مختـارات من الشعر التركي المعاصر

للمؤلف: مجموعة من المؤلفين
كان للإصلاحات الغربية في القرن التاسع عشر تأثيرها الكبير على الأدب. وتحت التأثير الفرنسي بشـكل رئيسـي بدأ كتاب وشـعراء طليعيون مثل شـيناسي (1826-1871) ونامق كمال (1840-1888) وعبد الحق حميد (1852- 1937) بتبني وتكييف الأشكال الأدبية الغربية مثل الرواية والدراما والمقالة فيما كانت الأشكال والمواقف الجامدة للشعر الكلاسيكي تترك الساحة تدريجياً. وفي أواخر القرن الماضي قام كل من الروائي خالد ضياء أو شاقليغيل (1865-1954)، والشاعر توفيق فكرت (1867-1915) مععدد من أصدقائهما بتأسيس مدرسة أدبية، ارتبطت بالمجلة الدورية -ثروة الفنون-. وقد كان هؤلاء أكثر تأثراً بالغرب، شكلاً ومضموناً، من أسلافهم، غير أنهم تورطوا في متاهات أسـلوب مثقل بالصـنعة وكثير التكلف. ولكن الروائي حسـين رحمي غوربنار (1864-1944)، وكاتب المقالات أحمد راسم (1864-1932) ابتعدا عن أساليب التكلف تلك، ووصفا حياة استانبول عند الانتقال من القرن التاسع عشر إلى القرن العشرين بكثير من القوة والواقعية. وبعد ثورة 1908 أسس الجيل الأكثر شباباً من الكتاب بزعامة الكاتب الرمزي أحمد هاشم (1885-1933) مدرسة -الفجر الآتي- الأدبية التي لم تعش طويلاً.