه بوابل من الأسئلة القانونية، ولاسيما ما يتعلق منها بتوزيع التركة ومن خلال الحديث تبين للمحامي أن هناك خلافاً حاداً بين الأسرتين حتى أنهم عاتبون على إخوتهم من الزوجة الأخرى حين أسرعوا وأعادوا دفن جثة أبيهم وقبل أن ينتهي التحقيق ودون أن يخبروهم بما جرى.
في ضوء ذلك وجد المحامي نفسه أمام عدة حقائق أولها الخلاف الحاد بين الأسرتين حول توزيع التركة، ثانياً ذلك التباين في استقباله لدى كل من الأسرتين وما ترك هذا الاستقبال من انطباعات لديه ، وأخيراً إسراع أولاد إحدى الأسرتين دون علم الأخرى إلى إعادة دفن الجثة ودون إذن من النيابة بزعم أنه لا يجوز بقاء الميت في العراء.

اللغز والحل

وصل المحامي إلى قناعة بأن هناك من سبق موكليه زياد وبسام إلى المقبرة بقليل وقام بإخراج الجثة لغرض ما ولمّا شعر بدخول زياد وبسام إلى المقبرة ترك الجثة مكانها وهرب وحل اللغز يتطلب معرفة الغرض الذي من أجله نبش القبر وأخرجت الجثة، وهل تحقق الغرض أم لا؟. كان مفتاح الحل يكمن في التركة التي اختلف عليها الورثة، ولكن كيف؟.
قام المحامي بزيارة لمنزل الزوجة الثانية ورحب به أفراد الأسرة بما فيهم زوجة المتوفي ووجدوا في زيارته كمحامي ما يعينهم على فهم الكثير من التساؤلات، وكان يجيب على أسئلتهم بكل طيبة خاطر إلى أن سمع منهم السؤال المنتظر: (( هل تستطيع زوجته الأولى وأولادها أن يحرمونا من التركة؟.أو شيئاً منها ياأستاذ ))؟. فأجاب المحامي بالنفي لكنه أضاف: (( إلا إذا كان المرحوم كتب لهم إسناداً أو تنازل لهم خطياً عن شيء من التركة((
هنا بدأت الصورة تتضح معالمها للمحامي أكثر فأكثر.. فحزم أمره وقرر زيارة رئيس النيابة، حيث أسر إليه بظنونه في أن من نبش القبر أخرج جثة الميت هم أولاده من الزوجة الأولى لطبع بصمته على أوراق بيضاء يملئونها فيما بعد لتكون سنداً وحجة على مايدعونه.
استمع رئيس النيابة إلى حكاية المحامي من أولها إلى آخرها دون أن يقاطعه بحرف ولما توقف قال له: (( حكايتك أشبه ما تكون بفيلم سينمائي، جميلة ولكنها غير واقعية، على الرغم من ذلك تقدم إليّ بطلب خطي لفتح القبر وفحص الجثة ثانيةً))
لما كشف الطبيب الشرعي الكفن عن الجثة وأمسك براحة كف المتوفي لم يكن صعباً أبداً أن يرى الجميع آثار الحبر المتبقي على بصمة الإبهام الأيسر.


نقلاً عن سيريا نيوز




صديقي إلى الهدف




سوريا الله حاميها

إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب 


أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 12


star lover

عضو ذهبي


المغامرون




مسجل منذ: 14-07-2009
عدد المشاركات: 2593
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 65

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

حب حتى الطلاق المميت

30-10-2010 10:27 PM




حب حتى الطلاق المميت

تورطت مروان مع بعض زملائه في جريمة تهريب الذهب والعملات الأجنبية إلى خارج البلاد بدافع الثراء السريع واعتقادا منه أنها ستكون العملية الأولى والأخيرة وبعدها سيقبر الفقر والى الأبد ويتحرر من العوز..
والاهم انه سيبقى بكل وعوده التي قطعها على نفسه تجاه العروس الحسناء بما في ذلك الشقة المريحة والسيارة الفارهة وسيعيش في ثبات ويخلف صبيان وبنات (وما حدا أحسن من حدا) ولكن مروان لم يكن يدري أن العيون المبثوثة والأذان المرهفة والأقلام المشرعة كانت له بالمرصاد فما أن باشر عملية التهريب حتى قلب الميزان ووجد يديه مكبلتين بالقيد وطريقه إلى سجن عدرا المركزي


حكاية فريدة

في السجن التقى مع من سبقوه وبجرائم شبيهة أو مماثلة فاللصوص كثر منهم من صدر الحكم عليه ومنهم من ينتظر والعاقبة هنا للتحقيق.
وفي السجن لم يجد مروان ما يروي غله فحكايا المحكومين والموقوفين تختلف تماما عن حكايته فهو رجل مازال عريسا لم يمض على زواجه من سعاد سوى عام واحد ولم يهنأ بعد في وصاله ما كان أصلا ليتورط في جريمته الاقتصادية لولا تلك الأحلام الذهبية التي سعى إلى تحقيقها إكراما لعيون سعاد.
كيف له أن يقضي خمسة عشر عاما ي هذه المهاجع المزدحمة وفي ردهات الدهاليز الرطبة التي توزعت أبواب الحديد المدعمة على طرفيها.
وجد مروان السجن عالم أخر لا يشبه أي شيء خارج أسوراه فإذا كان المثل يقول الصحة على رؤوس الأصحاء لا يعرفها إلا المرضى فالحرية تاج على رؤوس الناس لا يعرفها إلا نزلاء السجون.


في السجن

في هذا العالم الغريب تسود أفكار وتقاليد وتحكم سلوكيات وقيم ليس لها مثيل في الخارج وعلى النزيل أن يتقبل الآمر ويتكيف مع شروط السجن شاء أم أبى.
لهذا بدأ مروان يروض نفسه على أن ينسلخ وجودا وفكرا عن كل ما هو خارج أسوار السجن وقد وجد أن الكثير من نزلاء السجن سبقوه إلى هذه المعاناة فمنهم من اجتازها وتأقلم وتحول من اسم يعتز به إلى رقم لا معنى له ومنهم من لم يستطيع فذوى وذاب كشمعة في مقلاة حامية وانتهى أمره إلى مشرحة المشفى الوطني أو تسلم جثته أهله أو من تبقى منهم ليواروها بخجل في اقرب مقبرة.
وسط هذا الجو الثقيل لم يفقد مروان إنسانيته ولم يفقد حتى البقية الباقية من أمله في العودة إلى رحاب الحرية ويعيش بقية حياته مع أمل حياته سعاد وعلى الرغم من أن معظم أحاديث نزلاء السجن تذكره وتعظه من اجترار ما حدث مع كل احد منهم وعن تجربته المرة التي أوصلته إلى هذا المكان إلا إن هذه الحكايا كانت تسلية له تساعده على قتل الوقت الذي يمر بطيئا.

إلى أن سمع ذات يوم حكاية غيرت مجرى تفكيره لا تختلف هذه الحكاية عن مثيلاتها التي تدور حول ندرة وفاء الزوجات حال غياب أزواجهن عنهن ولا سيما إذا كان هذا الغياب طويلا فمن هي التي ستصبر على فراق زوجها لها سنوات و الشرع الحنيف الذي أجاز لها طلب التفريق في حال هجرها بالفراش وامسك عنها.
وبدأت الحكاية تترى من هنا وهناك وكلها تصب في معنى واحد أن المرأة لا أمان لها حتى أن احدهم أفاض بالشرح من أن الكثيرات مارسن الخيانة وهن لازلن في عصمة أزاوجهن.


حكاية وقرار

تروى مروان مليا عند الذي سمعه وبدأت الأسئلة المحرجة تتلاحق وتطرح نفسها بقوة تبحث لها عن جواب ترى هل تصبر سعاد خمسة عشر عاما دون زوج..؟ دون رجل وهي الأنثى الجميلة التي يتمناها الكثير من الرجال وهل تصمد عن الانزلاق أمام هذا الطوفان من المغريات وما أكثر الذئاب!
بدأت هذه الحقيقة تتوضح وأصبحت هاجسا يأكل أعصابه وبدا يتخيل ذلك الذئب الذي سيندس إلى جانب هذه النعجة الوديعة كما بدأت الحقيقة تتوضح وبدأ يسأل نفسه ما الحل؟
وصل إلى أن الحل في أن يطلقها ويرخي لها عنانها إلى حيث ترغب وتريد فما دام لم يعد قادرا على أن يحتفظ بسعاد على الأقل يحتفظ بكرامته وشرفه.
ومع أول زيارة قامت بها سعاد إلى السجن وجدت أن مروان كان قد اتخذ قراره بتطليقها ليطلق سراحها وقد أذهلتها المفاجأة أو هكذا بدت له
ولماذا يا مروان؟... لماذا ؟
لأني احبك يا سعاد
تحبني وتريد أن تطلقني؟؟
هل هذا هو الحب؟
بدأ مروان يشرح لها أسباب اتخاذ قراره بالطلاق لا ظنا سيئا بها لا سمح الله وإنما ليتيح لها فرصة العيش بكرامة وهدوء فالحب ليس هو الأثرة والامتلاك إنما هو العطاء لذلك قرر أن يعتقها من عصمته وعقد نكاحه وتمسكت الأيدي من وراء الشباك الفاصلة وانخرط الاثنان في نوبة بكاء طويلة لم تنته إلا بانتهاء مدة الزيارة.
في حقيقة الأمر ما سمعته سعاد من مروان هو تماما ما كانت ستطلبه منه بنفسها في أول فرصة مناسبة ولكن مروان كان الأسبق إلا انه لم يكن يدري ما يخبئه له الدهر

في ذمة الماضي

سعاد أصبحت مطلقة ولم يعد من الجائز شرعا ولا أخلاقا أن تزور طليقها مروان في السجن فلا مسوغا لا أمام الله ولا أمام الناس حتى انه ذات يوم كتب لها رسالة مطولة ضمنها كل عواطفه وخواطره وبثها حبه الملتهب ولم ينس أن يقول في هذه الرسالة انه على العهد ولن يفرق بينهما إلا الموت عسى أن تكون كلمات الرسالة خيط عنكبوت المتبقي.
ولكن أهل سعاد حريصين أن تنسى مروان استلموا الرسالة ومزقوها دون أن تعلم سعاد بما ورد فيها لم يعد في مقدور مروان أن يعتب على سعاد لانقطاعها عنه فراح يغرق نفسه في هموم السجن وهموم نزلائه عساه ينسى سعاد ولكن هيهات له أن ينسى .
كانت سعاد الجرح الذي لم يندمل بقي جرحا غائبا في نفس مروان جرح كف عن النزيف ولكنه ترك وراءه ندبة كبيرة من المستحيل أن تخفي ملامحها الأيام.
سنة ...سنتان ....أربع وبدأت الناس تتحدث عن احتمال صدور قانون العفو وما كانت تتداوله ألسنة الناس صار حقيقة وأصدرت السلطات المعنية قانون العفو العتيد الذي شمل فيما شمل المحكوم عليه مروان وفتح باب السجن وخرج مروان .
أول ما توجه إلى دار أهله وذويه الذين فاجأهم قدومه على حين غرة ولم يكن احد منهم يتابع أخبار قانون العفو لذلك كانت عودته مثار استغراب ودهشة أكثر منها فرحة وبهجة وأول ما استغرب ودهشة أكثر منها فرحة وبهجة وأول ما سأل عنه كانت سعاد؟
ما هي أخبار سعاد ؟؟
سكت الجميع ولم ينبس احد منهم بنت شفة كرر السؤال ثانية وثالثة ووجد سكوتهم جوابا فأعاد الكرة هل ماتت ؟
وهنا انبرت شقيقته الكبرى المطلقة وأجابت بلؤم واضح: يا ليتها ماتت يا أخي
فهموني ماذا حل بها فهموني وهنا تدخلت الأم وبلهجة تقبض حنانا وماذا يهمك في الأمر يا ولدي ؟
أريد أن أعيدها إلي
لقد تزوجت يا ابني.
ماذا تقولين ؟
لقد تزوجت ابن عمها راتب.
راتب؟!
أيه نعم راتب الله لا يردها.
عاد مروان بذهنه إلى تلك الأيام الخوالي أيام كانت تحثه على أن يخلصها من ابن عمها راتب الذي زاحمه في التقدم إليها وتذكر كيف استجاب وقتئذ إلى توسلاتها واستعجل الأمر قبل أوانه وتقدم إلى خطبتها وهو لا يملك من حطام الدنيا سوى نقير خشية أن يسبقه إليها راتب الذي سكت يومئذ على مضض وكان يعتقد انه الأحق بابنة عمه من أي رجل أخر...
حين دخل مروان السجن انفرجت أسارير راتب ودخلت إلى قلبه الفرحة ووجد في ذلك فرصته في الوصول إلى سعاد (الآن عاد الحق إلى صاحبه) بعد خمسة عشر عاما ستكون الناس غير هذه الناس والدنيا غير هذه الدنيا ولا احد يعلم من سيبقى حيا ومن سيموت ولكن الذي لم يكن في الحسبان هو قانون العفو الذي قلب المعادلة وغير كل الحسابات

والعود أسوأ

بدأ راتب يتحسب من خروج مروان من السجن لأنه وصلت إليه شائعات غير مريحة فقد تناهى إلى مسامعه أن مروان يفكر باستعادة زوجته إليه وانه ناشط في هذا المسعى كما بدأت تصل إليه أحاديث مروان من أن طلاق سعاد كان مؤقتا وان الله منّ عليه بقانون العفو حتى يعود إلى سعاد وتعود سعاد إليه كلام غريب لا يصدر إلا عن رجل مجنون ومروان نفسه لم يكن ينفي عن نفسه صفة الجنون إذ كثيرا ما كان يقول أنا مجنون بحب سعاد وسأسترد سعاد على الرغم من انف الطبيعة.
ولكن كيف وسعاد متزوجة من راتب فلا احد يدري وبدأ مروان يجهر بخفايا حكايته الأولى من انه لولا سعاد لما أقدم على ارتكاب جناية تهريب الأموال فهو يريد الآن أن يسترد الحق الضائع ويستعيد معه الزمن الجميل اللذيذ الضائع ولكن كيف لا احد يدري؟
اعتذر الكثير من الأقارب والأباعد عن قبول هذه المهمة المستحيلة لا بل والوضيعة.
وراح الكثير يعنف مروان على تفكيره في استرداد مطلقته التي تزوجت سواه وأنجبت واستقرت كما بدأ هذا البعض يتوجس شرا من مروان ويردد في السر والعلن الله يجيب العواقب سليمة ولكن مروان لم يشأ أن تكون سليمة .

الاقتحام

ذات ليلة وبينما سعاد في مطبخ بيتها تحضر العشاء وهي تحمل طفلها الصغير على كتفها وإذ بالباب الخارجي يدق فتطلب من زوجها راتب أن يفتح يقوم راتب متثاقلا ومتسائلا عن هذا الزائر الغليظ وفي هذا الوقت المتأخر الذي قطع عليه متابعة المباراة يمشي بخطى وئيدة ويفتح الباب يا للهول تشابكت نظرات كل من راتب ومروان وحدث ما لم يكن في الحسبان وساد الصمت الرهيب المخيف تمر ثوان كأنها الدهر .
وإذ بصوت سعاد من الداخل تسأل ن دق الباب يا راتب لا يجيب لاذ كل منها بالصمت المريب والموقف كان أشبه بالقنبلة التي بدأ يشعل فتيلها وانفجارها قادم لا ريب فيه.
تعود وتسأل بصوت ملح من الذي يدق الباب من على الباب
لم يدع مروان أن يجيب راتب فتولى هو الجواب بنفسه وبنغمة لها معنى واحد لا ثاني له أنا يا سعاد ها قد عدت ودفع الباب ودخل بخطى هادئة موزونة حتى صار في الصالون وسط دهشة راتب ونظراته الزائغة الحائرة وهو لا يدري ماذا عليه أن يفعل
- نعم ماذا تريد
أن تطلق سعاد والآن
- سعاد زوجتي وابنة عمي وآم طفلي
كانت سعاد زوجتي قبل أن تصبح زوجتك
- اخرج من هنا قبل أن اطلب الشرطة
لن اخرج من هذه الدار إلا ومعي سعاد


الموقف الحاسم

الموقف لم يعد يحتمل أي تردد فامسك راتب بتلابيب مروان واخذ يدفع به نحو الباب الخارجي.
ومروان يحاول جاهدا التملص من قبضتي راتب القويتين وسعاد تحمل طفلها الذي اخذ يبكي رعبا وانتحت به جانبا تنقل مقلتيها في ذعر شديد بين الرجلين وفجأة ظهرت سكين في يد مروان من النوع الأمريكي التي تبرز فيها النصلة الطويلة بالضغط على الزر وتقدم بها نحو راتب يريد طعنه في رقبته.
وفي اقل من ثانية تضع سعاد ابنها جانبا وتمسك بالفاز المشربية الخزف الذي يعتلي الحامل وتهوي به على رأس مروان من الخلف بكل ما أتاها الله من قوة ويترنح مروان قليلا ثم يسقط مضرجا بدمه .

لقد  دخل مروان السجن من اجل سعاد ومات مروان من اجل سعاد فهل تستحق سعاد كل هذا الثمن؟


بقلم الاستاذ هائل اليوسفي

القصص المنشورة في هذا الباب ، قصص مقتبسة واعيد صياغتها عن حلقات سابقة بثت في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي من البرنامج الشهير "حكم العدالة".




صديقي إلى الهدف




سوريا الله حاميها

إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب 


أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 13


star lover

عضو ذهبي


المغامرون




مسجل منذ: 14-07-2009
عدد المشاركات: 2593
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 65

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

انتقام الزوجة السكرتيرة من الزوج المدير العام!

10-11-2010 10:27 PM




انتقام الزوجة السكرتيرة من الزوج المدير العام!


لا تستهن بكرامة امرأة ذلك درس تعلمه عماد .. لكن بعد أن (( وقعت الفأس في الرأس )) كما يقول المثل الشائع، وأودت به أمل إلى السجن مكبلاً بعد أحلام وردية كان يخطط لها في العيش الرغيد برصيد مليون دولار.
لما تسلم عماد منصبه مديراً عاماً للمؤسسة التي يشغلها توجس جميع الموظفين شراً لما يعرفون عنه من سوء الخلق.
فهو نموذج الموظف المنافق المتسلق، أول ما فعله عماد أن أمر بتوسعة مكتبه على حساب ثلاثة غرف أخرى مجاورة وجعل من الرابعة غرفة نوم له مع حمامها الأنيق، دونها غرف الفنادق الفخمة واستكمالاً لهذه الأبهة عيّن ثلاث سكرتيرات حسناوات، وأقام كاميرات مراقبة وأجهزة تنصت في الأروقة والممرات ليدس أنفه في كل صغيرة وكبيرة...
في هذا الوقت لم تكن زوجته نهلة مطمئنة إلى أفعال زوجها وكانت أخباره تصل إليها شذراً وكلما كانت تستوضح منه عما سمعت يجيبها إنه كلام الحساد و الأعداء، ثم يطمئنها ببضع كلمات جميلة، كان يدعوها إلى تناول العشاء في الخارج بين الحين والآخر.
كان دأب عماد أن يحيط تصرفاته الخاصة بجدار من الكتمان والسرية ، فيما جندت الزوجة السائق ميشيل لينقل لها كل حركات زوجها، وفي ذات الوقت كانت حريصة جداً ألا تعاتب زوجها في الصغيرة والكبيرة بما يكشف عن ميشيل حرصاً منها أن يبقى في موقعه سائقاً لدى زوجها وبذات الوقت سرياً لديها.


بداية الطريق نحو الثراء

ومع الأيام بدأ المدير العام يستمرىء مظاهر المنصب والعنجهية وبدأ يفتش عن مصادر مالية جديدة حتى ولو كانت من مصادر غير شرعية أو رشاوى حسب التعبير الوظيفي.
ولم يعد عماد يكتفي بالعمليات الصغيرة فالمائة ألف.. والمئتان.. لا شيء أمام طموحاته الكبيرة..فأخذ يبحث عن (خبطة محرزة) بالملايين ويستحسن أن تكون بالدولار.
حين كلفه مجلس الإدارة أن يستدرج العروض الخارجية لشراء بضاعة بقيمة ستة ملايين دولار.. كان عرض إحدى الشركات السلوفاكية هو الأنسب سواء من حيث السعر أو المواصفات، وجاء مندوب الشركة إلى دمشق وقدم العرض أصولاً، وفي يوم فض العروض رست المناقصة على الشركة السلوفاكية..
وتم توقيع العقد بين المؤسسة والشركة في حفل مكتبي بهيج وقد تضمن العقد فيما تضمن شروطاً من بينها أن تبادر المؤسسة إلى إيداع ثمن البضاعة ستة ملايين دولار في أحد المصارف قبل يوم واحد من تحميلها على الباخرة من قبل المؤسسة وعلى مسؤوليتها..
من يقرأ دفتر الشروط.. وعقد المناقصة يرى في هذه الصفقة ما يحقق أرباحاً وفيرة للمؤسسة واعتبر رؤساء عماد أنه حقق إنجازاً تجارياً هاماً يستحق عليه كل تقدير وثناء.


الزوجة الثانية

كانت الآنسة أمل هي الأكثر حظاً من بين زميلاتها السكرتيرات في المكتب لأنها الأكثر جمالاً وجاذبية فوقع عليها اختيار عماد لتطبع له كتب المراسلات التجارية مع الشركات والمؤسسات، وبحكم وظيفتها وإتقانها للغتين الإنكليزية والفرنسية أصبحت تعرف كل صغيره وكبيرة.
كانت أمل مثقفة وعلى غاية من الأناقة والجمال فقد سبق لها أن عملت سكرتيرة في إحدى السفارات الأجنبية، ما أكسبها تجربة في حسن التعامل واللباقة الاجتماعية واستطاعت أمل بذكائها الفذ وجمالها الأخاذ أن تمتلك مشاعر عماد إلى أن فاتحها ذات يوم برغبته في الزواج منها على أن يبقى هذا الزواج سراً كي لا يتدخل أحد ويفسد عليهما حياتهما ثم يرتب أموره في الخارج ويستقيل وبعدها يغادران القطر ويمضيان بقية حياتهما في نعيم الخارج...
في الجهة الأخرى لم تكن نهلة بحاجة إلى الكثير من الأدلة والبينات إذ كانت تدرك بحسها الغريزي أن امرأة أخرى دخلت حياة عماد.. ولكن من هي؟ فأطلعت أهلها على شكوكها، وما آلت إليه أحوالها وعلاقتها به خصوصاً في ظل غيابه المتكرر عن البيت.
وكانت نصيحة والدها لها أن تتحلى بالصبر وأن ما يمر به زوجها هو نزوة عابرة سيصحو منها إلى نفسه عاجلاً أم آجلاً ويعود إلى بيته وأولاده كما كان، وإن كانت تشكو من حواء منافسة دخلت حياته سراً عليها أن تكون جديرة بهذه المنافسة وأن تبعد هذه الدخيلة عن طريقه بأن تكون هي الأكثر وفاءً وعطاءً وحناناً منها.

صحيح أن أمل قبلت أن يبقى أمر زواجها من رئيسها سراً إلا أنها أصرت على تسجيله في المحكمة الشرعية وإمعاناً من عماد في إخفاء علاقته معها دفعها إلى الاستقالة والابتعاد عن المكتب واستأجر لها شقة مفروشة تقيم فيها..
استقالة أمل وابتعادها عن مكان الوظيفة خلقا لدى نهلة ارتياحاً لا حدود له واعتقدت أن الظروف أبعدتها عن طريقها ولكنها لم تدر أن غياب السكرتيرة الحسناء عن المكتب جعلها أكثر قرباً من زوجها.. ونقلها من منصب سكرتيرة إلى منصب أكثر نديّة لها في مواجهتها هو منصب الزوجة الأصغر سناً والأكثر جمالاً وثقافة وجاذبية ولما تأكدت نهلة من صحة الأخبار التي وصلتها عرفت أن المنافسة صعبة والمعركة محسومة سلفاً...
إذن عليها أن تبادر إلى ما يحفظ لها كرامتها وماء وجهها وتنتقم من غريمتها في آن...

خطة انتقام نهلة

فأرسلت في طلب السائق ميشيل وهي تعلم أنه حاقد ولا يكن وداً لزوجها ولا تزال تذكر كيف عاقبه ذات مرة لأنه أركب عائلته يوماً في سيارته المرسيدس الفخمة وطاف بها في نزهة.
وفي جلسة سرية خاصة ضمت كلاً من شقيق نهلة وصديق له تم الاتفاق على أن يذهب ميشيل بالسيارة المرسيدس إلى منزل الزوجة السكرتيرة ويعلمها أن المعلم (عماد) اشتبك مع زوجته نهلة في شجار حامي رماها بعده بيمين الطلاق وغادرت على أثره مع أولادها المنزل وحملت معها ما خف حمله وغلى ثمنه وأنه يريدها الآن لتكون شاهداً على صدق ما وعدها به.
حين فتحت أمل باب شقتها ووجدت السائق ميشيل يقف وحده سألته عن عماد وعما يريد فأخبرها بما حفظه وأنه ينتظرها في السيارة ليصحبها إليه وعليها ألا تتأخر.
في الطريق أخذت أمل تسأل السائق عن بعض التفاصيل بدافع الفضول وميشيل يجيبها بما يؤكد ويعزز صحة الرواية التي نقلها إليها، وبعد وقت قصير كانت أمل تضغط على جرس الباب بانتظار أن يفتح لها عماد وكم كانت المفاجأة مذهلة حين فتحت الباب نهلة وأمسكت بتلابيبها وجرتها إلى الداخل وأغلقت الباب.
في الداخل ودون مقدمات انهال الجميع بالضرب والصفع والركل واللكم على نحو مؤلم ومهين، ثم اتصلت بزوجها وطلبت منه الحضور فوراً دون أن تخبره بما تريد وأغلقت السماعة...
حين حضر عماد وشاهد ما حصل لأمل ارتبك وتلعثم ولم يدرِ ماذا عليه أن يتصرف أمام هذه الفضيحة، فاكتفى أن أمسك بيدها واصطحبها إلى خارج المنزل مباشرة وهي تجهش بالبكاء والنحيب.
في جلسة هادئة رفضت أمل العودة إلى منزلها وأقسمت ألا تعود إليه زوجة أبداً ورفضت كل مصالحة وتسوية وكلما حاول استرضائها..
أمعنت بالرفض وأقسمت أغلظ الأيمان أنها ستنتقم منه وتلحق به فضيحة تصم الآذان، واشترطت عليه أن يطلق نهلة وأمامها لتلقنها درساً لن تنساه.
وتسترد كرامتها المهدورة وإلا فلينتظر منها العجب!
بدأ عماد يراوغ ويلف ويدور وأخذ يحاول إفهامها أن طلاق زوجته أم أولاده لا يفيد ما دام في نيته مغادرة البلد بصحبتها ونهائياً مع عوائد ( الصفقة ) إياها لكنها رفضت الانتظار وأنذرته إن لم يطلقها خلال أربع وعشرين ساعة.. فهي ستتصرف. مضت أربع وعشرين ساعة ومضى أسبوع كامل وعماد لم يطلق نهلة، فما تطلبه أمل يفوق قدرته على التصرف في الوقت الحاضر.. حتى ولو كان يرغب في طلاق نهلة.. إلا أنه يرفض أن يكون تحت وطأة التهديد والوعيد...


الصفقة لم تتم

في المؤسسة التي يرأسها عماد كانت مشكلة عويصة تدور بين المسؤولين وتفوح منها رائحة كريهة .. فالبضاعة التي تم التعاقد عليها لم تشحن... والسبب أن الباخرة لم تحضر في اليوم المحدد إلى الميناء لتحميل البضاعة المتعاقد عليها، الأمر الذي حدا بالشركة البائعة أن تسحب من المصرف الثمن مقابل ( بوالص الشحن ) ومن ثم تلجأ إلى بيع البضاعة إلى جهة ثالثة .
رفع المدير العام ( عماد ) تقريراً مفصلاً إلى الجهات المعنية يضعهم في الصورة التي آلت إليها صفقة الشراء ليدفع عن نفسه المسؤولية فالباخرة لم تحضر إلى الميناء في الموعد المحدد والشركة البائعة سحبت الثمن من المصرف ولي أمام المؤسسة إلا أن تقاضي الشركة ومالكي الباخرة على مافعلوه أمام المحاكم الأجنبية .. (وهات يا محاكم)

انتقام أمل

كان من الواضح أن ما جرى لم يكن بالصدفة.. وأن هناك عملية اختلاس كبيرة ومتقنة لا بد من أن يكون أحد أطرافها المدير العام للمؤسسة نفسه ولكن كيف الوصول إلى إثبات ذلك .. هذا ما لم يستطع إثباته أحد...
حين فرغ المفتش في الجهاز المركزي للرقابة والتفتيش من قراءة ملف القضية بتفصيلاتها أدرك أن التحقيق يجب أن يأخذ منحى آخر فلا بد من التعاون مع إدارة البحث الجنائي والتعاون مع فروع الأمن الأخرى لأن الوصول للحقيقة شبه مستحيل..
وبينما كان المفتش يهم في الكتابة كانت أمل تستأذن وتدخل عليه وتحمل في محفظتها كل المستندات التي يبحث عنها المفتش ومن علاقة عماد مع الشركة البحرية التي تم التعاقد معها على نقل البضاعة موضوع عقد الصفقات، ومراسلاته السرية مع مسؤولي الشركة السلوفاكية بكل تفصيلاتها وبالتحديد نسبة العمولة الضخمة التي سيتلقاها من الشركة مقابل الصفقة الوهمية.
كل ذلك كان كافياً لوضع يدي عماد في الأصفاد وسوقه إلى السجن.




*القصص المنشورة في هذا الباب ، قصص مقتبسة واعيد صياغتها عن حلقات سابقة بثت في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي من البرنامج الشهير "حكم العدالة".




صديقي إلى الهدف




سوريا الله حاميها

إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب 


أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 14


star lover

عضو ذهبي


المغامرون




مسجل منذ: 14-07-2009
عدد المشاركات: 2593
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 65

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

..................قارئة الفنجان

18-11-2010 03:43 PM




قارئة الفنجان


نجاح هي الوحيدة من أخواتها التي لم تتزوج وكان عزائها أنها تعيش في كنف والدها المتقدم بالسن في دار فسيحة كانت تضم قي الماضي كل أفراد الأسرة الذين تفرقوا مع مرور الأيام بعيداً عن هذه الدار.
لم يكن يمزق قلب الأب ويقلقه إلا أن يرى ابنته تتقدم بالعمر وهي يائسة من أي بارقة أمل في الزواج وذات ليلة طرق عليها باب غرفتها يحمل إليها بعضاً من سندات التمليك لكثير من العقارات ودفعها بين يديها وعيناه تدمعان، قال لها: ياابنتي لقد تزوج كل إخوتك إلا أنت.. فخذي هذه علّها تكون تعويضاً عما فاتك من هذه الحياة وأرفق مع هذه السندات صكاً يتضمن تنازلاً عن ملكية العقارات. بكت نجاح.. وبكى معها أبوها..
ودعت له بتمام الصحة وطول العمر ولكن العمر لم يطل فما هي إلا أيام حتى وافت الأب المنية وترك ابنته وحيدة.
ما إن انتهت مراسم الوفاة وما يتبعها من تقاليد.. حتى بدأت نجاح تسمع أجزاء همس من بعيد يريد تصفية التركة وتوزيعها ولكنها كانت الأسرع فسألت عن معقب معاملات نشيط لينقل لها ملكية العقارات، فقادها السؤال إلى رجل كان موظفاً سابقاً في مديرية المالية ثم سرحته الوزارة ويدعى ( لطفي ) وأصدقائه يلقبونه مزاحاً ( أبو لطفي المطفي ) لكثرة ما يتناول من الكحول.
( لطفي ) كان رجلاً ذكياً في مجال عمله فهو يعرف كيف يتعامل مع الموظفين وكان دائماً السباق في إنجاز معاملاته بين زملائه من معقبي المعاملات إلا مع نجاح فلم تحظى معاملاتها بما كانت تريد وتشتهي ففي كل يوم عذر، الأمر الذي أفسح له المجال أن يزيد من وتيرة اجتماعاته بها إلى أن أصبح لقاءه معها في كل يوم أمراً محتماً لا محيد عنه والذريعة هي واحدة، معاملات (نقل الملكية).
من خلال هذا التردد عرف ( لطفي) الكثير عن نجاح.. وألم بكل تفاصيل علاقتها مع أسرتها وأصدقائها وجيرانها... الأمر الذي أهلّه أن يكون قريباً من منصب ( المستشار ) الشخصي لها حتى لم تعد تجد أي حرج في إستقباله في دارها متى شاء وأراد والذريعة المعلنة واحدة.. إنجاز المعاملات العقارية ( معاملة الطابو).


قارئة الفنجان

خلال ذلك لاحظ لطفي نجاح مغرمة ( بشرب القهوة ) لا لشيء إلا ليقرأ أحدهم لها الطالع وسألته ذات يوم إن كان يعرف أحداً يقرأ لها الفنجان ويكشف لها الطالع، فأجابها بثقة أنه يعرف امرأة لايخطئ طالعها أبداً... والناس تقصدها من كل حدب وصوب، وفوراً أخرجت عدداً من الأوراق النقدية دستها في كفه ورجته أن يحضرها لها.

توجه لطفي مباشرة إلى أحد مخيمات ( النوَر ) الضاربين في ضواحي دمشق وبدأ يسأل ويبحث عن امرأة تقرأ بالفنجان وتضرب بالمندل.. ولم يطل الأمر به كثيراً حتى وجد ضالته، وفي الطريق أفهمها لطفي أن الزبونة المتجهين إليها مليئة وكريمة.. وعليها أن تحسب له شيئاً من الأتعاب فرفعت قارئة الفنجان إصبعها إلى عينها وقالت له: من عينيَّ الإثنتين.

وتكررت زيارة قارئة الفنجان إلى منزل نجاح وتكررت قراءة الطالع وكان لطفي يزود قارئة الفنجان بالكثير من التفاصيل عن حياة نجاح سواء ما يتعلق بالماضي أو الحاضر .. أو عما تنوي فعله في المستقبل الأمر الذي عزز ثقة نجاح بهذه القارئة إلى أبعد الحدود ولم يعد في مقدورها أن تخلفها في أمر أو أن ترفض لها طلباً.

وبعد طول تسويف أنجز لطفي كافة المعاملات العقارية وبحسبة بسيطة وجد ان نجاح أصبحت تملك من العقارات ما تزيد قيمته عن ثمانين مليون ليرة سورية، فضلاً عن الشقة التي تسكنها وأثاثها الفاخر من موبيليا وسجاد وتحف وثريات كريستال.


الزواج بالخديعة

فكر ( لطفي ) بالموضوع وأخذ يقلبه من كل جوانبه وأطرفه.. وبدأ يسأل نفسه لماذا لا يتقدم إليها ويفاتحها بطلب يدها.. هل سترفض؟ ثم بدأ مع نفسه حواراً ذاتياً ولماذا ترفض...؟ ها قد شارفت على الأربعين.. ولم يتقدم إليها أحد.. ثم ما هي علّته.. صحيح أنه متزوج وله أولاد.. ولكنه مستعد أن يهجر زوجته لا بل يطلقها عند اللزوم.
وبعد طول تفكير توجه لطفي إلى مضارب ( النوَر ) للقاء قارئة الفنجان وإقناعها بمساعدته التي أصغت باهتمام لما يقوله وأدركت على التو وبذكائها الفطري ما يريده منها وأظهرت تفهمها الواضح ثم مدت يدها وبسطت كفها أمامه وقالت بلهجة الواثق ( بيض فألك ) ولكن من أين له أن يدفع لها الآن، وبعد أخذ ورد عقد معها اتفاقاً أن يكون الدفع وبسخاء بعد إنجاز المهمة مباشرة.
لم يطل الأمر كثيراً حتى نثرت قارئة الفنجان أمام نجاح قبضة من الودع وبدأت تحملق فيه بطريقة مدروسة ثم جمعته وأعادت نثره من جديد فقطبت جبينها.. وعلا وجهها عبوس مخيف مما دفع نجاح إلى أن تسألها والرعب بدأ يتسلل إلى أوصالها ماذا وجدت؟ فوضعت إصبعها على شفتيها وأشارت عليها بالصمت وكأنها تحذرها من مغبة الكلام، ثم أخذت تصعد نظراتها ببطء شديد على وجه نجاح دون أن ترفع رأسها.. الودع يقول أن مصيبة فظيعة ستحل بك في نهاية هذا الأسبوع.. ما لم تقبلي الزواج .. ثم سكتت.. أقبله ممن؟!..
من أول رجل يتقدم إليك.
وبحركة مسرحية متقنة نهضت قارئة الفنجان وغادرت المنزل مسرعة دون تحية أو استئذان وتركت نجاح تغرق في ذهول مخيف!!.
أول رجل يتقدم إليها كان السيد لطفي الذي جاءها بكامل أناقته، صحيح نجاح لم تكن تتوقع أن يكون أول رجل سيتقدم إليها ولكنها لم تتفاجأ بحضوره ولذلك وجد (أبو لطفي المطفي ) طريقاً إليها سالكاً وآمناً كما وعدته قارئة الفنجان.
كان لخبر زواج نجاح من ( لطفي ) وقع الصاعقة على إخوتها وأهلها، فمن غير المعقول أن تتزوج نجاح رجلاً له زوجة وأولاد.. ثم الأهم رجل سمعته الاجتماعية سيئة ورغم أن الجميع حاول إثناءها عن هذا الارتباط إلا أن نجاح لم تأبه وتزوجت لطفي على أسنة الرماح لتعيش معه.
حين قبل أخوة نجاح بما آل إليها من أملاك وعقارات هبة أو إرثاً عن والدهم المتوفي كان ذلك بدافع التقدير لوضعها الإجتماعي، أما وأنها تزوجت فلم يعد ما يبرر هذا القبول..
لذلك راح الجميع يسأل عن حل قانوني يعيد توزيع التركة من جديد.. وهذا أقرب إلى العدالة وأدعى على راحة البال.
ووصلت أصداء هذا السعي المحموم إلى مسامع نجاح وأن أهلها في طريقهم إلى تجريدها من أملاكها وعقاراتها عن طريق المحاكم، فأسرت إلى زوجها لطفي ما وصلها بالأخبار المزعجة...

وأصبح لطفي مليونيراً

وبدلاً من أن يهدئ من روعها راح لطفي يؤجج مخاوفها أكثر فأكثر قائلاً أن القانون ليس في جانبها..
وإن في تاريخ المحاكم الكثير من القضايا المشابهة، وأن إخوتها سيجردونها حتى من المنزل الفخم الذي تسكنه وعليها منذ الآن أن تشد الرحال لتغادره إلى منزل سواه، حتى أوصل زوجته إلى ذروة القلق ودفعها أن تسأله بتوسل وإلحاح أن يدرء عنها ما يسعى إليه أهلها.
فاستمهلها أياماً عدة لإيجاد الحل وبعد عدة أيام وفي الظهيرة حين عاد لطفي إلى الدار كان بصحبته ( كاتب العدل ) وكان قد أعد الأوراق اللازمة لنقل ملكية العقارات كافة إلى اسم لطفي بيعاً وشراءً لا نكول فيه ولا عدول.. ولا ينقص هذه الأوراق سوى توقيع صاحبة العلاقة..
وأمام تردد نجاح في التوقيع راح لطفي يشرح لها وبحماس شديد الغاية من ذلك.. وأن إخوتها إذا ما ربحوا دعواهم أمام القضاء فلن يجدوا لديها ما يستردوه منها لأن لكل من الزوجين ذمة مالية مستقلة حتى إذا إنجلت الغمة أعاد لها كل شيء، ثم أخذ يحثها ويستعجلها في التوقيع إلى أن أذعنت ووقعت.
وبعد بضعة أيام وبينما كانت نجاح تهتم بشؤون البيت زارتها قارئة الفنجان على غير موعد ففرحت بزيارتها كثيراً وجلستا سوية تتسامران.. ومن حديث إلى آخر.. جاءت نجاح على ذكر ما فعلته من نقل كل أمواها وعقاراتها بإسم زوجها لطفي وطلبت منها أن تقرأ لها في الودع لتتأكد من صحة وسلامة ما فعلته وتعرف الحقيقة، لم تكن قارئة الفنجان بحاجة إلى الودع لتعرف الزواج من نجاح أصلاً، وبالتالي أن يلطش هذه الملايين من وراء ظهرها.
فكرت قارئة الفنجان قليلاً واستمهلها الجواب إلى حين قريب..

إنتقام البصارة


لما استوقفت قارئة الفنجان لطفي في مدخل البناء لم يكن يخطر في باله أن تطلب هذه ( النَّوَرية ) مقاسمته بما آل إليه واعتبر ما تقوله في منتهى الوقاحة فنهرها وطردها.. وهددها بالشرطة إن عادت إلى داره ثانية.
لكنها عادت في غيابه فانفردت بالسيبدة نجاح.. ونثرت أمامها الودع وبدأت تقرأ لها فيه وبدأ دم نجاح يغلي ويفور وبدأت أوداجها تنتفخ غيظاً وحقداً.. وأدركت قارئة الفنجان أنها وصلت في سردها إلى مبتغاها وهي تعرف جيداً أن نجاح تصدق كل ما تقوله لها ثم إستأذنت.. وغادرت وهي مطمئنة على ما تفعله نجاح.
بعد يومين فقط حين عاد لطفي إلى داره، وقبل أن يضع المفتاح في قفل الباب سمع لغطاً آتياً من الداخل.. ولما دخل وجد في الداخل عدداً من رجال المباحث وبعض إخوتها ومعهم كاتب العدل.. فحاول أن يعود أدراجه ولكنهم لحقوا به وأمسكوا به. حينها أدرك لطفي الذي إصفر وحهه وارتجفت شفتاه أن لا محالة من التوقيع صاغراً على صك يعيد كل ما نقله إلى إسمه من أملاك زوجته، ثم قام أحد رجال المباحث بوضع القيد الحديدي قي يده وساقه للتحقيق..
وبينما كان رجال المباحث يدفعون لطفي إلى داخل السيارة وهو مكبل بالقيد كانت قارئة الفنجان تقف على الجانب الآخر من ناصية الشارع..




صديقي إلى الهدف




سوريا الله حاميها

إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب 


أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 15


star lover

عضو ذهبي


المغامرون




مسجل منذ: 14-07-2009
عدد المشاركات: 2593
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 65

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

مقتل الزوجة الجامعية التي قابلت التضحية بالخيانة ؟

07-12-2010 06:35 PM




مقتل الزوجة الجامعية التي قابلت التضحية بالخيانة 

من خلال الدروس الخصوصية تعرف الأستاذ صلاح على التلميذة غادة وعرف طباعها وكل شيء عنها وعن أسرتها، ولما تقدمت إلى فحص الشهادة الثانوية.

نجحت بتفوق وحازت على مجموع للعلامات يؤهلها دخول إحدى كليات العلوم الإنسانية ، فاختارت غادة كلية الفنون الجميلة، كما أختار الأستاذ صلاح بطلب يدها من أسرتها ولم يكن لدى الأهل شرط للموافقة سوى أن تكمل غادة دراستها الجامعية.. فالشهادة عند الأهل شرط يجب الالتزام به لكي يتم الزواج...

ولم يكن صعباً على الأستاذ صلاح الذي وقف إلى جانبها في دراستها الثانوية أن يوافق على متابعة دراستها الجامعية وهي في كنف الحياة الزوجية.. واستقر الرأي على هذا النحو.. فأُعلنت الخطوبة وتم عقد القران وأصبحت التلميذة غادة زوجة وطالبة جامعية في الوقت ذاته.

لم يكن موقف الأستاذ صلاح في مساندة زوجته في دراستها الجامعية أقل حماساً عما كان عليه أثناء دراستها الثانوية، فحبه لها جعله يرغب في أن يراها تصل إلى أعلى مراتب العلم، فساندها وتابعها باهتمام وضحى بالكثير من حقوقه الزوجية ليوفر لها الوقت للمتابعة والتحضير ولا سيما أثناء الفحوص.. لا بل أكثر من ذلك... كان يشاركها في قراءة بعض المذاكرات الجامعية ويقوم بكل الأعمال المنزلية حتى يوفر لها الوقت للدراسة.

حتى أن والدته زارته على غير موعد ذات يوم فأطلقت صرخة استنكار لما شاهدت ( المريول ) على خصره استعدادا للوقوف على المجلى بينما كانت زوجته مستلقية على الأريكة تقرأ الصحف وتتسلى بالكلمات المتقاطعة



أربعة أعوام في الصف الثاني

كان الأستاذ صلاح يؤمن بالتساوي بين الرجل والمرأة وأن الثقافة والحياة العصرية تفرض عليه أن يعامل غادة بالمثل . وكان يترقب الوقت الذي تنهي فيه دراستها وتتخرج من الجامعة حتى يتحرر هو من أعباء..؟

ولكن غادة كانت مسيرتها الجامعية تطبق المثل الشعبي الدارج: ( اللي في بيت أهله على مهله ) وكلما كان يحثها أو يستنهض همتها على الدراسة تجيبه بفتور ماذا تريدني أن أفعل أكثر من ذلك..؟

مرت أربع أعوام وغادة لا تزال في السنة الجامعية الثانية وكان تقدير صلاح أنها استمرت على هذه الوتيرة المتراخية في الدراسة فلن تتخرج ولو بعد عشر سنوات وقد لا تتخرج أبداً ... وبدأ يلاحظ أنها تهدر الكثير من الوقت في غير الدراسة فقد تعرفت على شلة من الصديقات الجامعيات وغير الجامعيات يترددن على بعض المقاهي والمقاصف ولا سيما في الفنادق الفخمة ويجالسن الرجال والشباب.

ثمن فنجان القهوة في هذه الأماكن يساوي ثروة ، وعلى مدار الأسبوع اعتادت غادة أن تفعل وهذا يخرج عن نطاق قدرتها المالية ولما سألها كيف تتدبر أمرها؟؟؟؟ أجابت ببساطة متناهية:  أن هناك من يدفع عنا جميعاً .

ولما عاد وسألها : ولماذا يدفع؟؟؟؟؟

أجابت وهي تشرح بطريقة لا تخلو من الاعتداد بالنفس: بعض الرجال يدفع بطيب خاطر مادام الطرف الآخر من البنات الجميلات والنساء الحسناوات فكل ابتسامة تساوي عند هذا البعض أكثر بكثير من مجموع قيمة الفواتير... ثم هزت كتفيها بثقة وماذا في الأمر هم يضحكون ويدفعون... ألا ترى معي، أننا من حيث النتيجة نحن اللواتي نضحك عليهم.

بهذه البساطة فلسفت غادة تصرفها هي وصديقاتها ولكن صلاح لم يستسغ هذا التبرير فهو يعرف جيداً أن كل شيء له ثمنه في هذه الحياة.. فعندما يسدد أحدهم فاتورة لابد وأن يكون قد قبض ثمنها سلفاً أو أنه على الأقل في طريقه لاستيفاء الثمن، ولكنه كان أجبن من أن يصارح زوجته غادة بهذه القناعة خوفاً من أن تتهمه بالتخلف الحضاري، وعدم الثقة بها.

وبدأت غادة تتغيب عن المنزل وفي كل مرة هناك عذر، وذات يوم أعلمت زوجها صلاح أنها ستشارك في رحلة جامعية إلى لبنان وأن في بنود البرنامج أن يبيت أعضاء الرحلة ليلة واحدة في جونية..

وصلاح لا يملك أن يرفض لها رغبة، فعرض عليها أن يشترك معها فكان الجواب، أن العدد مكتمل ولا مكان له في  (البولمان) فاستبدل الاقتراح بآخر أن يقوما سوية وفي سيارة أجرة عامة ولو أنها أكثر كلفة بمرافقة البولمان ويكونان مع زملائها في كافة محطات الرحلة.. ولم يكن جوابها هذه المرة بأحسن حالاً من المرة السابقة...

سكت صلاح على مضض وفكر ملياً ووجد نفسه في وضع لم يألفه سابقاً، فتوجه إليها قائلاً: أنت تسأليني للموافقة أم مجرد الإخبار، التفتت ورمقته بنظرة تحمل الكثير من المعاني التي لا يرغب في تفسيرها وفهمها وكان غياب غادة في تلك الليلة، هو الأول من نوعه ولكنه لم يكن الأخير.

بعد ذلك لم يعد من الضروري أن تبرر غادة لزوجها صلاح غيابها عن المنزل لاشتراكها في رحلة أو مكان شابه ذلك يكفي أن تقول أنها ستغيب وأصبح السفر إلى بيروت متى تريد أمراً عادياً إذ أصبح لدى غادة أصدقاء في لبنان تزورهم ويزورونها.

نصيحة الأهل

هذه الحال دفعت صلاح إلى إخبار أهلها علهم يردعونها عن هذه التصرفات، وكم كانت صدمته قوية حين لم يجد لديهم تفهماً وكل الذي فعلوه أنهم نصحوه باستعجال مجيء الولد سيشغلها ويشغل فراغها ورأوا أن الموضوع لا يعدو عن مشكلات تافهة يمر بها كل زوجين في بدء حياتهما الأسرية...

بدأ صلاح يتردد على كافتريا أحد الفنادق الفخمة التي كانت تتردد عليها زوجته غادة ويجالس بعض الأصدقاء تمضية للوقت وكانت تعليقات معظم أصدقاءه حول تلك الفتيات الزائرات أو العابرات اللواتي يرتدين الألبسة الضيقة والمثيرة.. وحول أسمائهن المتعارف عليها.

وعندما استوضحهم ماذا يقصدون أجابوه: بأن كل واحدة منهن تستعمل أسما مستعاراً وهن يمارسن البغاء ولكل واحة سعر. وبدأت الصورة تتضح لصلاح أكثر فأكثر.. وبدأ يستعيد ذهنه ما كانت تفعله غادة وزميلاتها في التردد على الكافيتريات ولكنه طرد هذه الهواجس لثقته بأن غادة ليست من النوع الذي يخون الثقة

مقتنيات ثمينة

وفي ذات مساء عادت غادة إلى المنزل ودخلت غرفة نومها وخلعت معطفها وعلقته في الخزانة بعناية فتقدم صلاح وأمسك بطرف المعطف وسألها من أين لك هذا ؟ سخرت غادة من السؤال وأغلقت باب الخزانة بعنف وقالت في عصبية واضحة: لقد استعرته من ابنة خالتي هيفاء..

ولكن هذا فاخر فمن أين لهيفاء أن تشتريه؟؟؟؟

فأجابته:  اسألها ؟؟؟؟؟  ثم لاحظ سواراً ذهبياً في معصمها فسألها: وما قصة هذا السوار الذهبي؟

هنا أطلقت غادة ضحكة مفتعلة ثم قالت : يا غشيم هذه إكسسوار رخيصة الثمن، هل ظننتها ذهباً حقيقياً..؟ فمن أين لي ثمنها...

في صباح اليوم التالي غافل صلاح زوجته غادة وهي خارج المنزل وأخذ من خزانتها الإسوارة واتجه بها إلى أقرب صايغ يعرفه.. وكانت المفاجأة المذهلة أن الإسوارة ذهب حقيقي عيار 21.

رحلة البحث عن الحقيقة

وعاد الشك يأكل صلاح، وكان عليه أن ينطلق في رحلة البحث من الكافتريا التي تتردد عليها غادة وصديقاتها ومن ثم يسأل عن الوسيط وبشيء من المتابعة الجادة عرف أن هناك  (واحدة) تسكن في حي راق تدير شبكة من البنات اللواتي يتجولن في الكافتريات ، يتم الاتصال بهن هاتفياً بعد أن يحدد الزبون المواصفات التي يرغب فيها على أن يتم اللقاء في إحدى غرف الفندق أو في إحدى الشقق التي تختارها هذه ( المديرة ) شرط أن يكون الدفع مقدماً.

توصل صلاح إلى التقاء الوسيط ودفع له ( المعلوم ) سلفاً وسأله الوسيط إن كان يريد صاحبة أسم معين.. ولكن كيف يتسنى لصلاح أن يعرف أسما معيناً... وكلهن يحملن أسماءً مستعارة... وهل من المعقول أن يفرط باسم غادة جهاراً.. وقد تكون غادة حقيقية الأمر بريئة من كل هذه الظنون السيئة، فاكتفى بذكر مواصفات البنت التي يريدها، من حيث الطول، والجمال، ولون الشعر... الخ، وباختصار كل مواصفات زوجته.

وفي الزمان والمكان المتفق عليهما.. التقى صلاح مع الفتاة وكانت بمواصفات شبيهة جداً بزوجته، فأحس صلاح بارتياح عظيم لهذا الفشل الذريع وعقد العزم أن يعتذر لغادة في الوقت المناسب عما بدر منه من شكوك وظنون فيغير محلها المحبة والثقة وغادر المكان دون أن يفعل شيء.

الصدفة القاتلة

بعد أيام... وبينما كان صلاح يجلس مع أصدقاءه في الكافتريا يرتشفون القهوة إذ بسيدة ترتدي ثياباً مثيرة وتضع شعراً مستعاراً لونه كستنائي لامع وتتجه مسرعة نحو باب الفندق الخارجي وبعد أن لمحها صلاح اختفت عن أنظاره وعندما هم بملاحقتها سمع أحدهم يقول: ألم تعرفونها، إنها فلانة، وذكر أسما عرف منه صلاح أنه الاسم الفني المستعار لزوجته غادة.

وسرت في أوصال صلاح قشعريرة كادت تشل حركته... ونهض من مكانه وسار بخطوات باتجاه الباب وعيناه زائغتان تبحثان عن غادة إذ كانت لا تزال السيارة التي ركبتها واقفة.. ثم أخذ يتلفت يمنة ويسرة يبحث عن سيارة أجرة.. إلى أن وجدها وطار إلى المنزل.

عاد صلاح إلى المنزل والدماء تتصاعد إلى دماغه غضباً وما أن أصبح صلاح في الداخل حتى سمع صوتاً من الداخل يسأل، من صلاح...؟ لماذا تأخرت يا صلاح ... يا إلهي هذا صوت غادة... غادة في البيت مستلقية في الفراش... إذن من تكون تلك ذات الشعر المستعار فلام نفسه على ظنونه ودخل غرفة النوم، وراح في نوبة بكاء حادة يذرف الدموع السخية.

بعد أيام قليلة رن الهاتف في مكتب صلاح فكان المتحدث ذلك الوسيط يخبره أنه وجد له ضالته، وذكر له اسمها المستعار المعروفة به، وكان الاسم هو الذي سمعه من أصدقاءه عن تلك الفتاة ذات الشعر الأصفر وحدد له الوسيط الفندق الذي سيلتقيها به.

لم يذق صلاح نعمة اليقين باستقامة سلوك زوجته غادة حتى عادت وقفزت شكوكه الآبقة، وعلى نحوٍ أكثر قوة وإلحاحاً، بدأ يسأل نفسه، هل من الممكن أن يكون ساذجاً إلى هذا الحد؟

وبردة فعل غريزية أراد أن يقطع الشك باليقين فطلب من الوسيط تحديد الموعد. في الموعد المحدد كان صلاح يسير بخطى هادئة في الرواق المؤدي إلى الغرفة التي سيلتقي فيها مع الفتاة، وصل إلى الباب، تريث قليلاً ثم وضع يده على المقبض وأمسك به وأداره بهدوء شديد...

ثم دخل دون أن يغلق الباب وما أن أصبح قريباً من السرير التي استلقت عليه غادة وهي شبه عارية حتى وقعت نظراتها عليه وإذا بها تطلق صرخة رعب فلم يترك لها صلاح فرصة المزيد من الصراخ فعاجلها بسبع رصاصات..

ووقف إلى جانبها يتأمل اختلاجاتها... وحين هرع من سمع صوت الطلقات من مستخدمين وموظفين وآخرين... كان صلاح يخرج من الغرفة وقد حمل بين يديه جسد غادة المضرج بالدماء وهو يهذي ويقول: ابتعدوا عني ... هذه زوجتي!.







صديقي إلى الهدف




سوريا الله حاميها

إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب 


أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 16


THE ANGEL

جامعـي مبـدعـ




مسجل منذ: 16-11-2009
عدد المشاركات: 214
تقييمات العضو: 0
المتابعون: 6

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : حكم العدالة

08-12-2010 11:30 AM




مرحبا...

شكراً كتييييير أخ محمد ع الموضوع...ولو أني متأخرة كتير بردي...

تابعت الموضوع من بدايتة...وكنت كل ما أقرأ قصة جديدة حس أنو لازم أشكرك...

عنجد شكراً...






أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 17


star lover

عضو ذهبي


المغامرون




مسجل منذ: 14-07-2009
عدد المشاركات: 2593
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 65

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : حكم العدالة

08-12-2010 06:54 PM




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تحياتي أخت THE ANGEL


اقتباس
تابعت الموضوع من بدايتة...وكنت كل ما أقرأ قصة جديدة حس أنو لازم أشكرك...


شكراً كتير لردك الراقي  والمتألق ....


ان شاء الله بحاول نكمل القصص وبتمنى تعجب الجميع .

بشكرك مرة تانية على المرور العطر يلي نور الموضوع

دمت برعاية الله




صديقي إلى الهدف




سوريا الله حاميها

إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب 


أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 18


star lover

عضو ذهبي


المغامرون




مسجل منذ: 14-07-2009
عدد المشاركات: 2593
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 65

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

شهر العسل المر

10-12-2010 07:11 PM




شهر العسل المر

حين عقد سعيد قرانه على الآنسة المهذبة نوال لم يكن يخطر في بال احد أن سعيدا لن يكون سعيدا ولن يكون له نصيب من معنى اسمه في هذا الزواج خلافا لما جاء في الأثر لكل اسم من مسماه نصيب فكل منهما له طباع تختلف عن الأخر وخلفية اجتماعية مغايرة وثقافية نقيضة وقد طغت على سطح العلاقة الزوجية كل هذه المتناقضات خلال الأيام الأولى للزواج لا بل ومنذ صبيحة العرس


الحكاية من أولها

حين تعرف سعيد على نوال الصبية الجميلة ذات القوام الناهض واستطاع أن يستدرجها إلى منزله في وقت خلا من كل ساكنيه ودخل بها وهتك عذريتها لم يكن يدري أنها لم تبلغ الثامنة عشر من عمرها واعتقد سعيد أن الأمر سيمر بسلام لولا أن  نوال اطلعت أمها وأمها بدورها تحدثت مع والدها وهذا بدوره راح لتوكيل المحامي والحكاية صارت قضية لان نوال قاصر والقاصر يحميه القانون وما فعله سعيد كان جناية .
استدعت إدارة المباحث الجنائية سعيد لاستجوابه واضطر أمام إفادة نوال ودموعها وتوسلاتها إلى الاعتراف بكل التفاصيل
ومن ثم جاءته النصيحة الذهبية أن لا مجال للخلاص من هذه الورطة إلا أن يعقد على نوال لان الزواج في مثل هذه الحالات يجب الجريمة ويوقف الملاحقات لغايات إنسانية أرادها المشرع لا مجال لذكرها الآن أمام هذا العرض السخي لم يكن لدى أهل نوال مانع من الزواج ولو أنهم كانوا يتمنون لو تم في غير هذه الظروف ولكنهم يريدون ضمانات حقيقية لاستمرار هذا الزواج الذي جاء تحت وطأة ضغظ هذا الظرف القانوني لذلك طلبوا من سعيد أن يسجل لنوال الدار التي يسكنها إذا كان صادقا في عاطفته نحوها ورغبته فيها كما قال وزعم أمام المباحث
اضطر سعيد أن يخضع لهذا الطلب وفي خلال 24 ساعة كانت الدار مسجلة بالسجل العقاري باسم نوال وأطلق سراح سعيد ليصبح زوجا غير سعيد لنوال أمام الله والناس وكذلك أمام القانون

الأدوار المقلوبة

مر يوم اثنان عشرة وجد سعيد نفسه قد فرط بثمن اكبر بكثير مما يساويه الزواج من نوال وهي الفتاة المفرطة وبدأت تلمع عنده مشاعر وأحاسيس خفية أن نوال لم تكن الطريدة وانه لم يكن الصياد بدأ يسأل نفسه كم كان غبيا وكم كان ثمن هذا الغباء فاحشا
بدأ سعيد حياته الزوجيه وبدأت تدور في رأسه شتى الحلول وكان كلما وصل إلى حل يمحصه ويدقق فيه يجد انه ليس حلا بل مصيبة
ذات ليلة وفيما كان يتابع احد المسلسلات البوليسية من فضائية أجنبية قفز من مقعده الوثير وصرخ بأعلى صوته على طريقة ارخميدس وجدتها وجدتها لقد وجد أخيرا الحل المنشود
فاتح زوجته في انه يرغب في السفر إلى شاطئ البحر لتمضية أسبوع من الزمان عسى ولعل يجد هناك الراحة والاسترخاء مما يعانيه من توتر وتشنج وسألها أن كانت ترغب في صحبته سيما وأنهما لم يقوما بشهر العسل كما يفعل كل الأزواج
ودون تردد وافقت نوال على الفكرة وأبدت حماسا منقطع النظير ووجدت في هذا العرض تباشير صفحة جديدة في علاقتها مع سعيد لا سيما وان نوال تحب البحر والسباحة


إجازة بحرية

اختار سعيد شاليه فاخرة على الشاطى مزودة بكافة وسائل الراحة بما في ذلك الحمام الأنيق وفيه المغطس البانيو الجميل علما أن حمامات الشاليهات على البحر قلما تحوي ضمنها بانيو فكل ما يحتاجه المصطاف نزيل لشاليه الدوش الساخن لا أكثر ولا اقل.
في اليوم التالي عرض سعيد على زوجته نوال بأن يقوما بنزهة بحرية على ظهر زورق صغير يستأجرانه ويطوفان به على الحوافي القريبة من الشاطئ ووجدت نوال أن الفكرة مناسبة وإلا ما معنى أن يكونا على شاطئ البحر وطابت لهما النزهة في اليوم الأول فعرض على صاحب اللانش أن يستأجرانه لمدة ثلاثة أيام أخرى والدفع سلفا
أصبح اللانش في حيازة سعيد وجعل له مربطا لا يبعد عن الشاليه سوى أمتار قليلة
أمضى سعيد جزءا من ليلته تلك أمام التلفزيون متظاهرا انه يتابع برامجه من محطة إلى أخرى ولكن في الحقيقة كان يتابع في مخيلته برنامجا آخر أكثر حيوية وإثارة وعلة حين غرة استأذن زوجته لدخول الحمام ليمضي وقتا سعيد في البانيو عل المياه الساخنة تمنحه متعة الاسترخاء تمهيدا للنوم الهانئ العميق.
فما كان منها إلا أن أبدت استعدادها للاستحمام في البانيو الساخن لا بل أرادت أن تدخل الحمام هي أولا أليست القاعدة الاجتماعية تقول السيدات أولا دخلت نوال الحمام وغطست في البانيو.

الزوجة تغرق تغرق تغرق

في الصباح الباكر كان سعيد يجدف زورقه وتجلس قبالته على الطرف الأخر من الزورق زوجته نوال وبدت عليه علامات الإجهاد واخذ الموج يقذف بالزورق شيئا فشيئا بعيدا عن الشاطئ استدرك سعيد وبدأ صراخه يعلو طالبا النجدة ويده تلوح يمنه ويسرة ولم يكن البحر خاليا من الناس فالكثير من زوارق النزهة تمخر الشاطئ القريب فما كان من هؤلاء الناس إلا أن بدءوا يهرعون إليه منهم سباحة ومنهم تجديفا ولكن القدر كان أسرع فانقلب الزورق بمن فيه وسقط سعيد وسقطت نوال في مياه البحر لكن مروءة سعيد فرضت عليه وبطريقة سينمائية مثيرة أن يحاول إنقاذ نوال زوجته الغالية إنما بلا فائدة لأن مشيئة الله قضت أن تموت نوال غرقا.
أكد الطبيب الشرعي ا ن الوفاة تمت بسبب الغرق وان نول غرقت قضاء وقدرا في مياه البحر وقرر قاضي النيابة تسليم جثتها إلى زوجها ليحملها معه عائدا إلى دمشق .
في دمشق كان وقع الخبر كالصاعقة على رأس أهل نوال وهي العروس التي لم تكمل الثامنة عشرة فاستقبلوا الخبر بشكوك بالغة تصل إلى حد عدم التصديق أن نوال لا تعرف السباحة.
من قال هذا الكلام نوال لم تنقطع في كل صيف عن التردد إلى مسابح لا بل أكثر من ذلك كانت نوال تمضي أيام العطلات المدرسية في بيت خالتها في اللاذقية تصحبهم إلى المسابح البحر ابنه خالتها ليلى والجميع يشهد على ذلك.
إذن حكاية الغرق سخيفة وغير مقنعة وتحتاج إلى كثير من السذاجة لتصديقها والقبول بها
إذن ما العمل وتقرير الطبيب يقول بان الوفاة تمت بسبب الغرق
هل نستجيب للظنون السيئة ولا سند لهذه الظنون في الأدلة والوقائع آو أن نخضع ونقبل بما جاء به الزوج المفجوع سعيد من المزاعم التي أيدها تقرير الطبيب الشرعي على نحو لا يدع مجالا للريبة والشك.
حين اتصل والد نوال بي هاتفيا وبطلب من زوجته واخبرني عن الفاجعة التي حلت بهم ليسألني عما يجب أن يفعلوا كنت اسمع عويل وبكاء والدة نوال وهي تقف إلى جانبه وشعرت أنها خطفت السماعة من يده وبدأت تصرخ على نحو هستيري قتلها يا أستاذ.
تجاوزت عبارات العزاء وبدأت استوضح عن تفاصيل ما جرى ولم اطل الحديث فاتجهت مباشرة إلى منزلهم وكانت نصيحتي الوحيدة والمباشرة أن يبقوا جثة نوال في براد المشفى قبل الحصول على إذن الدفن ووعدتهم أن الحق بهم فورا .
هنالك التقيت الزوج سعيد الذي تورمت عيناه من كثرة البكاء وبح صوته من شدة العويل وانفردت به جانبا ليحدثني بهدوء وبعيدا عن الآخرين عما جرى وكيف جرى بعد أن أفهمته أنني صديق العائلة وان الموضوع أثار فضولي كأي إنسان أخر.
بدأ سعيد يسرد لي كل التفاصيل التي وردت أيضا في هذا المقال وعندما انتهى طلب مني أن كنت احمل منديلا ورقيا ليمسح به دموعه فأعطيته وأنا أحدق بتفاصيل وجهه ولساني كاد ينطق ويخاطبه أنت تكذب يا سعيد ولكن كيف لي أن اثبت الكذب.

هل يكفي أن تكون نوال تعرف السباحة

فالكثير ممن غرقوا في البحر كانوا يعرفون السباحة ثم هل يكفي أن يكون زواجه من نوال إفلاتا وفرارا من حكم القضاء فالكثير تزوجوا على هذا النحو وعاشوا حياة عادية بل سعيدة وأنجبوا الصبيان والبنات .
كان سعيد متمترسا وراء تقرير الطبيب الشرعي الذي أكد أن الوفاة تمت غرقا وكان واثقا أن ما من احد يستطيع أن يوجه إليه إصبع الشبهة حتى أن الكثير من الأصدقاء والمعارف بدأوا يلومون والدة نوال على ما فرطت به تجاه صهرها من اتهامات وسباب بل راحوا يعزونها على فاجعتها التي أفقدتها صوابها فلم تعد تعي ما تقول.


كولومبو لا يخسر قضية

حين دخلت مكتب المحامي العام وعرفته بنفسي نظر إلي باستغراب ثم استدرك ورحب بي ببرود وقال نعم تريد أن تكتب مسلسلا بوليسيا في بلدتنا
أجبته وأنا ابتسم لقد كتبته وانتهيت يا سيادة المحامي العام


إذن عما تبحث يا كولومبو

عن الخاتمة لهذا المسلسل وهنا اتسعت ابتسامتي أكثر وأخرجت من محفظتي استدعاء كنت قد كتبته سلفا وضمنته كل الملاحظات والظنون التي تحيط بالقضية وطلبت بالنتيجة تشكيل لجنة ثلاثة أطباء شرعيين من ذوي الاختصاص التقرير الثلاثي
كان واضحا دقيقا لا لبس فيه ولا غموض قرأت صورة التقرير بفرح شديد واتجهت إلى مكتب المحامي العام الذي بادرني ودون أن ينتظر حتى سماع التحية والسلام لقد أحكمت طوق حبل المشنقة حول رقبته يا أستاذ .
هذه هي الخاتمة التي كنت ابحث عنها لقد أكد التقرير الطبي أن الوفاة تمت بفعل الاختناق الناجم عن الغرق ولكن ليس في مياه البحر ونما في مياه المغطس البانيو الذي استحمت فيه به المغدورة نوال ، ولقد وجد الأطباء بقايا أثار الصابون في حويصلات الرئتين ولم يجدوا أيه أثار لمياه البحر المالحة لان من خاصية الموت التيبس السريع للجثة الذي يستحيل معه بعدها دخول قطرة ماء واحدة إلى حويصلات الرئة وبالتالي يتضح ثبوت وفاة نوال قبل أن ينقلها سعيد جثة هامدة إلى الزورق الرابص على الشاطئ أمام الشاليه والقيام بتمثيلية الغرق في مياه البحر.
أخيرا اعترف سعيد بفعلته في كافة مراحل التحقيق.
وأمام محكمة الجنايات في اللاذقية قام سعيد بسرد الأحداث وبدقة شديدة لأنه لم يعد ينفعه أي إنكار أو مراوغة وبعد عدد من الجلسات بما فيها جلسة استدعاء الأطباء الشرعيين لسماع أقوالهم.
أصدرت المحكمة قرارها القاضي باعتبار الجرم الذي ارتكبه سعيد جناية القتل العمد الذي سبقه إصرار وتصميم وحكمت عليه بالإعدام.
وبتاريخ لاحق استيقظ نزلاء السجن في اللاذقية ليجدوا في ساحة السجن منصة الإعدام وقد تدلت منها جثة سعيد.




صديقي إلى الهدف




سوريا الله حاميها

إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب 


أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 19


star lover

عضو ذهبي


المغامرون




مسجل منذ: 14-07-2009
عدد المشاركات: 2593
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 65

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

اللصـة الشريفـة! ............

21-12-2010 11:31 AM




اللصـة الشريفـة!


لم تكمل الخمسة عشرة عاماً، ذكية وتتصف بخيال واسع ومع هذا فقد احترفت الهروب من البيت ، هذه هي هند..
البنت الوحيدة لأسرة فقيرة والدتها لا تراعي عمرها وتعاملها بقسوة اعتقاداً منها أنها تحسن تربيتها، أما والدها فيبيع الخبز اليابس غير مكترث بأولاده سواء من الزوجة السابقة أو من والدة هند، ويتصف بالأنانية.
أما إخوتها من أبيها، فالكبير منهم يعمل في جمع القمامة والثاني يتسكع على مفارق الطرق والإشارات الضوئية يبيع المسكة أو يمسح بلور السيارات... أما الثالث فهو لا يزال رضيعاً.
أسرة هند المنشغلة بأعمال غير مستقرة دأبها الحصول على قوت يومها لم يتسع لها الوقت لفهمها ولم تعمل على توفير الجو المناسب لها ولا سيما أنها تمر في أخطر مراحل عمرها.. ألا وهي سن المراهقة..
فقد قادها تفكيرها القاصر ذات يوم إلى الهرب.. وغابت عن البيت ثلاثة أيام، اكتفى الأب خلالها بإخطار الشرطة.. رغم أن هند كانت تغير موقع تشردها إلا أن الشرطة استطاعت العثور عليها وسلمتها إلى أبيها..
ولكنها لم تمكث في بيت أهلها إلا أياماً عدة وعادت إلى الهرب ثانية.. فكانت حياتها تشرداً في الشوارع تجلس في الحدائق العامة ومن ثم تنام في بيوت الناس الغرباء.. في كل يوم حكاية جديدة واسم جديد





من التشرد إلى السرقة

بعد كر وفر بين الشرطة والأهل تم وضعها في معهد الأحداث علّها تتعلم مهنة.. ولكن وبعد أسابيع قليلة تعلمت السرقة لدرجة أن لوازم وثياب نزيلات المعهد وحتى مديرة المعهد لم تسلم من يدها الخفيفة..
ذات يوم دعت إدارة المعهد أحد رجال القانون ويدعى الأستاذ عصام للقاء النزيلات وإلقاء نصائح وتوجيهات من خلال تجاربه العملية عليهن، علهن يجدن في ذلك العظة والعبرة، وبعد أن انتهى الأستاذ عصام من كلمته التربوية ومن خلال أسئلة النزيلات والحوار معهن... وجد هذا الزائر أن إحداهن تضج حيوية وحركة وتتسم بذكاء ملحوظ..
وفي نهاية اللقاء سأل مديرة المعهد عنها.. فروت المديرة قصة هند وأنها الآن في المعهد بصفة إيداع ولمدة غير محدودة والإدارة بانتظار من يبادر إلى استضافة الفتاة ويشرف على تربيتها ويحسن إليها وما من شرط لدى الإدارة سوى أن تكون هذه لأسرة التي تستضيفها كريمة الأخلاق وحسنة السمعة.
أطرق الأستاذ عصام قليلاً واستعرض في ذهنه ما تعانيه زوجته المريضة من أعباء وتذكر إلحاحها المستمر أن يبحث لها عن فتاة وتحت أي عنوان، إن لم يكن للمساعدة في أعباء المنزل على الأقل لتؤنس وحدتها أثناء النهار ولما سألته المديرة عن سبب شرود ذهنه وبما يفكر قال لها: هل أصلح أنا لاستضافتها في بيتي.. وليس عندي سوى زوجتي المريضة؟. وأضاف: لدي ولدان غادرا القطر منذ زمن إلى أمريكا للدراسة وانشغلا بحياتيهما هناك ولم يعودان. وأغلب الظن أنهما لن يعودا لذلك سيكون وجود هذه الفتاة في بيتي بديلاً عن وجود أولادي.

انفرجت أسارير مديرة المعهد.. ولم تخف دهشتها ثم سألته: هل من المعقول وأنت ( فلان الفلاني ) أن تقبل في بيتك مثل هذه الفتاة المتشردة، فأجابها وبلا تردد:  كل الفتيات اللواتي يقبلن الخدمة في بيوت الناس على شاكلة هند ولا أحد يعرف ماضيهن بينما هند على الأقل ، كلنا يعرف حاضرها وماضيها أيضاً وهذا أدعى إلى ضبط سلوكها.. والإشراف عليها بالتعاون مع أهلها ؟؟؟؟
تجاوزت المديرة كل الإجراءات المطلوبة والمنصوص عنها قانوناً في اللوائح والتعليمات نظراً لمعرفتها بشخصية هذا الرجل الكريم واكتفت بتعهد خطي، وقعه أصولاً، توطئة لإعلام أهلها ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ثم نادت المديرة على هند وطلبت منها أن تجمع حوائجها على قلتها لتغادر المعهد برفقة هذا الرجل وتقيم معه في بيته كواحدة من بناته...


حليمة عادت لعادتها القديمة

المثل الشعبي الدارج يقول: ( رجعت حليمة لعادتها القديمة ) فما أن مضى شهران أو قرابة ذلك على إقامة هند في منزل هذا الكريم الذي استضافها وأطعمها وألبسها وأحسن إليها حتى حنّت لحياة التشرد فغادرت المنزل خفية، فقام الرجل بإبلاغ الشرطة أصولاً دفعاً للمسؤولية المترتبة في إيواء قاصر..
وعادت هند إلى مسيرتها القديمة في التسكع والتشرد والتسول والسرقة.. إلى أن ظهر في طريقها عبد الفتاح.
عبد الفتاح رجل متمرس في معاملة الفتيات لا سيما الجانحات منهن منذ أن كان شريكاً في كافيتيريا للذين يبحثون من الشباب والشابات عن مكان يأويهم في عتمة المكان ولو لمدة ساعة من الزمن بعيداً عن الأنظار.
ثم تحول إلى سائق تكسي يعمل لحسابه من خلال وردية الليل للبحث عن الفتيات المتشردات ليضمهن إلى قائمة ضحاياه.
وجدت هند في شخص عبد الفتاح كل ما يرضي الفتاة المراهقة الضائعة فقادها في تلك الليلة إلى منزله واستقبلتها زوجته التي كانت شريكته في موبقاته، فأحسنت استقبالها وغمرتها بعاطفة لم يسبق لهند أن عرفت مثيلاً لها...
وما هي إلا أيام قليلة حتى كان عبد الفتاح يقود هنداً ليلاً إلى منازل الراغبين فيها لقاء مبالغ خيالية، وأصبحت هند لدى عبد الفتاح ( الدجاجة التي تبيض ذهباً ) وانتقلت هند من فتاة متشردة في الشوارع والحدائق تتعاطى السرقة والنشل إلى حسناء يتهافت عليها الرجال...


منزل عصام يتعرض للسرقة

ذات يوم كان عصام ( رجل القانون ) وزوجته خارج المنزل تلبية لدعوة على الغداء... وما أن عادا إلى الدار ودخلا بعد غياب عنها، استغرق مدة ساعتين أو أقل.. حتى اكتشفا تعرض منزلهما للسطو فباب الخزانة مفتوح..
أسرع عصام يفتش عما كان يخبئه من مال فيها فلم يجده...، وأسرعت الزوجة المسكينة المريضة تبحث عن مصاغها أيضاً فلم تجده..، وكذلك لم يجدا الكثير من الأشياء الثمينة والتحف الذهبية التي خف وزنها المتناثرة هنا وهناك.

سرقة غامضة

حين حضر رجال المباحث.. أول ما فعلوه أن أخذوا البصمات المحتمل وجودها على مقابض الأبواب وكذلك بصمات الأقدام.. وراحوا يفحصون أقفال الأبواب ومنافذ الشقة من كل مكان... فلم يعثروا على ما يدل دخول إنسان غريب ومما زاد غموضاً تقرير المخبر الجنائي وما جاء فيه، من أن لا بصمات واضحة تدل على هوية أصحابها...
من الأمور التي وقف عندها رجال المباحث أن اللصوص لم يعبثوا بمحتويات المنزل بحثاً عن المسروقات.. كما اعتادوا أن يفعلوا، فكل الذي وجدوه أن أحد أبواب خزانة الملابس هو المفتوح دون بقية الأبواب، كما أن درج الطاولة اليساري الأعلى قد تم خلعه بأداة .. ( بمفك  براغي ) أو ما شابه ذلك دون بقية الدروج، وهذه المشاهدات هي من الحقائق التي تؤكد أن اللص يعرف المكان جيداً وأين توضع الأموال أو المصاغ، أما بقية المسروقات الذهبية الثمينة، فهي تماثيل ( و فازات ) بادية للعيان، لا تحتاج إلى الكثير من البحث والتفتيش.
أمام هذه الصورة اتجه ذهن رجال المباحث أن يكون السارق واحداً من أهل الدار أو الأقارب الشديدي الصلة بالأسرة، أو أن يكون الإدعاء بالسرقة أمراً مفتعلاً لأسباب يجهلها رجال المباحث في الوقت الحاضر.
واستمع رجال المباحث إلى أقوال عصام وزوجته وعما إذا كان يشتبهان بأحد... فنفى كل منهما الشبهة بأحد وأضافا أن ما من أحد يزورهما إلا في المناسبات والأعياد وبدت جريمة السرقة أنها لغز حقيقي وأن اللص على غاية من الذكاء بحيث أنه خطط لها ونفذها ولم يترك وراءه أثراً يدل عليه ووجد رجال المباحث أنفسهم يسيرون في طريق مسدود..
لولا أن ما ورد على لسان زوجة الأستاذ عصام وبشكل عفوي وعابر اسم الفتاة ( هند ) وعندما سأل رجال المباحث وبلهفة من تكن هذه الفتاة راح عصام يشرح لهم كيف أتى بها من معهد الفتيات لخدمة المنزل وكيف أنها هربت.. ومن أنه وقتئذ أخبر الشرطة وأنه لا يعلم ماذا حدث للفتاة بعدئذ..
استمع رجال المباحث إلى ما يرويه الأستاذ عصام بإصغاء شديد وهم في عجلة من أمرهم، لأنه ظهر لهم بصيص ضوء سيقودهم إلى كشف غوامض الجريمة ولم يغامرهم أدنى شك أن اللص الذي دخل الدار هي تلك الفتاة واسم الفتاة لم يكن غريباً عن مسامعهم فهي ( زبونة ) قديمة لديهم من تشرد وسرقة وهروب من دار الأهل، إذن عليهم أن يبحثوا عن ضالتهم بأسرع ما يمكن.


مفاجأة غير منتظرة

لم يطل الأمر كثيراً برجال المباحث فقد استطاعوا الوصول إلى هند ولكن المفاجأة التي ألجمتهم عن توجيه التهمة إليها.. أنهم وجدوها موقوفة بجرم تعاطي الدعارة بتاريخ يسبق تاريخ وقوع سرقة منزل عصام بزمن الأمر الذي ينفي عنها ارتكاب الفعل لا بل يجعل من السؤال الموجه إليها بهذا الصدد مجرد نكتة سخيفة وساذجة.
كانت هند موقوفة بجرم تعاطي الدعارة في معهد الفتيات ولا تعرف شيئاً عن موضوع سرقة منزل مخدومها السابق الأستاذ عصام إطلاقاً ولكن عندما حضر رجال المباحث إلى إدارة المعهد ترامى إلى سمعها ومن خلال ما نقلته إليها بعض المستخدمات من أن حضورهم إلى المعهد كان الأمر يتعلق بها وتبادر إلى ذهنها أن الأمر يتعلق حصراً بأحد السواح الخليجيين الذي سبق وسرقت محفظته المليئة بالعملات الأجنبية في تلك الليلة استضافها في شقته.
وكم كان ارتياحها عظيماً حين عرفت أن حضور رجال المباحث لم يكن للبحث عن محفظة النقود، إذن لماذا حضر رجال المباحث إلى إدارة المعهد وسألوا عنها؟.
وفي خطوة جريئة طلبت هند مقابلة مديرة المعهد، ومن خلال اللقاء عرفت هند أن منزل مخدومها السابق قد سرق وأن قيمة المسروقات بالملايين
عادت هند بذاكرتها إلى تفاصيل علاقتها مع سائق التاكسي عبد الفتاح وتذكرت كيف كان عبد الفتاح يسألها بكثير من اللف والدوران عن تفاصيل منزل مخدومها عصام وعن تفاصيل الحياة التي كانت تعيشها وبحركة لا شعورية مدت يدها إلى جيبها وأخرجت حزمة المفاتيح تتفقدها واحداً واحداً...
وكم كانت الصدمة قوية حين لم تعثر على مفتاح شقة الأستاذ عصام الذي بقي معها وغادرت منزله تلك الليلة عائدة إلى حيث كانت تتسكع سابقاً... وأطرقت رأسها وراحت تفكر بصمت.. ولما سألتها مديرة المعهد عن سبب شرودها وعما تفكر به، رفعت رأسها بهدوء وبكلمات مفعمة بالثقة قالت: إنه عبد الفتاح يا سيدتي.

لم يصمد عبد الفتاح كثيراً أمام رجال المباحث ولا سيما حين وجدوا في منزله المسروقات واعترف بكل التفاصيل وكيف كان يرسم ويخطط لسرقة منزل الأستاذ عصام منذ أن بدأت تحدثه هند عن ثرائه.
حين جاء عصام إلى مقسم الشرطة ليستعيد المسروقات والمتبقي من المال.. طلب أن يقابل الموقوفة هند وعندما إلتقاها سألها لماذا أخبرت عن عبد الفتاح ومكنّت رجال المباحث من إعادة المسروقات، فأجابت بهدوء وهي تبتسم: لقد عودتني الحياة أشياء سيئة كثيرة يا سيدي... ما عدا أمر واحد ( لا أعض اليد التي أحسنت إلي)




صديقي إلى الهدف




سوريا الله حاميها

إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب 


أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 20


star lover

عضو ذهبي


المغامرون




مسجل منذ: 14-07-2009
عدد المشاركات: 2593
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 65

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

الدولارات المزيفة فضحت القتلة..

25-12-2010 12:12 PM




الدولارات المزيفة فضحت القتلة..


يقول أحد فلاسفة القانون: (( خير للضمير الإنساني أن يبرئ القضاء عشرة متهمين من أن يحكم بالإدانة على بريء واحد )).
وتأسيساً على ما تقدم إليكم هذا الملف القضائي بكل تفصيلاته التي جرت أحداثه في محافظة طرطوس مستأذناً الصديق جودت نابوتي الذي كان يشكل منصب المحامي العام.
على الساحل السوري الجميل تقع مدينة بانياس الهادئة الوادعة وإلى جنوبها تماماً وعلى بعد خمسين كيلو متراً تقع مدينة طرطوس التي تضج بالحركة والنشاط وبين هاتين المدينتين وخلال هذه المسافة القصيرة التي لا تخلو فيها الطريق من السيارات ذهاباً و إياباً وقعت أبشع جريمة عرفتها المنطقة، فقد وجد الناس سيارة سياحية خاصة جانحة على جانب الطريق وخلف مقودها جسد رجل في العقد الرابع من عمره ينزف وقد فارق الحياة.

وصل الخبر إلى الشرطة التي حضرت سريعاً وحضر رئيس النيابة برفقته الطبيب الشرعي وسائر المعنيين بالأمر، وبالمعاينة وجدوا محفظة النقود ملقاة على المقعد المجاور فارغة من النقود... واتضح من خلال تفتيش السيارة والأوراق الخاصة التي كانت في حوزة القتيل ومنها ( فاتورة الفندق وهويته الشخصية ) أن السيارة كانت آتية من اللاذقية بإتجاه طرطوس... ومن ثم والاحتمال الأرجح أنها كانت في طريقها إلى دمشق.

لم تتوفر لرجل الشرطة أية معلومات أخرى لكشف غوامض هذه الجريمة، ولكن الشيء شبه المؤكد أن الدافع هو السرقة وجرى الإتصال بذوي المغدور لاستلام الجثة... واستيضاحهم إن كانت لديهم أية معلومات يضيفونها إلى التحقيق تفيد في كشف غوامض الجريمة وصولاً إلى الفاعل.
كان لوقوع هذه الجريمة أبشع الأثر في نفوس أهالي المنطقة للطريقة التي تمت بها والغموض الذي لفها، وأصبحت حكايتها على كل لسان وبدأت تنمو على  هامشها حكايات كثيرة. وفي وقت كانت الداوائر المعنية في دمشق تصدر التعليمات الصارمة للبحث عن الفاعل وبالسرعة القصوى ومهما كلف الأمر.



وتكررت الجريمة

وما أن بدأ الزمن يرخي النسيان على هذه الجريمة حتى وقعت جريمة جديدة وبذات المواصفات وقريباً من الموقع... ومن سيارة سياحية خاصة جانحة على قارعة الطريق وصاحبها جثة نازفة مرمية إلى جانبها.. وقد سرقت منه نقوده وكل ما يحمله من أشياء خف وزنها وثقل ثمنها والخاتم الذهبي.. وساعة اليد.. إلخ..

الأمر الذي لا يترك مجالاً للشك في أن الجريمة وقعت بدافع السطو والسرقة وأن القاتل هو نفسه في كلا الجريمتين.
كان لوقع هذه الجريمة دوي هائل يصم الآذان... ولا سيما في دور الشرطة والمباحث الجنائية وكانت ردة الفعل مزيداً من النشاط المحموم، فاستجوبت من أهل المنطقة ما يزيد عن مائة وخمسين رجلاً وامرأة حتى الأطفال استدعاهم مدير المنطقة لسماع أقوالهم على سبيل المعلومات ربما وجد فيها كلمة بريئة تكون شمعة تلقي بصيص نور ليضيء ظلمة الطريق...

ووسط هذه الأعصاب المتوترة والنفوس المشدودة عقد مدير المنطقة اجتماعاً لعناصره ووصلوا إلى قرار، أن ينصبوا كميناً لهذا القاتل اللعين وعلى مسؤوليتهم الشخصية دون إعلام المسؤولين وتسابق الجميع أن يكونوا أبطال هذا الكمين وبعد النقاش تم اختيار أحدهم لهذه المهمة الخطرة وهو رجل رياضي يتقن لعبـة ( الجيدو والتايكوندو )..

سيناريو الكمين ينص على أن يقود هذا المتطوع سيارة مدنية سياحية خاصة وحيداً كما تم في الحادثتين الماضيتين ويمض بين بانياس وطرطوس جيئة وذهاباً وفي أوقات مختلفة من الليل والنهار إلى أن ( يُسعده ) الحظ ويستوقفه ذلك القاتل المحترف... ومضت الأيام والأسابيع على التنفيذ من دون جدوى وباءت المحاولة بالفشل.
وبعد فترة وفي ساعة متأخرة من الليل رن هاتف منزل مدير المنطقة ناقلاً إليه خبر وقوع جريمة جديدة في الطريق ذاتها.
وكالعادة... حضرت الشرطة إلى مكان الحادث ثم سيارة رئيس النيابة وورائها سيارة مدير المنطقة وسيارات أخرى تتبع لجهات متعددة ذات صلة وعلاقة بأمن المنطقة.
ووجد الجميع أن الأمر لا يختلف كثيراً عن سابقتيه... السيارة جانحة على يمين الطريق... وصاحبها جثة هامدة كما وجد رجال الشرطة بركة من الدماء إلى جانب باب السيارة الأيمن الأمامي، ولكن الأمر الملفت للإنتباه أن لا آثار للدماء على الأرض بين بركة الدم في الجانب الأيمن للسيارة وبين وجود الضحية وهي تحاول الركوب من باب السائق... الأمر الذي يؤكد أن الضحية قضت وفارقت الحياة وهي في عراك مع الجاني ثم تم حملها ونقلها إلى الجانب الآخر وألقيت في داخل السيارة على النحو الذي وجدوها فيه.

ولم يكن مصير التحقيق في هذه القضية يختلف كثيراً عن سابقاتها


المحفظة المفقودة

وتكررت الجرائم إذ بعد فترة أفيد مدير المنطقة عن وقوع الجريمة الرابعة وهرع الجميع بلا وعي إلى مكان الجريمة وهناك وجد الجميع أن السيناريو نفسه قد تكرر، سيارة تقف إلى جانب الطريق... الجثة ملقاة جانباً النقود والأشياء مسروقة... إلا أن شيئاً هاماً كان يختلف هذه المرة عن سابقاته ... فالمحفظة بكامل محتوياتها مسروقة... والشيء الثاني والأهم أن رجال الشرطة عثروا في أرض السيارة على ( سيدارة ) واحد من منظمة الشبيبة وقد كتب صاحبها اسمه على حافتها من الداخل، تفادياً من ضياعها وكان العثور على هذه السيدارة كافياً أن يستدل رجال التحقيق أن صاحبها هو الفاعل أو أحد شركاء الفاعل...
( السيدارة ) والشعار الذي تحمله يشير وبشكل واضح أن صاحبها هو واحد من تلاميذ المرحلة الثانوية... وأن اسمه مدون عليها... والوصول إليه لن يكلف جهداً.

وبعد أقل من ساعة كان التلميذ صاحب ( السيدارة ) يقف أمام عدد من محققي الشرطة وقد أدهشته أن سيدارته وصلت إلى أيديهم... ثم تذكر أنها وقعت منه وقت أن أقله صاحب السيارة بعد أن رآه يقف على قارعة الطريق في ذاك النهار وهو في طريقه إلى المدرسة ولما علم أن صاحب السيارة وجد مقتولاً كانت المفاجأة مرعبة... والمرعب أكثر أنهم لم يصدقوه.

لم تبزغ خيوط فجر اليوم التالي إلا وكان هذا التلميذ تحت الضغط يعترف بأسماء شركاءه الآخرين، وهما تلميذان أيضاً وبذات المدرسة.
وأمام همة وعزيمة المساعد ( جميل ) وأساليبه في الإقناع اعترف التلاميذ الثلاثة بالجرائم المسندة إليهم وجاء في اعترافهم أنهم ألفوا عصابة للسرقة نظراً لحاجتهم إلى المال وتفتقت أذهانهم عن هذه الوسيلة، يداهمون السيارات العابرة ويقتلون أصحابها ويسلبونهم.
وقاموا بتمثيل كل جريمة على حدة أمام كبار الضباط والمسؤولين وأمام عدسات المصوريين وعلى أثر ذلك بادرت الجهة المعنية إلى مكافأة العناصر التي ساهمت وشاركت في الكشف عن هوية المجرمين وإلقاء القبض عليهم.

الشك في الإعتراف

بعد أن تم استكمال محضر الضبط ودونت اعترافات الموقوفين والموقعة أصولاً والموثقة بالبيانات والمرفقة بالصور الفوتوغرافية، أحالتهم الشرطة إلى النيابة العامة في طرطوس ليجري استجوابهم، ولكن الشبان الصغار الثلاثة ما أن وصلوا إلى رحاب القصر العدلي وأصبحوا أمام مكتب المحامي العام حتى ارتموا على الأرض يبكون ويتوسلون ويستنجدون، كان مشهداً غريباً لم يألفه أي رجل في القضاء، ولدى السؤال والاستيضاح أنكروا ما سبق واعترفوا به أمام الشرطة وعزوا اعترافاتهم إلى أنها انتزعت بواسطة المساعد جميل والمساعد لطيف، وقالوا أنهم أبرياء.

كانوا حليقي الرأس، منهوكي القوى تعلو وجوههم صفرة الموت.. وكأن الواحد منهم عائد للتو من المقبرة، ولكن في جملة ما تبادر إلى ذهن المحامي العام الأيام التي قضوها بعيداً عن بيوتهم وأهليهم والمعاناة التي مروا بها كافية أن تترك بصماتها عليهم... فاستدعى إلى مكتبه قاضي التحقيق واختلى به وأطلعه على هواجسه وشكوكه في صحة اعترافاتهم... ومن أنه يحيلهم إليه ولكن طلب منه أن يتريث باتخاذ أي قرار بشأنهم بانتظار ما سيحمله الغد.

مرت شهور عدة والمتهمين الثلاثة موقوفين على ذمة التحقيق في طرطوس... ولكن إلى متى ...؟ ووكلاء الإدعاء الشخصي يلاحقون ويضغطون على قاضي التحقيق لإحالة الأوراق إلى محكمة الجنايات، والذي عزز القناعة، أنه لم تقع بعد إلقاء القبض عليهم أية جريمة في المنطقة، وتحت وطأة هذه الضغوط أصدر قاضي التحقيق ومن ثم قاضي الإحالة قرار الإتهام وأصبحت القضية أمام محكمة جنايات طرطوس والكل يعرف أنها ستعقد جلستين أو ثلاثة وبعدها سيصدر الحكم بلا أدنى ريب بالإعدام.

الدولارات المزورة والمحفظة

في حمص.. جاء ذات يوم رجل إلى أحد التجار، وعرض عليه أن يشتري منه مبلغ ثلاثة آلاف دولار أميركي، أمسك التاجر بالدولارات وبدأ يتفحصها واحدة واحدة.. فاكتشف أن نصفها أوراق مزورة، فأخذ يداور هذا الرجل حتى تمكن بطريقته الخاصة من الإتصال بالمباحث الجنائية فحضروا وألقوا القبض عليه.

وأمام الإستجواب الجدي ومحاصرته بالأسئلة الدقيقة المتبعة ادعى المتهم أنه عثر على محفظة نقود في الطريق ووجد فيها في جملة ما وجد هذه الكمية من الدولارات... وكي يقنع رجال المباحث أنه يقول الصدق طلب منهم أن يصحبوه إلى داره ليريهم المحفظة التي وجد فيها الدولارات، فهو لايزال يحتفظ بها لم يكن اسم صاحب المحفظة غريباً عن أذهان رجال المباحث فهذا الاسم سبق وورود في البرقيات الواردة من المجافظات عن وقوع بعض الجرائم.

وبالعودة إلى السجلات اكتشفوا أن صاحب المحفظة هو أحد ضحايا جرائم الطريق بين بانياس وطرطوس.



تكتم رجال المباحث في حمص مبدئياً على هذه المعلومة وأوحوا إلى هذا الرجل أنهم صدقوا روايته وأن مسؤوليته تنحصر أنه لم يطلع المسؤولين على هذه الدولارات المزورة، وهذه عقوبتها في حدها الأقصى غرامة مالية.

وفي ذات الوقت كانت الهواتف ترن في مكاتب المسؤولين في طرطوس وحمص ودمشق، تنقل الخبر الصاعق ولما وصل الأمر إلى مسامع المحامي العام في طرطوس وضع يده على القضية وطلب إحالة ذاك الرجل إليه وفي باله أمر واحد: كيف يستدرج بائع الدولارات إلى الإعتراف الصريح؟

ولما مثُل أمامه سأله عن الظروف التي وجد فيها المحفظة والدولارات التي فيها ووعده أنه سيطلق سراحه فور أن ينتهي من الإستجواب، وأثناء سرد الحكاية طرق باب مكتب المحامي الحاجب وأعلمه أن الشرطة أحضرت صاحب المحفظة المفقودة فأمر بإدخاله فوراً...

دخل رجل مهيب وبصحبته شرطي وأمره المحامي العام أن يقف جانباً مع الشرطي ثم إلتفت وعاود طرح السؤال على المتهم:

هل تصر على أنك وجدت المحفظة صدفة؟؟؟؟

نعم.. وجدتها صدفة وفي الطريق العام!!!

ولكن صاحبها يقول بأنك سرقتها منه وفي داخلها الدولارات.

إنه يكذب.. ثم استدرك وبخبث أين صاحبها الذي يزعم أنني سرقتها منه، أين ؟؟؟؟؟ .. أرني إياه.

فأجابه المحامي العام: ها هو أمامك..



وأشار المحامي العام بيده إلى ذاك الواقف جانباً وهنا انتفض الرجل مذعوراً يصرخ ليس هو أبداً.. ولم يدر وقد زل لسانه وقال: صاحب المحفظة قد مات.



وتحول السؤال إلى كيف عرفت أنه مات؟ وانطلت اللعبة على القاتل وبدأ يسرد الإعتراف تلو الآخر وأنه ورفيقه كانا يقومان بنصب الكمائن للسيارات العابرة بين طرطوس وبانياس، ثم يوليان هاربين إلى ريف مدينة حمص حتى إذا واتتهما الفرصة ثانية عاوداا ارتكاب الجريمة التالية ومن خلال مداهمة منزل كل منهما عثر رجال المباحث على معظم المسروقات من خواتم ذهبية وساعات فاخرة وكانت المضبوطات أدلة الإثبات القاطعة.               




صديقي إلى الهدف




سوريا الله حاميها

إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب 


أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.
التعليق باستخدام الفيسبوك
صفحة 2 من 3 <- 1 2 3->
 








ملتقى طلاب الجامعة... منتدى غير رسمي يهتم بطلاب جامعة دمشق وبهم يرتقي...
جميع الأفكار والآراء المطروحة في هذا الموقع تعبر عن كتّابها فقط مما يعفي الإدارة من أية مسؤولية
WwW.Jamaa.Net
MADE IN SYRIA - Developed By: ShababSy.com
أحد مشاريع Shabab Sy
الإتصال بنا - الصفحة الرئيسية - بداية الصفحة