المسرح العربي

يولد المسرح . . ويموت . إن المرء يسمع عن مسرحيات لم يشاهدها أكثر بكثير مما يشاهد من مسرحيات. فما أصعب أن يكتب الناقد كتاباً عن المسرح. يمكنه بالطبع أن يقرأ مسرحيات مطبوعة، ولكن المسرح المقروء هو مشروع عرض، والمسرح فن تجسيد على المنصة . لذلك، لا بد من الاعتذار بادئ ذي بدء لأنه لم يكن في وسعي الإحاطة بالمسرح في البلدان العربية كافة، فاضطررت إلى الاكتفاء ببعضها فقط، وهي البلدان التي تمكنت من الإحاطة بأبرز عروضها المسرحية، ورأيت ردود الفعل الاجتماعية على تلك العروض، ولمست بنفسي التمرد الاصلاحي الذي تبعثه في متفرجيها . ليس من كتاب كامل. وما هذه المحاولة سوى جهد متواضع في لوحة بانورامية كبرى سيكملها آخرون دون ريب لتعطي المشهد المسرحي حقه في جميع أرجاء الوطن العربي وهناك تجارب ناجحة وهامة أخرى.. من المحيط إلى الخليج.. لم أتمكن من رؤيتها، وإنْ وصلتني أصداؤها، فلم أملك الوسيلة لادخالها بين فصول الكتاب كأدب مسرحي، كي لا تكون الاستثناء للقاعدة، لأن منهجي النقدي يرتكز إلى تحليل المسرح كعروض تفسر النصوص، لها حياتها الحافلة، وإن كانت قصيرة .