عزيزي القادم من بلوتو ..... عزيزي المتأخّر عن موعِدك .. دعني أحَدّثكَ قليلاً عن مواعيدي !!
أنا لا أحِبُّ الانتظار .. يملّني وأملّهُ سريعاً .. مواعيدي غيرُ منضبطة .. فأنا دائماً آتي قبل موعدي .. أستيقظُ قبل أن يدقّ المنبّه .. آكُل قبل أن أجوع .. أكونُ في عملي قبلَ موعِد الدوام .. وطبعاً .. آتيكَ قبلَ موعدنا .. فحاول أن تتقبّلَ عدم انضباطي .. وانتظرني .. نعم انتظرني .. " ولا تتعجّل .. فإن أقبَلَت بعدَ موعدِها .. فانتظرها .. وإن أقبَلَت قبل موعدها .. فانتظرها .. ولا تُجفِل الطيْرَ فوق ضفائرها " ~ درويــش
عزيزي القادم من بلوتو .. رُغم ما ستجَدهُ منّي من عقلٍ واتزان .. إلا أنّي لازلتُ أتمسّك بطفولتي بقوّة أحِبُّ ألعابي .. وأملكُ منها الكثير الكثير .. لا أنامُ إلا ودبّي المحشو الوسيم راقدٌ فوق رأسي يتأملني بعينيه البنيّتنين المفتوحتين دائماً .. وقد أفسحتُ مكاناً لا بأس به لما ستختارهُ لي من ألعاب .. أحِبُّ صناديق الموسيقى .. احِبُ البالونات وهي قادرةٌ على إبهاجي مهما بلغ حزني مداه .. أحِبُّ الحلوى .. والشيكولاتة .. على عكس الكبار .. أنا استطيعُ أن أعيش بلا شايٍ وقهوة .. لكنّي لا أستطيع الحياة بلا حلوى .. أنا لا أحبُّ القهوة ولا اشربُها .. لكنّي أعشقُ رائحتها .. ومشروبي المفضّل هو ( الشاي باللبن ) .. كبرتُ وأنا أشربه ولم يتوقّف إدماني ..
أكادُ أسمعُ ضحكاتِك المتعالية الآن .. لكن لا بأس .. فما اقولُه يدفع فعلاُ للضحك .. في نفس الغُرفةِ الممتلئة بالألوان والألعاب .. والتي تزيّن جدرانها الفراشات الملوّنة واللامعة .. أملُك ما يفوق ال 140 كتاباً ترتصُّ جميعها في صفوفٍ حولي في الغُرفة .. وينامُ فوقها أحدُ دببي المحشوّة الصغيرة .. وتستندُ عليها عروستي الضخمة .. كلًهُم مرتصّون عدا كتابٌ واحد .. " جدارية محمود درويش " .. فهذا بالذّات ينامُ بجانبي على الوسادة .. لأني أقرأهُ كُل ليلة .. " أعرفُ هذه الرؤيا وأعرفُ أنني أمضي إلى ما لستُ أعرف .. لا زلتُ حيّاً في مكانٍ ما وأعرفُ ما أريد .. سأصيرُ يوماً ما أريد "
عزيزي القادم من بلوتو .. أنا الحقيقةُ الصادقةُ التي لا تخون في عالمنا الكاذب .. فصدّقني أنا المرآةُ التي لا تخدعُك الرؤى .. المرآةُ التي تنظُر في عينيك وتخترقُ روحَك وتُنبؤك بما كانَ فيكَ من وجعٍ وما صِرتَ إليهِ من فرحٍ وما تبتغي إليْهِ السبيل من بهجة .. فانظُر إليْ أنا صندوقُكَ الأسود .. أحملُ أسرارك بينَ جنباتِ خافقي .. فلا تتردّد في البوحِ لي أنا قيثارتُكَ الذهبية .. وبي تعزفُ أجمل ألحانك وأصدقها .. فاعزُفني أغنيةً خالدةً في روحِك .. أنا سَنَدُك .. والوحيدةُ بينهُم القادرةُ على حَمل عبء قلبِكَ معك .. فحمّلني أوجاعَك .. وبالمثلِ أنت حقيقتي .. ومرآتي .. وصندوقي .. وقيثارتي .. وسَنَدي ..
عزيزي القادم من بلوتو .. لحديثي بقيّة .. فنَم ملئ عينيكَ الأمان الليلة .. وارسُمني حُلماً لم تراهُ بعد .. ♥
.......................... كيوت بل أنتِ من شدة الابداع متواضعة وردودكِ تبقى لكل اعضاء الملتقى كأنتِ....................................................................... رائعة !
ملتقى طلاب الجامعة... منتدى غير رسمي يهتم بطلاب جامعة دمشق وبهم يرتقي...
جميع الأفكار والآراء المطروحة في هذا الموقع تعبر عن كتّابها فقط مما يعفي الإدارة من أية مسؤولية WwW.Jamaa.Net