دليل السيناريست

يهدف هذا الكتاب إلى تحليل رحلة الكاتب - مسيرته عبر المتاهة المذهلة، متاهة الأسطورة والحلم وعلم النفس والكتابة والحياة بشكل عام -. وأرجو أن يتمكّن الكتّاب والطلاّب من اكتشاف ما فيه من حجم وعظمة المنبع الإلهامي الذي تتضمنه الأساطير. ما هي الأسطورة؟ بالنسبة لنا، الأسطورة ليست اللا واقع، ولا التضخيم الخيالي للتعبير الشعبي. فالأسطورة، كما يحلو لجوزيف كامبِل أن يعرّفها، هي نوع من المَجاز مطبّق على سرّ يتجاوز الفهم البشري. إنه تشبيه يساعدنا على فهم بعض مظاهر كياننا الغامض عن طريق التماهي. وبحسب هذا التعريف، ليست الأسطورة شيئاً خيالياً وإنما طريقة للوصول إلى حقيقة عميقة. ماهي القصة؟ القصة هي أيضاً مَجاز، أي إنها نموذج لمظهر من مظاهر السلوك البشري. إنها أداة للتفكير تتيح لنا اختبار أفكارنا ومشاعرنا ومحاولة أن نفهم منها أكثر وأكثر. الأسطورة هي قصة من نوع خاص تحكي عن الآلهة أو عن قوى الخلق وعن علاقة هذه القوى مع الكائنات البشرية. القصص الحديثة ليست كلها أساطير وليس لها دائماً أبعاد أسطورية. ولكن قصص هذه الأيام تشترك في كثير من النقاط مع الطاقة الأبدية التي تتضمنها الأساطير. تقوممورفولوجيا الأساطير وشخصياتها النموذجية بتأمين أرضية للقصص الحديثة بحيث يُغني كل كاتب أعماله باستزادته من المعرفة فيها. وأنوي أن أرسم بعضاً من بُنى الميثولوجيا، وأقربها من عمل الكاتب والسيناريست. لا يمكن إنجاز مثل هذا العمل إلاّ بمساعدة منتورات وأدلاّء وحلفاء وأصدقاء. وأنا في البداية ممتنّإلى الأبد لجوزيف كامبِل ولكل أولئك الذين أخلصوا بنفس الكَرَم لعملهم الريادي. ويتوجه شكري الخالص إلى دافيد ماك كينا لكونه اختبر المنهج وتوم شليزينجر وكيث كُنينغهام وريتشارد ديبان وفيل كوزينو لمعرفتهم المتعمقة في هذا الموضوع. وكذلك شكراً لصديقي كريس فابياسكي لنقده وملاحظاته البنّاءة للمخطوطة ولصديقي رون دوتش وبيتينا موس من أجل توضيحاتهما حول الأوديسة. شكراً لدعم أهلي، وخالص شكري لأساتذة مدرسة السينما والتلفزيون في جامعة كاليفورنيا الجنوبية، كين إيفانز ودرو كاسبر وليندا فينيس وأساتذة جامعة كاليفورنيا لوس أنجلس فرع برنامج الكتّاب، ولمديري ديزني جيفري كاتزنبرغر وريكاردو ميسترز ودافيد هوبرمان وشارلي فينك وتوم شوماخر ولكل أولئك الذين أتاحوا لي اختبار هذه الأفكار على أرض الواقع. شكراً لميشيل وايز لكونه أدرك القيمة الكامنة في هذا العمل وكين لي لنصائحه ولصبره خلال إنجاز العمل. وأخيراً إنني ممتن جداً لأليس بلاتو للعمل الذي أنجزته على المخطوطة وعلى نشرها. شكراً يا أليس لكونك شاركتني في أحلامي. ك. إي. فوغلر.