يعتبر اللعب بمثابة عمل الطفل، وهو يتألف من تلك الأنشطة المسلية للذات والتي يترتب عليها مكافئات سلوكية، أو اجتماعية، أو معرفية، أو انفعالية، أو حسحركية. وهذا النشاط موجه من قبل الطفل ويكافئ من داخله، وهو ويعد اللعب من الأمور المهمة في نمو الطفل، فمن خلال اللعب يتعلم الطفل الإشكال، والألوان، وأسباب الأشياء ونتائجها، إلى جانب تعلم التفكير. كما ويسهم اللعب في تعلم الطفل للمهارات الحسحركية، والاجتماعية، اضافة الى أنه وسيلة للشعور بالمرح، والتعبير عن الخوف و القلق.
ويأخذ اللعب إشكالا مختلفة باختلاف الطفل والموقف، فهو النظير المباشر للعمل، اذ يتيح المجال للتعبير عن الدوافع دون قيود. فاللعب مع التصور والخيال يتيحان المجال إمام الطفل للتعبير عن ذاته، ويعطي مؤشرات مهمة حول الحياة النفسية للطفل على المستويين الواعي والغير الواعي.
إشكال اللعب:
يوجد هناك إشكال مختلفة للعب وبالرغم من وجود تصنيفات مختلفة للعب وإشكاله، إلا أن هناك تداخل بين مختلف التصنيفات، ويساعد معرفة الوالدين والمختصين لإشكال اللعب المختلفة في تحقيق فهم أفضل لأهمية اللعب للاطفاهم ضمن مختلف أعمارهم وفيما يلي بعض إشكال او تصنيفات اللعب.
1- اللعب الجسماني (Physical play): ومن الامثلة عليه الركض، والقفز، والمطاردة، ويحتوي هذا النوع من اللعب على ابعاد اجتماعية، لانه يحتاج لمشاركة اطفال اخرين، وبالوقت ذاته يتيح المجال امام النشاط الجسماني والذي يعد حيوي في نمو الطفل الجسمي.
2- اللعب التعبيري(Expressive play): هو اللعب الذي يتح المجال امام الطفل للتعبير عن عواطفه من خلال استخدام الالعاب والدمى، ومن الامثلة على الالعاب التي تتيح الفرصة للطفل للتعبير عن مشاعره والانفعالات الاصبغه، والالوان المائية، والاقلام الملونة، و أوراق الرسم، والطين، والاسفنج، و الالعاب العدوانية، والادوات الموسيقية، ويمكن للوالدين لعب دور فعال في اللعب التعبيري من خلال مشاركة الطفل نشاط اللعب واستعمال المواد مع الطفل.
3- اللعب المناور (Manipulative play ) يشعر الاطفال خلال هذا اللعب بالسيطرة والتحكم على بيئته، من خلال استخدام المناورة في اللعب، فالاطفال يتلاعبون في بيئهم والاشخاص من حولهم قدر المستطاع، يبداء اللعب المناور منذ الرضاعة وذلك عندما يقوم الطفل بايقاع اللعبة على الارض، يلتقطها الوالدين ويمسحونها ويعطونه اياه، يقوم الطفل بامساكها وايقاعها مرة اخرى، هذا التفاعل الذي يجمع بين الطفل والوالدين يقود الى اللعب ويستمتع الطفل به، ويعطية الشور بالسيطرة على البيئة من حولة.
4- اللعب الرمزي (Symbolic play) وهي الالعاب التي تعبر بشكل رمزي عن مشكله ما يعيشها الطفل ، حيث لايوجد اي قانون يحكم اللعب الرمزي، فالطفل يستخدمه ليعزز، او يتعلم منه، او يعدل بالخيال الخبرات المؤلمة التي يتعرض لها. فالطفل الذي يعيش باسره مسيئه، ربما يتظاهر بانه ام تحب وتحضن ابنائها بدلا من أن يصورها بانها مسيئة جسميا او لفظيا لاطفالها. او انه على العكس فقد يلعب دور المسيىء من خلال الضرب والصراخ على الدمى. فاللعب الرمزي ربما يستخدمه الاطفال للتعامل مع الخوف من الانفصال عند بعده عن الوالدين، او عندما يواجهون مواقف تتضمن على الشعور بالقلق والتوتر.
5- اللعب الدرامي (Dramatic play) : يسمح اللعب الدراما للطفل ملائمة العالم الواقعي لحاجاته و اهتماماته، ويمثل الاطفال في هذا النوع من اللعب الحالات والمواقف التي يشكون انها قد تحدث لهم، فقد يمثلون الخوف لانهم خائفون، او لانهم شاهدوا الخوف، فاللعب الدرامي يكون تلقائيا، او قد يكون موجه من قبل المعالج.
6- اللعب التالفي(Familiarization play) : في هذا النوع من اللعب يتعامل فيه الطفل مع مواد اللعب واكتشافها وهو يشعر بالاطمئنان والمتعة، فاللعب التالفي يهيىء الطفل لموقف محتمل مثل الخوف من الجراحة، او انفصال الوالدين.
7- الالعاب ذات القواعد(Games) يعد من الالعاب الجماعية التي تحتاج الى مشاركة وتفاعل، حيث يتعلم الطفل خلال هذا النوع من الالعاب القواعد والتناوب وقلب الادوار. ويستمتع الاطفال خلال هذا النوع من اللعب بثبات قواعد اللعب وعدم تغيرها، في حين الاطفال الصغار يستمتعون بتغير قواعد اللعب.
اللعب وارتباطه بعمر الطفل:
يختلف نشاط اللعب الذي يقوم به الطفل تبعا للمرحلة النمائية التي يمر بها، ذلك بسبب ما لديهم من قدرات عقلية، ومهارات اجتماعية، وجسمية، ولا يوجد افضلية لنوع لعب على الاخر، الا ان كل من هذه الانواع مهم في تحفيز جوانب محددة من النمو وفيما يلي استعراض لاشكال اللعب في اطار مراحل نمو الطفل.
اللعب الانفرادي(Solitary play): يلعب الطفل في هذا النوع من اللعب وحيدا، حيث يبدأ هذا اللعب في مرحلة الرضاعة وهو شائع بين الاطفال بسبب محدودية مهاراتهم الاجتماعية والجسمية والمعرفية، وعلى اية حال فانه من المهم للاطفال في جميع الاعمار أن يلعب في بعض الاحيان مع نفسه.
اللعب الموازي (Parallel play): يبدأ هذا النوع من اللعب بعد السنة الاولى ويتزامن مع تعلم المشي، حيث يلعب الاطفال جنبا الى جنب بالعاب متشابه، الا انه لا يوجد انخراط او تفاعل بين الاطفال اثناء اللعب.
اللعب التشاركي (Associative play): يتطلب هذا النوع من اللعب مجموعة من الاطفال يشتركون معاً في الاهداف، ولا يضعون قواعد للعب ، ويلعبون بنفس الالعاب ولربما يتبادلون الالعاب فيما بينهم، ويبدا هذا اللعب لدى الاطفال من بعد السنة الاولى ويستمر حتى سن ما قبل المدرسة.
اللعب التعاوني(Cooperative play):يبدأ هذا اللعب اواخر سن ما قبل المدرسة، فاللعب هنا منظم باهداف محددة، وهناك على الاقل قائد واحد في مجموعة اللعب، والاطفال هنا اما هم بداخل مجموعة اللعب او خارجها.
اللعب المشاهد (Onlooker play): يبرز هذا النوع من اللعب عندما يشاهد الطفل اطفال اخرين يلعبون، وربما يطرح الطفل اسئلة حول ما يشاهد من لعب، ولا يحاول الطفل هنا المشاركة في اللعب، وهذا النوع من اللعب في الغالب ما يبدأ بعد السنة الاولى من حياة الطفل.