[x]

"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"


..لمحة عن كليات جامعة دمشق و فروعها... شاركنا تجربتك وكلمنا عن اختصاصك



المحـاضـرات
برنـامج الـدوام
برنـامج الامتحــان
النتـائج الامتحـانيـة
أسـئلة دورات
أفكـار ومشــاريع
حلقــات بحـث
مشــاريع تخـرّج
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"

مشاريع وأعمال حالية.. وإعلانات
برنـامج امتحان الفصل الأول نهائي/قسم المكتبات - 2013/2014
غاز السارين Sarin gas ( الأعراض, العلاج والارشادات )
أحكام فقه الجهاد
تـعـلـيـمـات فـي حـال اسـتـخـدام الآسـلـحـة الـكـيـمـاويـة
الى طلاب كلية التربية ... بجامعة دمشق
ان كانت لديك اية مشكلة تقنية نحن بالخدمة ان شالله (( العدد الثالث 2012- 2013))
منح دراسية من الاتحاد الأوروبي للسوريين
شروط القيد في درجة الماجستير بكلية التربية
عريضة لعميد كلية الاقتصاد ليتم اعادة مواد يومي 27-28
سوريا بخير..



  ملتقى طلاب جامعة دمشق --> الـمـنـتــديـــات --> المنتديــات العــامــة --> بين الحكمة والحياة
    رسائل النور بديع الزمان النورسي
عنوان البريد :  
كلمة المرور :  
                    تسجيل جـديد


.رسائل النور بديع الزمان النورسي


*The Lord*

مشـرف السـاحة التقنيـة

الحياة ليست عادلة , فلتعود نفسك على ذلك




مسجل منذ: 13-08-2011
عدد المشاركات: 1428
تقييمات العضو: 321
المتابعون: 137

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رسائل النور بديع الزمان النورسي

04-03-2018 08:26 AM




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذا الموضوع سأنشر رسائل النور والكلمات تباعا لبديع الزمان سعيد النورسي
الرسائل ستكون في الردود تباعا...
نبذة قصيرة عن حياة بديع الزمان النورسي.......


ولد سعيد النورسي في قرية نورس الواقعة شرقي الأناضول في تركيا عام (1294هـ – 1877م) من أبوين صالحين كرديين كانا مضرب المثل في التقوى والورع والصلاح ونشأ في بيئة كردية يخيم عليها الجهل والفقر كأكثر بلاد المسلمين في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. وإلى قريته نورس ينسب. اسم والده ميرزا بن علي بن خضر بن ميرزا خالد بن ميرزا رشان من عشيرة أسباريت أما والدته فاسمها نورية بنت ملا طاهر من قرية بلكان وهي من عشيرة خاكيف والعشيرتان من عشائر قبائل الهكارية في تركيا.

لم تكن حياة سعيد النورسي إلا ملحمة من الوقائع والأحداث التي وضع جميعها في خدمة القرآن العظيم وتفسير نصوصه وبيان مرامي آياته البينات ضمن رؤية تبلورت مع الزمن ومع أطوار رحلة العمر، وكانت غايتها النهائية بث اليقظة وإعادة الحياة والفعل للأمة الإسلامية بعد طول رقاد. وما برح سعيد أن ألتحق بمجموعة من الكتاتيب والمرافق التعليمية المبثوثة في تلك النواحي من حول قريته نورس. وكان يستوعب كل ما يقدم له من علم، وسرعان ما أضحى لا يجد ما يستجيب لنهمه التحصيلي في المراكز التي يقصدها. ومن هنا كانت إقامته في تلك المراكز ظرفية إذ كان يتوق إلى الاستزادة المعرفية الحقة. وظل يرتحل من مركز إلى مركز ومن عالم إلى آخر حتى حفظ ما يقرب من تسعين كتابًا من أمهات الكتب.
وتهيأ بعد ذلك وبفضل المحصول العلمي الجم الذي اكتسبه في طفولته المبكرة تلك أن يجلس إلى المناظرة ومناقشة العلماء وأنعقدت له عدة مجالس تناظر فيها مع أبرز الشيوخ والعلماء في تلك المناطق وظهر عليهم جميعًا. وأنتشرت شهرته في الآفاق. وفي سنة 1314 هـ الموافق عام 1897م ذهب إلى مدينة وان، وأنكب فيها بعمق على دراسة كتب الرياضيات وعلم الفلك والكيمياء والفيزياء والجيولوجيا والفلسفة والتاريخ حتى تعمق فيها إلى درجة التأليف في بعضها فسمي بـ بديع الزمان اعترافًا من أهل العلم بذكائه الحاد وعلمه الغزير وأطلاعه الواسع.

في سنة 1329 هـ الموافق 1911م سافر إلى دمشق والتقى برجالاتها وعلمائها وبسبب ما لمسوا فيه من علم ونجابة أستمعوا إليه في الجامع الأموي الشهير بدمشق وهو يخطب في الآلاف من المصلين خطبة حفظها لنا الزمن وأشتهرت في تراثه "بالخطبة الشامية ". ولقد كانت تلك الخطبة برنامجًا سياسيًا واجتماعيًا متكاملاً للأمة الإسلامية.
باندلاع الحرب العالمية الأولى كان طبيعيًا أن يهب بديع الزمان في طليعة المجاهدين فشكل فرقاً فدائية من طلابه واستمات معهم في الدفاع عن حمى الوطن في جبهة القفقاس وجرح في المعارك مع الروس وأسر في عام 1334 هـ واقتيد شبه ميت إلى " قوصتورما" من مناطق سيبيريا في روسيا حيث قضى سنتين وأربعة أشهر، هيأ له الله أثناء الثورة البلشفية الانفلات فعاد إلى بلاده في 19 رمضان 1336هـ الموافق 8 يوليو 1918م وأستقبل أستقبالاً رائعًا من قبل الخليفة وشيخ الإسلام والقائد العام وطلبة العلوم الشرعية ومنح وسام الحرب. وكلَفته الدولة بتسلم بعض الوظائف، رفضها جميعًا إلا ما عينته له القيادة العسكرية من عضوية في "دار الحكمة الإسلامية" التي كانت لا توجه إلا لكبار العلماء فنشر في هذه الفترة أغلب مؤلفاته باللغة العربية منها: تفسيره القيم "إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز" الذي ألفه في خضم المعارك و"المثنوي العربي النوري".

بعد دخول الغزاة إلى استانبول في 13 نوفمبر عام 1919م وفي هذه الفترة - أي منذ عام 1922م - وضعت قوانين واتخذت القرارات لقلع الإسلام من جذوره في تركيا وإخماد جذوة الإيمان في قلب الأمة التي رفعت راية الإسلام طيلة ستة قرون من الزمن. فأُلغيت السلطنة العثمانية في الأول من نوفمبر عام 1922م وأعقبه إلغاء الخلافة الإسلامية في 3 مارس عام 1924م.
نفي مع الكثيرين إلى بوردو ووصل إليها في شتاء عام 1926م. ثم نفي وحده إلى ناحية نائية وهي بارلا جنوب غربي الأناضول. ويقول عن نفسه في هذه الفترة «صرفت كل همي ووقتي إلى تدبّر معاني القرآن الكريم. وبدأت أعيش حياة سعيد الجديد أخذتني الأقدار نفيًا من مدينة إلى أخرى وفي هذه الأثناء تولَّدت من صميم قلبي معاني جليلة نابعة من فيوضات القرآن الكريم أمليتها على من حولي من الأشخاص تلك الرسائل التي أطلقت عليها رسائل النور.»
وهكذا أستمر النورسي على تأليف رسائل النور حتى عام 1950م، وهو ينقل من سجن إلى آخر ومن محكمة إلى أخرى وهكذا طوال ربع قرن من الزمن لم يتوقف خلاله من التأليف والتبليغ حتى أصبحت أكثر من 130 رسالة جمعت تحت عنوان كليات رسائل النور ولم يتيسر لها الطبع في المطابع إلا بعد عام 1954م. وكان النورسي يشرف بنفسه على الطبع حتى أكمل طبع الرسائل جميعها. وكانت تدور مواضيعها حول تفسير آيات القرآن بأسلوب علمي عصري


*************
العلم نور
صدقة جارية لي ولروح أبي.. وامي واخواني ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات الاحياء والاموات
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم







هل نحن واقفون والزمان يمر بنا
أم أن الزمان واقف ونحن نمر به

أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 2


*The Lord*

مشـرف السـاحة التقنيـة

الحياة ليست عادلة , فلتعود نفسك على ذلك




مسجل منذ: 13-08-2011
عدد المشاركات: 1428
تقييمات العضو: 321
المتابعون: 137

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

الكلمة الأولى بديع الزمان النورسي

04-03-2018 08:37 AM




بسم االله الرحمن الرحيم

وبه نستعين
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين .

الكلمة الأولى

"بسم االله" رأس كل خير وبدء كل أمر ذي بال، فنحن أيضاً نستهلها .
فيا نفسي اعلمي إن! هذه الكلمة الطيبة المباركة كما أنها شعار الإ سلام، فهي ذكـر
جميع الموجودات بألسنة أحوالها .
فان كنت راغبة في إدراك مدى ما في "بسم االله " من قوة هائلة لا تنفد، ومدى ما فيها
من بركة واسعة لا تنضب، فاستمعي إلى هذه الحكاية التمثيلية القصيرة :
إن البدوي الذي يتنقل في الصحراء ويسيح فيها لابد له أن ينتمي إلى رئـيس قبيلـة،
ويدخل تحت حمايته، كي ينجو من شر الأشقياء، وينجز أشغاله ويتـدارك حاجاتـه، وإلاّ
فسيبقى وحده حائراً مضطرباً أمام كثرة من الأعداء، ولا حد لها من الحاجات .
وهكذا.. فقد توافق أن قام اثنان بمثل هذه السياحة؛ كان أحدهما متواضعاً، والآخـر
مغروراً، فالمتواضع انتسب إلى رئيس، بينما المغرور رفض الانتسـاب . فتجـولا في هـذه
الصحراء.. فما كان المنتسب يحل في خيمة إلا ويقابل بالاحترام والتقدير بفضل ذلك الاسم
وإن لقيه قاطع طريق يقول له ": إنني أتجول باسم ذلك الرئيس ".. فيتخلى عنه الشقي . أمـا المغرور فقد لاقى من المصائب والوي لات ما لا يكاد يوصف، إذ كان طوال السفرة في خوف
دائم ووجل مستمر، وفي تسول مستديم، فأذلّ نفسه وأهانها .
فيا نفسي المغرورة ! اعلمي!.. انك أنت ذلك السائح البدوي . وهذه الدنيا الواسعة هي
تلك الصحراء. وان "فقرك" " و عجزك" لا حد لهما، كما أن أعداءك وحاجاتك لا نهاية لهما.
فما دام الأمر هكذا؛ فتقلدي اسم المالك الحقيقي لهذه الصحراء وحاكمها الأبدي، لتنجـي
من ذُلّ التسول أمام الكائنات، ومهانة الخوف أمام الحادثات .
نعم إن! هذه الكلمة الطيبة "بسم االله " ك نـز عظيم لا يفنى أبداً، إذ بها يرتبط "فقرك "
برحمة واسعة مطلقة أوسع من ال كائنات، ويتعلق "عجزك" بقدرة عظيمة مطلقة تمسك زمـام
الوجود من الذرات إلى المجرات، حتى انه يصبح كل من عجزك وفقرك شفيعين مقبولين لدى
القدير الرحيم ذي الجلال .
إن الذي يتحرك ويسكن ويصبح ويمسي هذه الكلمة "بسـم االله " كمـن انخـرط في
الجندية؛ يتصرف باسم الدولة ولا يخا ف أحداً، حيث إنه يتكلم باسم القانون وباسم الدولة،
فينجز الأعمال ويثبت أمام كل ش .يء
وقد ذكرنا في البداية إن: جميع الموجودات تذكر بلسان حالها اسم االله، أي أنها تقول :
"بسم االله".. أهو كذلك؟
نعم! فكما لو رأيت أن أحداً يسوق الناس إلى صعيد واحد، ويرغمهم علـى القيـ ام
بأعمال مختلفة، فانك تتيقن أن هذا الشخص لا يمثل نفسه ولا يسوق الناس باسمه وبقوتـه،
وإنما هو جندي يتصرف باسم الدولة، ويستند إلى قوة سلطان .
فالموجودات أيضاً تؤدي وظائفها باسم االله؛ فالبذيرات المتناهية في الصغر تحمل فـوق
رؤوسها باسم االله أشجاراً ضخمة و أثقالاً هائلة . أي إن كل شجرة تقول ": بسم االله " وتملأ
أيديها بثمرات من خزينة الرحمة الإلهية وتقدمها إلينا.. وكل بستان يقول ": بسم االله " فيغدو
مطبخاً للقدرة الإلهية تنضج فيه أنواع من الأطعمة اللذيذة .. وكل حيوان من الحيوانات ذات
البركة والنفع ـ كالإبل والمعزى والبقر - يقول
": بسم االله" فيصبح ينبوعـاً دفاقـاً للّـبن السائغ، فيقدم إلينا باسم الرزاق ألطف مغذّ وأنظفه.. وجذور كل نبات وعشب تقول
"بسم االله وتشق الصخور الصلدة باسم االله وتثقبها بشعيراتها الحريرية الرقيقة فيسخر أمامها باسم الله وباسم الرحمن كل أمر صعب وكل شئ صلد !.
نعم، إن انتشار الأغصان في الهواء وحملها للأثمار، وتشعب الجذور في الصخور الصماء،
وخزنها للغذاء في ظلمات التراب .. وكذا تحمل الأوراق الخضراء شدة الحـرارة ولفحاتهـا،
وبقاءها طرية ندية .. كل ذلك وغيره صفعة قوية على أفواه الماديين عبدة الأسباب، وصرخة
مدوية في وجوههم، تقول لهم إن: ما تتباهون به من صـلابة وحـرارة أيضـاً لا تعمـلان
بنفسيهما، بل تـؤديان وظائفـهما بأمر آمر واحد، بحيث يجعل تلك العروق الدقيقة الرقيقة
-كأنها عصا موسى تشق الصخـور وتمتثـل أمر ( فَقُلنـا اضــرب بعصـاك الحَجـر )
(البقرة:60 (ويجعل تلك الأوراق ال طرية الندية كأنها أعضاء إبراهيم عليه السلام تقرأ تجـاه
لفحة الحرارة: (يا نار كوني برداً وسلاماً....)(الأنبياء: )69
فما دام كل شيء في الوجود يقول معنى " بسم االله " ويجلب نِعم االله باسم االله ويقدمها إلينا، فعلينا أن نقول أيضاً "بسم االله " ونعطي باسم االله ونأ خذ باسم االله . وعلينا أيضاً أن نرد أيدي الغافلين الذين لم يعطوا باسم االله .
سؤال: إننا نبدي احتراماً وتوقيراً لمن يكون سبباً لنعمة علينا، فيا ترى ماذا يطلب منـا
ربنا االله صاحب تلك النعم كلها ومالكها الحقيقي؟
الجواب إن: ذلك المنعم الحقيقي يطلب منا ثلاثة رأمو ثمناً لتلك النعم الغالية :
الأول: الذكر.. الثاني: الشكر.. الثالث: الفكر ..
فـ "بسم االله " بدءاً هي ذكر ،و "الحمد الله " ختاماً هي شكر وما يتوسـطهما هـو
"فكر" أي التأمل في هذه النعم البديعة، والإدراك بأنها معجزة قدرة الأحد الصـمد وهـدايا
رحمته الواسعة... فهذا التأمل هو الفكر .
ولكن أليس الذي يقبل أقدام الجندي الخادم الذي يقدم هدية السلطان يرتكب حماقـة
فظيعة وبلاهة مشينة؟ إذن فما بال من يثني على الأسباب المادية الجالبة للـنعم، ويخصصـها
بالحب والود، دون المنعم الحقيقي! ألا يكون مقترفاً بلاهة أشد منها ألف مرة؟
فيا نفس!! إن كنت تأبين أن تكوني مثل الأحمق الأبله،
فاعطي باسم االله ..
وخذي باسم االله ..
وابدأي باسم االله ..
واعملي باسم االله ..
1 والسـلام.




هل نحن واقفون والزمان يمر بنا
أم أن الزمان واقف ونحن نمر به

أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 3


*The Lord*

مشـرف السـاحة التقنيـة

الحياة ليست عادلة , فلتعود نفسك على ذلك




مسجل منذ: 13-08-2011
عدد المشاركات: 1428
تقييمات العضو: 321
المتابعون: 137

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

الكلمة الثانية بديع الزمان سعيد النورسي

04-03-2018 11:04 PM




الكلمة الثانية
بسم االله الرحمن الرحيم
(الذين يؤمنون بالغيب )
إن كنت تريد أن تعرف مدى ما في الإيمان من سعادة ونعمة، ومدى ما فيه من لـذة
وراحة، فاستمع إلى هذه الحكاية القصيرة :
خرج رجلان في سياحة ذات يوم، من أجل الاستجمام والتجارة. فمضى أحدهما وكان
أنانياً شقياً إلى جهة، ومضى الآخر وهو رباني سعيد إلى جهة ثانية .
فالأناني المغرور الذي كان متشائماً لقي بلداً في غاية السوء والشؤم في نظره، جـزاءاً
وفاقاً على تشاؤمه، حتى انه كان يرى - أينما اتجه - عجزةً مساكين يصرخون ويولولون من
ضربات أيدي رجال طغاة قساة ومن أعمالهم المدمرة . فرأى هذه الحالة المؤلمة الحزينة في كل
ما يزوره من أماكن، حتى اتخذت المملكة كلها في نظره شكل دار مأتم عام . فلم يجد لنفسه
علاجاً لحاله المؤلم المظلم غير السكر، فرمى نفسه في نشوته لكيلا يشعر بحاله، إذ صار كـل
واحد من أهل هذه المملكة يتراءى له عدواً يتربص به، و أجنبياً يتنكر له، فظـل في عـذاب
وجداني مؤلم لما يرى فيما حوله من جنائز مرعبة ويتامى يبكون بكاءاً يائساً مريراً .
أما الآخر الرجل الرباني العابد الله، والباحث عن الحق، فقد كان ذا أخلاق حسنة بحيث
لقي في رحلته مملكة طيبة هي في نظره في منتهى الروعة والجمال .
فهذا الرجل الصالح يرى في المملكة التي دخلها احتفالات رائعة ومهرجانـات بارعـة
قائمة على قدم وساق . وفي كل طرف سـر وراً، وفي كل زاويـة حبـوراً، وفي كل مكان
محاريب ذكر . حتى لقد صار يرى كل فرد من أفراد هذه المملكة صديقاً صدوقاً وقريباً حبيباً
. له ثم يرى أن المملكة كلها تعلن - في حفل التسريح العام - هتافات الفرح بصيحة مصحوبة
بكلمات الشكر والثناء . ويسمع فيهم أيضاً أصوات الجوقة الموسيقية وهـي تقـدم ألحانها الحماسية مقترنة بالتكبيرات العالية والتهليلات الحارة بسعادة واعتزاز للـذين يسـاقون إلى
الخدمة والجندية .
فبينما كان ذلك الرجل الأول المتشائم منشغلاً بألمه وآلام الناس كلهم .. كان الثـاني
السعيد المتفائل مسروراً مع سرور الناس كلهم فرحاً مع فرحهم . فضلاً عن انه غنم لنفسـه
تجارة حسنة مباركة فشكر ربه وحمده .
ولدى عودته إلى أهله، يلقى ذلك الرجل فيسأل عنه، وعن أخباره، فيعلم كل شئ عن
حاله فيقول له :
" - يا هذا لقد جننت! فان ما في باطنك من الشؤم انعكس على ظاهرك بحيث أصبحت
تتوهم أن كل ابتسامة صراخ ودموع، وأن كل تسريح و إجازة  وسلب . عد إلى رشدك،
وطهر قلبك .. لعل هذا الغشاء النكد ي نـزاح عن عينيك . وعسى أن تبصر الحقيقـة علـى
وجهها الأبلج . فأن صاحب هذه المملكة ومالكها وهو في منتهى درجات العـدل والمرحمـة
والربوبية والاقتدار والتنظيم المبدع والرفق .. وان مملكة بمثل هذه الدرجة من الرقي والسمو مما
تريك من آثار بأم عينيك... لا يمكن أن تكون بمثل ما تريه أوهامك من صور ."
وبعد ذلك بدأ هذا الشقي يراجع نفسه ويرجع إلى صوابه رويداً رويداً، ويفكر بعقلـه
ويقول متندماً :
- نعم لقد أصابني جنون لكثرة تعاطي الخمر .. ليرضى االله عنك؛ فلقد أنقـذتني مـن
جحيم الشقاء .
فيا نفسي
اعلمي أن الرجل الأول هو "الكافر" أو "الفاسق الغافل " فهذه الدنيا في نظره بمثابة مأتم
عام، وجميع الأحياء أيتام يبكون تألماً من ض-ربات الزوال وصفعات الفراق ..
أما الإنسان والحيوان فمخلوقات سائبة بلا راع ولا مالك، تتمزق بمخالـب الأجـل
وتعتصر بمعصرته ..
وأما الموجودات الـضخام - كالجبال والبحار - فهي في حكـم الجنـائز الهامـدة
والنعوش الرهيبة ..
أومثال هذه الأوهام المدهشة المؤلمة الناشئة من كفر الإنسان وضلالته تذيق صـاحبها
عذاباً معنوياً مريراً .
أما الرجل الثاني، فهو "المؤمن" الذي يعرف خالقه حق المعرفة ويؤمن بـه، فالـدنيا في
نظره دار ذكر رحماني، وساحة تعليم وتدريب البشر والحيوان، وميدان ابتلاء واختبار الإنس
والجان ..
أما الوفيات كافة - من حيوان وإنسان - فهي إعفاء مـن الوظـائف، وإنهـاء مـن
الخدمات، فالذين أدوا وظائف حياتهم، يودعون هذه الدار الفانية وهم مسرورون معنويـاً،
حيث انهم ينقلون إلى عالم آخر غير ذي قلق، خال من أوضار المادة و أوصاب الزمان والمكان
وصروف الدهر وطوارق الحدثان، لينفسح المجال واسعاً لموظفين جـدد يـأتون للسـعي في
مهامهم ..
أما المواليد كافة - من حيوان وإنسان - فهي سوقة تجنيد عسكرية، وتسلُّم سـلاح،
وتسنم وظائف وواجبات، فكل كائن إنما هو موظف وجندي مسرور، ومأمور مستقيم راضٍ
قانع.. .
وأما الأصوات المنبعثة والأصداء المرتدة من أرجاء الدنيا فهي إما ذكر وتسبيح لتسـنم
الوظائف والشروع فيها، أو شكر والتهليل إيذاناً بالانتهاء م نها، أو أنغام صادرة مـن شـوق
العمل وفرحته ..
فالموجودات كلها - في نظر هذا المؤمن - خدام مؤنسون، وموظفون أخلاّء، وكتـب
حلوة لسيده الكريم ومالكه الرحيم .. وهكذا يتجلى من إيمانه كثير جداً مـن أمثـال هـذه
الحقائق التي هي في غاية اللطف والسمو واللذة والذوق .
فالإيمان إذن يضم حقاً بذرة معنوية منشقة من "طوبى الجنة .."
أما الكفر فانه يخفي بذرة معنوية قد نفثته "زقوم جهنم ."
فالسلامة والأمان إذن لا وجود لهما إلاّ في الإسلام والإيمان .
فعلينا أن نردد دائماً :
الحمد الله على دين الإسلام وكمال الإيمان




هل نحن واقفون والزمان يمر بنا
أم أن الزمان واقف ونحن نمر به

أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 4


*The Lord*

مشـرف السـاحة التقنيـة

الحياة ليست عادلة , فلتعود نفسك على ذلك




مسجل منذ: 13-08-2011
عدد المشاركات: 1428
تقييمات العضو: 321
المتابعون: 137

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

الكلمة الثالثة بديع الزمان سعيد النورسي

07-03-2018 06:06 AM




الكلمة الثالثة
بسم االله الرحمن الرحيم
(يا أيها الناس اعبدوا..) (البقرة: )21
إن كنت تريد أن تفهم كيف أن العبادة تجارة عظمى وسعادة كـبرى، وان الفسـق
والسفه خسارة جسيمة وهلاك محقق، فانظر إلى هـذه الحكاية التـمثيليـة وأنصت إليها :
تسلَّم جنديان اثنان - ذات يوم - أمراً بالذهاب إلى مدينة بعيدة، فسافرا معـاً، إلى أن
وصلا مفرق طريقين، فوجدا هناك رجلاً يقول لهما :
إن - هذا الطريق الأيمن، مع عدم وجود الـضرر فيه، يجد المسافرون الذين يسـلكونه
الراحة والاطمئنان والربح مضموناً بنسبة تسعة من عشرة . أما الطريق الأيسر، فمع كونـه
عديم النفع يتضرر تسعة من ع شرة من عابريه . علماً أن كليهما في الطول سواء، مـع فـرق
واحد فقط، هو أن المسافر المتجه نحو الطريق الأيسر - غير المرتبط بنظامٍ وحكومة - يمضـي
بلا حقيبة متاع ولا سلاح، فيجد في نفسه خفَّة ظاهرة وراحة موهومة . غير أن المسافر المتجه
نحو الطريق الأيمن - المنتظم تحت ش رف الجندية - مضـطر لحمـل حقيبـة كاملـة مـن
مستخلصات غذائية تزن أربع "أوقيات" وسلاحاً حكومياً يزن "أوقيتين" يستطيع أن يغلب به
كل عدو وبعد سماع هذين الجنديين كلام ذلك الرجل الدليل، سلك المحظوظ السعيد الطريـق
الأيمن، ومضى في دربه حاملاً على ظهره وكتفه رطلاً من الأثقال أن إلا قلبه وروحـه قـد
تخلّصا من آلاف الأرطال من ثقل المنة والخوف .
بينما الرجل الشقي المنكود الذي آثر ترك الجندية ولم يرد الانتظام والالتـزام، سـلك
سبـيـل الـشمال، فمـع أن جسـمه قد تخلص من ثقـل رطل فـقد ظل قلبه يرزح
تحت آلاف الأرطال من المن والأذى، و انسحقت روحه تحت مخاوف لا يحصـرها الحـد .
فمضى في سبيله مستجدياً كل شخص، وجلاً مرتعشاً من كل شئ، خائفاً من كل حادثـة،
إلى أن بلغ المحل المقصود فلاقى هناك جزاء فراره وعصيانه .
أما المسافر المتوجه نحو الطريق الأيمن - ذلك المحب لنظام الجندية والمحافظ على حقيبتـه
وسلا -حه فقد سار منطلقاً مرتاح القلب مطمئن الوجدان من دون أن يلتفت إلى منة أحد أو
يطمع فيها أو يخاف من أحد .. إلى أن بلغ المدينة المقصودة وهنالك وجد ثوابه اللائق به كأي
جندي شريف أنجز مهمته بالحسنى .
فيا أيتها النفس السادرة السارحة !
اعلمي أن ذينك المسافرين؛ أحدهما أولئك المستسلمون المطيعون للقـانون الإلهـي،
والآخر هم العصاة المتبعون للأهواء ..
وأما ذلك الطريق فهو طريق الحياة الذي يأتي من عالم الأرواح ويمر من القبر المـؤدي
إلى عالم الآخرة ..
وأما تلك الحقيبة والسلاح فهما العبادة والتقوى، فمهما يكن للعبادة من حمل ثقيـل
ظاهراً إلا أن لها في معناها راحة وخفة عظيمتين لا توصفان، ذلـك لان العابـد يقـول في
صلاته:لا إله إلا االله أي لا خالق ولا رازق إلاّ هو، النفع والـضر بيده، وانه حكيم لا يعمل
عبثاً كما أنه رحيم واسع الرحمة والإحسان .
فالمؤمن يعتقد بما يقول لذا يجد في كل شئ باباً ينفتح إلى خزائن الرحمة الإلهية، فيطرقه
بالدعاء، ويرى أن كل شئ مسخر لأمر ربه، فيلتجئ إليه بالتضرع. ويتحصن أمام كل مصيبة
مستنداً إلى التوكل، فيمنحه إيمانه هذا الأمان التام والاطمئنان الكامل
نعم! أن منبع الشجاعة ككل الحسنات الحقيقية هو الإيمان والعبودية، وأن منبع الجبن
ككل السيئات هو الـضلالة والسفاهة .
فلو أصبحت الكرة الأرضية قنبلة مدمِّرة وانفجرت، فلربما لا تخيف عابداً الله ذا قلـب
منور، بل قد ينظر إليها أنها خارقة من خوارق القدرة الصمدانية، ويتملاها بإعجاب ومتعة،
بينما الفاسق ذو القلب الميت ول و كان فيلسوفاً - ممن يعده ذا عقـل راجـح - إذا رأى في
الفضاء نجماً مذنباً يعتوره الخوف ويرتع -ش هلعاً ويتسـاءل بقلق : ألا يمكن لهذا الـنجم أن
يرتطم بأرضنا؟ فيتردى في وادي الأوهام (لقد ارتعد الأمريكان يوماً من نجم مذنب ظهـر في
السماء حتى هجر الكثيرون مساكنهم أثناء ساعات الليل ).
نعم! رغم أن حاجات الإنسان تمتد إلى ما لا نهاية له من الأشياء، فرأس ماله في حكم
المعدوم. ورغم أنه معرض إلى ما لا نهاية له من الم صائب فاقتداره كذلك في حكم لا ش ،يء إذ
إن مدى دائرتي رأس ماله واقتداره بقدر ما تصل إليه يده، بينما دوائر آماله ور غائبه وآلامـه
وبلاياه واسعة سعة مد البصر والخيال .
فما أحوج روح البشر العاجزة الـضعيفة الفقيرة إلى حقائق العبـادة والتوكـل، والى
التوحيد والاستسلام ! وما أعظم ما ينال منها من ربح وسعادة ونعمة ! فمن لم يفقد بصـره
كلياً يرى ذلك ويدركه . إذ من المعلوم أن الطريق غير الـضار يرجح على الطريق الــضار
حتى لو كان النفع فيه احتمالاً واحداً من عشرة احتمالات . علماً أن مسألتنا هذه، طريـق
العبادة، فمع كونه عديم الـضرر، واحتمال نفعه تسعة من عشرة، فانـه يعطينـا ك نــز اً
للسعادة الأبدية، بينما طريق الفسق والسفاهة - باعتراف الفاسق نفس -ه فمع كونه عـديم
النفع فانه سبب الشقاء والهلاك الأبديين، مع يقين للخسران وانعدام الخير بنسبة تسعة مـن
عشرة... وهذا الأمر ثابت بشهادة ما لا يحصى من (أهل الاختصاص والإثبـات ) بدرجـة
التواتر والإجماع. وهو يقين جازم في ضوء أخبار أهل الذوق والكشف .
نحصل من هذا :
أن سعادة الدنيا أيضاً - كالآخرة - هي في العبادة وفي الجندية الخالصة الله .
فعلينا إذن أن نردد دائماً
الحمد الله على الطاعة والتوفيق ..
وأن نشكره سبحانه وتعالى على أننا مسلمون




هل نحن واقفون والزمان يمر بنا
أم أن الزمان واقف ونحن نمر به

أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 5


*The Lord*

مشـرف السـاحة التقنيـة

الحياة ليست عادلة , فلتعود نفسك على ذلك




مسجل منذ: 13-08-2011
عدد المشاركات: 1428
تقييمات العضو: 321
المتابعون: 137

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

الكلمة الرابعة بديع الزمان النورسي

10-03-2018 04:55 PM




الكلمة الرابعة
بِسمِ االله الرحمنِ الرحيمِ
"الصلاة عماد الدين "
إن كنت تري أن تعرف أهمية الصلاة وقيمتها، وكم هو يسير نيلها وزهيد كسبها، وان
من لا يقيمها ولا يؤدي حقها أبله خاسر .. نعم إن كنت تريد أن تعرف ذلك كله بـيقين
تام - كحاصل ضرب الاثنين في اثنين يساوي أربعاً - فتأمل في هـذه الحكايـةالتمثيليـة القصيرة :
يرسل حاكم عـظيم - ذا ت يوم - إثنين من خدمه إلى مزرعته الجميلة، بعد أن يمنح
كلاً منهما أربعاً وعشرين ليرة ذهبية، ليتمكنا  من الوصول إلى المزرعة التي هي على بعـد شهرين.. ويأمرهما: أنفقا من هذا المبلغ لمصاريف التذاكر ومتطلبات السـفر، واقتنيـا مـا يلزمكما هناك من لوزام السكن والإقامة.. هناك محطة للمسافرين على بعد يوم واحد، توجد فيها جميع أنواع وسائط النقل من سيارة وطائرة وسفينة وقطار.. ولكلٍ ثمنه .
يخرج الخادمان بعد تسلمهما الأوامر .. كان أحدهما سعيداً محظوظاً، إذ صرف شـيئاً
يسيراً مما لديه لحين وصوله المحطة، صرفه في تجارة رابحة ي رضى بها سيده، فارتفع رأس ماله من الواحد إلى الألف .
أما الخادم الآخر، فلسوء حظـه وسفاهته صرف ثلاثـاً وعشرين مما عــنده مـن
الليـرات الذهبية في اللّهو والقمار، فأضاعها كلها إلا ليرة واحدة منها لحين بلوغه المحطة ..
خاطبه صاحبه ::
يا هذا .. اشتر هذه الليرة الباقية لديك تذكرة سفر، فلا تضيعها كذلك، فسـيدنا
كريم رحيم  ،لعلّه يشملك برحمته وينالك عفوه عما بدر منك من تقصير، فيسـمحوا لـك
بركوب الطائرة، ونبلغ معاً محل إقامتنا في يوم واحد . فان لم تفعل ما أقوله لك فستضطر إلى مواصلة السير شهرين كاملين في هذه المفازة مشياً على الأقدام، والجوع يفتك بك، والغربـة تخيم عليك وأنت وحيد شارد في هذه السفرة الطويلة .
ترى لو عاند هذا الشخص، فصرف حتى تلك الليرة الباقية في سبيل شـهوة عـابرة،
وقضاء لذة زائلة، بدلاً من اقتناء تذكرة سفر هي بمثابة مفتاح ك نـز . له ألا يعني ذلك أنـه شقي خاسر، وأبله بليد حقاً.. ألا يدرك هذا أغبى إنسان ؟
فيا من لا يؤدي الصلاة! ويا نفسي المتضايقة منها !
إن ذلك الحاكم هو ربنا وخالقنا جلّ وعلا ..
أما ذلكما الخادمان المسافران، فأحدهما هو المتدين الذي يقيم الصلاة بشوق ويؤديهـا حق الأداء، والآخر هو الغافل التارك للصلاة ..
وأما تلك الليرات الذهبية "الأربعة والعشرون " فهي الأربع والعشرون ساعة من كـل
يوم من أيام العمر ..
وأما ذلك البستان الخاص فهو الجنة ..
وأما تلك المحطة فهي القبر ..
وأما تلك السياحة والسفر الطويل فهي رحلة البشر السائرة نحو القبر والماضية إلى الحشر
والمنطلقة إلى دار الخلود . فالسالكون لهذا الطريق الطويل يقطعونه على درجات متفاوتة، كلٌ
حسب عمله ومدى تقواه، فقسم من المتقين يقطعون في يوم واحد مسافة ألف سنة كـأنما البرق، وقسم منهم يقطعون في يوم واحد مسافة خمسين ألف سنة كأنما الخيال . وقد أشـار
القرآن العظيم إلى هذه الحقيقة في آيتين كريمتين ..
أما تلك التذكرة فهي الصلاة التي لا تستغرق خمس صلوات مع وضوئها اكثـر مـن ساعة.
فيا خسارة من يصرف ثلاثاً وعشرين من ساعاته على هذه الحياة الدنيا القصـيرة ولا
يصرف ساعةً واحدة على تلك الحياة الأبدية المديدة !. ويا له من ظالم لنفسه مبين ! ويا له من
أحمق ابله !
لئن كان دفع نصف ما يملكه المرء ثمناً لقمار اليانصيب - الذي يشترك فيه أكثر مـن
ألف شخص - يعد أمراً معقولاً، مع أن احتمال الفوز واحد من ألف، فكيف بالذي يحجـم
عن بذل واحدٍ من أربعة وعشرين مما يملكه، في سبيل ربح مضمون، ولأجل نيل خزينة أبدية،
باحتمال تسع وتسعين من مائة .. ألا يعد هذا العمل خلافاً للعقل، ومجانبـاً للحكمـة .. ألا
يدرك ذلك كلُّ من يعد نفسه عاقلاً؟
إن الصلاة بذاتها راحة كبرى للروح والقلب والعقل معاً . فضلاً عن انها ليست عمـلاً
مرهقاً للجسم . وفوق ذلك فان سائر أعمال المصلي الدنيوية الم باحة ستكون له بمثابة عبـادة
الله، وذلك بالنية الصالحة .. فيستطيع إذن أن يحول المصلي جميع رأس مال عمره إلى الآخـرة،
فيكسب عمراً خالداً بعمره الفاني .

*************
سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم




هل نحن واقفون والزمان يمر بنا
أم أن الزمان واقف ونحن نمر به

أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 6


*The Lord*

مشـرف السـاحة التقنيـة

الحياة ليست عادلة , فلتعود نفسك على ذلك




مسجل منذ: 13-08-2011
عدد المشاركات: 1428
تقييمات العضو: 321
المتابعون: 137

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

الكلمة الخامسة بديع الزمان النورسي

30-03-2018 10:36 PM




الكلمة الخامسة
بسم االله الرحمن الرحيم
(إنَّ االله مع الذين اتقوا والذين هم محسِنون) (النحل:128(
إذا اردت أن ترى أن إقامة الصلاة واجتناب الكبائر وظيفة حقيقية تليـق بالإنسـان
ونتيجة فطرية ملائمة مع خلقته.. فتأمل في هذه الحكاية التمثيلية القصيرة واستمع إليها :
كان في الحرب العالمية، وفي أحد الأفواج، جنديان اثنان : أحدهما مدرب على مهمتـه
مجد في واجبه . والآخر جا هل بوظيفته متبع هواه . كان المتقن واجبه يهتم الاهتمام كله بأوامر
التدريب وشؤون الجهاد . ولم يكن ليفكر قط بلوازم معاشه وأرزاقه، حيث انه أدرك يقيناً أن إعاشته ورعاية شؤونه وتزويده بالعتاد بل حتى مداواته إذا تمرض بل حتى وضع اللقمة - إذا
احتاج الأمر - في فمه، إنما هو من واجب الدولة أو. ما واجبه الأساس فهو التدرب على أمور الجهاد ليس إلاّ، مع علمه أن هذا لا يمنع من أن يقوم بشؤون التجهيز وبعض أعمال الإعاشة كالطهي وغسل المواعين، وحتى في هذه الأثناء لو سئل : ماذا تفعل؟ لقال : إنما أقوم بـبعض
واجبات الدولة تطوعاً، ولا يجيب: إنني أسعى لأجل كسب لوازم العيش .
أما الجندي الآخر، الجاهل بواجباته فلم يكن ليبالي بالتدريب ولا يهتم بالحرب . فكان
يقول: ذلك من واجب الدولة، وما لي أنا؟ ! فيشغل نفسه بـأمور معيشـته ويلـهث وراء
الاستزادة منها حتى كان يدع الفوج ليزاول البيع والشراء في الأس .واق
قال له صديقه  ذات يوم :
- يا أخي!! إن مهمتك الأصلية هي التدرب والاستعداد للحرب، وقد جئ بك إلى هنا
من أجل ذلك؛ فاعتمد على السلطان واطمئن إليه في أمر معاشك، فلن يدعك جائعاً، فذلك  واجبه ووظيفته . ثم إنك عاجز وفقير لن تستطيع أن تدير أمور معيشتك بنفسك، وفوق هذا
فنحن في زمن جهاد وفي ساحة حرب عالمية كبرى، أخشى أم يعدونك عاصياً لأوامـرهم
فينـزلون بك عقوبة صارمة .
نعم؛ إن وظيفتين اثنتين تبدوان أمامنا :
إحداهما: وظيفة السلطان، وهي قيامه بإعاشتنا. ونحن قد نستخدم مجاناً في إنجاز تلـك الوظيفة .
واُخراهما: هي وظيفتنا نحن، وهي : التدريب والاستعداد للحرب، والسلطان يقدم لنـا
مساعدات وتسهيلات لازمة .
فيا أخي تأمل لو لم يعِر الجندي المهمِل سمعاً لكلام ذلك  المدرب كـم يكـون
خاسراً ومتعرضاً للأخطار والتهلكة؟ !
فيا نفسي الكسول !!
إن تلك الساحة التي تمور موراً با لحرب هي هذه الحياة الدنيا المائجة .. وأما ذلك الجيش المقسم إلى الأفواج فهو الأجيال البشرية .. وأما ذلك الفوج نفسه فهو اتمع المسلم المعاصر ..
وأما الجنديان الاثنان؛ فأحدهما هو العارف باالله والعامل بالفرائض واجتنب الكبائر، وهو ذلك المسلم التقي الذي يجاه د نفسه والشيطان خشية الوقوع في الخطايا والذنوب .. وأما الآخـر :
فهو الفاسق الخاسر الذي يلهث وراء هموم العيش لحد اهام الرزاق الحقيقي، ولا يبالي في سبيل الحصول على لقمة العيش أن تفوته الفرائض وتتعرض له المعاصي .. وأما تلـك التـدريبات
والتعليمات، فهي العبادة وفي مقدمتها الصلاة .. وأما تلك الحرب فهي مجاهدة الإنسان نفسه
وهواه، واجتنابه الخطايا ودنايا الأخلاق، ومقاومته شياطين الجن والأنس، إنقاذاً لقلبه وروحه
معاً من الهلاك الأبدي والخسران المبين .
وأما تانك الوظيفتان الاثنتان؛ فإحداهما منح الحياة ورعايتها . والأخرى عبادة واهـب
الحياة ومربيها والسؤال منه والتوكل عليه والاطمئنان .إليه
أجل إن! الذي وهب الحياة؛ وأنشأها صنعةً صمدانية معجزة تتلمع، وجعلها حكمـةً
ربانية خارقة تتألق، هو الذي يربيـها، وهو وحـده الـذي يرعاها ويديمـها بالرزق .
أو تريد الدليل؟ !
إن أضعف حيوان وأبلده ليرزق بأفضل رزق وأجوده (كالأسماك وديدان الفواكه ). وان
أعجز مخلوق وأرقه ليأكل أحسن رزق وأطيبه (كالأطفال والصغار ).
ولكي تفهم أن وسيلة الرزق الحلال ليست الاقتدار والاختيـار، بـل هـي العجـز
والـضعف، يكفيك أن تعقد مقارنه بين الأسماك البليدة والثعالب، وبين الصغار الذي ن لا قوة
لهم والوحوش الكاسرة، وبين الأشجار المنتصبة والحيوانات اللاهثة .
فالذي يترك صلاته لأجل هموم العيش مثَـلُه كمثل ذلك الجندي الذي يترك تدريبـه
وخندقه ويتسول متسكعاً في الأسواق. بينما الذي يقيم الصلاة دون أن ينسى نصـيبه مـن
الرزق، يبحث عنه في مطبخ رحمة الرزاق الكريم لئلا يكون عالةً على الآخرين فجميل عمله،
بل هو رجولة وشهامة، وهو ضرب من العبادة أيضاً .
ثم إن فطرة الإنسان وما أودع االله فيه من أجهزة معنوية تدلاّن على أنه مخلوق للعبادة؛
لان ما اُودع فيه من قدرات وما يؤديه من عمل لحياته الدنيا لا تبلغه مرتبة أ دنى عصـفور -
الذي يتمتع بالحياة اكثر منه وافضل - بينما يكون الإنسان سلطان الكائنات وسيد المخلوقات
من حيث حياته المعنوية والأخروية بما أودع االله فيه من علم به وافتقار إليه وقيام بعبادته .
فيا نفسي
إن كنت تجعلين الحياة الدنيا غاية المقصد وأفرغت في سبيلها جه دك فسوف تكونين
في حكم أصغر عصفور .
إن أما كنت تجعلين الحياة الأخرى غاية المنى وتتخذين هذه الحياة الدنيا وسـيلة لهـا
ومزرعة، وسعيتِ لها سعيها .. فسوف تكونين في حكم سيد الأحياء والعبد العزيز لدى خالقه
الكريم وستصبحين الـضيف المكرم الفاضل في هذه الدنيا .
فدونك طريقان اثنان، فاختاري أيما تشائين .
واسألي الرب الرحيم الهداية و التوفيق




هل نحن واقفون والزمان يمر بنا
أم أن الزمان واقف ونحن نمر به

أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.
 








ملتقى طلاب الجامعة... منتدى غير رسمي يهتم بطلاب جامعة دمشق وبهم يرتقي...
جميع الأفكار والآراء المطروحة في هذا الموقع تعبر عن كتّابها فقط مما يعفي الإدارة من أية مسؤولية
WwW.Jamaa.Net
MADE IN SYRIA - Developed By: ShababSy.com
أحد مشاريع Shabab Sy
الإتصال بنا - الصفحة الرئيسية - بداية الصفحة