الإعجاز العلمي في الإنسان 11 ( القشرة المخيّة _ من بديع آلاء الله ) .
في الدماغ شيء يسمّى القشرة المخية , سميت كذلك لأنها قشرة فعلا , لا يزيد سمكها على ميليمترين , هذه القشرة المخيّة فيها 14 مليار خليّة , مرتّبة في 6 طبقات متوالية , لا يزيد وزنها الكلي على 100 غرام , تبدو معرّجة نتيجة ترتيبها على هذا الشكل , حيث تسمّى التلافيف , من أجل أن تقّل المساحات . مما يلفت النظر أنّ في هذه القشرة أليافا عصبية يزيد طولها على 1000 كيلو متر !!! هذه الطبقة الرقيقة جدا تتحكّم في أخطر الوظائف , بل تحدّد سلوك الفرد وميوله وتعينه على النطق والبيان , وتعينه على التعلم والحفظ والتذكر والابداع والاختراع والتدبير وتعينه على الإحساس والتحرك والسمع والبصر , ويقدّر العلماء أنّ في هذه القشرة من 50 إلى 100 مركز , هذا الذي عرف حتى الآن , مركز السمع ومركز البصر ومركز المحاكمة ومركز التذكر ومركز الحركة وتتحكم في أخطر الوظائف في الاحساس , وتلقي الأحاسيس الخارجية وفي الحركة وكما قيل :
أتحسب أنّك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
أمّا خلايا الدماغ فتزيد على 140 مليار خليّة استنادية , لم تعرف وظيفتها بعد , وربما يقال : إن الدماغ هو أعقد ما في الإنسان , بل هو أعقد ما في الكون , وقد قيل : إن الدماغ بإمكانه أن يستوعب من المعلومات بعدد ذرات الكون , وإن أكبر العباقرة وأكبر المخترعين لم يستحدم من دماغه إلا الجزء اليسير , فهذا الدماغ إذا عطلناه أو أسأنا استخدامه , لم يكن كما أراده خالقه أداة معرفة الله عزوجل , أداة توصلنا إلى السلامة في الدنيا والسعادة في الآخرة عندئذ كم تكون الخسارة عظيمة حينما نعطّل عقولنا وننساق وراء شهواتنا .