رد مشاركة : مجرد خربشات ....
في عينيه .....
تطل فتاة من إحدى زوايا الشرق المتقع, تُعنّف شرقية الطباع رقتها .. ونسمات خشنة
تختال عواطفها ..
تهرب من ركن إلى ركن ..وفي كل الأماكن تجبر أن تسجن طباعها وراء وجهها البريء ..
لأنها لا تجرؤ أن ترى نفسها كأنثى إلا بينها وبين نفسها .. حينها تتأمل ذاتها في عينيه
لتشعر بحقيقتها كأنثى ..
وراء خوف مستتر تسجن روحها الأنثوية ..علّ أن يلحظها انتخاء ذكوري فتكون الضحية ...
تكتم انفاسها وفي لحظة تشعر بعبودية سحيقة تناديها أنت انثى ...
ثم شيء ما يدفعها إلى استقراء ذاتها في عينيه لتشعر بالقوة ..
تراودها نسماته الناعمة وشعورها بأنها الأنثى التي تمنت أن تكون ... تتماسك في هذه
اللحظة وتبتسم ... تردد خاطرة في أعماقها نعم أنا الأنثى الجميلة الرقيقة القوية
الحرّة .. لا لست الأنثى العبدة المتعبة المهملة ...
هذي أنا حقيقة ... فقد رأيت أناي في عينيه .....
أحبه لأني عرفت من أنا عندما نظرت في عينيه ... عندما ذكرني أني الأنثى الحرّة ...
أحبه أياً كان ....
أحبه ليس حباً تتبعه الغريزة ...
بل أحبه حباً فريداً ..
لأنه الوحيد الذي يراني ...
وأرى في عينيه حقيقتي ..
أرى في عينيه من أنا ...
أجل أحبه...
فكيف لا أحب ذاتي !!!
...........................................................................................
جثة هامدة ....
وقفت أمام اضطرابات الحياة أتأمل بشريتنا
وكيف تتبعثر أجزائنا مع الحياة شيئاً فشيئاً
لم أكن أرى إلا جثث ... !!!
جثث تكلمني ....
وجثث تسحق بعضها بعد أن سحقتها الحياة ....
وجثث ... وجثث
تنهدت قليلا ..
. ثم قلت بسخرية جامحة ترى ماذا تقدم جثة هامدة؟!!
أوى حتى لو قدمت شيئا لكنها محال أن تقدم لنا الحياة ....
راودتني أفكاراً أن أحيا جسد بلا قلب .. أي أن أحيا كما هو....
أحيا جثة هامدة ...
لكن ثم
ماذا ...؟؟
كي أميت قلبا؟!! ..
.
بعد أن كنت ضحية بقلبي المذبوح من رجل أو امرأة كانت أو
كان جثة هامدة لم يكونوا ضحية رجل أو امرأة ...
بل كانوا ضحية أنفسهم فأصبحوا جثة
هامدة ذبحت قلبها بنفسها ...
أو أنها اعتادت أن تحيا بلا قلب أن تحيا بجسدها فقط ..!!
اعتادت أن تذبح قلوب الآخرين ....
بعد حيرة كانت تراودني باستمرار لأجد طريقا التمس بها الحياة وأتعامل بها مع الآخر ...
همس عقلي وقلبي معاً
ماذا باستطاعة جثة هامدة أن تقدم لجثة هامدة مثلها سوى
مزيد من الذبحات التي باتت لا تؤلم ولا تلتام .......