...السورية....كاتبة متميزة من منتدانا..دراسة نقدية أدبية... 25-08-2008 09:14 AM
أستاذتي الأديبة السورية:
اسمحي لي أن أتوقف لبرهة هنا في هذا المتصفح الرائع على ماجمعته من دراسة
نقدية ذات طابع تحليلي تركيبي لمجمل كتاباتك هنا في منتدى جامعة دمشق
رغم أني أعلم علم اليقين أني أصغر من حجم كلماتك وأني لم أرتق ِ بعد إلى هذا
المستوى الرفيع الذي يوازي إسلوبك الأدبي الفريد من نوعه ولكن لاضير أن أحاول
فالمحاولة بين صفحاتك مثمرة دائما ً فأنا أتابع تحركاتك على الدوام وفي كل موضوع
يخط فيه قلمك المبدع لابد أن يكون لي نظرة ووقفة لمعرفة المزيد والمزيد من
المفردات الفنية والصور التي تشربت في ثقافتك..
أتابعك وأتبعك لا كمن يتبع أنثى...إنما كطالب علم ٍ يجلس منصت والسرور يغمر قلبه
عندما يتلقى أي معلومة جديدة من أستاذته.
ومن هنا نبدأ:
أولا: البناء والشكل اللغوي:
مما لاحظته في كتاباتك التنوع الفني الدائم والغني فالمفردات لا تتكرر رغم أنها
تجعل القارئ يتمنى لو أنه يقرأها عشرات المرات ففي كل مرة تستخدمين رديفاً
مختلف سهل القراءة بسيط الصياغة ذو مضمون واسع وربما أتحدث هنا
عن تورية مدروسة بعناية فائقة تحمل القارئ على التساؤل ماذا تقصدين هنا؟
هل هو هذا المعنى أم ذاك ؟
وللجناس نصيب في اختيارك للألفاظ يضفي لموسيقى الكلمات إيقاعا ً
مميزا ًيطرب له السامع كعزف منقطع النظير.
وفي خضم الحديث عن الألفاظ أتفاجأ أحيانا ً كثيرة بوجود ألفاظا ً قوية تتراكب
مع بعضها البعض لتنتج جملة واحدة لا تتجاوز ثلاث كلمات تحمل القارئ إلى
عالم أخر من السحر والروعة في الصياغة.
والتراكيب هنا تمتاز بالسبك المتقن والمقنن وهذا ما يميز البناء لديك
فالإسهاب في المفردات والتفكك فيما بينها والانتقال المفاجئ والجمل الطويلة
جميعها تولد ثغرات وشرخ واسع في البناءوهذا لم يكن من شيمة سطورك.
تتحد في كتاباتك البلاغة والبديع والصياغة اللفظية لتعطي للبناء اللغوي
شكلا ً هندسيا ًمميزا ً كماهي الأهرامات وربما كقيمة البتراء حديثا ً.
وللثقافة بين تلك الكلمات الحظ الأكبر حيث تلوح من صفاحاتك بيادر المعرفة
اللامتناهية وبوادر النبوغ في شتى مجالات المعرفة الأدبية والتاريخية والفلسفية.
لكن ماذا عن الشكل الصوري؟؟ هنا لنا وقفة أيضا..
ثانيا ً: الشكل الصوري(التنسيق والتناسق):
جمال الكتابة لديك طبيعي مئة بالمئة لا تستخدمين فيه أدوا ت التجميل والعدسات
اللاصقة وأحمر الشفاه وغيرها من أدوات صرف النظر عن المضمون
فالخط في مواضيعك بدون تكبير أو تصغير يتشح بالسواد كما هو الوشاح الذي
ترتديه الفتاة العربية الأصيلة خاليا من الألوان المتعددة فيما خلى اللون الأسود
ملك الألوان وأميرها يترافق إلى جانب ذلك خلو مواضيعك من الابتسامات
وتلك الرموز التي أعتدنا رؤيتها عند غالبية الأعضاء وربما أنا من بينهم.
ومن الجمع بين أولاً وثانيا بعد توحيد المقامات نصل إلى هندسة الصفحة:
ثالثا ً :هندسة الصفحة والإملاء:
لتركيب الحروف وتراصها وتراصفها معنى أخر لديك يدعو المتابع للتأمل
كثيرا فيها فتباعد الكلمات والأسطر يترك مجالاً للقراءة بشكل واضح جدا ً
بالتتابع نصل إلى خلو الكتابة لديك من الأخطاء الإملائية والحفاظ على علامات الترقيم
وهذه الميزات الشكلية واللغوية ذات المضامين الثقافية تتصف بصفة أخرى تعطيها
مصداقية وقوة أكثر وهي الثبات والديمومة أو ما يسمى بالوحدة والتوحد مع الكتابة
فهي لم تتغير في إسلوبك على مدار عام وأكثر وهي فترة متابعتي لكتاباتك
ولم تتغير أية ميزة منها ولا حتى مرة واحدة بتاريخ عضويتك هنا
وماذكرته عن مواضيعك ينطبق تماما على مشاركاتك قد تعودت أن أرى
في مشاركاتك محللة ناقدة لكل حرف وكل إحساس وكل موقف
شاكرة من يبدع داعية لمن يخطئ.
أصل في النهاية إلى الناحية الوجدانية:
رابعا ً : الناحية الوجدانية (النفسية والاجتماعية والانفعالية):
تعودت منك هدوء كامل في أثناء المرور على المواضيع كنسمة صباح ريفي منعش
ومشاعر جياشة تختبئ بين الحروف تنطق بالحب وتصرح بالهوى إنه هوى عذري
يتسم بحياء أنثى لم تعرف يوما ً العبث بالعواطف.
وعند الحديث عن الأنوثة تعطي الكلمات صورة أنثى مرهفة المشاعر رقيقة الإحساس
عذبة الهمس يكتنفها وازع ديني يظهر دوما ً لينصح ويعظ من تعوث به نفسه في
دروب الضياع.
وللناحية الاجتماعية وقفة معك فمن خلال تتبعي لخطى قلمك المستنير وجدت أن
لمرورك على المواضيع شكل اجتماعي مختلف بعيدا ً عن التعصب والتحزب وبعيد ا ً
عن التقوقع فهو كحبات المطر السخي التي تعم كل أرجاء المعمورة وأبدا ً لم يك ُ
كصنبور ماء يسقي بقعة دون أخرى.
وللصداقة في قلبك قيمتها وللأخوة مكانتها وربما هذا هوأكثر ما فقدناه
وافتقدناه هذه الأيام.
أقول كلامي هذا غير راجيا ً منك مديحا ً أو ثناء ا ً
لأني ما دخلت هذا المتصفح لأمدح ولا لأرد معروفا ً لأحد ولا لأبحث عن مآرب أخرى
فقط هي دراسة جمعتها عن أديبة متميزة عايشتها عن كثب خلال فترة إقامتي في
المنتديات الأدبية.
وأجزم لك أن كل من خط سطوره في تلك البقعة وفي كل أرجاء معمورتنا هذه
يوافقني الرأي دون أدنى شك في صحة كلامي.
قبل أن أنهي كلامي أطلب منك الصفح عني إن تواجدت ههنا أخطاء لغوية أو نقدية
فأنا كما تعلمين خريج ******* ولست من نجباء الأدب العربي فقط هو أحد
اهتماماتي التي نشأت عليهاوما أوتينا من العلم إلا قليلا .
وفي الختام أبارك لك أختي السورية لقب(كاتبة متميزة) فأنت تستحقينه بجدارة.
على الإطالة عذرا ً
تحيتي لك
أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.
|