مسبار فيرمي يرصد مفاجأة مذهلة

.مسبار فيرمي يرصد مفاجأة مذهلة

louna

جامعـي اســتثنائي

مسجل منذ: 21-09-2009
عدد المشاركات: 888
تقييمات العضو: 5
المتابعون: 21

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

مسبار فيرمي يرصد مفاجأة مذهلة

17-08-2010 12:37 PM

مسبار فيرمي يرصد مفاجأة مذهلة
نسخة مصغرة عن النجم المتفجر

رصد الفلكيون باستخدام مرصد فيرمي الفضائي لأشعة غاما التابع لناسا ولأول مرة أشعة غاما منبعثة من أحد المستعرات, هذا الاكتشاف فاجأ كلاً من المراقبين والنظريين على حد سواء, وقوض المبدأ القائل بأن انفجار المستعر يفتقد إلى الطاقة اللازمة لإصدار طاقة إشعاعية بهذه القوة.

بداية.. ما هو المستعر؟
المستعر هو تشكل مفاجئ ساطع وقصير العمر ينتج من تراكم طبقة سطحية من الهيدروجين على قزم أبيض, ثم لا يلبث أن يندمج اندماجاً انفجارياً هائلاً متحولاً إلى هيليوم.
وتقول إليزابيث هيز أحد مسؤولي مشروع فيرمي العلمي في مركز غودارد للفضاء التابع لناسا أن: ((لقد كان هذا حسب المعايير البشرية انفجاراً قوياً جداً ويفوق ألف مرة الطاقة الناتجة عن شمسنا كل عام, ولكن بالمقارنة مع أحداث كونية أخرى تم رصدها في فيرمي, فإن هذا الحدث يعد متواضعاً جداً. إننا مندهشون كيف استطاع مرصد فيرمي أن يستشعره بهذه القوة)).
وتعتبر أشعة غاما أكثر أشكال الضوء طاقة, وتم رصدها صادرة عن النجم على مدى 15 يوماً من قبل مقراب فيرمي للمساحات المفتوحة ((LAT)). يعتقد العلماء بأن الانبعاثات ذات السرعة التي تصل إلى مليون ميل في الساعة نشأت نتيجة موجة تصادمية انبعثت من موقع الانفجار. وسيصدر بحث بتفاصيل هذا الاكتشاف في الثالث عشر من آب في مجلة العلوم.
بدأت القصة في اليابان خلال ساعات السحر من يوم الحادي عشر من آذار عندما قام فلكيون هواة بتصوير تغيرات جذرية في سطوع أحد نجوم كوكبة الدجاجة. وأدركوا بأن النجم المصنف علمياً باسم V407 Cyg كان أسطع بعشر مرات مما كان عليه في صور التقطوها قبيل 3 أيام. حمل الفريق اكتشافه هذا إلى هيرويوكي ميهارا في جامعة كيوتو, والذي قام على الفور بإعلام الفلكيين حول العالم بضرورة القيام بمراقبات لمتابعة الأمر. ولكن وقبل أن يصبح هذا الحدث متداولاً على مجال واسع قام ثلاثة هواة آخرون بالإبلاغ بشكل مستقل عن حادثة التفجر.
في يوم الثالث عشر من آذار كان ديفيد دوناتو أحد موظفي غودارد على رأس عمله كعالم يراقب المعلومات التي يتم تحميلها يومياً عن مصادر قد تجذب الانتباه, عندما رصد نشاطاً ملحوظاً في كوكبة الدجاجة. ولكن ربط هذا المصدر بالمستعر قد استغرق عدة أيام بسبب غياب أعضاء أساسيين من فريق مرصد فيرمي لحضورهم اجتماعاً لمؤسسة التعاون العلمي في باريس.
وعلّق دوناتو حول هذا الأمر بقوله: (( تقع هذه المنطقة قريباً من نواة المجرة التي تتكدس فيها الكثير من مصادر أشعة غاما: كالنباضات, وبقايا المستعرات الفائقة بالإضافة إلى مثيلات هذه المصادر في مجرتنا درب التبانة ومجرات أخرى نشطة تقع خلفها. ولو أن تشكل هذا المستعر حدث في منطقة أخرى في السماء لكان من الأسهل بالنسبة لنا اكتشاف الرابط بينه وبين دفقات الأشعة الهائلة)).
وبدأ فريق مركز ((LAT)) بتركيز جهوده في الأيام اللاحقة في محاولة للتعرف على المصدر الغامض. وفي السابع عشر من آذار قرر الباحثون تجربة حظهم والحصول على فرصة للمراقبة باستخدام مسبار القمر الصناعي التابع لناسا, ليفاجؤوا بأن المسبار كان بالفعل يراقب نفس البقعة.
وبعد نصف ساعة أعلن أعضاء آخرون من مركز ((LAT)) بأن النظام قد وقع تحت تأثير انفجار ٍ لمستعر مما أطلق حساسات المسبار لتراقب الأمر. وذكروا بأنه عند التدقيق في الأمر وجدوا أن رصد المركز لأول دفقة من أشعة غاما تم بالترافق مع اكتشاف المسبار للمستعر.
ما هو النجم V407 Cyg ؟؟
يقع النجم المسمى علمياً V407 Cyg على بعد 9000 سنة ضوئية من أرضنا. ونظامه الذي يطلق عليه اسم ثنائي- تكافلي يتألف أساسياً من اندماج قزم أبيض مع عملاق نجمي أحمر يفوق حجمه حجم شمسنا بخمسمائة ضعف.
إن العملاق الأحمر منتفخ بشدة حتى ليكاد يخيّل إلى الرائي بأن غلافه الجوي الخارجي سيتسرب بعيداً في الفضاء. هذه الظاهرة تشبه إلى حد ما العواصف الشمسية التي تصدرها شمسنا ولكن هبوبها أكثر قوة. وفي كل عقد زمني يقوم هذا العملاق بإصدار كمية من غاز الهيدروجين تعادل كتلة الأرض. يقوم القزم الأبيض المرافق باعتراض جزء من هذا الغاز واحتجازه ليتكوم على سطحه, ومع مرور العقود وتحولها إلى قرون أصبحت أكوام غاز الهيدروجين التي احتجزها القزم الأبيض كثيفة وحارة جداً لدرجة أنها تفاعلت متحولة إلى هيليوم. وهذه العملية بما تصدره من طاقة هائلة حفـّزت ردة فعل خاطفة فجرت الغاز المتكدس , إلا أن القزم الأبيض نفسه لم يتأثر بل بقي على حاله.
لقد خلق الانفجار قوقعة حارة وكثيفة قابلة للتمدد يطلق عليها اسم الصدمة الأمامية تجمع ما بين جزيئات تتحرك بسرعة الضوء, جزيئات غازية متأينة ((شوارد غازية)), وحقول مغنطيسية. ووفقاً لأحد علماء مرصد كاستانيت تولوسان في فرنسا وهو العالم كريستيان بول, فإن الموجة التصادمية التي سببها المستعر تمددت بسرعة تصل لسبعة ملايين ميل في الساعة, أي ما يقرب الواحد في المئة من سرعة الضوء.
تقوم الحقول المغنطيسية باحتجاز الجزيئات داخل القوقعة وتحفيزها بشكل مفاجئ لتصل إلى سرعات هائلة وبهذا تصبح سرعة هذه الجزيئات قبيل هروبها من القوقعة إلى ما يقرب من سرعة الضوء. ويقول العلماء بأن أشعة غاما قد نتجت على الأغلب من تحطم هذه الجزيئات المتسارعة داخل عواصف العملاق الأحمر.
تصمد بقايا المستعرات الفائقة لمئة ألف عام, وتؤثر في منطقة تبلغ مساحتها آلاف السنين الضوئية عبر الفضاء.
في المعتاد تستغرق بقايا المستعرات الفائقة آلاف السنين لتتطور, ولكن هذا المستعر جعلنا نرصد نفس أنواع التغييرات في غضون عدة أيام فقط. وبفضل هذا المستعر وثقنا العملية الرائعة ليس بألبوم صور وحسب بل بفيلم سيبقى في ذاكرة التاريخ.

لمن أراد الاطلاع على الموضوع باللغة الإنكليزية فهو على الرابط:

https://www.jamaa.net/art263292.html

أتمنى أن ينال الموضوع إعجابكم...

« عرض آخر مواضيع العضو »

((ربّ هب لي حكماً وألحقني بالصالحين, واجعل لي لسان صدق في الآخرين))

ملتقى طلاب جامعة دمشق .. كلية العلوم The Faculty Of Science
" وَقُـلِ اعْمَـلُوا فسَــيَـرَى اللهُ عَمَـلَكُـمْ ورَسُــولُهُ وَالمُؤْمِنُـوْن "
يفتخر طلاب كلية العلوم بتقديم أول إنجازاتهم عبر ملتقى طلاب جامعة دمشق
مجلـــة ســـديــم العلـــــوم بأعدادها [الأول ] و [ الثاني] .. وَ[الثالث ].

و جديدنا مشروع الترجمة العلمية - كلية العلوم
LET'S ALL TRANSLATE SCIENCE TOGETHER
للاطلاع والمشاركة:
فهرس المواضيع المترجمة

اترك بصمتك... شارك معنا ولو بكلمة...
مشروع ترجمة قاموس البيئة

أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.