الأترجّة (الكبّاد)
Citrus medica var. Etrog
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي موسى الاشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب ، و طعمها طيب ، و مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها و طعمها حلو ، و مثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب و طعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنضلة ليس لها ريح وطعمها مر )) متفق عليه
تصنيف الأترجة:
المملكة: Plantae
الشعبة: Magnoliophyta
الصف: Magnoliopsida
تحت صف: Rosidae
الرتبة: Sapindales
الفصيلة: Rutaceae
الجنس: Citrus
النوع: C. medica
تحت النوع: Citrus medica var. Etrog
موطنه:
ويعتقد أن موطن الأترج الأصلي جنوب وشرق آسيا
ثم انتقلت زراعته إلى منطقة البحر المتوسط وهو ينمو بكثرة في المملكة المغربية
بقرب المياه وهو أقل الحوامض تحملاً للبرودة.
وكان يزرع في فلسطين حيث اعتبر نبتة طبية عظيمة الفائدة.
أكثر الدول زراعةً لها في الوقت الحاضر هي صقلية وكورسيكا ، وجزيرة كريت ، اليونان ، إسرائيل ، فضلا عن عدد من بلدان أمريكا الوسطى والجنوبية ، حيث يزرع ويباع لأغراض دينية.
الشكل العام:
الأترجة شجرة من الحمضيات دائمة الخضرة يصل ارتفاعه الى خمسة أمتار، ناعم الاغصان والورق، ، ساقها فرعاء وأغصانها صلبة شائكة وأوراقها كبيرة معنقة والأزهار كبيرة خماسية البتلات بيضاء اللون.
والثمرة كبيرة الحجم مستطيلة الشكل كثيرة اللب ، كالليمون ذكي الرائحة عصيره حامض ، والمجموع الجذري متعمق .
من الممكن أن تبقى الثمرة على الفرع عدة سنوات دون أن تسقط.
شجرة الكباد شجرة قوية جداً تزهر عدّة مرات في السنة مما يجعلها هشة وحساسة للظروف الجوية المغايرة.
لون ثمره ذهبي - أي حمضه من الداخل - ذهبي اللون ، يؤكل طازجاً ويشرب عصيره بعد مزجه بالماء وتحليته بالسكر كشراب منعش ومرطب ومهضم. وهو مصدر جيد للفيتامينات ج و ب1 وب2 ويصنع من قشره مربى لذيذ الطعم , لون القشر أخضر أو أصفر" زكي الرائحة ، حامض الماء ،وهو هاضم وطارد للرياح لاحتوائه على زيت عطري. كما يفيد كمقشع صدري ومضاد لداء الحفر
كبير الحجم ويشبه ( الجريب فروت ) تقريباً في حجمه ,
وهناك اختلاف بين المؤلفين. هل هو نفسه ما يدعى بالكباد (في ديار الشام) أو أن الكباد هو نوع قريب من نفس الفصيلة البرتقالية Aurantiaceaeيزرع في المناطق المعتدلة الحارة
القيمة الغذائية و العطرية في الأترج
في الأترج منافع غذائية وهو مركب من أربعة أشياء : قشر ، ولحم ، وحمض وبزر ولكل واحد منها مزاج يخصّه ، فقشره حار يابس ولحمه حار رطب
وحمضه بارد يابس وبزره حار يابس.
يقول العالم إسحاق بن سليمان في كتابه الأغذية والأدوية : أما الأترج فمركب من قوى أربع : أحدها في قشره، والثانية في لحمه ، والثالثة في لبه والرابعة في حبه الذي هو بذره .
فأما قشره : ففيه من الحدة ما ليس باليسير ولذلك صار تجفيفه في الدرجة الثانية ويستدل على ذلك من عطريته وذكاء رائحته و حرافته اليسيرة ، فقد تبين ذلك عند الذّوق والشّم جميعاً.
وكذلك من منافع قشره : أنه إذا جعل في الثياب منع السوس ، ورائحته تُصلح فساد الهواء والوباء ، يُطِّيب النكهة إذا أمسكه في الفم ويُحلل الرياح .
وقال ديسقوريدوس : أنه إذا شُرب بشراب كانت له قوة تضاد قوة الأدوية القتّالة .
وأما لحم الأترج الذي بلا قشرة فبارد رطب ، وبرده أقوى من رطوبته ، وفي جسمه كثافة وغلظ وهو لبرده صـار فيه قوة مبردة لحرارة المعدة ، ولغلظه وكثافتـه صـار بطيء الانهضام والانحدار.
أما ماء الأترج فرقيق مائي ليس فيه شيء من الغذاء لأن رطوبته ليس فيها من الجسمانية شيء أصلاً.
التركيب الكيميائي للأترج:
مصدر جيد للفيتامينات (CوB1وB2) .
تحتوي قشور ثمار الأترج في وصفها الكيميائي على:
تربينات ثلاتية وزيت طيار تشكل مادة الليمونين نسبة 90% من هذا الزيت
وهي المادة التي تقوي جهاز المناعة ويعزى إليها مضادات الفيروسات والبكتريا لذلك تساهم هذه المادة في مكافحة جميع أنواع العدوى الفيروسية والبكتيرية وبالتالي تساهم في تخفيض درجة الحرارة وتقضي علي الحمى وتعالج احتقان الزور
وتعتبر مضاد قوي لنزلات البرد والإنفلونزا .
وتملك هذه المادة أيضاً خواص مضادة للحساسية لذلك فهي تساهم في علاج عدوى الجهاز التنفسي وتساعد جهاز المناعة على مكافحة العدوى.
وتحتوي الثمار غير الناضجة على مادة (السيرانتين) التي تستعمل كمانع للحمل وزيت الأوراق (Petitgrain) لصناعة العطور.
ماذا قال الطب القديم عن الأترج؟
قيل أن بعض الملوك الأكاسرة سجن بعض الأطباء، وأمر ألا يقدم لهم من الأكل إلا الخبز وادام واحد، فاختاروا الأترج وسئلوا عن ذلك فقالوا "لأنه في العاجل ريحان ومنظره مفرح، وقشره طيب الرائحة ولحمه فاكهة وحماضه إدام وحبه ترياق وفيه دهن".
وقالت طائفة من الحكماء "جمع الأترج أنواعا من المحاسن والاحسان فقشره مشموم، وشحمه فاكهة وحماضه ادام وبذره دهان.
وقال ابن البيطار "قوة الأترج تلطف وتقطع وتبرد وتطفئ حرارة الكبد وتقوي المعدة وتزيد في شهوة الطعام وتقمع حدة المرة الصفراء وتزيل الغم العارض منها, وحب الأترج ينفع من لدغ العقارب.
لقد أطال الأطباء الحديث عن فوائده وفي طليعتهم ابن سينـا ومما قالوه :
لحمه ( لبه ): ينفّخ وهو بطيء الهضم ،
وفُقاحه ( زهره ): ألطف في تسكين النفخ ،
وحُمّاضه ( ما في جوفه ): قابض كاسر للصفراء ، مزيل لصفرة العين كحلاً ، يسكّن الخفقان الحار ، يجلو اللون ، ويُذهب الكلف من الوجه ، ويضر العصب والصدر،وينفع من القوباء ( الحزازة) طلاءً ، ومن الحمض يعمل شراب الحماض ، ينفع المعدة الحارة ويقوي القلب ، ويسكن العطش ، ويقتل شهوة الطعام. وعصارة القشرة الطازجة: تنفع من نهش الأفاعي شرباً
وورقه : يسكّن النفخ ، ويقوي المعدة والأحشاء .
وبزره : يقاوم السموم و يقوي اللثة بفضل مرارته ، وفيه قوة ترياقية إذا دق منه وزن مثقالين ووضع في لدغة العقرب نفعها ، وإن شرب منه مثقالين نفع جميع السموم.
ورائحته : تطيب رائحة الهواء والوباء، ويطيب النكهة إذا امسكها في الفم،.
وقشره : محلل يعين على الهضم ، يطيّب نكهة الفم . انه إذا جفف وسحق ثم جعل بين الملابس أو الفراش منع السوس كما ينفع القشر ضماداً على الجروح وإذا احرق قشره بعد جفافه فان رماده طلاء جيدا للبهاق
وماذا قال الطب الحديث عن الأترج؟
يستخدم الترنج في الطب الحديث كفاتح للشهية وطارد للأرياح ومهضم لأن قشره يحتوي على زيت طيار ومنبه للجهاز الهضمي ومطهر ومضاد للفيروسات وقاتل للبكتريا ومخفض للحمى، ويستخدم كمضاد للبرد والأنفلونزا والحمى ولعدوى الصدر والحنجرة بالميكروبات ويقوي جهاز المناعة.
كما يساعد في موازنة ضغط الدم. ، ولـه قوة لإزالة الغم العارض ويسّكن العطش والإسهال والقيء وينفع من مرض القوباء والكلف إذا طليت عليهما ، ويقلع ماء الأترج الحبر من الثياب.
وقال داود الأنطاكي في تذكرته : حماض الأترج بارد ، مفرح ، يزيل الخفقان والسدد ، ويحلل الرياح الغليظة ويقوي المعدة ، ورماد قشره يذهب البرص ، ومجموعه يحلل الأورام إذا طبخ بالخل وطلى به المفاصل والنقرس.
لمِ خص الرسول صلى الله عليه وسلم الأترجة دون غيرها من الفواكه ؟؟
قد يسأل سائل لم خص الرسول صلى الله عليه وسلم الأترجة دون غيرها من الفواكه التي تجمع بين طيب الطعم والريح وقد تكون أطيب من الأترجة،
قال الإمام ابن حجر العسقلاني : قيل الحكمة من تخصيص الأترجة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تجمع طيب الطعم والريح كالتفاحة لأنه يتداوى بقشرها وهو مفرح بالخاصيَّة ، و يستخرج من حبِّها الدهن وله منافع.
وقيل : إن الجن لا تقرب البيت الذي فيه الأترج فناسب أن يمثل به القرآن الذي لا تقتربه الشياطين .
قال: وغلاف حبه أبيض فيناسب قلب المؤمن ، وفيه أيضاً من المزايا، كبرُ حجمه وحسن منظره وتَفْريح لونه ولين ملمسه وفي أكله مع الالتذاذ ؛ طيب النكهة ، ودباغ معدة ، وجودة هضم ، وله منافع أخرى.
قال المناوي في فيض القدير:
مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة
ريحها طيب وطعمها طيب
وجرمها كبير ومنظرها حسن إذ هي صفراء فاقع لونها تسر الناظرين وملمسها لين تشرف إليها النفس قبل أكلها ويفيد أكلها بعد الالتذاذ بمذاقها طيب نكهة ودباغ معدة وقوة هضم فاشتركت فيها الحواس الأربعة البصر والذوق والشم واللمس في الاحتظاء بها ثم هي في أجزائها تنقسم إلى طبائع فقشرها حار يابس يمنع السوس من الثياب ولحمها حار رطب وحماضها بارد يابس يسكن غلمة النساء ويجلو اللون والكلف وبزرها حار مجفف فهي أفضل ما وجد من الثمار في سائر البلدان وخص الإيمان بالطعم وصفة الحلاوة بالريح لأن الإيمان ألزم للمؤمن من القرآن لإمكان حصول الإيمان بدون القراءة والطعم ألزم للجوهر من الريح فقد يذهب ريحه ويبقى طعمه وخص الأترجة بالمثل لأنه يداوى بقشرها ويستخرج من جلدها دهن ومنافع وهي أفضل ثمار العرب