هذا الدستور المبتذل ليس له أي أساس من الشرعية,ولا يختلف في غايته عن القوانين والمراسيم الفاشلة التي أصدرت قبله, والتي تبتعد كل البعد عن خدمة الشعب,وإنما لها غاية واحدة هي بقاء مقاليد الحكم في يد هذه العصابة التي استباحت كلّ محرّم.....
نحن نعلم أن مشروع الوثيقة الدستورية يوضع من قبل هيئة خاصة يطلق عليها اسم السلطة التأسيسيةpouvoir constituent وطبعاً هذه الهيئة منتخبة من قبل الشعب,لكن ما حصل لدينا أن الشعب آخر من يعلم...ربما تم تعينهم من قبل رئيس الجمهورية أو ربما من قبل أجهزة المخابرات ومن المعروف أن هذه الهيئة أعلى من السلطة التشريعية وتضطلع بالسلطة التأسيسية بوكالة من الشعب من أجل صياغة مشروع الدستور وبعد إنجاز المهمة تنقضي هذه الهيئة ويسترجع الشعب كل ما كان قد فوضها به ,وتتمتع هذه الهيئة خلال مهمتها بالسلطتين التشريعية والتأسيسية مما يجعلها-نظرياً- في مركز أقوى من السلطة التنفيذية,لكن لدينا سيادة رئيس الجمهورية فوق السلطة التشريعية وفوق السلطة التأسيسية وفوق السلطة التنفيذية وفوق القانون وفوق الدستور.......
كل ذلك لا يهم فقد تم تجاوز كل هذه النقاط دون مبرر...وقد وصلنا إلى نقطة استفتاء الشعب على مشروع الدستور...نعم قاموا باستفتاء الشعب , فقد كان من الصعب عليهم تجاوز هذه النقطة,سمحوا للشعب ظاهرياً بالاشتراك في مباشرة السلطة التأسيسية من خلال الاستفتاء وذلك لإضفاء واجهة كاذبة من المشروعية والديمقراطية,لكن من جهة لا ضمانة لنا بنزاهة صناديقهم ومن جهة أخرى فإن ملايين السوريين لم يشاركوا في الاستفتاء والأسباب عديدة ومبرّرة ...لكن ربما لا يهتم النظام لأمرهم فجميعهم مدرجون تحت نظرية العصابات الإرهابية المسلحة ....
طبعاً لا زلنا نتحدث عن نشأة هذا الدستور ولم نخض بعد في محتواه فذلك يحتاج للكثير من الكلام فلا أرى في هذا الدستور إلا الانتقال من السيئ إلى الأسوأ...إن هذا الدستور أشبه بدستور المنحة لكن هذه المنحة مجرد وثيقة على ورق أرادوا بها امتصاص غضب هذا الشعب..
لكنهم لعقود من الزمن لم يفهموا هذا الشعب ولم يدركوا قدر الأمانة التي أوكلت إليهم,كانوا دائماً يريدون لهذا الشعب أن لا يفهم شيئاً,,مهمته التصفيق فقط, ومن يتجرأ يتخذونه العدو اللدود فيحكمون عليه بالموت,وعداوتهم لهؤلاء أنستهم العدو الحقيقي .....
ويسألوننا عن الحرية مستهزئين..أيّ حريةٍ تريدون؟؟!! ما نوع الحرية التي تريدون؟؟!!
لكنني أقول لهم:تحتاجون لملايين السنين لتفهموا معنى الحرية ,وإن أردتم أن تأخذوا دروساً في الحرية فها أطفالنا جاهزون...
زملائي الأكارم كتبت كل ذلك دون أي خوف ذلك أنه لم يعد للخوف مكان بيننا,عزمنا أمرنا ولم نعد نهاب الموت..فالشهادة هي نصرنا الأكبر,فاصحوا كفاكم خنوعاً.....
ونحن اليوم لا نطلب سوى أن نعامل كالبشر.....
م.ح.أ