الاتكالية والدلال وكيفية المعالجة 05-08-2011 11:04 AM
"تظهر صفة الاتكالية لدى الأطفال الذين يعانون من مشكلات تعليمية وسلوكية، وتأخذ أشكالاً متعدّدة كالعجز عن القيام بأعمال منتجة دون الاعتماد على الآخرين، وقد تتطوّر وتتأصل نتيجة ميل الأهل إلى مساعدة الابن في كل ما يفعله أو لدى مواجهته أية صعوبة...
وهنا تم تسليط الضوء على هذه المشكلة:
تبدأ صفة الإتكالية بالبروز عند الطفل منذ السنوات الأولى من عمره. وذلك عندما يبكي كثيراً لدفع أبويه إلى حمله، ثم تتدرّج بإهماله لكل أمر والطلب إلى أبويه بقضائه... إلى أن يكبر فلا يستطيع أن يتخذ قراراً واحداً في حياته!
- وإذا كانت السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل تعتبر حجر الأساس لبناء شخصيته، فمن الواجب أن نبدأ في توكيله ببعض المهام والمسؤوليات منذ هذه السن، ومكافأته عليها وتشجيعه إذا أنجزها بشكل سليم، وذلك تمهيداً لأن يتخذ قراراته بنفسه، وجعله يؤمن بقيمة قوة اتخاذ القرار والاستقلالية.
ملاحظة تصرفاته
يمكن للأبوين ملاحظة هذه الصفة لدى طفلهما، من خلال متابعة سلوكه، علماً أن الإتكالية هي نتيجة لمجموعة من السلوكيات السيئة التي تحتاج إلى التقويم. ولعل أبرزها:
* البكاء والعويل.
* ترك أطباقه المتسخة.
* التغيّب عن المدرسة دون مبرّر.
* عدم إنجازه فروضه المدرسية.
* السلبية في التصرفات.
* تجاهل الأوامر التي يطلب منه تنفيذها.
* التبرير الدائم لتصرفاته، وعدم اعترافه بسلوكياته السيئة.
* عدم وضعه الأشياء في أماكنها المألوفة.
- والبحث عن أسباب هذه الصفة يبيّن عدم اهتمام الأهل بتعليم الطفل الاعتماد على نفسه في مراحل عمره المبكرة.
وبالتالي، كلما كبر ازدادت العملية صعوبة، بالإضافة إلى شراء الألعاب الترفيهية دون حساب وإعطاء الطفل مصروفاً يتجاوز احتياجاته دون أية مناسبة أو حافز.
وتشرح د. حورية أحمد أن الطفل المدلل هو الذى يثور عندما لا تلبى احتياجاته ويذعن أبواه لرغباته بغض النظر عن وجهات نظرهما . على سبيل المثال ، أحمد ووالدته يسيران فى السوبرماركت ، أحمد يريد بعض الحلوى ولكن والدته ترى أنه يجب أن ينتظر إلى ما بعد الغذاء.يبكى أحمد و يضرب بقدميه ويلقى بنفسه على الأرض وهو ثائر. تستسلم والدته وتعطى له الحلوى . أحمد طفل مدلل لأنه لم يلتزم بالقواعد التى وضعتها والدته وقد استسلمت هى لسلوكه السئ ، فهو قد تعلم أنه يستطيع الحصول على ما يريد عن طريق السلوك السئ .كيف يقع الآباء فى هذه المصيدة ؟
كما تقول د. حورية أحمد أن الآباء يفسدونأطفالهم بدون قصد كالآتى :
عدم وضعهم لقواعد محددة يتعايش بها الأطفال.
عدم الحرص على الالتزام بالقواعد.
عدم مكافأة الأطفال عندما يحسنون التصرف.
تنصح د. حورية أن يفعل الأبوان بالآتى :
أخبرا الطفل مسبقاً :
تؤكد د. حورية أن الأطفال يجب أن يعرفوا دائماً ما الذى يتوقعونه وما الذى نتوقعه نحن منهم. كان يجب على والدة أحمد أن تقول له : "نحن ذاهبان الآن إلى السوبر ماركت، توجد هناك حلوى كثيرة ولكننا لن نشترى أياً منها لأننا لم نتناول غذاءنا بعد." الآن هو يتوقع ما سيحدث ويعرف أيضاً أنه يجب عليه أن ينتظر إلى ما بعد الغذاء.
ضعا قواعداً واحرصا على تطبيقها :
يشعر الطفل بالأمان فى وجود روتين وقواعد معينة فى حياته. توضح د. حورية أن القواعد يجب أن تكون منطقية ومناسبة لسن الطفل. وكلما كبر الطفل يجب أن تتغير القواعد أو تعدل لتناسب سنه. تشير د. حورية إلى أنه إذا حدد الآباء أوقاتاً معينة للأكل ، اللعب، والنوم ، سوف تنتهى أغلب المشاجرات اليومية بينك وبين أطفالك. وتؤكد د. حورية أيضاً على أن الثبات فى وضع القواعد وتطبيقها هام جداً للحفاظ على السلوك الطيب لطفلك.
كافئا السلوك الجيد :
تؤكد د. حورية على أن سلوك الأطفال الجيد لا يجب أن يؤخذ على أنه أمر مسلم به ، فكل مرة يحسن طفلك التصرف كافئيه وامدحيه، فلا تتجاهلى السلوك الجيد وكأنه شئ عادى ومتوقع . لو قال أحمد : "حاضر يا ماما،" وانتظر إلى ما بعد الغذاء، يجب أن تمدحه والدته على صبره. يجب أن يجدد الأبوان فى طريقة مدحهما لطفلهما، فلا تستخدما دائماً نفس ألفاظ وكلمات المدح لأنه بعد قليل ستبدو كلماتكما مكررة ولن يشعر طفلكما أنه يكافأ.
كونا أصحاب الفعل وليس رد الفعل :
تنصح د. حورية الأبوين بأن يواجها السلوك السئ بشكل هادئ. على سبيل المثال: "أنا أعرف أنك ترغب بشدة فى شراء هذه اللعبة، لكننا لن نشترى لعباً اليوم ولكننا سنشترى فقط بعض البقالة ." لا تصرخى أو تثورى كرد فعل لفعل طفلك أو تشبثه لأنك بذلك تواجهين سلوك طفلك السئ بسلوك سئ مثله".
إذا كنت تعتقدين أن طفلك قد كبر وأصبح مدللاً وأن الوقت قد فات لإصلاح ذلك ، فكرى مرة أخرى ، فتعتقد د. حورية أنه يمكنك إعادة ضبط سلوك طفلك باستخدام النصائح السابقة. قد يستغرق ذلك منك شهوراً وقد يصبح سلوك طفلك فى البداية أسوء من ذى قبل ولكن النتائج التى ستحصدينها تستحق الجهد.
قسماً يامن دنست أرض فلسطين ****** إنتظر صرخة العربي من الأنين
ستخرج صواريخ لتقول و تهزُّ الثقلين ****** خسرت و انتصر حقّ ُ الملايين[
أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.
|