هذه المرة دعوة إلى الحياة........
هذه المرة دعوة إلى الحياة...............
من جديد أنا والليل معا ،لكنه في هذه المرة يبعث في نفسي الأمل ويؤجج في
داخلي حب الحياة على غير عادة؛يدفعني إلى التفكير يطريقة منطقية بعض الشيء
يجعلني أرتب الأهميات وأضع نفسي في المقدمة هذه المرة!!!
كثيرا ما حاولت وضعها في هذا المكان ولكن شيئا ما كان يدفعني لتغيير المراتب مرة
وحذفها مرات أخرى............
كثيرا ما اقتنعت أن الحياة ليست سوى أيام والأيام ليست إلا ساعات تمضي والعمر
يغيب....
أما الآن وفي هذه الساعة أحس أن الحياة شيء ثمين يتعدى كونه زمن يمضي
الحياة ليست مجرد أفكار أو أوهام
حياتنا معادلة يمكن حلها بطريقتين وفي كلا الاتجاهين وأنت حر في الانتقاء
ولكن الشيء الوحيد الثابت هو أنك إذا عشتها فسوف تحلها شئت أم أبيت
طالما اعتقدت أن للحياة جهة واحدة المرور بها إجباري لكنني الآن أثق بتعدد
الاتجاهات
واكتشفت أن البطولة ليست باختيار الطريق الصعب والمضي به
لكن البطولة تكمن بالقدرة على متابعة أي طريق اخترت،اعتقدت فيما مضى أن حل
المسألة السهلة أمر لا يستحق التقدير و أن حل المسألة الصعبة أو الإجابة على
سؤال لم يعرف من معي حله هو الشيء الذي يزيد من قيمتك كإنسان ذكي وهو
الذي يرفع من مكانتك.. ولم أدرك أن الطريق إلى حل الصعب هو التعود على السهل
أخطأت كثيرا في اعتقاداتي وبناءا عليها في تصرفاتي...........
استنزفت نفسي إلى أبعد الدرجات بدءا من حبسها في قارورة العلامة حتى حبسها
في قارورة شخص سميته حبيبا.
استنزفتها إذ قيدتها وأنا التي اعتقدت أن التقييد قوة و أن كبح شهوات النفس بطولة
عشقت هذه الكلمات الكبيرة وحاولت امتلاكها والاتصاف بها على الدوام.
طرقت أبوابا عديدة فلم أجد في أحسن الأحوال إلا صديقا ما يلبث أن يمل من سماع
قصصي فيبكي معي تارة ويقسو علي أخرى معتقدا أن الحل الثالث مفقود.
ظننت أني لا أمتلك من الأشياء إلا القليل و استنتجت بعد كل هذا أن الله إذ يعطي
الإنسان الاختبارات يعطيه في الوقت نفسه الحل وإن كان يقسو على الإنسان
أحيانا فرحمته تسبق قسوته.
ابتعدت عن الخالق ورحت أبحث عن الهدوء والسكينة هنا وهناك
كل طريق سلكته كان يبدأ بذكر الله لكنه ليس لله ؛لم أكن مقتنعة تماما بما أدعو
فكثيرا ما كان دعائي (اللهم يسر لي الخير واصرف عني الشر) ولكنني لم أرغب
بالخير بل رغبت بشيء محدد سواء أكان شرا أم خيرا....
قبل هذه الساعة كانت مميزاتي أنني أجيد الهروب من كل شيء ..أجيد البكاء بطريقة
لم يقدر عليها أعظم الممثلين ..وبالطبع أجيد قلب أي جو سعيد إلى تعيس ببراعة
ليس لها نظير.
أما الآن فمميزاتي أنني لم أعد أود الهروب أو البكاء أو التنكيد
أريد بدء حياة بعيدة كل البعد عما سبق ...حياة الشيء الجديد فيها أنني ونفسي معا
هذه المرة وأظنني بعد اللقاء في هذه الساعة لن أقدر على الفراق
هذه المرة سنكون أقوى أنا وهي ، ستكون حرة كما أنا
لا مزيد من الأغلال ...........شعور الحرية جميل لا يضاهيه شعور..
لن أتخلى عن رفاقي وفي مقدمتهم الليل فهو الملهم (وإن كان المصطلح يبعث في
نفسي أشياء واشياء) ولكنني سأنظم العلاقة معهم هذه المرة ؛فالأساس هنا
الدعوة إلى الحياة
لا مزيد من الأفكار السلبية ........ولا مزيد من الذكريات......وإن كانت جميلة رائعة
سأجمع ذكرياتي وأضعها في القصر العظيم المبني من الأزل في داخلي وسأحميه
بقوة من الزوال فهو نجم براق بسمائي وليس القمر ؛فقمري هو المستقبل
والمستقبل فيه من الجمال ما يكفي لإضاءة الطريق أمامي دائما
حياة جديدة قدبدأت ووحدهما الليل ونفسي الشاهدان على ذلك