يعتقد المخترع «فراس حداد» أن الاهتمام بالسلامة المهنية في المنشآت الصناعية ذات
المخلفات الملوثة يتعدى الحفاظ على صحة العاملين، إلى الريعية التجارية
التي تعد أعلى بأضعاف عما ينفقه رب العمل ثمناً لمستلزمات السلامة تلك.
ويرى المخترع حداد أن البراهين على ذلك كثيرة، فالدراسات العلمية أثبتت
أن الأسباب التي تسهم في خفض إنتاجية العامل بعد الساعة الثانية من عمله
تعود لانخفاض نشاطه الفيزيولوجي بمعدل «30%» بسبب النقص في عمليات الاحتراق والأكسجة في خلايا جسمه، كما أن الغبار الكيميائي «كغبار الإسمنت والإمينت مثلاً وبعض الأبخرة الأخرى» تسبب ضعف التركيز الذهني عند العامل، ما يؤدي إلى رداءة إنتاجيته وحتى ارتكاب أخطاء كارثية أحياناً، هذا إضافة إلى كثرة
إجازات العمال المرضية نتيجة ضعف مقاومة العمال وخسارة المنشأة لليد
الخبيرة بسبب إصابات العمل المرضية، وغير ذلك من النتائج الكارثية التي
تنعكس على الريعية..
والكمامات الواقية، حسب حداد، تعد واحدة من أهم أدوات السلامة المهنية
وخاصة في المنشآت ذات نواتج الغبار الكيماوي كالجسيمات الغبارية للمواد
«البولميرية» التي تعد أهم أنواع المسرطنات على الإطلاق لقدرتها على
الارتباط مع المادة البروتينية الحية نتيجة التأثير المتبادل بين الزمر
الوظيفية التي تحويها والزمر الوظيفية في البروتين.
استدراك ثغرات التقليدية
«المقطع الدائري في الكمامات التقليدية يحول دون تحقيق إطباق محكم على
الوجه، وبفعل قوة الجذب التي يمارسها الأنف أثناء الشهيق يندفع الهواء من
خلالها دون أن يمر بفلتر الكمامة، وبالنتيجة فإن أكثر من «70 %» من الهواء
سيمر دون تدخل من فلتر الكمامة... ما دفعني إلى البحث عن سبل لسد تلك
الثغرات الفنية في الكمامة (MASK F-H-4) التي حصلت عنها على براءة اختراع
رقم 5107».
وتختلف الكمامة «MASK F-H-4» عن غيرها في تصميمها للوصول إلى عتبة المرونة الخاصة بالنسيج، بما يحقق إطباقاً محكماً على الوجه وإجبار الهواء على
الدخول حصراً من خلال فلتر الكمامة دون تسريب محتمل من جانبي الأنف أو
الحواف الجانبية.
ويؤشر المخترع حداد إلى جوهر الاختراع في كمامته عبر قدرتها على تقليص قوة
الجذب التي يمارسها الأنف في عملية الشهيق بنسبة موازية لمساحة سطح مسامات الفلتر إلى مساحة سطح الحفر الأنفية، وهي تعادل «500» مرة تقريباً، ما يحقق وقاية نسبية من الغازات السامة المرافقة للعمل الصناعي إذا كانت نسبة التلوث في المكان أقل من «15%».
ويضيف حداد: إن ذلك يستوجب جعل قوة الجذب التي يمارسها الأنف في عملية
الشهيق مهملة عبر توسيع سطح التدفق، لأن قوة التدفق تتناسب عكساً مع سطحه، ونتيجة الإغلاق المحكم على الوجه في الكمامة «MASK F-H-4» يكون سطح التدفق الجديد ليس الحفر الأنفية بل مجموع مساحة مسامات السطح الأكبر بـ500 مرة تقريباً.
ويستدرك حداد بأن تقليص قوة الجذب التي يمارسها الأنف في عملية الشهيق لا
تعني أبداً أن كمية الشهيق انخفضت، بل تعني أن قوة جذب الأنف بعملية الشهيق
للغبار والغازات هي التي انخفضت بزيادة مساحة سطح التدفق.
ومن نقاط القوة الأخرى للكمامة «MASK F-H-4» قياساتها التي تؤمن حجرة
داخلية واسعة تضمن ابتعاد السطح الخارجي للكمامة عن التماس مباشرة مع الوجه بما يقي من الرذاذ الكيميائي «عند رش المبيدات الزراعية مثلاً». كما تتميز
الكمامة بطبقاتها المتعددة بحيث تتوضع مسامات كل طبقة بشكل متعاكس، ما
يؤدي إلى تضييق المسام أكثر فأكثر، والأهم من ذلك زيادة عشوائية أقطار
المسام، وهذا يعطي بالنتيجة اصطياداً أدق للأجسام الغبارية حتى قطر 7
ميكرونات شبه المجهري..