أيييي تذكرتها
هي كم بيت منها
أمِـــنْ تـذَكُّــرِ جـيــرانٍ بــــذي ســلــمِ
مزجـتَ دمعـاً جـرى مـن مقلـة ٍ بـدمِ
أمْ هـبَّـتِ الـريـحُ مــن تلـقـاءِ كـاظـمـة
ٍوأوْمَضَ البَرْقُ في الظلْماءِ مِنْ إضَمِ
فـمـا لعيـنـيـكَ إن قـلــتَ اكـفـفـا هَـمَـتـا
ومَــا لِقَـلْـبِـك إنْ قُـلْــتَ اسْـتَـفِـقْ يَـهِــمِ
أَيَحْـسَـبُ الـصَّــبُّ أنَّ الـحُــبَّ مُنْـكـتِـمٌ
مــا بَـيْـنَ مُنْـسَـجِـم مـنــهُ ومـضـطَـرِمِ
لولاَ الهَوَى لَـمْ تُـرِقْ دَمْعـاً عَلَـى طَلَـلٍ
ولا أرقـــتَ لـذكــرِ الــبــانِ والعَــلـم ِ
فكـيـفَ تُنْـكِـرُ حُـبَّـا بـعـدَ مــا شَـهِــدَتْ
بــهِ عـلـيـكَ عـــدولُ الـدَّمْــعِ والـسَّـقَـم
وَأثْبَتَ الوجْـدُ خَطَّـيْ عَبْـرَة ٍ وضَنًـى
مِـثْـلَ البَـهـارِ عَـلَــى خَـدَّيْــكَ والـعَـنَـمِ
نعـمْ سـرى طيـفُ مـن أهـوى فأرقنـي
والـحُــبُّ يَـعْـتَـرِضُ الــلَّــذاتِ بــالأَلَــمِ
يا لائِمِي في الهَوَى العُـذْرِيِّ مَعْـذِرَة ً
مـنِّـي إلـيـكَ ولــو أنـصـفـتَ لـــم تـلُــمِ
عَـدَتْــكَ حـالِــيَ لا سِــــرِّي بمُـسْـتَـتِـرٍ
عــن الـوُشــاة ِ ولادائـــي بمنـحـسـمِ
مَحَّضَتْنِـي النُّصْـحَ لكِـنْ لَسْـتُ أَسْمَـعُـهُ
إنَّ المُـحِـبَّ عَــن الـعُـذَّالِ فــي صَـمَـمِ
إنـي اتهمـتُ نصيـحَ الشيـبِ فـي عـذلٍ
والشَّيْـبُ أَبْعَـدُ فـي نُـصْـحٍ عَــنِ التُّـهَـم
فـــإنَّ أمَّـارَتــي بـالـسـوءِ مـااتـعـظـتْ
مــن جهلـهـا بنـذيـرِ الشـيـبِ والـهــرمِ
ولا أَعَـدَّتْ مِـنَ الفِـعْـلِ الجَمِـيـلِ قِــرَى
ضـيـفٍ الــمَّ بـرأسـي غـيــر محـتـشـمِ
لـــو كـنــتُ أَعْـلَــمُ أنِّـــي مـــا أوَقِّـــرُهُ
كتـمـتُ سِــراً بــدا لـــي مـنــهُ بالـكـتـمِ
مــن لــي بِــرَدِّ جـمــاٍ مـــن غوايـتـهـا
كـمــا يُـــرَدُّ جـمــاحُ الـخـيـلِ بالـلـجـمِ
فـلا تَــرُمْ بالمعـاصِـي كَـسْـرَ شَهْوَتِـهـا
إنَّ الـطـعـامَ يُـقَــوِّي شـهــوة َ الـنـهـمِ
والنفـسُ كالطفـلِ إن تهملـهُ شَـبَّ علـى
حُــبِّ الـرَّضـاعِ وإنْ تَفْـطِـمْـهُ يَنْـفَـطِـم
فـاصـرفْ هـواهـا وحــاذرْ أنْ تُـوَلِّـيَـهُ
إنَّ الهـوى مــا تـولَّـى يُـصـمِ أوْ يَـصـمِ
وَراعِها وهـيَ فـي الأعمـالِ سائِمـة ٌ
وإنْ هِـيَ اسْتَحْلَـتِ المَرْعَـى فـلا تُـسِـم
كَــمْ حَسَّـنَـتْ لَــذَّة ٍ لِلْـمَـرءِ قاتِـلَـة ً
من حيثُ لـم يـدرِ أنَّ السُّـمَّ فـي الدَّسَـمِ
وَاخْشَ الدَّسائِسَ مِن جُـوعٍ وَمِـنْ شِبَـع
فَــرُبَّ مَخْمَـصَـة ٍ شَــرٌّ مِــنَ الـتُّـخَـمِ
واسْتَفْرِغ الدَّمْـعَ مِـنْ عَيْـنٍ قـد امْتَـلأتْ
مِـنَ المَـحـارِمِ وَالْــزَمْ حِمْـيَـة َ الـنَّـدَمِ
وخالـفِ النفـسَّ والشيطـانَ واعصهمـا
وإنْ هُـمـا مَـحَّـضـاكَ الـنُّـصـحَ فـاتـهـم
وَلا تُـطِـعْ منهـمـا خَصْـمـاً وَلا حَـكـمَـاً
فـأنْـتَ تَـعْـرِفُ كـيْـدَ الخَـصْـمِ والحَـكـمِ
أسْتَغْـفِـرُ الله مِـــنْ قَـــوْلٍ بِـــلاَ عَـمَــلٍ
لـقـد نسـبـتُ بـــه نـســلاً لـــذي عـقــمِ
أمـرتـكَ الخـيـرَ لـكـنْ ماائتـمـرتُ بـــهِ
ومــا استقـمـتُ فماقـولـي لـــك اسـتـقـمِ
ولا تَــزَوَّدْتُ قـبــلَ الـمَــوْتِ نـافِـلـة ً
ولَـمْ أُصَـلِّ سِــوَى فَــرْضٍ ولَــمْ أَصُــمِ
ظلمـتُ سُنَّـة َ مـنْ أحيـا الظـلامَ إلـى
أنِ اشْتَـكَـتْ قَـدَمـاهُ الـضُّــرَّ مِـــنْ وَرَم
وشــدَّ مِــنْ سَـغَـبٍ أحـشــاءهُ وَطَـــوَى
تحتَ الحجـارة ِ كشحـاً متـرفَ الأدمِ
وراودتــهُ الجـبـالُ الُـشُّـمُّ مــن ذهـــبٍ
عـــن نـفـسـهِ فــأراهــا أيــمــا شــمــمِ
وأكَّـــدَتْ زُهْــــدَهُ فـيـهــا ضــرورتــهُ
إنَّ الضـرورة َ لاتعـدو علـى العصـمِ
وَكَيفَ تَدْعُو إلَى الدُّنيا ضَرُورَة ُ مَنْ
لــولاهُ لــم تـخـرجِ الدنـيـا مــن الـعـدمِ
مـحـمـدٌسـيــدُّ الـكـونــيــنِ والـثَّــقَــلَــيْ
يـنِ والفريقيـنِ مـن عُـربٍ ومـن عجـمِ
نبـيـنَّـا الآمـــرُ الـنـاهــي فــــلا أحــــدٌ
أبَـرَّ فـي قَـوْلِ «لا» مِـنْـهُ وَلا «نَـعَـمِ»
هُــوَ الحَبـيـبُ الــذي تُـرْجَـى شَفاعَـتُـهُ
دعـــا إلـــى اللهِ فالمستـمـسـكـونَ بــــهِ
مستمـسـكـونَ بـحـبـلٍ غـيــرِ منـفـصـمِ
حلوة